الرياضة في رؤية 2030.. تميز محلي وتوهج عالمي
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
البلاد- جدة
تمثل الرياضة ركنًا من الأركان الأساسية التي تنطلق فيها رؤية السعودية 2030، لاسيما وأن الرياضة تمثل جزءًا من ثقافة المجتمع السعودي، الأمر الذي جعل القطاع الرياضي يحظى بدعم سخي من القيادة الرشيدة، لتعظيم الاستفادة منه بشكل أكبر في تعزيز النمو الاقتصادي، وصحة الأفراد وبناء مجتمع أكثر حيوية.
وتزامنًا مع الطفرة الرياضية في المملكة، جاء تأسيس وزارة الرياضة بدلًا من الهيئة العامة للرياضة عام 2020 ليفتح آفاقًا جديدة في القطاع الرياضية بالمملكة لتنطلق معه العديد من الإستراتيجيات والبرامج التي دشنت لمرحلة جديدة نحو المستقبل.
وشهد عام 2021 إطلاق العديد من البرامج والإستراتيجيات، التي دشنت عهدًا جديدًا للرياضة السعودية، حيث تم إطلاق إستراتيجية دعم الاتحادات الرياضية، وبرنامج تطوير رياضيي النخبة، وبرنامج “فخر” لتأهيل ذوي الهمم، وإطلاق برنامج “دبلوم إدارة التسويق والاستثمار الرياضي”، بالإضافة إلى تدشين إستراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.
وشهد عام 2023 إطلاق سمو العهد إستراتيجية تخصيص الأندية الرياضية، وكان المشروع الطموح الذي يعد أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030، قد انطلق في مرحلة أولى شهدت تحول 4 أندية إلى شركات وهي الهلال، والنصر، والاتحاد والأهلي؛ لتكون مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بجانب 4 أندية أخرى تم تحويلها إلى شركات ونقل ملكيتها إلى جهات تطويرية، وهي:
– نادي القادسية لشركة أرامكو السعودية
– نادي العلا للهيئة الملكية لمحافظة العلا
– نادي الدرعية لهيئة تطوير بوابة الدرعية
– نادي الصقور لنيوم.
ومع إطلاق مشروع التخصيص انطلقت الأندية الأربعة الكبرى نحو مستقبل جديد استهدفت فيه أبرز النجوم العالميين؛ لترتفع القيمة السوقية للدوري روشن السعودي للمحترفين إلى أكثر من مليار يورو لأول مرة في تاريخ كرة القدم السعودية.
في المقابل فإن الأندية الأربعة الأخرى تمكنت بخطى متسارعة من تحقيق مستهدفاتها في وقت قياسي، إذ عاد نادي القادسية “المملوك لأرامكو السعودية” إلى دوري المحترفين كأحد أقوى أندية الموسم الجاري، كما تأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وتم تغيير اسم نادي الصقور إلى “نيوم” الذي صعد إلى دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه، وبات على موعد مع التتويج بلقب دوري يلو لأندية الدرجة الأولى للمحترفين.
وعلى خطى “نيوم” سار كل من الدرعية والعلا، اللذان تمكنا من الصعود إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى الموسم المقبل، فيما حقق الدرعية لقب دوري الدرجة الثانية لأول مرة، بينما حل العلا في الوصافة، ويعد الناديان أبرز المرشحين للصعود إلى دوري المحترفين في الموسم بعد المقبل 2026-2027، وهو ما ينبئ بتغير خارطة الكرة السعودية في السنوات القليلة القادمة، في ظل الدعم الكبير لهذه الأندية، التي تعمل وفق رؤية طموحة وشاملة للمنافسة ورفع مستوى كرة القدم السعودية.
ويعكس الزخم الكبير الذي أحدثه مشروع الخصخصة والرؤية الثاقبة في اختيار الأندية المستهدفة للتخصيص، ذلك التفاعل الكبير من الجماهير السعودية مع نهائي دوري الدرجة الثانية بين الدرعية والعلا، الذي أقيم على ملعب الأول بارك في الرياض، وشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا من جماهير الفريقين، في مشهد بدا كما لو أنه مباراة قمة في دوري المحترفين.
اللافت أن القفزة التي شهدتها المملكة رياضيًا، لم ترفع فقط من مستوى التنافسية، بل جعلت المملكة وجهة رائدة للرياضة عالميًا، كما أسهمت في تحقيق تأثير اقتصادي واجتماعي واسع النطاق، بوصفها بيئة حاضنة للاستثمار ومولدة للوظائف، مما يرسخ مكانة المملكة رياضي رائد في المنطقة والعالم.
تمكين المرأة رياضيًا
شهدت الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة مشاركة نسائية غير مسبوقة، حيث تزايد عدد النساء المشاركات في الأنشطة الرياضية بشكل لافت، مع تمثيل المنتخبات الوطنية في مختلف البطولات العالمية، بجانب توليهن مناصب قيادية في الاتحادات الرياضية، مما يعكس تمكين المرأة ودورها المتنامي في المشهد الرياضي.
وحتى عام 2017 كانت 7.3% من السعوديات يمارسن الرياضة أسبوعيًا، لترتفع هذه النسبة في 2024 إلى 46% بنسبة نمو بلغت أكثر من 500%.
وارتفع عدد الفرق الوطنية للسيدات إلى 40 فريقًا في 25 اتحادا رياضيا مختلفا، كما لم ينحصر الأمر على اللاعبات، إذ تبوأت المرأة المناصب القيادية رياضًيًا، بتواجد 7 رئيسات للاتحادات الرياضية مقارنة بعدم وجود أي رئيسة فيما قبل رؤية السعودية 2030، كما تتواجد 104 سيدات في عضوية مجالس إدارة الاتحادات الرياضية يمثلن 30% من المناصب القيادية.
وخلال عام 2021 تم إطلاق النسخة الأولى من الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات الذي مهد بعد وقت قصير لتشكيل أول منتخب سعودي للسيدات لكرة القدم.
اجتماعيًا، شهد ماراثون الرياض مشاركة نسائية بارزة، حيث كان 36% من المشاركين في الماراثون من النساء، كما انضمت 13 ألف سيدة تتراوح أعمارهن بين 35 و50 عامًا إلى المرحلتين الأولى والثانية من برامج الاتحاد السعودي للرياضة للجميع.
وتبرز العديد من الأرقام الأخرى حجم النمو الكبير في مشاركة المرأة وتمكينها رياضيًا، حيث ارتفع عدد الرياضيات من 823 رياضية في 2022 إلى 3531 في 2024 بنسبة نمو 329%، بينما ارتفع عدد المدربات من 35 في 2022 إلى 103 مدربات في 2024 بنسبة نمو 194%، فيما بلغ عدد الرياضيات المسجلات في بوابة رياضي الرقمية 9524 رياضية.
إنجازات رياضية سعودية عالمية
حصدت المملكة ثمار الإستراتيجيات والبرامج الطموحة التي أطلقت خلال السنوات الماضية، لدعم تحقيق التميز الرياضي وتمكين الكفاءات الوطنية، حيث سجل أبطال المملكة إنجازات بارزة في المحاف الدولية بمختلف الألعاب، وهو ما عزز مكانة الرياضة السعودية عالميًا.
ومن أبرز هذه الإنجازات الفوز بلقب العالم في النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية “فيفا” 2024 للعبة Rocket League، كما حقق أبطال الكاراتيه إنجازًا هو الأول في تاريخ المملكة بـ 7 ميداليات متنوعة في بطولة العالم للناشئين، وحقق أبطال رفع الأثقال 10 ميداليات في بطولة آسيا للناشئين، و4 ميداليات في بطولة العالم لرفع الأثقال وغيرها من الإنجازات العالمية.
الشمولية في القطاع الرياضي
شهدت السنوات الأخيرة توسعًا في دعم الأندية والاتحادات الرياضية وتطوير إداراتها ورفع كفاءتها.
ولم تنحصر القفزة التاريخية للرياضة السعودية في السنوات الأخيرة على قطاع كرة القدم، حيث تأسست العديد من الاتحادات في رياضات مختلفة من بينها الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية “2017”، الاتحاد السعودي للرياضة للجميع “2018”، الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج “2018”، ليرتفع عدد الاتحادات الرياضية مع نهاية عام 2024 إلى 97 اتحادًا مقارنة بـ 32 اتحادًا في 2025.
وارتفع عدد الأندية الممارسة للعديد من الألعاب 9 أندية في 2019 إلى 128 ناديًا في 2024 بمعدل نمو بلغ أكثر من 1300%، كما بلغ عدد الأعضاء في 45 ناديًا من أندية الحي إلى 43 ألفًا بنسبة ذكور 55%، وإناث 45%، كما استفاد 1800 شخص من برنامج “كبار السن” الذي أطلقه الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، كما شارك 1700 شخص في مبادرة “تحرك معنا” عبر 13 مدينة حول المملكة.
وأطلق خلال القترة الأخيرة 11 برنامجًا لتطوير المواهب الرياضية، مع تدشين 16 مركزًا تدريبيًا رياضيًا للشباب ضمن برنامج “تكوين”، فيما اشتملت عمليات المسح الواسعة لاكتشاف المواهب على أكثر من 84 ألف طفل مشاركة في أكثر من 20 مدينة حول المملكة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الرياضة النسائية القطاع الرياضي اندية الصندوق رؤية السعودية 2030 مونديال السعودية 2034 الاتحادات الریاضیة الاتحاد السعودی دوری المحترفین العدید من إلى دوری أکثر من ریاضی ا نادی ا
إقرأ أيضاً:
بروتوكول تعاون بين نادي جامعة حلوان وشركة المدن للخدمات الرياضية والشبابية
شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، مراسم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين نادي جامعة حلوان وشركة المدن للخدمات الرياضية والشبابية، وذلك في إطار خطة الوزارة لدعم الاستثمار الرياضي داخل الحرم الجامعي، وتطوير البنية التحتية الرياضية ودعم المواهب وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية بين طلاب الجامعات.
وقع البروتوكول كل من محمد رائف، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة المدن، ممثلًا عن الشركة، والدكتور أحمد فاروق، المدير التنفيذي للنادي، ممثلًا عن نادي جامعة حلوان، وذلك في حضور الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة أمل عبد الله، عميد كلية علوم الرياضة بنات، و عمر بلبع، رئيس مجلس إدارة شركة المدن، واللواء محمد زمزم، مدير إدارة التسويق بالشركة.
في هذا الشأن، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، أن تطوير الرياضة الجامعية يمثل أحد المحاور الأساسية للنهوض بالرياضة في مصر، مشددًا على أهمية دعم الجامعات للمشاركة في البطولات الرياضية، بهدف دعم مكانة الرياضة الجامعية على المستويين الإقليمي والدولي، لافتًا إلي أهمية تسويق البطولات الجامعية واستحداث أفكار مبتكرة لنشر الثقافة الرياضية داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
وأشار وزير الشباب والرياضة، إلى أن هذا الاتفاق يأتي في إطار توجه شركة المدن، إحدى الشركات التابعة للوزارة، نحو الاستثمار الرياضي وتطوير البنية التحتية، ضمن خطة استراتيجية تستهدف التوسع في الجامعات المصرية، بما يسهم في خلق بيئة رياضية متكاملة قائمة على الخبرات والكوادر المتخصصة، خاصة بالتعاون مع جامعة حلوان ذات المكانة المرموقة في مجالات التربية الرياضية.
من جانبه أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، سعي الجامعة لصناعة جيل جديد من الأبطال الرياضيين من بين أبنائها البالغ عددهم ٢٢٠ ألف طالب وطالبة، عبر استقطاب المواهب وتطويرها ودعمها على كافة المستويات. وأوضح أن نادي جامعة حلوان والقطاع الرياضي يُجسدان حلم أساتذة الجامعة الذي تحقق بعد تغيير مسمى كلية التربية الرياضية إلى "علوم الرياضة"، ليكون حجر الأساس لبناء منظومة رياضية علمية متكاملة.
وأشار رئيس جامعة حلوان، إلى أن الجامعة تخطط لإنشاء أول نادٍ نسائي جامعي في مصر، ضمن رؤية ريادية تهدف إلى الاستثمار الرياضي وتعزيز الحضور النسائي في المجال الرياضي، مؤكدًا أن الاستمرار في النجاح يتطلب تطوير التعليم بفكر أساتذة الجامعة، ورعاية الأبطال علميًا وماديًا وصحيًا.
وأضاف رئيس جامعة حلوان، أن الجامعة تمتلك أدوات التعليم المتخصص، وتسعى لتطوير مفهوم الإدارة الرياضية المتخصصة، بما يضمن أن يكون الأبطال القادمون من أبناء النوادي الجامعية، وتكون الرياضة مبنية على أسس علمية عبر كوادرها الأكاديمية، في ظل استغلال الإمكانيات المتاحة وتوظيفها لبناء جيل واعد من الرياضيين.
وأكد الدكتور أحمد فاروق المدير التنفيذي لنادى جامعة حلوان أن الهدف من هذا التعاون بناء منظومة متكاملة تربط بين التعليم العالي والنشاط الرياضي، بما يسهم في اكتشاف المواهب، وتنظيم الفعاليات الرياضية داخل الحرم الجامعي وتطوير منشآت النادي، مما يعزز من نشر الثقافة الرياضية، ويدعم بناء بيئة حاضنة للمواهب الشبابية، مؤكدًا أن نادي جامعة حلوان يُعد نموذجًا رياديًا يجمع بين الرياضة والتعليم في بيئة أكاديمية متكاملة. فهو ليس مجرد منشأة رياضية، بل مساحة نابضة بالحياة تهدف إلى تطوير الطلاب علميًا وبدنيًا، من خلال برامج تدريبية متخصصة، وملاعب مجهزة، وصالات رياضية حديثة، ومرافق صحية وترفيهية تخدم جميع منتسبي الجامعة.
وفي كلمة السيد عمر بلبع رئيس مجلس إدارة شركة المدن، أكد أن الاتفاق يأتي في إطار توجه الشركة لتعزيز التنمية الرياضية والاستثمار في البنية التحتية، وخطة الشركة الاستراتيجية لتوسعة منشآتها بما يمثل نقطة انطلاق للتوسع على مستوى الجامعات المصرية. وتأتي هذه المبادرة استثمارًا لتاريخ الشركة في التسويق الرياضي، وتوظيفًا للكوادر والخبرات المتاحة، وذلك بالشراكة مع جامعة حلوان، لما لها من مكانة أكاديمية متميزة في مجالات التربية الرياضية.
يأتي هذا البروتوكول في إطار رغبة نادي جامعة حلوان في تطوير البنية التحتية الرياضية داخل الحرم الجامعي، وتوفير خدمات رياضية متطورة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، بالتوازي مع رغبة شركة المدن في الاستثمار في القطاع الرياضي من خلال إنشاء وإدارة ملاعب بادل تنس وإسكواش.
وبموجب الاتفاق، تتولى شركة المدن تمويل إنشاء عدد (2) ملعب بادل تنس داخل نادي جامعة حلوان، إلى جانب إدارة وتشغيل عدد (3) ملاعب إسكواش، كما ترعى الفرق الرياضية الممثلة للنادي في المحافل الرياضية (بادل – إسكواش)، وتتيح استخدام الملاعب لأغراض أكاديمية أو طلابية في أوقات يتم الاتفاق عليها مسبقًا.