لبنان ٢٤:
2025-10-16@09:59:09 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان 

تداخلت الملفات من المال الى الامن الى الرئاسة الاولى والواقع على حاله والنتيجة معروفة سلفا لا حلول ولا معالجات دون انتظام الحياة السياسية وانتخاب رئيس للبلاد يريح العباد من واقعهم الاقتصادي والاجتماعي المأزوم. 
على المسار المالي وفي مؤتمر صحافي هو الثاني له منذ تسلمه حاكمية مصرف لبنان بشر وسيم منصوري العاملين في القطاع العام بدفع رواتبهم هذا الشهر بالدولار 
منصوري دق ناقوس الخطر محذرا من أن استمرار حال المراوحة والتأخير في إقرار الإصلاحات سيعرضان لبنان للعزل مطالبا القوى السياسية والنيابية باخراج السلطة النقدية من أي تجاذب سياسي
امنيا وفي عيد الامن العام الثامن والسبعين كشف اللواء الياس البيسري عن توقيف شبكة تجسس لصالح العدو الإسرائيلي في مطار رفيق الحريري الدولي مؤلفة من شخصين حاولت مغادرة لبنان, مشددا على أن مكافحة الإرهاب أولوية ومكافحة شبكات التجسس لصالح العدو الاسرائيلي أولوية مطلقة.


اما رئاسيا فمرحلة جديدة من شد الحبال على بعد ايام من انتهاء المهلة التي منحها  الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان للنواب للاجابة عن سؤاليه(2) حول مالرئاسة الاولى وسط  معطيات تفيد ان اي اختراق لن يسجل خلال الزيارة الثالثة له  والمرتقبة في النصف الثاني من ايلول المقبل حيث ان رئيس المجلس النيابي  متمسك بالدعوة الى الحوار والتوافق في مقابل تمسك المعارضة بمطلبها فتح دورات انتخابية متتالية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. 
وقبل الانتقال الى الخارج حسر لبنان اليوم والصحافة اللبنانية ةالعربية علما من اعلامها طلال سلمان صوت الذين لا صوت لهم ومن اسرة تلفزيون لبنان التعازي الحارة لعائلة ال سلمان وللاسرة الاعلامية اللبنانية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

متحور جديد من فيروس الإنفصام العوني شديد التوتر أصاب الخطاب السياسي لميشال عون وصهره وقناة صهره الثاني التلفزيونية ودفع اللبنانيين مجددا الى إرتداء الكمامات بإنتظار نتائج فحوص التشخيص السريري على المستوى الوطني للمتحور العوني 
من أعراض هذا الإنفصام أن يقوم ثلاثي أضواء المسرح بالهجوم على شركائهم في الوطن وتوجيه الإتهامات الباطلة بحقهم لمجرد أن هناك من قال وفعل على طول الطريق في ملف النفط في الوقت الذي فشل غيره فلم يستخرج سوى الوهم 
تيار يقول الشيء ويفعل عكسه... يقول انه لا يقبل بالشغور في بعبدا و يعطل المؤسسات الدستورية تحت هذا العنوان وفي الوقت نفسه يبيع ويشتري في الرئاسة لمصالح شخصية وآخر إبداعاته الدعوة لتفصيل رئيس على قياس هذا التيار و بمواصفات المنتمين اليه 
نتفهم وضعكم النفسي ونتمنى لكم الشفاء العاجل ونصيحة لوجه الله "شوفوا حكيم". 

على أية حال فإن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل توجه للرؤوس الحامية من أهل النكد والتعطيل والحقد بالقول: لن نقف امام هرطقات ونحن نريد ان نستثمر ايجابا كل المحطات واخرها التنقيب عن النفط… كل الناس تعرف بحق من هو صاحب الفضل في اطلاق القانون النفطي وفي العمل من اجل انجازه والدفع في اتجاه تأمين الظروف التي سمحت باقراره بافضل صورة 
في الشأن النقدي حقق حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري نوعا من الإستقرار الإجتماعي بعدما اعلن انه امن دفع رواتب الموظفين بالدولار انطلاقا من استفادة 400 الف عائلة كانت ستدخل في لعبة الصرف والخسارة من قيمة الرواتب لو دفعت بالليرة بالإضافة الى ترسيخ الاستقرار الامني عبر تأمين حاجات المؤسسات الامنية والعسكرية الدولارية وكل ذلك من دون المس بأموال الاحتياط ولا دفع خسائر مالية.
بعيدا من السياسة والأمن والاقتصاد فقد عالم الصحافة والاعلام في لبنان والعالم العربي واحدا من أبرز رواده: طلال سلمان مؤسس صحيفة السفير
سلمان توفي اليوم عن خمسة وثمانين عاما تاركا إرثا غنيا على المستويين الصحفي والثقافي انطلاقا من جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان.
الـNBN تتقدم بالتعازي برحيل طلال سلمان من عائلته الصغيرة كما من العائلة الصحفية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

لا مس بالاحتياطي. لا قروض للحكومة لا بالليرة ولا بالدولار، ولا نية لطبع كميات اضافية من الليرة لتغطية نفقات الدولة. لاءات ثلاثة رفعها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، مؤكدا التزام سياسة مالية ونقدية جديدة تخالف السياسة السابقة. منصوري لم يكتف برفع اللاءات في وجه الطبقة السياسية الحاكمة، بل حذر من التأخير في اقرار القوانين الاصلاحية، معتبرا انه مع كل يوم نخسره, تضعف فرص الحل كما يقل امكان حصول المودعين على وديعتهم. فهل تستجيب السلطة السياسية لمطلب منصوري، وهو مطلب معظم اللبنانيين؟ ام تواصل سياسة الاهمال واللامبالاة ما يعمق ازمات المواطنين اجتماعيا واقتصاديا وماليا؟ 
على الصعيد الديبلوماسي،  لفت اجتماع عقده وزير الخارجية عبد الله بو حبيب مع  مندوبة اميركا الى الامم المتحدة  التي طلبت من بو حبيب معالجة انشطة جمعية "اخضر بلا حدود" المدرجة على لائحة العقوبات لتقديمها الدعم والغطاء لعمليات حزب الله على طول الخط الازرق في الجنوب. فهل الحكومة اللبنانية قادرة حقا على معالجة انشطة حزب الله؟

امنيا، التحقيقات مستمرة في حادثة الكحالة، في وقت يواصل  تلفزيون "المنار" تلفيق الاخبار . 
فالتلفزيون الناطق باسم حزب الله  أعد امس تقريرا تلفزيونيا ورد فيه ان هناك جريحا نقل اثناء حصول حادثة الكحالة بسرية تامة الى مستشفى ديو. لكن الاجهزة الامنية التي حققت بالحادثة تؤكد ان لا احد وصل من الكحالة الى اوتيل ديو ليلة الحادثة. كذلك اوردت  "المنار" ان كاميرات المراقبة في اوتيل ديو اطفئت حين وصول الجريح حتى لا تعرف التفاصيل عنه.
 لكن تبين للقوى الامنية التي حققت في الموضوع ان الفيديوهات موجودة ، وقد سلمتها ادارة المستفى الى الاجهزة الامنية المعنية. فهل معقول ان يصل اختلاق الاخبار الى هذا الحد؟ وهل مسموح ان يتحول بعض الاعلام الى وسيلة لتضليل الرأي العام ولضرب الحقيقة؟ 
وانطلاقا من هنا: هل نحن من يهدد السلم الاهلي،  ام من يواصل زرع الشكوك ليل نهار، ويبتكر  سيناريوهات متخيلة ، وذلك لايهام اللبنانيين عموما وجمهوره خصوصا انه يتعرض لمؤامرة ؟ فمتى تتوقف هذه المهزلة ؟ حمى الله لبنان من الكذبة والمضللين!

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

من بين ركام الازمات، وانقاض التفرقة وتراكم الملفات، حاول الصهاينة مجددا مد اليد مباشرة الى الساحة اللبنانية، وهم الحاضرون دائما تخفيا وعبر ادوات في العديد من الازمات .

فمع العيد الثامن والسبعين للامن العام كان الاعلان عن توقيف شبكة تجسس في مطار بيروت الدولي تعمل لصالح العدو الصهيوني، مؤلفة من شخصين، قامت بعمليات في الداخل اللبناني، وكانت تحاول مغادرة البلاد وفق ما كشف المدير العام بالانابة العميد الياس البيسري ..

شبكة تجسس علمت المنار انها اجنبية، مهمتها جمع معلومات ومعطيات حساسة، وليس التحضير لعمليات اغتيال. وفيما التحقيقات مستمرة مع الخلية الموقوفة، فان الامن العام بصدد اصدار بيان خلال ايام يشرح تفاصيل القضية ..

في قضية الكحالة لا تزال التحقيقات مستمرة، وتعمل الاجهزة الامنية على متابعة وتحليل المعلومات التي وردت في التحقيقات لدى الاجهزة العسكرية والقضائية ومنها قضية كاميرات اوتيل ديو ..

في قضية ارهابي حي السلم استوت التحقيقات على رواية رسمية حول المنتحر في ضاحية بيروت بعد ان فجر في ريف دمشق، ومؤشراتها ان الخطر الارهابي حاضر، وان رادعه هو الاجهزة الامنية وامن المقاومة كما قال رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا للمنار ..

ومقابل ثلاثية الموت: الارهاب الصهيوني ونظيره التكفيري وربيبتهما الفتنة، فان المعادلة الذهبية تحتفي بانجازاتها المخلدة في آب، من الانتصار على الصهاينة عام الفين وستة الى تحرير الجرود من التكفيريين عام الفين وسبعة عشر، فتحرير النفط من القبضة الصهيونية والفيتوهات الاميركية ..

وعن هذه المعادلة الذهبية الباقية بوجه كل التهديدات والتحديات، ومع زحمة الملفات يتحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عبر شاشة المنار، في ذكرى التحرير الثاني عند الثامنة والنصف من مساء الاثنين المقبل ..

ومساء اليوم غيب الموت شاهدا على الانتصارات الثلاثة، حاملا لسلاحها الاعلامي ولجراحه التي نزفت بوجه المشروع الصهيوني والفتنوي، انه الصحفي الكبير طلال سلمان ناشر جريدة السفير – صوت الذين لا صوت لهم..   مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

على وقع التنقيب المتواصل بحثا عن الغاز في البلوك رقم 9، يتواصل التنقيب بحثا عن خلافات اضافية، على مساحة البلوكات السياسية اللبنانية، عشية الزيارة الموعودة الجديدة لجان ايف لودريان، باسم اللجنة الخماسية هذه المرة.
اما النتيجة، فتمترس رئاسي ممدد في معسكري الفرض والرفض، ومراوحة حكومية في الفشل، في موازاة عجز واضح للسلطة التشريعية عن القيام بالحد الادنى من واجباتها، سواء على مستوى انتخاب رئيس للدولة، او الشروع في اقرار القوانين الاصلاحية، التي جدد حاكم مصرف لبنان بالانابة اليوم التحذير من تأخيرها، خلال مؤتمر صحافي رسم خلاله حدودا قانونية بين الاداء الجديد في المصرف المركزي، واداء الحاكم السابق الضائع، نظريا على الاقل، والملاحق حول العالم، رياض سلامة.
فما الذي سيدفع اللبنانيين الى العبور نحو الحل؟ سؤال لا اجابة عليه في المدى المنظور. فلا الانهيار الاقتصادي والمالي نفع، ولا انفجار مرفأ بيروت حرك الضمائر، ولا خطر انفلات الاوضاع في وقت لن يكون بعيدا اذا استمر الهرب من الاصلاح، اعطى نتيجة.
وفي غضون ذلك، يواصل اكثر السياسيين حياتهم كالمعتاد، غير آبهين بمعاناة الناس، المقتنعين اصلا بألا حلول جذرية في الافق، في وطن بدأ يشهد بوادر انقضاء العطلة الصيفية، ومعها عودة المنتشرين الى بلدان الاغتراب، مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد.
اما للمستقبل، فأمل معقود على مسارين، لا ثالث لهما:
مسار التنقيب عن الغاز الذي انطلق على وقع حملة حاقدة على الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، ومسار التدقيق الجنائي وتداعياته على الاداء العام، ولاسيما في مصرف لبنان.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

ما يهم موظفي القطاع العام والمتقاعدين الذي يقارب عددهم النصف مليون أو أقل بقليل، أن رواتبهم ستدفع بالدولار الأميركي على سعر صرف 85500، هذا ما أكده حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الذي دق ناقوس الخطر بأنه لا يمكن للمصرف المركزي أن يحافظ على الاستقرار النقدي من دون تعاون مع المجلس النيابي والحكومة.
منصوري استخدم كلمة تعاون، لكن هل هو تعاون مع حكومة تصريف أعمال ومجلس نواب لا يقوم بوظيفته الأساسية، وهي: انتخاب رئيس? فالتعاون في غياب رئيس للجمهورية، غير مجد  أو على الأقل غير فعال.

السياسة تراوح مكانها، ولا جديد مرتقبا قبل الإثنين، انتظارا لمواقف جديدة قد يطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

في موضوع الحريات " لا حياد في معركة الحريات "، وقد صدر بيان عن مجموعة من الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية ، يرفضون فيه التحريض وينبذون الكراهية، ومما جاء في البيان : " نرفض خطاب رهاب المثلية أو الهوموفوبيا وكل الخطابات التحريضية والتمييزية ضد الأقليات الجنسية، والتي تحاول فرضها مجموعات متطرفة وبعض  المسؤولين الطائفيين السياسيين والدينيين والأمنيين؛ ونعتبر أن هذا الخطاب التمييزي والترهيبي والتهجيري إنما يمس بميثاق العيش المشترك ".

عربيا، تظاهر مئات السوريين مجددا اليوم الجمعة في مناطق عدة في محافظتي درعا والسويداء في تحركات انطلقت احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت الى المطالبة ب"إسقاط النظام"، وفق ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد المحافظتان منذ نحو أسبوع تحركات شعبية أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، وقفة مع خبر صحافي بارز، فقد رحل اليوم عملاق من عمالقة الصحافة اللبنانية ، طلال سلمان " صوت الذين لا صوت لهم " كان شعار صحيفته "السفير": "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان. 

رحل صاحب المقال الأسبوعي " على الطريق" التي يبدو أنه خطا اليوم خطوته الأخيرة عليها. تتفق معه أو تختلف، كان طلال سلمان كان أحد أعمدة الصحافة اللبنانية: من كامل مروة إلى غسان التويني إلى جورج نقاش إلى رياض طه إلى سعيد فريحة إلى سليم اللوزي إلى ميشال أبو جودة إلى كثيرين ممن لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، سواء في لبنان أو في العالم العربي. 
فرادة طلال سلمان أنه حافظ على  خط تحرير " و سياسة تحريرية " واحدة ، في السفير ، منذ العدد الأول حتى العدد الأخير ، رغم تبدل الأنظمة والعهود ، وهذا إرث حملته السفير وندر أن استطاعت صحف  أخرى أن تجاريها فيه. 

ويوم توقفت السفير عن الصدور، أحدثت فجوة في الصحافة اللبنانية لم يكن من السهل ملؤها .

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

أن يرحل طلال سلمان.. فقد نكس القلم العلم اللاعب في الحبر وصانع الخبر..

اليوم هو الخبر. انطفأ "نسمة" الذي لم يعرف له مهنة إلا الحب وملاك الموت سيقرأ الان من صفحات أبو أحمد ويتخذه صديقا من ورق لم يسقط علينا خبر رحيله بالمظلة نحن الذين افتتحنا صباحاتنا على شغف الانتظار وعلى سبك المباني والمعاني واستعارات أمهات الكلام من بطون اللغة وعلى مجازات التعابير وإصابتنا في مقتل يومياتنا وتكرار أزماتنا وفي الضرب على وتر قضايانا الكبرى صوت الذين لا صوت لهم,

سفير الصحافة اللبنانية والعربية أقفل باب الروح على روحه ومذ تقاعد حبره غلف نفسه بالنسيان وجلس يراقب المشهد عن بعد.

ولكننا ونحن الذين تتلمذنا على حروفه وجمله تلزمنا ذاكرة أخرى كي نستوعب رحيل قامة الإعلام المكتوب على ناصية قضية فلسطين ووحدة عربية بددها كابوس انقسام الساحات وحلم حركة القوميين العرب حين نعاه طلال سلمان وكتب ممازحا: "في وداع الفضوليين العرب"
رحل طلال سلمان بجسد متعب وترك خلفه مناديل من ورق وأرشيفا من كلمات وسيرة عملاق على رؤوس أشهاد القلم هو الذي انحدر من بقاع الخارطة...

واستقر في قلب العاصمة متسلحا بقلم وبضعة قروش ومن شغف اللغة تدرج على سلم الصحافة إلى أن امتلك المدقق اللغوي جريدته الخاصة فكانت السفير منبرا للحرية وقضايا الأمة ومدرسة تخرج منها كبار الأقلام وصفحات طبعت عناوينها بمآسي كل المراحل وضمت أسماء لامعة في الفكر والأدب وفتحت ديارها لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية: حليفة كانت أم خصمة وهي البصمة التي لا تقلد والتي كرسها طلال سلمان طيلة عمر السفير...

نجا طلال سلمان من محاولة اغتيال لكنه واجه القاتل بقلم من رصاص وحدد مواصفاته ولم يجعله مجهول باقي الهوية، كاسرا من حوله هيبة الفخامة, ومنذ لحظة اندلاع الحرب الأهلية في لبنان حملت السفير اسم "المقاتلة" تيمنا بناشرها
على الطريق "الى طلال" بنيت جمهورية السفير التي فيها عاشت قضية برمزية فلسطين وقهر لبنان هو الذي اعتقلته السلطات اللبنانية بتهمة نصرة الثورة الجزائرية وهو الذي عنون على اتفاقية كامب ديفيد "الساقط عند المغتصب" وهو الذي أقفلت جريدته بقرار سياسي كيدي، فاستعار "بيروت المساء" وكتب السفير بالحرف الصغير مع دمغة الحمامة وسلمان هو الذي استقبل غسان كنفاني العائد إلى حيفا في مكاتب السفير وفرش الظل العالي على درويش فلسطين وحول الجريدة إلى مسقط رأس القضايا العربية ونصرته
وفي مكاتبها تجول حنظلة فرفع ناجي العلي مفاتيح البيوت قبل ان يغتال في لندن.. فكيف لهذا التاريخ أن يمحوه موت. مرغما أقدم طلال سلمان على سحب أوراق اعتماد السفير من بين أيدي القراء بعد اثنين وأربعين عاما من سبك الروح على الورق وحانت لحظة النهاية ولا بد للرحلة من نهاية  كما قال.
واليوم وضعت تلك الرحلة خاتمتها وكتبت آخر فصولها. وكما اسس سلمان جريدة  غمرت قضايا الناس فقد سحب اوراقها في بداية العام الفين وسبعة عشر متأثرا بازمة اقتصادية سوف تدمر بلدا بناه بحبر العين رحيل طلال سلمان هو الخبر وفي الحقيقة أن مبتدأه سيبقى حيا في ذاكرة من عايشوه وواكبوه وكبروا على نواصي حروفه . لم يرحل طلال سلمان بل كما قال طلال حيدر:" فتح عتمة خيالو وفات". 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: صوت الذین لا صوت لهم الصحافة اللبنانیة الاجهزة الامنیة حاکم مصرف لبنان الوطن العربی وسیم منصوری طلال سلمان حزب الله فی لبنان هو الذی

إقرأ أيضاً:

الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب

على مقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد، القتينا نحن الثلاثة، يحاوطنا الليل على مقربة من منتصفه لبدء يوم جديد، فيما رائحة اليود تنعش الأجساد بروية فتطرد النعاس من العيون، أما عبده الإسكندراني رحمه الله، يحاصرنا بصوته ويأسرنا ببحة طربه وتنغيم المقام وتنويعه وتمويجه كأنما تسبح في الصوت لا تسمعه فقط ثلاثتنا.

رؤوف فاضل، نصف المتصوف ونصف الارستقراطي، سليل الأسرة التي يعمل أغلبها بالسلك الدبلوماسي، هو لا يحبذ التحدث عن هذا الأمر، يقول إن الناس تنجذب لبريق السلطة، لذا يحب التخفي ضمن العوام، لكن تفضحه بعض الأفعال، رغم السبحة التي لا تترك يده، كان عائدا لتوه من أرض الأحلام "الولايات المتحدة الأمريكية "حزينا في عودته، كان يود البقاء فترة أطول، ليكمل مشروعه مع صديقه الذي انتمى لتلك البلاد وحمل جنسيتها، لكن الأقدار قالت كلمتها.

حيث استيقظ صباح يوم ليجد أن عليه التوجه لقسم الهجرة طالبا منه المسؤول الأمريكي مغادرة البلاد ثم العودة مرة أخرى بسبب خطأ في سيستم التأشيرة وبصمة العين ،لذا عليه أخذ ختم المغادرة والدخول للبلد من جديد ،فلما فعل وعاد إلى مصر ،-والله شاهد أن ما أقوله الآن عزيزي القاريء هو الصدق حيث كنت شاهدا على الواقعة أنا كاتب هذه السطور "- ،متبرما من السيستم والتأشيرة وفعل القدر ، فحاولت التخفيف عنه ،ومضينا تجاه المقهى الأحمدي عقب صلاة العشاء في مسجد شيخ العرب سيدي أحمد البدوي ،ولما جلسنا ،جاء الرجل الذي يسير حافيا ونشهد أنا وهو فقط بسره مع الله ،ثم وقف أمام رؤوف ،قال له :"انس... مافيش أمريكا تاني ..." انصرف الرجل ،بينما تملك رؤوف الغضب ،وانا لم أعط الأمر شغلا في التفكير ،وودعني رؤوف وانقطعت أخباره لمدة قاربت الأسبوعين ،وإذ أجد اتصالا يحمل كود دولة الولايات المتحدة ،أرد فيجيبني رؤوف بضحكة جهورية ،ويقول :"روح قول للراجل المجذوب أنت أونطة أنا في مطار أمريكا أهو وخلاص داخل أخد ختم الدخول "..الحق أنني اندهشت ،تحيرت ،طيلة تجاربي مع هذا الولي الخضري كانت كراماته صادقة ...مر على اتصال رؤوف ساعة ...وإذ بالرقم يتصل مرة ثانية :" الله يخرب بيت قعدتك يا رامي يامنشاوي ...روح دور على الراجل الطيب واعتذر له ...ضابط التاأشيرة رفض يدخلني البلد وانا منتظر الطائرة العائدة لمصر وقاعد زي الشحات في المطار ...أنا أسأت الأدب مع أهل الله "....

ما الذي يجعلني عزيزي القاريء أن أحكي لك هذه القصة عن صديقي رؤوف ؟ّ!..ولما انتقلت بك من مكان الحدث الحالي الأسكندرية لقصة قديمة حدثت لرؤوف وعدت بك إلى طنطا ؟...ربما أردت أن أنقل لك خلفية الحضور للأشخاص طالما شرفت باستضافتك أخي القاريء على تلك المنضدة المتواضعة بمقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد في الأسكندرية ...فاغفر لي إطالتي وأكرر طلبي في ما أكتبه لك دوما أن تستطيع معي صبرا.

أما صديقي الثاني فهو حسن عمران ،صديق الطفولة وقدر الرحلة ،رؤوف ليس عميق الصلة بحسن ،إذن كيف اجتمع الاثنان ؟..سأخبرك ..أما حسن فقد عاد من أسبوع من الخليج العربي ،يعمل معلما هناك ، كان لا يحمل للدنيا هما ،إذا رأيته تحسبه لا يتوقف عن الضحك ،وركز على الفعل كان عزيزي القاريء ،حسن عاد من الغربة منذ أسبوع ،أخبرني أنه أصبح مريضا بارتفاع مزمن في ضغط الدم ،حزنت له وأدركت أن لك شيء مقابلا ، رؤيتنا الآدمية دوما قاصرة طامعة غير قانعة ،الشيلة اما تقبلها كلها أو ترفضها كلها ،دوما ننظر للجزء الذي يغري العنصر الناري فينا يغري النفس، فلوس الخليج وسعر الصرف مقابل تغييره بالجنيه المصري ...طلب مني رؤوف أن يذهب لمكان بعيد لا يود الحديث لأحد، فقط يظل كعادته صامتا متأملا ،هو من أصحاب الأحوال كما لقبته منذ معرفتي به ،ملول ،سريع التغير ،مزاجي ،فجأة يقف ،فجأة ينصرف دون أن يودع أحدا ،هكذا عليك تقبله إذا التقيته ....وحسن هاتفني يخبرني أنه يشتري بعض الونس والألفة والبهجة محاولا اقناع نفسه بأن مال الخليج سيرطب على روحه ،طلب مني أن ألتقيه في الأسكندرية ،وخطط القدر لثلاثتنا ....

أنت الآن ضيفنا الرابع على المنضدة  ،تجاوزنا منتصف الليل ،بعض الجالسين لا يبدون غرباء مثلنا ،منهمكين في لعب الطاولة وبعضهم يلعب الدومينو ،والأغلبية منهمك ومشغول ومسكون بلعنة العصر ....الهاتف الأندرويد القاتل والمحتل لآدميتنا .

رؤوف في تأمله ،حسن يضحك ثم يتناول هاتفه ويتحدث مع ابنته ،أنا غارق مع عبد ه الأسكندارني. ثم فجأة يطفأ الرجل صوت عبده الأسكندراني ،تتملكني حالة من الضيق لاستكمال الموال ،يأتي الرجل الذي يلبي طلبات النزلاء بالمقهي ،أتحدث اليه بانفعال "قفلتوا ليه موال عبده الاسكندراني ؟"...يبتسم الرجل الذي استوعب غضبتي مجيبا بتودد :"ظهر أبو الموال اللايف ...سيد الاسكندراني وهتسمع أحلى موال بس انت ركز في الحدوتة "...أتأمل يمينا ويسار ،وأخال الرجل قد استخف بعقلي ،فيظهر من خلفي ذلك الرجل ،أو قل تلك الكومة لبشرية ،ترجل خطوات بقدم حافيه ،أحاول تأمل وجهه وملامحه ،أخفاه بصبغات ورنيش الأحذية كأنما يود التنكر والهرب من شخصيته ،جلباب بني معلق في رقبته العديد من السبح الضخمة كأنما هي أغلال تعانق روحه وتكبل جسدة وتذكره بأمر ما ...الرجل يمسك في يده المظهر "الرق "...الدف بالشخاليل ...يقف أمام الجميع فيترك كل فرد ما في يده ،يقول رجل اشجينا ياحاج سيد ،من هو ذلك الرجل ...؟...تتيقظ كل حواسي فور سماع نبرة الآهة الحالمة الحزينة الشجية الوليفة العذبة الخارقة لكل حصون مشاغل الحياة ...يتحدث بل ينتحب بل يطربنا الموال :"الندل لما شبع ماعرفش مين صاحبه أما العويل لو شبع بيدوس على صاحبه ..اكمن صاحب مالية وفي البلد ماشي ..اللي يحبك يجيلك عالقدم ماشي ..مدام معاك حظ ...او تعمل من الخشب ماشي....والفقير لما يدن في مالطة مين يقول ماشي"....ضيعت مالي على الواطيين ...ضيعت مالي شمال ويمين ..معاك فلوس تلقى حبايبك ...قصاد عيونك طوالي"

الرجل الذي ترك ذقنه حتى طالت لنصف متر أو يزيد ،عم سيد الاسكندراني ....،يقول رجل ممن يجاورنا :" ياااه ياحاج سيد كان خيرك مغرق بحري للأنفوشي ربنا يلطف بيك "،التقط من الرجل كلماته ،لا يقبل عم سيد مالا من أحد ،يقول الموال وينشده ويأخذ كوب الشاي ويمضي جهة البحر ،اقفز من مجلسي للرجل الذي تحدث عن عم سيد...اقتحم الجلسة التي يجلسها مع أصدقائه أسأله بلا تأدب أو استئذان :"مين عم سيد الاسكندراني وايه حكايته ؟" فيسألني الرجل :أنت من بحري ؟ فأجيبه باني من طنطا فيقول الرجل :"شيء لله يا شيخ العرب " لكن لكي تود أن تعرف الحكاية عليك أن تتحدث مع الحاج فايز كان صاحبه وعارف قصته ،

وأين أجد الحاج فايز ؟

في مكتب العقارات الذي يجاور سيدك المرسي ،هل سيكون متاحا الآن؟،يلحظ الرجل اهتمامي فيسأل :"أنت شاغل نفسك ليه ومهتم بحدوتة الحاج سيد الاسكندراني ...؟أجيبه :"عايز اكتب قصته للناس ... "

عقب اتصال من الرجل في المقهى بالحاج فايز ، قصدت المشروع "السرفيس من ناصية الكورنيش "خمس دقائق للوصول أمام ساحة سيدي المرسي ابي العباس ،كنت قد استأذنت في أدب من صديقي ،رؤوف أخرج سبحته يحوقل لمشهد الرجل ،بينما حسن شاخص بوجهه وأنا استأذنتهم عشر دقائق ريثما أعود ،ولم يطلب مني نفر منهما أن يشاركني المسير فمضيت ...

-أيه حدوتة عم حسن الاسكندراني يا حاج فايز ؟.

-حدوتة اسمها غدر الصحاب .

عايز اعرفها لو تكرمت ؟ وهل كل أهل اسكندرية على علم بها ؟

-كل أهل الماكس يعرفون الحدوتة لأنها لا تزال في الأذهان ،الحدوتة من 2008 ليست ببعيدة لكي ينساها الناس .

ايه الحدوتة ؟

-حسن الاسكندراني كان من أغنياء الماكس ومنطقة بحري ،كان بيتاجر في الأراضي والعقارات زي حالاتي ،بس هو ربنا فتح عليه من وسع بسبب أرض العامرية ،اشتراها في الرخص ولما دخل العمار عليها بقى من أصحاب الملايين لما كان للملايين قيمة ،وكان حسن شاطر وبيعرف يبيع ويشتري ،أخد الفلوس واشترى أراضي في العجمي بسعر رخيص وعملها عمارات والعمارات اتباعت شقق وكترت الملايين مع حسن ،لدرجة إنه كان كل يوم بيعزم صحابه في مطعم شكل ولون ،وبعدين اشترى يخت لمزاجه يطلع بيه البحر يدلع نفسه ،حسن كان وحيد وماعندهوش اخوات ،وجدع مع أصحابه ،اللي نعرفه وشفنها بعنينا ،انه اختفي أسبوعين ،وورجع ماشي حافي على شط الماكس يكلم نفسه ،والناس قالت اتهبلت ،وطبعا رحنا مكتب العقارات والعمارة للي كان فيها نسال عليه بما اننا في نفس الكار والشغلانة ،لكن لقينا طقم حراسة من اللي بتطلع في التلفزيون ،وقالولنا انه صفى املاكه وباعها ....وماحدش يجي يسأل عنه تاني ،وفجأة الأهالي اللي تعرف حسن لقيته نايم على كرتونة جمب جامع سيدي المرسي أبو العباس ،ولما الناس كانت تيجي تساله في ايه وايه للي حصلك كان يغني موال الصحاب الغدارين ويمسك صفيحة ويقعد يطبل عليها ،واستمر حاله كده سنة ورا سنة ،يختفي ويظهر في بحري ،قعدته دلوقت ما بين سيدي المرسي وبين شط الماكس الصيادين بتحبه ،يجبلهم شاي وسكر ويقعد يغني موال معاهم وبعدين يمشي في ملك الله ...

-وازاي حصل غدر الصحاب ؟

- شوف الحكايات كتير ،بس منهم حكاية هو قالها في موال مرة وما قالهاش تاني ،قال انه كان في قعدة كيف ومزاج ،وكان معاه صحابه وشربوه ومضوه وبصموه على بيع املاكه ،وفي حد من المحامين حب يتطوع ويمسك قضية حسن ويطلب باستراداد أمواله اللي اتضحك عليه فيها ،لكن حسن فقد عقله وبقى هايم في ملك الله ،ولما حد يقوله اعمل توكيل ونرفع عليهم قضية ،يشاور على السما ويقول :"انا منتظر حقي من الملك قضيتي عند الملك ,,,ويضحك شوية ويعيط شوية ...وهي دي حدوتة حسن ....ضحية غدر الصحاب والنوم عالرصيف بعد ما كان بينام  عالحرير ...

- لكن لما يطلي وجهه بورنيش الأحذية ؟

- ناس تقول يمكن عشان يخبي شخصيته وماحدش يعرفه .

انصرف بأدب من ضيفي ،كأنما أجد الحاج حسن الأسكندراني يتجلى أمامي بمواله وصوت دندنته في أذني ،كأنما يهمس لي بسر ،سر طلاء الوجه بالورنيش ، كانما يود إيصال رسالة للآخر ،يخبرهم أن المال زائل والسلطة زائلة ،والملك زائل ،،،كأنما يقول أن وجهه يلطخه بالورنيش كأنما يصفع نفسه بالنعال ،ربما ندما ،ربما طلبا الغفران من الخالق ،ربما تذللا بظاهر الأمر وباطنه ...وربما للأمر تأويلات أخرى لا نستوعبها نحن من سمع مأساة هذا الرجل .

مقالات مشابهة

  • التعازي بوفاة والد السفير سفيان القضاة
  • الأخضر.. تأهل مستحق لكأس العالم
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء
  • مندوباً عن الأمير الحسن .. وزير الأوقاف يفتتح مسجد الفتح “لواء 40”
  • الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب
  • رسامني بحث مع السفير الإيطالي في تعزيز التعاون ومشاريع البنى التحتية
  • السفير الأميركي الجديد في لبنان: مستقبل لبنان ملك لكل من يؤمن بوحدته
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • مقدمات نشرات الأخبار ليوم الإثنين
  • الرئيس اللبناني: "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة