المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان
صلاح شعيب
تحدثنا كثيراً بأن الحرب أوقدها الكيزان بمعاونة البرهان لقبر ثورة ديسمبر. وحاولنا بقدر الإمكان أن نعزز الفهم بأن حرب الكرامة مجرد تمثيلية دموية مخرجها علي كرتي.
ولكن لا حياة لمن تنادي في ظل ماكينة الإعلام الحربي الذي غسل أدمغة كثير من العامة، وحزمة من المثقفين، وقليل من الثوريين.
واضح أن تصريحات البرهان الجديدة – بعد عودته من القاهرة ترسم ملامح لعهده الجديد في التعامل مع السودانيين. إنه يريد أن يبداً سياسة حكم لتمديد حلمه في زمن الحرب، سواء بالإسلاميين، أو بإبعادهم كما قد تجيء التوصيات الخارجية لاحقاً.
حين يقول البرهان إن المجد للبندقية فهو صادق في وهمه. فالبندقية هي التي جعلته يعرقل الثورة بالانقلاب، والحرب، ولكن إلى حين.
فلو كانت البندقية وحدها تحافظ على “مجد الحكم الديكتاتوري” لما أصبح رئيساً للسيادي. وهو قد أتى لهذا المنصب بالثورة التي استخدمت فقط اللساتك، والهتاف، والمواكب.
إن البرهان أسوأ من أنتجتهم السلطات الديكتاتورية في العالم. بالبندقية تعاون مع الكيزان لتدمير السودان، وشردوا أهله حول العالم. وما يزال مقتنعاً أنه سيبني مجداً بها، وهو في سدة الحكم بلا شرعية.
من بلاهته، وكذبه، أنه في كل مرة ينكر علاقته بالكيزان في دعم الانقلاب، وإشعال الحرب. يعتقد أنه سيقنع السودانيين بهذا الكذب. ولكن هيهات.
المجد لشهداء ديسمبر الذين هزموا بندقية الجيش، والدعم السريع، وجهاز الأمن، والدفاع الشعبي، وكتائب الظل، وآخرين يعرفون جسارة، وصمود، وصلابة، ثوار اللساتك. وهؤلاء وحدهم سطروا بسلميتهم الملاحم، وصنعوا ثورة أخذت بألباب العالم.
ولذلك جاء القدر بالبرهان ليكون على رأسها السيادي حتى يؤدي الأمانة لحكومة منتخبة. ولكن أنانيته المفرطة، وروحه الدموية، سولت له الاعتماد على حاضنة الكيزان ليكون رئيساً لوضع جديد يسترد لهم من خلاله مجدهم الاستبدادي الآفل.
ولما عجز في توطيد دعائم حكمه خرج له ثوار ديسمبر فحصدهم بالرصاص ليكسر عزيمتهم. ولم تفتر همته من الارتواء بدماء البندقية فراوغ حتى أوقد مع حاضنته الكيزانية الحرب.
ومع ذلك لم يتعظ من هذا الدمار الذي وضع بلاده على حافة الانهيار بعد أن عشنا هذا التمزق غير المسبوق في نسيج المجتمع.
والآن وحده يلمح لإنهاء ثورة ديسمبر بعد ان توهم بنصره في الحرب.
إن هذه الروح الشريرة التي تقتات على البندقية، وتعدها علامة للمجد ينبغي أن يتعامل معها كل الناس بجدية.
فالبرهان سوف ينهي وجود البلاد بعقليّته الخربة إذا استمرّ في هذا الهذيان السلطوي، والشبق نحو الحفاظ على السلطة. ذلك حتى لو أراق مع الكيزان كل الدماء.
حسبنا الله، ونعم الوكيل. الوسومالبرهان الشهداء الثورة المجد صلاح شعيب
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان الشهداء الثورة المجد صلاح شعيب
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن دونباس الأوكرانية التي يشترط بوتين السيطرة عليها لوقف الحرب؟
(CNN) -- ذكر مسؤولون أمريكيون أن الخطة التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا ستتضمن تنازلات إقليمية كبيرة من الحكومة الأوكرانية، وفقًا لما قاله مسؤولين غربيين.
وتتطلب الخطة، التي قدمها بوتين إلى المبعوث الخارجي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، في اجتماع بموسكو، الأربعاء، من أوكرانيا التنازل عن منطقة دونباس الشرقية، التي تحتل روسيا معظمها حاليا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في 2014، كما ستُجمّد الخطة خطوط القتال الحالية، لكن تفاصيل أخرى للمقترح لا تزال غير واضحة.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض فكرة أي تنازلات إقليمية، قائلاً إن بلاده "لن تمنح أرضًا للمحتل".
وعانت دونباس، وهي منطقة مترامية الأطراف ومحاصرة في قلب أوكرانيا، من سنوات من الصراع.
ويصفها من عاشوا في المنطقة ودرسوها بأنها مركز صناعي مستقل وقوي، وتنظر بريبة تجاه القوى الخارجية لعقود.