شيع الآلاف بابا الفاتيكان فرانشيسكو في جنازة حضرها عشرات الزعماء وجرت وفق برنامج يعكس أولويات البابا الراحل ونضاله من أجل الفقراء والمهمشين والمهاجرين.

وتوفّي أول رأس للكنيسة الكاثوليكية ينحدر من أميركا الجنوبية، الاثنين الماضي عن 88 عاما، بعد أقل من شهر على خروجه من المستشفى في روما حيث كان يُعالج من التهاب رئوي حاد.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، زار نحو 250 ألفا كاتدرائية القديس بطرس التي تعود إلى القرن السادس عشر لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا الذي كان مسجى في نعش مفتوح في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.

وتجنب البابا الكثير من الترف والامتيازات المرتبطة عادة بالبابوية خلال فترة توليه المنصب، وانعكست هذه الرغبة في المزيد من البساطة في جنازته، بعد أن أعاد كتابة الطقوس الجنائزية المفصلة التي كانت متبعة في السابق. فبينما استغرقت جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2005 3 ساعات، لم تستغرق جنازة السبت سوى 90 دقيقة.

كما آثر البابا فرانشيسكو التخلي عن الممارسة المتبعة منذ قرون بدفن الباباوات في 3 توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط. وبدلا من ذلك، تم وضعه في تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك، وتم إغلاقه بإحكام مساء أمس الجمعة استعدادا لمراسم اليوم.

إعلان

وتوافد آلاف المشيعين على الفاتيكان منذ الساعات الأولى من صباح اليوم بينما وصل خلال الليلة الماضية كثيرون ممن حرصوا على أن يكونوا في مقدمة الحشود خلال الجنازة.

وعند فتح المنافذ إلى الساحة بعيد الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي ركض عدد كبير من المشاركين في محاولة للحصول على كرسي ورفَع بعضهم أعلام بلدانهم أو صورة لـ"بابا الفقراء".

استنفار أمني

واتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكان إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيّرة، وقنّاصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع.

واستدعت السلطات قوات إضافية، مع وجود صواريخ مضادة للطائرات وزوارق دورية لتأمين الجنازة في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تشهدها البلاد.

وأقيمت الجنازة في الهواء الطلق بمشاركة 220 كردينالا و750 أسقفا وأكثر من 4 آلاف كاهن، واستمرت لنحو 90 دقيقة.

وشارك أكثر من 160 وفدا مع قادة دول وحكومات وملوك في مراسم الجنازة، ومن بين المشيعين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اختلف بشدة مع البابا فرانشيسكو في مناسبات عديدة بسبب مواقفهما المتناقضة بشكل صارخ بشأن الهجرة.

وإلى جانب ترامب، حضر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

واكتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة توقيف دولية- بإرسال وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا لحضور الجنازة.

ومن أميركا الجنوبية حضر خافيير ميلي من الأرجنتين حيث ولد البابا الراحل ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وحضر أيضا ملوك منهم ملك بلجيكا فيليب وزوجته وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته وملك الأردن عبد الثاني وزوجته وأمير موناكو ألبير الثاني وزوجته.

إعلان مراسم خاصة

وبعد قداس أشرف عليه الكردينال جيوفاني باتيستا، نقل النعش عبر الشوارع إلى الجانب الآخر من النهر باتجاه كنيسة سانتا ماريا ماجوري وسط روما.

واختار البابا الراحل هذه الكنيسة المهيبة المشيدة في القرن الخامس كمثواه الأخير، وهي تضم أساسا رفات 7 بابوات سابقين.

ويحمل قبر البابا الرخامي الصغير داخل الكنيسة قرب المذبح كلمة وحيدة هي "فرانسيسكوس" وهو اسمه باللاتينية.

وحضر مجموعة من الفقراء والسجناء والمهاجرين مراسم خاصة لدفن البابا الذي انحاز خلال فترة توليه البابوية التي استمرت 12 عاما، إلى الفقراء والمهمشين وواجه دولا غنية بهدف مساعدة المهاجرين.

وأعلن الفاتيكان في بيان، الحداد 9 أيّام على البابا فرانشيسكو اعتبارا من اليوم السبت. وخلال فترة الحداد، تُقام مراسم مهيبة يوميا في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد  الرابع من مايو/أيار.

وبعد الجنازة، تتّجه الأنظار إلى الكرادلة الناخبين، البالغ عددهم 135 وتقلّ أعمارهم عن 80 عاما والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة للبابا فرانشيسكو.

ولم يُعرف بعد موعد بدء المجمع المغلق، لكن كاردينال لوكسمبورغ، جان-كلود هوليريش، وهو يسوعي كان مستشارا قريبا من البابا فرانشيسكو، رجّح أن يبدأ الكرادلة مجمعهم في 5 أو 6 مايو/أيار.

وسيجتمع الكرادلة الذين بدؤوا التجمّع في روما من أنحاء العالم أجمع، في كنيسة سيستينا وسيجرون 4 جلسات انتخاب يوميا، اثنتين في الصباح واثنتين بعد الظهر إلى غاية اختيار البابا الجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البابا فرانشیسکو

إقرأ أيضاً:

بالصور.. الاستعدادات النهائية لخروج جثمان لطفي لبيب لتشييع الجنازة

رصدت عدسة “صدى البلد” صور لحظة الاستعدادات النهائية لخروج جثمان الفنان القدير الراحل لطفي لبيب من المستشفى استعدادا لتشييع الجنازة.

يذكر أن الفنان الكبير لطفي لبيب توفي صباح أمس، الأربعاء، بعد صراع مع المرض، وفق ما أعلنه الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية.  

وتصدّر الفنان القدير لطفي لبيب مؤشر البحث على جوجل خلال الساعات الماضية، بعد تدهور حالته الصحية مجددًا، وذلك بعد أيام قليلة من خروجه من العناية المركزة ونقله إلى غرفة عادية بالمستشفى، إلا أن حالته استدعت إعادته مرة أخرى للرعاية الفائقة.

وكشف مصدر مقرب من الفنان لطفي لبيب، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أن الفنان عانى من نزيف رئوي حاد أدى إلى التهاب رئوي بنسبة مرتفعة، ما استدعى وضعه بشكل عاجل على أجهزة التنفس الصناعي.

وأوضح المصدر أن الفريق الطبي قرر منع الزيارة عنه نهائيًا، نظرًا لما يتعرض له من إجهاد شديد عند الحديث.

وقال المصدر: "الفنان لطفي لبيب دخل المستشفى يوم الأحد، وتم نقله أمس إلى العناية المركزة، وحالته حرجة وغير مستقرة.. أرجو من الجمهور الدعاء له".

وكان “صدى البلد” قد انفرد الأسبوع الماضي بخبر دخول الفنان لطفي لبيب المستشفى بشكل مفاجئ، وهو ما جعله يتصدر تريند جوجل منذ ذلك الحين.

وفي تصريحات  سابقة لموقع “صدى البلد”، قال الفنان لطفي لبيب: "أنا بخير، ولكن تم حجزي في المستشفى، وحاليًا ممنوع من الكلام، وأرجو من الجمهور الدعاء لي بالشفاء".

وقال الفنان الراحل لطفي لبيب، في مداخلة هاتفية لموقع “صدى البلد” الإخباري، في أول تعليق له عقب خروجه من المستشفى قبل أيام من وفاته، في آخر مداخلة هاتفية له:  “أنا بخير الحمد لله، خرجت من المستشفى النهارده وفي المنزل”.

وأضاف لطفي لبيب: “لسه تعبان وممنوع من الكلام”.

واختتم المداخلة قائلا: "بشكر كل جمهوري على المحبة، شكرا بجد، كل الحب ليكو، راضي بكل حاجة".

طباعة شارك لطفي لبيب اخبار الفن نجوم الفن وفاة لطفي لبيب

مقالات مشابهة

  • شقيق الفنان لطفي لبيب يظهر لأول مرة خلال صلاة الجنازة «صور»
  • شاهد بكاء صبري فواز في جنازة لطفي لبيب
  • الحزن يسيطر على شريف منير في جنازة لطفي لبيب .. صور
  • بالصور.. الاستعدادات النهائية لخروج جثمان لطفي لبيب لتشييع الجنازة
  • المومني : غير مرحب بأي مخاطبة أو نداء من قبل زعماء الفصائل الفلسطينية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • موعد ومكان جنازة الفنان الراحل لطفي لبيب
  • خص منهم النساء.. الأمم المتحدة تتعهد بدعم الفقراء في العراق
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • سرايا القدس تنشر مشاهد من تفجير آلية عسكرية صهيونية شرق حي التفاح