سودانايل:
2025-06-12@23:55:29 GMT

“لساتكنا البتتكلم.. وسكاتك البتقهر!

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

يا جنرال، اللساتك ما الخطر… الخطر البلبّ في المايك!"
في خطبتو الأخيرة، الجنرال طلع لي ناسه شايل سيفو (الميكرفون)، واتكلم عن "الخطر الداهم" في البلد: لا هو الحرب، لا المجاعة، لا المليشيات، لا انهيار الدولة… الخطر في نظر سيادتو هو اللساتك!

قالها كأنو اكتشف خطة ماسونية لإشعال الإطارات في كل شارع كودي. نسى أو تجاهل أو "تجاهل عمداً" – زي ما بحب يكتب في بياناتو – إنو إحراق اللساتك ما بدا كموضة ولا "هواية شبابية"، بل كان فعل مقاومة، وإشارة احتجاج
ورمز للغضب الشعبي وقت البلد كانت كلها بتولع، موش لساتك واحد.



مفارقة الأرقام -في سنة واحدة بس، حُرق حوالي ١٠٠٠ إطار في شوارع السودان…
لكن في نفس السنة، الجيش أو المليشيا أو الطيران حرقوا ألف بيت وشردوا آلاف الأسر.

فمنو العدو الحقيقي للوطن؟ اللساتك البتحترق في نص شارع الترابي؟
ولا القنابل البتنزل على رؤوس الناس في قريضة، أم درمان، والفاشر؟

حوار افتراضي: "الإطار بيتكلم!"
تخيل معاي المشهد دا:

الجنرال: "أنت يا إطار… بتخوفنا؟!
كيف قدرت تهدد أمن الدولة؟"

الإطار (بلسان من دخان): "أنا ما بخوف زول، لكن انتو بتخافوا من الفقر.
أنا صنعتني المصانع الصينية، لكن ولدتني الثورة.
أنا رمز غضب جيل شاف القهر والبمبان، وسكتتو لحدي ما انفجر فيني!"

الجنرال (يرتجف): "لكن فيك رائحة عصيان!"

الإطار: "وأنت فيك رائحة دم… منو أخطر؟"

رمزية "لساتك الثورة":
اللساتك البتحترق ما بس إشارة بصرية للرفض، دي كانت صفارة البداية لكل مظاهرة.
صوتها في الحي زي أذان الغضب.
دخانها كان سلاح إعلامي بدون ميزانية.
حرارتها رسالة لحكومة باردة تجاه دموع الناس.

انقلاب المعنى -اللساتك عند الجنرال = خراب!
اللساتك عند الثوار = إعلان حياة ضد سلطة بتشوف المواطن مجرد رقم في نشرة العمليات.

فـ بدل الجنرال يسأل: "ليش بيحرقوا اللساتك؟"
كان الأولى يسأل: "ليش الشعب مضطر يحرق اللساتك؟"

النهاية التي تعيدك للبداية:
وغدًا، حين يعتلي الجنرال المنصة مرة تانية، ويخطب عن "عصابة اللساتك" و"الإرهاب البمشي على أربع كفرات"،
تذكروا دا:
كل خطاب بيلقيهو هو إطار جديد يُلقى في نار الثورة.
*فدعنا نحرق كفراتنا بكرامة، قبل أن نحترق نحن صمتًا.

zuhair.osman@aol.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حلم الاستقلال وخيبة الوعد.. القصة الكاملة للثورة العربية الكبرى

قبل أكثر من قرن من الزمان، انطلقت من الحجاز شرارة ثورة عربية كبرى، حملت في طياتها آمال الشعوب العربية بالتحرر من السيطرة العثمانية، ورسم ملامح جديدة لمنطقة الشرق الأوسط. قادها الشريف حسين بن علي، وأصبحت إحدى أبرز حركات التحرر الوطني في بدايات القرن العشرين.

خلفية تاريخية التهميش والهوية العربية

في أوائل القرن العشرين، كانت الدولة العثمانية تحكم معظم البلاد العربية تحت نظام مركزي سلطوي، تميّز بالإهمال والتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي للعرب. ومع دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914–1918) إلى جانب ألمانيا، اشتدت قبضة الحكم العسكري بقيادة جمال باشا، مما زاد من قمع الحريات وأثار نقمة الحركات القومية العربية.

بدأت بوادر الثورة تتشكل من خلال الجمعيات السرية في دمشق وبيروت وبغداد، مثل “جمعية العربية الفتاة”، والتي كانت تدعو إلى الاستقلال العربي.

بداية الثورة 10 يونيو 1916

في صباح يوم 10 يونيو 1916، أعلن الشريف حسين بن علي، شريف مكة، الثورة على الدولة العثمانية، مدعومًا بأبناء قبيلته، وبعض القبائل العربية، وبمساندة بريطانية تمثلت في دعم لوجستي وعسكري وشخصية بارزة هي “لورنس العرب” (توماس إدوارد لورنس).

استهدفت الثورة السيطرة على مدن الحجاز، ثم التوسع شمالاً نحو الشام، وكان أبرز إنجازاتها إسقاط سيطرة العثمانيين عن طريق سكة حديد الحجاز والسيطرة على العقبة ودمشق لاحقًا.

دور لورنس العرب والوعود البريطانية

لعب الضابط البريطاني لورنس دور الوسيط بين العرب والحكومة البريطانية، حيث وعد البريطانيون، عبر مراسلات حسين – مكماهون، بدعم استقلال العرب بعد الحرب مقابل الثورة ضد العثمانيين. لكن تلك الوعود تبخرت بعد انتهاء الحرب، حين تم تقسيم بلاد الشام والعراق وفق اتفاقية سايكس – بيكو (1916)، وفرض الانتداب الفرنسي والبريطاني على المنطقة.

نتائج الثورة بين النصر والخديعة

رغم أن الثورة نجحت في طرد العثمانيين من مناطق واسعة، فإن الثمار لم تكن بحجم التضحيات. 

بعد انتهاء الحرب، تأسست مملكة الحجاز بقيادة الشريف حسين، لكن ابنه فيصل خسر عرش سوريا أمام الفرنسيين عام 1920، وفيما بعد، تم تنصيبه ملكًا على العراق بدعم بريطاني.

أصيب العرب بخيبة أمل كبيرة بعد أن تبين أن بريطانيا وفرنسا لم تكن نواياهما دعم الاستقلال العربي، بل تقاسم النفوذ الاستعماري، ما مهد لاحقًا لتشكيل خرائط المنطقة الحديثة التي ما زلنا نعيش تداعياتها.

طباعة شارك الدولة العثمانية الثورة العربية الكبرى لورنس العرب الاستقلال العربي الشريف حسين

مقالات مشابهة

  • ثنائية الثورة والحكم
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يبحث مع رئيس أركان الجيش التركي الجنرال متين غوراك والوفد المرافق له في دمشق، القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويعزز التعاون الدفاعي بين الجيشين، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية
  • الإطار الإيراني:أمريكا لن تثني إيران الثورة عن برنامجها النووي
  • ترامب: نخرج موظفين أميركيين من الشرق الأوسط بسبب “الخطر” المحتمل
  • عرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • إتش سي إل سوفت وير تستهدف تعزيز نموها في الشرق الأوسط بإطلاق إطار العمل “إكس دي أو” في دبي
  • واشنطن وبكين تتفقان على إطار عام في محادثات لندن
  • “تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي” تنفذ تعديلات على الإطار التنظيمي للأصول الرقمية
  • حلم الاستقلال وخيبة الوعد.. القصة الكاملة للثورة العربية الكبرى
  • نائب:التعديل الرابع لقانون الانتخابات “رغبة” زعماء الأحزاب المتنفذة