الجزيرة:
2025-07-29@18:39:12 GMT

غزة بين أنياب الجوع والحصار

تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT

غزة بين أنياب الجوع والحصار

تزداد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة قتامة مع استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل منذ شهرين، وسط تحذيرات دولية متزايدة من أن المجاعة باتت واقعا يفتك بالسكان، لا سيما الأطفال الذين بدأت أجسادهم تذبل أمام أعين العالم.

الجوع وسوء التغذية أوديا بحياة عشرات الأطفال وتسببا بكارثة صحية واسعة (رويترز)

ومع نفاد الدقيق وإغلاق كافة المخابز، واستنزاف برنامج الأغذية العالمي آخر ما تبقى لديه من إمدادات غذائية، أصبح نحو مليونَي فلسطيني في غزة مهددين بالموت البطيء جوعا وعطشا، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

برنامج الأغذية العالمي أعلن استنفاد جميع مخزوناته الغذائية داخل غزة (الفرنسية)

ومنذ أكثر من شهرين، تتعرض غزة لغارات جوية وبرية متواصلة، رافقتها عمليات تهجير قسري، واستهداف منظم للمخابز ومستودعات الأغذية ومحطات تحلية المياه، مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء والمياه بصورة خطِرة.

الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف مصادر الغذاء والمياه في القطاع (الفرنسية)

وبرغم التحذيرات المتكررة، فإن إسرائيل تواصل إغلاق جميع المعابر أمام قوافل المساعدات، مما تسبب بتوقف عمل 25 مخبزا مدعوما من برنامج الأغذية العالمي منذ نهاية مارس/آذار الماضي.

إعلان

وفي ظل هذه الكارثة، أفاد برنامج الأغذية العالمي أنه لم يتمكن من إدخال أي مساعدات غذائية إلى غزة منذ أكثر من 7 أسابيع، مؤكدا استنفاد كافة مخزونه الغذائي، مما يضع سكان القطاع أمام خطر حقيقي بالموت الجماعي.

المخابز أغلقت أبوابها بسبب نفاد الدقيق ومستودعات الغذاء فرغت بالكامل (الفرنسية)

وكشف دراسة حديثة أن سكان غزة فقدوا ما معدله 18 كيلوغراما من أوزانهم نتيجة سياسة التجويع الممنهجة، واضطر كثيرون إلى استهلاك أعلاف الحيوانات ومواد بديلة للطعام، مما تسبب بانتشار أمراض خطِرة وأضرار صحية جسيمة.

تقارير أممية حذرت من أن غزة مقبلة على "موت جماعي" خلال أيام (غيتي إيميجز)

المأساة تتعمق مع تسجيل أولى ضحايا الجوع، حيث وثقت الجهات الصحية 52 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجوع، بينهم 50 طفلا، في مؤشر مخيف على دخول غزة مرحلة المجاعة الكاملة.

الأونروا تقول: إن أكثر من مليون شخص يعاني في جميع أنحاء قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد

في مواجهة هذا الانهيار الإنساني، أطلق عدد من كبار مسؤولي الإغاثة نداءات عاجلة لفتح المعابر فورًا، محذرين من أن غزة مقبلة على "كارثة غير مسبوقة".
وقال جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأمم المتحدة، إن "الأيام المقبلة ستكون حرجة للغاية"، محذرًا من أن "من لا يُقتل بالقنابل سيموت ببطء بسبب الجوع والحصار".

سكان غزة فقدوا نحو 18 كيلوغراما من أوزانهم نتيجة سياسة التجويع (الأوروبية)

وما يحدث في غزة اليوم ليس كارثة طبيعية، بل جريمة متعمدة صُنعت بإحكام تحت أنظار العالم.

آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية متوقفة بسبب إغلاق المعابر بأوامر من نتنياهو (غيتي إيميجز)

فالتجويع، حسب تقارير الأمم المتحدة، أصبح "سلاحا" تستخدمه إسرائيل لإخضاع أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل تجاهل دولي مستمر، وغياب أي مساءلة حقيقية.

المجتمع الدولي يحذر لكن إسرائيل تواصل الإبادة عبر التجويع والحصار الكامل (غيتي إيميجز)

ومع دخول الأزمة مرحلة الانهيار الكامل، يبدو أن قطاع غزة يعيش واحدة من أحلك لحظات تاريخه، حيث الموت لم يعد ينتظر قذيفة أو رصاصة.. بل صار يتسلل ببطء عبر بطون خاوية وأجساد واهنة، في مشهد إنساني لا يليق إلا بالعصور المظلمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات برنامج الأغذیة العالمی أکثر من

إقرأ أيضاً:

برنامج الأغذية: وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات إلى غزة

أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، مع إمدادات غذائية أساسية بطريقة متسقة ومنتظمة وآمنة.
وأوضح البرنامج في بيان اليوم الأحد، أنه "يمتلك ما يكفي من الغذاء في المنطقة، أو في طريقه إليها، لإطعام جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر تقريبًا"، مضيفًا أن فرقه "سلمت 350 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية إلى غزة الأسبوع الماضي".ظروف بالغة الصعوبةوأشار البرنامج إلى أن ذلك حدث "في ظل ظروف بالغة الصعوبة، عرّضت المدنيين وعمال الإغاثة لخطر جسيم"، مؤكدًا أن هذا العدد من الشاحنات "يمثل أكثر بقليل من نصف عدد القوافل التي طلب برنامج الأغذية العالمي الإذن بإرسالها".
وتابع : هناك حاجة إلى أكثر من 62 ألف طن من المساعدات الغذائية شهريًا لتغطية احتياجات الفلسطينيين في غزة، والمساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لتأمين الطعام لمعظم سكان القطاع.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وقف إطلاق النار أسهم في وصول المساعدات إلى غزة - وفا
وأشار برنامج الأغذية العالمي في بيانه، إلى أن ثلث السكان في القطاع لا يجدون طعامًا منذ أيام، موضحًا أن نحو 470 ألف فلسطيني يعانون ظروفًا أشبه بالمجاعة، وتحتاج 90 ألف امرأة وطفل إلى علاج غذائي عاجل، وأن الناس في القطاع يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية.الهدنة لا تكفي لإنقاذ القطاع

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن وقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميًا في أنحاء من قطاع غزة والسماح بفتح مسارات جديدة للمساعدات لا يكفيان لتخفيف المعاناة في القطاع.

وقال لامي في بيان اليوم "إن إعلان "إسرائيل" ضروري ولكنه طال انتظاره.

أخبار متعلقة وصفتها بالوهمية.. الخارجية السودانية تندد بإعلان تشكيل حكومة موازيةسوريا.. انتخابات برلمانية متوقعة في سبتمبر وزيادة المقاعد إلى 210وأشار إلى أنه يجب الآن تسريع وصول المساعدات بشكل عاجل خلال الساعات والأيام المقبلة".
وأضاف: "هذا الإعلان وحده لا يكفي لتخفيف احتياجات من يعانون بشدة في غزة، فنحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن، ويدخل المساعدات إلى غزة برًا دون عوائق".

مقالات مشابهة

  • الأغذية العالمي:كافة سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائيّ الحاد
  • الأغذية العالمي واليونيسف: الوضع الإنساني في غزة يتدهور بوتيرة مقلقة
  • تكفي لثلاثة أشهر.. برنامج الأغذية العالمي: مساعدات غذائية في الطريق إلى غزة
  • برنامج الأغذية: وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات إلى غزة
  • برنامج الأغذية العالمي: وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لقطاع غزة
  • “الأغذية العالمي”: وقف النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لغزة
  • الأغذية العالمي: وقف النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لغزة
  • برنامج الأغذية العالمي: لدينا ما يكفي من الغذاء لتوفير الطعام لجميع سكان غزة
  • «الأغذية العالمي»: ثلث السكان يضطرون إلى قضاء أيام دون الحصول على الطعام
  • برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيام