الجزيرة:
2025-06-22@01:53:00 GMT

كيف أصبح الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني؟

تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT

كيف أصبح الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني؟

استحدث المجلس المركزي الفلسطيني -الخميس الماضي- منصب "نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين"، ومساء أمس السبت صادقت اللجنة على ترشيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ لهذا المنصب.

مر وصول الشيخ إلى منصبه بمخاض عسير وسط تحفظات فصائلية بمبررات سياسية وقانونية، في حين تشير تقديرات بأن الشيخ يطرق باب الرئاسة مع انغلاق الأفق أمام أي انتخابات فلسطينية.

وإذ يرى محلل سياسي أن ما تعتبره الفصائل خروقات قانونية في وصول الشيخ، أصبح معتادا في ظل تمركز السلطات لدى شخص واحد، وغياب قاعدة قوية ومؤثرة، يتحدث قيادي فلسطيني عن "إرباك" فيمن يتولى منصب الرئيس في حالة غياب الرئيس.

بسم الله الرحمن الرحيم
" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "

فخامة السيد الرئيس محمود عباس
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس دولة فلسطين حفظه الله وأبقاه مدّاً ومدداً .
فخامة الرئيس العالي شخصاً ونصاً عالي الهمة في زمن الهموم الثقيلة وزمن…

— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) April 26, 2025

إعلان استحداث المنصب

جاء استحداث منصب نائب الرئيس الفلسطيني نتيجة ضغوط عربية وإقليمية وغربية بهدف إجراء "إصلاحات" في النظام السياسي الفلسطيني، وعلى الفور سارعت دول عربية إلى مباركة الخطوة وفي مقدمتها السعودية والإمارات والأردن وتركيا.

وفق خبراء قانونيين، فإن استحداث المنصب يتطلب موافقة المجلس الوطني الفلسطيني على تغيير البند 13 من النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطيني بما يتيح استحداث المنصب، ونظرا لتفويضه بمهام المجلس الوطني منذ 2022، فقد انعقد المجلس المركزي الخميس الماضي.

وتنص المادة الـ13 من ميثاق المنظمة على أن يتم انتخاب جميع أعضاء اللجنة التنفيذية من قبل المجلس الوطني، وأن يتم انتخاب رئيس اللجنة التنفيذية من قبل اللجنة التنفيذية، التي تنتخب من داخل المجلس، ولا يوجد ذكر لمنصب نائب الرئيس.

خلافا للتوقعات، قرر المجلس المركزي في ختام دروته الـ32 الخميس الماضي "استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين، وأن يعين من بين أعضاء اللجنة التنفيذية، بترشيح من رئيس اللجنة ومصادقة أعضائها، وله أن يكلفه بمهام، وأن يعفيه من منصبه، وأن يقبل استقالته" دون تعديل المادة 13.

وبناء على قرار المركزي اجتمعت -أمس السبت- اللجنة التنفيذية، وصادقت على الترشيح المقدم من الرئيس محمود عباس لتعيين الشيخ "نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين".

اللجنة التنفيذية أقرت السبت ترشيح عباس للشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني (الفرنسية) فصائل تتحفظ

قاطعت فصائل فلسطينية، بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الفصيل الثاني بمنظمة التحرير، والجبهة الديمقراطية وحركة المبادرة اجتماعات المجلس المركزي، في حين اكتفى حزب الشعب بحضور كلمة الرئيس الافتتاحية، وعارض السبت مناقشة ترشيح نائب الرئيس.

إعلان

وبررت الفصائل مقاطعتها لاجتماعات المركزي كونها لم تعقد بتوافق وطني، ولعدم إعطائها الأولوية لحرب الإبادة في غزة، معتبرة أن منصب نائب الرئيس ليس أولوية في هذه المرحلة.

أما حركة حماس، وهي خارج منظمة التحرير فاعتبرت نتائج اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني "خيبة أمل وطنية عميقة تجاهلت تطلعات الشعب الفلسطيني للوحدة".

وسارعت عدة دول إلى الترحيب بتولي الشيخ منصبه، وصدر بيان ترحيب رسمي عن حركة "فتح"، كما نشرت وكالة الأنباء الرسمية ترحيبا على لسان أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، في حين ظهرت علامات رفض للخطوة على منصات التواصل.

حزب الشعب الفلسطيني:

– أمين عام حزب الشعب وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بسام الصالحي، اعترض وحيداً على ترشيح حسين الشيخ، وطالب الصالحي بتأجيل البت بالترشيح إلى حين معالجة النواقص القانونية المتعلقة بالملف، إلا أن طلبه قوبل بالرفض وتم المضي في التصويت.

– أكد الصالحي في…

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 26, 2025

انسحاب احتجاجي

يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، فهمي شاهين إن حزبه انسحب من دورة المجلس المركزي بعد خطاب الرئيس، مكتفيا بحضور الجلسة الافتتاحية.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الانسحاب جاء "احتجاجا على الأجواء التي سادت المجلس وعدم التركيز على الأولويات الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة في وحدة الموقف والتحرك السياسي من أجل وقف الإبادة الجماعية وسرعة إدخال المساعدات ورفع الحصار وإجبار دولة الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة".

يرى الحزب -وفق عضو مكتبه السياسي- أن "قضايا أخرى غير منصب نائب الرئيس، يجب أن تعالج في سياق التوافق الوطني الشامل بين كافة القوى السياسية بعد هذه الفترة الطويلة من العدوان على شعبنا".

وتابع أن العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي يقترب عدد ضحاياه من 170 ألفا بين شهيد وجريح ومفقود، لم يكن القضية الجوهرية على جدول الأعمال، بدل أن يتم التركيز عليها كونها قضية ملحة ذات أولوية وطنية تم التركيز على قضايا أخرى.

أما عن موقف حزبه في اجتماع اللجنة التنفيذية، فقال إن حزب الشعب طلب تأجيل بحث موضوع استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية نائب رئيس دولة فلسطين "باعتبار ذلك ليس أولوية وطنية من جهة، ولوجوب أن تتم مثل هذه القضايا في سياق توافق وطني شامل".

وأشار إلى "تحفظات وملاحظات على الآلية القانونية التي طرح ونوقش فيها الموضوع داخل اللجنة التنفيذية بغض النظر عن الأعضاء المرشحين (…) آلية التعاطي لتمرير هذا القرار غير قانونية ولا تحترم المهام التي يجب أن يضطلع بها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية".

إعلان

وقال إن حزب الشعب وحده أعلن اعتراضه على نقاش هذا الموضوع والمصادقة عليه دون باقي الفصائل.

وأوضح أن "تكليف الرئيس بطرح مرشحه وأن يجري التصويت أو المصادقة عليه داخل اللجنة التنفيذية كان يتطلب تعديلا على النظام الداخلي لمنظمة التحرير واستخدام آليات تنسجم مع هذا التعديل القانوني، لأن هذا المنصب شأن وطني فلسطيني عام وليس شأنا تنظيميا خاصا بهذا التنظيم أو ذاك".

ورغم استحداث منصب نائب الرئيس أشار شاهين إلى "إرباك قانوني وسياسي وعدم وضوح" فيمن يتولى منصب الرئيس الفلسطيني، حيث سبق وأصدر الرئيس الفلسطيني مرسوما بتولي رئيس المجلس الوطني الفلسطيني منصب الرئيس في حال شغوره.

المجلس المركزي قرر الخميس استحداث منصب نائب الرئيس على أن يرشحه الرئيس من بين أعضاء اللجنة التنفيذية (الفرنسية) حالة تشوّه

عن الجزئية القانونية، يقول المحلل السياسي أحمد أبوالهيجا، إن "الجانب القانوني ليس له اعتبارات قوية في الحالة الفلسطينية، ولا يوجد إشكال في إصدار أي قرار ثم مواءمته قانونيا".

وأشار إلى ما سماها "حالة مشوهة تتمثل في تمركز السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بيد شخص واحد هو الرئيس، مما يعني وجود تداخل بينها".

لا يفصل المحلل الفلسطيني في حديثه للجزيرة نت بين تولي الشيخ منصبه ومحاولات إنهاء السلطة الفلسطينية "السلطة ترفع شعار البقاء بأي ثمن، وهذا يتطلب أن يكون على رأس الهرم السياسي أشخاص قادرون على التعامل مع هذا الملف الذي يتطلب علاقات مهنية مع كل الأطراف الإقليمية والدولية بما فيها إسرائيل، وحسن الشيخ مناسب لهذه المهمة من واقع عمله الطويل رئيسا لهيئة الشؤون المدنية، كقناة اتصال رسمية مع إسرائيل".

يشير أبو الهيجا إلى أكثر من بعد لاستحداث منصب نائب الرئيس والشخصية التي تتولاه "من جهة، الرئيس في عمر متقدم، ومن جهة ثانية، المنطقة تحتاج إلى استقرار" موضحا أنه خلال العامين الأخيرين كان واضحا تماما مشاركة الشيخ في عدة زيارات لدول الخليج واستطاع إقناعهم بأنه الشخص القادر على تحقيق الاستقرار ضمن النظام الإقليمي والعربي.

إعلان

كما يرى في الخطوة "استباقا لأي صفقة قد تخرج الرجل القوي في حركة فتح مروان البرغوثي من السجن، فهذا الملف كان يجب أن يغلق بالنسبة للإسرائيليين، وبالتالي ترتيب البيت الفتحاوي ليكون خروجه غير مُربك".

مع كل ما سبق، لا يستبعد المحلل الفلسطيني توحشا إسرائيليا في المرحلة القادمة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية "واضح تماما أنه لن يكون هناك أي أفق سياسي على الإطلاق، بل علاقات مبنية على التنسيق الأمني والاقتصادي، وهو دور تقوم به السلطة فعليا".

استحداث منصب نائب الرئيس الفلسطيني جاء بعد مرسوم رئاسي بتولي رئيس المجلس الوطني منصب الرئيس في حال شغور الأخير (رويترز) تضارب الصلاحيات

عن إمكانية تضارب الصلاحيات في هرم القيادة، يقول أبو الهيجا إن الحالة الفلسطينية فقدت قوتها المؤسسية و"واضح تماما أن الأجسام الضعيفة تقاد بتمركز الصلاحيات بيد الشخص الواحد المسيطر".

ويرى "غياب قوة داخلية من حركة فتح تواجه التفرد الحاصل" موضحا أنه "رغم وجود رفض عال وواضح في قواعد حركة فتح لطريقة اتخاذ قرار استحداث وتولي منصب نائب الرئيس، فإنه لا وجود لقوة مؤثرة وبؤر مقاومة عالية للقرار، بالتالي يتم التسليم به في هذه المرحلة على الأقل".

أخيرا، يستنتج أبو الهيجا أن خطوات القيادة الفلسطينية في مجملها تعالج سيناريو عدم إجراء أي انتخابات فلسطينية مستقبلا "الضفة مقبلة على إجراءات قاسية، وضع صعب جدا، ومستقبل غزة غامض، كما أن مبدأ الانتخابات غير موافق عليه أميركيا وإسرائيليا، وحتى عربيا وإقليميا".

أما عن الثغرات القانونية فأوضح أن "أبو مازن قد يكون معنيا ببعض الثغرات، ربما لأنه في عقله الباطن غير معني بإغلاق الدائرة بشكل كامل، فمن جهة، عمل على حل يرضي المطالبين بالإصلاح، ومن جهة ثانية، ترك له ثغرات ولم يعط نائبه شرعية كاملة، وهذا في السياسة وارد وممكن".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رئیس اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة استحداث منصب نائب الرئیس الرئیس الفلسطینی رئیس دولة فلسطین المجلس المرکزی المجلس الوطنی منصب الرئیس حزب الشعب الرئیس فی نائب رئیس من جهة

إقرأ أيضاً:

3 تحديات واجهها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المنتهية ولايته توماس باخ

باريس (أ ف ب) - تختتم ولاية توماس باخ الحافلة بالأحداث والتي استمرت 12 عاما، كرئيس للجنة الأولمبية الدولية بعد غدا الإثنين، بتسليمه زمام الأمور إلى الزمبابوية كيرستي كوفنتري، أول امرأة إفريقية تتولى أقوى منصب سياسي في عالم الرياضة.

واجه المحامي الألماني البالغ من العمر 71 عاما، والبطل الأولمبي في المبارزة عام 1976، العديد من التحديات خلال فترة توليه السلطة.

وتسلط وكالة فرانس برس الضوء على ثلاثة تحديات واجهها.

وكان فلاديمير بوتين أول من اتصل بباخ لتهنئته على انتخابه عام 2013، ولم يكن الأخير يدرك مدى الضغط الروسي الذي سيفرض على ولايته.

فضيحة المنشطات التي رعتها روسيا في دورة ألعاب سوتشي 2014، وانتهاك روسيا للقوانين الأولمبية مرتين، في عامي 2014 و2022، استنزفت صبره وصبر الحركة الأولمبية الدولية.

واجه باخ ضغوطا من كلا الجانبين قبل دورة ألعاب باريس، وفي النهاية سمح للرياضيين الروس بالمنافسة، ولكن فقط بعد خضوعهم لتدقيق صارم وتحت علم محايد.

يرى مايكل باين، الرئيس السابق لقسم التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية، أن روسيا كانت بمثابة "الفيل الكبير في الغرفة" وأن باخ كان في "موقف خاسر".

قال تيرينس بيرنز، زميله السابق في قسم التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية والذي عاش وعمل في روسيا في التسعينيات، إن باخ كان واحدا من العديد من المسؤولين الذين خدعهم بوتين.

وأكد لوكالة فرانس برس: "كان ينبغي أن يكون أكثر صرامة بشأن المنشطات"، مضيفا "لكن لنكن صادقين، الأمر برمته لم يكن يصدق".

ويرى هيو روبرتسون، عضو اللجنة الأولمبية الدولية ووزير الرياضة المسؤول عن الإشراف على تنظيم دورة ألعاب لندن الناجحة جدا عام 2012، أن هذا القرار قاسٍ بعض الشيء، وقد أحسن باخ تطبيقه خلال دورة ألعاب باريس.

وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس: "التوازن الذي حققه بشأن المشاركة الروسية في باريس كان متوافقا مع الميثاق الأولمبي".

وتابع "اتخذ إجراءات صارمة جدا ضد الحكومة، وحظر أي فعاليات في روسيا، وأي تمثيل وطني، أو رموز وطنية".

وأردف قائلا "كان ينبغي على بعض الأشخاص الذين يدعون إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في بريطانيا أن يتذكروا أننا استخدمنا هذا البند تحديدا للمنافسة في موسكو عام 1980".

ويقول باين، الرئيس السابق لقسم التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية: "لقد مرّ باخ بفترة رئاسة صعبة جدا، ولم يحظ بأي فرصة للراحة، لكنه كان دائما يتمسك بشجاعة"، وذلك ينطبق بشكل خاص على عندما أراد اليابانيون إلغاء ألعاب طوكيو، وليس مجرد تأجيلها إلى عام 2021، بسبب جائحة كوفيد.

يضيف باين أن ذكريات باخ المؤلمة عن غيابه عن ألعاب موسكو عام 1980 بسبب المقاطعة، اثر الغزو السوفياتي لأفغانستان، قد تركت بصماتها.

كما أن تداعيات إلغاء دورة طوكيو كانت ستكون هائلة على اللجنة الأولمبية الدولية.

يتابع باين "تخيلوا لو لم تُقم دورة ألعاب طوكيو؟. هل كانت ألعاب بكين (الألعاب الشتوية 2022) ستقام أيضا. ربما لم تكن خسارة الحركة الأولمبية لأربع سنوات أمرا وجوديا، لكن يا إلهي، كان الأمر سيكون صعبا جدا".

في النهاية، أُقيمت الألعاب الأولمبية، لكن غالبية الرياضيين أدوا عروضهم في ملاعب خالية، حيث منع المنظمون المحليون المتفرجين من التواجد بها.

يقول بيرنز إن ذلك كان إنجازا باهرا من باخ، مضيفا "بصراحة، أعتقد أن إرادته القوية هي التي جعلت تلك الألعاب تُقام في وقت شكك فيه الجميع، أعني الجميع في العالم".

يتابع الأميركي "حاولت اليابان الانسحاب كما تتذكرون. كشف خدعتهم. بذكاء".

رأى روبرتسون الأمر من "داخل الفقاعة" حيث كان آنذاك رئيسا للجنة الأولمبية البريطانية.

قال الرجل البالغ من العمر 62 عاما: "بالطبع كانت خيبة أمل كبيرة لعدم وجود متفرجين، لكن جيلا من الرياضيين حصل على فرصة المنافسة في ألعاب أولمبية".

وأضاف "ربما لم يكن الأمر كذلك لو لم يكن باخ في رئاسة اللجنة الاولمبية الدولية. أعتقد أن الرياضيين حول العالم يدينون لتوماس باخ بجزيل الشكر".

وغادر باخ اللجنة الأولمبية الدولية في وضع مالي جيد، حيث يتباهى بـ"نمو الإيرادات بنسبة 60%" خلال اثني عشر عاما قضاها في الرئاسة.

يقول باين إنه بالفعل زاد الإيرادات، لكن الإيرلندي البالغ من العمر 67 عامًا علق قائلا: "مع زيادة الإيرادات، يصبح الشركاء أكثر تطلبا، مجرد وجود عقود مغلقة لا يعني عدم التغيير والتطور".

يشيد روبرتسون بباخ لتسليمه كوفنتري "لجنة أولمبية دولية في وضع مالي قوي جدا"، مضيفا أن سياسة تقييد الرعاة بعقود طويلة الأمد "منحت اللجنة الأولمبية الدولية استقرارا ماليا في وقت عصيب جدا، ونحن نشاهد فوائد ذلك الآن".

من جانبه، يستعين بيرنز بقول مأثور لرئيس أميركي سابق. كان رونالد ريغان يقول: "هل أنتم أفضل حالا اليوم مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟".

وأوضح "بكل المقاييس، أغنى باخ خزائن اللجنة الأولمبية الدولية. في النهاية، هذا كل ما يهم".

وقال باين "يجب أن يكون التقرير النهائي إيجابيا، وسيُخلّد اسمه كواحد من أعظم ثلاثة رؤساء للجنة الأولمبية الدولية، إلى جانب بيار دي كوبرتان وخوان أنتونيو سامارانش".

من جهته، قال بيرنز "لقد كان رئيسا تغييريا في أوقات غير مسبوقة"، فيما أكد روبرتسون أنه "كان لدى توماس باخ أصعب أوراق لعب من بين جميع رؤساء اللجنة الأولمبية الدولية. لقد لعبها ببراعة استثنائية، وترك اللجنة الأولمبية الدولية أقوى مما كانت عليه عندما تولى منصبه".

وانتخبت الزمبابوية كيرستي كوفنتري في مارس الماضي في مواجهة ستة منافسين، وستصبح في سن الـ41 عاما فقط، أول امرأة وأول إفريقية تتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية الاثنين، خلفا للألماني توماس باخ.

وتبدأ المتوجة بسبع ميداليات أولمبية في السباحة، وهي أصغر رئيس للهيئة الأولمبية منذ مؤسسها الفرنسي بيار دي كوبرتان، فترة ولاية مدتها ثماني سنوات، قبل إمكانية تجديدها لمدة أربع سنوات أخرى.

وقال جان-لو شابليه، المتخصص في الشؤون الأولمبية في جامعة لوزان، لوكالة فرانس برس إن تقلدها منصب قمة الرياضة العالمية وهو ما يعكس النفوذ السياسي المتزايد للرياضيين السابقين، "يشبِّب اللجنة الأولمبية الدولية بشكل كبير ويعزز شرعيتها".

هذه الدلالة قوية بالنسبة لمنظمة وصفت منذ فترة طويلة بأنها مرجعية للأرستقراطيين، يديرها منذ 131 عاما رجال غربيون - ثمانية أوروبيين وأميركي واحد - ولكنها أصبحت دولية بشكل ملحوظ وأنثوية تحت قيادة توماس باخ.

وأوضح البافاري البالغ من العمر 71 عاما، في بداية يونيو أنه فضلا عن تحدي الصورة، اختار أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية كيرستي كوفنتري "لصفاتها المهنية وصفاتها الإنسانية".

ورغم أن عامة الناس لم يكتشفوها بعد، فإن الزمبابوية التي انضمت إلى لجنة الرياضيين في عام 2013، معروفة بالفعل لدى الحركة الأولمبية، كعضو في اللجنة التنفيذية القوية ورئيسة لجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية 2032 في مدينة بريزبين الاسترالية.

ومن المتوقع أن يكون تسليم السلطة في منتصف النهار هادئا، حيث يقال إن توماس باخ الذي دافع خلف الكواليس عن اختيار البطلة السابقة، يشركها في كل اجتماعاته منذ شهر مارس الماضي.

بعد 12 عاما من الحكم، يترك البطل الأولمبي السابق في المبارزة وراءه بيتا أولمبيا مزدهرا ماديا، يملك مضيفين لدورة الألعاب الأولمبية حتى عام 2034، وأمَّن اتفاقية البث مع قناة "إن بي سي يونيفيرسال" الأميركية حتى عام 2036، وهو أمر حاسم لماليتها.

لكن يتعين على كيرستي كوفنتري على الأقل فرض بصمتها بسرعة، وهي التي قادت حملة سرية قامت خلالها بالحد من تنقلاتها وأنجبت ابنتها الثانية، دون طرح أي مقترحات ملموسة.

وستتشاور البطلة السابقة لسباق 200 م ظهرا مع نحو مائة عضو في اللجنة الأولمبية الدولية يوم الثلاثاء لتحديد "خارطة طريق جديدة"، ثم ترأس اللجنة التنفيذية يومي الأربعاء والخميس قبل التحدث إلى وسائل الإعلام. و

ومع بقاء أقل من عام حتى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ميلانو-كورتينا 2026، سيتعين على الرئيسة الجديدة أيضا أن تقرر مصير الرياضيين الروس والبيلاروس: ما لم يكن هناك سلام دائم في أوكرانيا، فإن المشاركة المحدودة في المسابقات الفردية، تحت علم محايد وشروط صارمة، كما هو الحال في أولمبياد باريس 2024، يبدو الخيار الأكثر ترجيحا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، سيتعين على كيرستي كوفنتري أيضا ربط علاقة مع دونالد ترامب، رئيس الدولة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجليس عام 2028 والشتوية في سولت لايك سيتي عام 2034.

وقالت مازحة في مارس الماضي "منذ أن كنت في العشرين من عمري، كنت أتعامل مع، دعنا نقول، رجال صعبي المراس في مناصب عليا"، مضيفة "ما تعلمته هو أن التواصل سيكون أمرا أساسيا ومفتاحا، وهذا أمر يجب أن يحدث مبكرا".

وبالإضافة إلى إجراءاتها المتوقعة بشأن النموذج الاقتصادي للجنة الأولمبية الدولية وتأثيره على المناخ، وهي قضايا وجودية بالنسبة للحركة الأولمبية، فسيتعين على الهيئة الأولمبية أيضا منح شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036 والتي تتنافس عليها الهند إلى جنوب إفريقيا مرورا بتركيا والمجر وقطر والمملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة

  • لجنة في «استشاري الشارقة» تزور إدارة خدمات الصحة العامة في البلدية
  • 3 تحديات واجهها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المنتهية ولايته توماس باخ
  • مجلس النواب الفنلندي يوافق على الأنسحاب من معاهدة أوتاوا للألغام الأرضية
  • سلامه رئيسًا للاتحاد السكندرى بعد استقالة عبد المجيد والقاضى
  • المستشارة أمل عمار: اليوم نجدد العهد على مواصلة مسيرة العمل الوطني من أجل تمكين المرأة
  • المحكمة الدستورية: إثبات شغور منصب رئيس المحكمة في جلسة مداولات برئاسة ليلى عسلاوي
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد سير أعمال الامتحانات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ
  • اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي فعاليات من ريف دمشق
  • الصفدي يثمن مواقف إيرلندا الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة
  • «الطفولة والأمومة»: انخفاض نسبة ختان الإناث بين الاسر المصرية بنسبة ٦٥%