ارتفاع عدد قتلى انفجار بندر عباس.. وكشف آخر تطورات الحريق
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الإثنين، أن عدد قتلى الانفجار الضخم في ميناء بندر عباس، أهم ميناء للحاويات في إيران، ارتفع إلى 65 على الأقل.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الانفجار الذي وقع يوم السبت حدث في قطاع رجائي بالميناء، أكبر مركز للحاويات في إيران، مما أدى إلى تحطم نوافذ على مسافة امتدت لعدة كيلومترات فضلا عن تدمير حاويات شحن وإلحاق أضرار بالغة بالبضائع داخلها.
إخماد الحريق
وفي السياق، أعلنت إيران إخماد الحريق في قطاع رجائي بميناء بندر عباس، مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 65 شخصا على الأقل.
وأعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني إنه تم إخماد الحريق، بينما أعلن محافظ هرمزكان محمد شوري تازياني حصيلة القتلى.
وتردد أن الميناء تسلم مكونا كيميائيا يستخدم في الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وهو ما نفته السلطات التي لم تفسر مصدر الطاقة التي تسببت في مثل هذا التدمير.
تقصير واضح
وكان مؤمني قد أعلن أن التحقيقات الأولية أظهرت وجود تقصير واضح في حادثة انفجار قطاع رجائي بميناء بندر عباس، مشيراً إلى استدعاء عدد من المتسببين في الحادث لمتابعة التحقيقات.
وقال مؤمني، خلال مؤتمر صحفي في بندر عباس: "فرق الإطفاء والإنقاذ عملت طوال اليومين الماضيين في ظروف بالغة الصعوبة للسيطرة على الحريق."
وأوضح مؤمني أن فرق الإطفاء تمكنت حتى الليلة الماضية من السيطرة على الحريق من 4 جهات، وتم الآن تقسيم المنطقة إلى قطاعات لتسريع عملية الإطفاء.
وأكد أن الحريق أصبح تحت السيطرة، فيما تستمر أعمال التبريد والمعالجة النهائية، ولكنه توقع أن يتم تسليم إدارة الموقع إلى السلطات المحلية بدءاً من الليلة أو صباح الغد.
وفي اجتماع مشترك للجنة إدارة الأزمات ومجلس الأمن بمحافظة هرمزجان، شدد مؤمني على ضرورة منع تكرار حوادث مماثلة، موضحاً أن ضعف الالتزام بمعايير السلامة والدفاع المدني كان من الأسباب الرئيسية لوقوع الكارثة.
كما أصدر توجيهات بتسريع التحقيقات لتحديد الأسباب بدقة، بالتعاون بين المحافظة والسلطة القضائية، ومحاسبة جميع المتسببين بالتقصير أو المخالفات.
وأشار الوزير إلى ضرورة مراجعة ليات التخزين في الميناء لضمان عدم انتقال الأضرار إلى باقي المواقع في حال وقوع أي حادث مستقبلاً، مؤكداً أهمية التشديد على الرقابة ومدد تخزين البضائع، ومعالجة حالات التصريح الكاذب للبضائع.
وختم مؤمني بالقول: "يجب تسريع عمليات تعويض المتضررين جراء هذا الحادث المؤلم".
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: بندر عباس
إقرأ أيضاً:
التحقيقات تبدأ في البنتاجون بعد نكسة ترومان… لكن الحقيقة ستكتبها الأيام
في تطور يحمل دلالات استراتيجية عميقة، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن وزارة الدفاع الأمريكية فتحت تحقيقًا في فقدان ثلاث طائرات مقاتلة تابعة لمجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان”، إلى جانب حادثي تصادم بحريين منفصلين وقعا ضمن نطاق عمليات المجموعة ذاتها. وعلى الرغم من قلة التفاصيل المتاحة، فإن مجرد الإعلان عن مثل هذه الحوادث المتزامنة يضع علامات استفهام حقيقية حول كفاءة وجاهزية ما يُفترض أنه أقوى أسطول بحري في العالم، خصوصًا في لحظة تاريخية تشهد تصعيدًا غير مسبوق في التحديات البحرية للولايات المتحدة.
ما يُضفي على هذا الخبر طابعًا أكثر خطورة هو توقيت وقوع هذه الحوادث في ظل وجود المجموعة القتالية الأمريكية في البحر الأحمر، المنطقة التي باتت ساحة مفتوحة لاختبار الإرادة والنفوذ الأمريكيين. فمنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، صعّدت القوات المسلحة اليمنية – وبتوجيه مباشر من القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – من عملياتها البحرية ضد السفن المرتبطة بـكيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة. وقد نجحت هذه القوات، بإمكانات محدودة، في فرض معادلة ردع غير مسبوقة، وعرقلة ممرات التجارة الدولية، وصولًا إلى تحدي واحدة من أقوى المجموعات القتالية الأمريكية في عرض البحر.
إن اضطرار البنتاجون لإجراء “تحليل دقيق” لكيفية تمكن قوات يمنية من تهديد حاملة طائرات نووية، هو تعبير ضمني عن لحظة انكشاف استراتيجية أمريكية لم تكن في الحسبان. والمفارقة أن ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية لا يمكن أن يُفهم إلا بوصفه الجزء الظاهر من جبل الجليد؛ إذ ليس من عادة واشنطن أن تعترف علنًا بخسائرها الحقيقية في ميادين المواجهة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمراكز الثقل العسكري البحري. فالولايات المتحدة – تاريخيًا – تحرص على إخفاء مظاهر الفشل، أو تبريرها فنيًا، حفاظًا على صورة الهيبة والتفوق. لكن ما خفي أعظم، والزمن كفيل بكشف ما يُخفى، والتاريخ لا يرحم من يتوهم أن بإمكانه إخفاء الخلل طويلًا تحت غطاء إعلامي وسياسي هش.
حاملات الطائرات الأمريكية، التي لطالما مثّلت رمز السيطرة الكونية، تواجه اليوم واقعًا مختلفًا. أمام طائرات مسيرة يمنية، وصواريخ بحرية دقيقة ومنخفضة الكلفة، تتراجع فاعلية أنظمة الدفاع المتطورة، ويتبدد وهم الحصانة. هذا ليس مجرد خلل في جاهزية أو ثغرة عابرة في التنظيم، بل انعكاس عميق لتحول جذري في طبيعة الحروب الحديثة، حيث أصبحت الإرادة والمرونة والوعي الجغرافي أكثر حسماً من التفوق التكنولوجي البحت. وإذا كانت ثلاث طائرات قد فُقدت، وحادثا تصادم قد وقعا في ظروف غامضة، فإن السؤال الأهم: ما الذي لا يُقال؟ وكم من الأحداث لم يُعلن عنها؟
اللاعب اليمني في هذا المشهد – القوات المسلحة اليمنية – بات يفرض وجوده بوضوح على مسرح العمليات الإقليمي، ويعيد تشكيل التوازنات في واحد من أهم الممرات المائية العالمية. التوجيهات المباشرة من القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لا تترك مجالًا للشك في أن ما يجري ليس مجرد رد فعل، بل جزء من استراتيجية مدروسة تستند إلى فهم عميق لطبيعة الصراع الإقليمي والدولي. الرسالة وصلت: اليمن لم يعد مجرد ساحة هامشية، بل تحوّل إلى فاعل حقيقي في معادلة الردع الإقليمي.
هذا التحول لا يقلق خصوم اليمن فحسب، بل يربك حلفاء واشنطن الإقليميين الذين بدأوا يعيدون النظر في مدى قدرة الولايات المتحدة على تأمين مصالحهم وممراتهم التجارية. وإذا كانت حاملة الطائرات “ترومان” تمثل صورة مصغرة عن الهيبة الأمريكية، فإن ما جرى لها في البحر الأحمر يبعث برسالة واضحة: زمن السيطرة الأمريكية المطلقة في البحار قد بدأ يتراجع، خطوة بخطوة، أمام فاعلين جدد يملكون ما هو أهم من التكنولوجيا – يملكون الإرادة.
ما يجري اليوم لا يجب أن يُقرأ باعتباره حادثًا عرضيًا في سياق العمليات، بل هو إنذار استراتيجي مبكر. فقدان ثلاث طائرات، وتسجيل حوادث تصادم بحرية، لا يُعبر عن خلل فني فحسب، بل يعكس خللًا أعمق في موازين القوة. البحر الأحمر لم يعد ممرًا آمنًا للهيمنة الأمريكية، بل بات ميدان اشتباك جديدًا يُرسم بقواعد مختلفة. وإذا استمرت واشنطن في إنكار حقيقة ما يجري، فستجد نفسها أمام تآكل تدريجي لمكانتها، ليس في المنطقة فقط، بل في النظام العالمي ككل. والتاريخ، كما يعلم الأمريكيون جيدًا، لا يرحم أحدًا.