آي إف إس تعلن تعيين راهول ميسرا في منصب النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
أعلنت آي إف إس IFS، الشركة العالمية الرائدة في برمجيات المؤسسات السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الصناعية، عن تعيين راهول ميسرا في منصب النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا . ومن خلال منصبه الجديد، يقود راهول استراتيجية نمو IFS في أهم أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا ليعمل على توسعة حضور الشركة الإقليمي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية والارتقاء بتجربة العملاء.
يُعد راهول قائداً صاحب رؤية متميزة في مجالي الأعمال والتكنولوجيا، ويتمتع بخبرة تزيد عن 25 عاماً في قيادة التحول وتطوير فرق العمل عالية الأداء وتعزيز نمو المؤسسات عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث وينضم إلى IFS بعد مسيرة استمرت 18 عاماً لدى شركة أوراكل، شغل خلالها عدداً من المناصب القيادية الاستراتيجية كان آخرها قيادته لأعمال التطبيقات السحابية في الخليج وجنوب أفريقيا. وتمكن فريقه من تحقيق نمو مرتفع باستمرار تحت قيادته، كما أسهم في إحداث تحولات كبيرة على مستوى الصناعة والمنطقة.
في تعليقه على الأمر قال هانس ليبه، رئيس IFS في آسيا والمحيط الهادي واليابان والشرق الأوسط وأفريقيا: “يسعدنا أن نرحب بانضمام راهول ميسرا إلى فريق القيادة في IFS، فمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعتبر واحدة من أهم مناطق النمو الاستراتيجية لدينا على مستوى العالم، وتضم دولًا لديها خطط طموحة – مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تشهد مشاريع البنية التحتية في أفريقيا زخماً متسارعاً. وتُعد قدراتنا في إدارة أصول المؤسسات وإدارة الخدمات وإدارة الموارد المؤسسية السحابية – والمدعومة جميعا بمنصة IFS.ai – متوافقة تماماً مع احتياجات القطاعات كثيفة الأصول والخدمات في هذه الأسواق، بما في ذلك قطاعات النفط والغاز والمرافق والإنشاءات والهندسة والدفاع والفضاء. كما إن خبرة راهول العميقة وفهمه الدقيق للمنطقة وإمكاناته القيادية المتميزة تجعل منه الخيار الأمثل لقيادة هذه المرحلة الفريدة من مسيرتنا.”
ومن جانبه قال راهول ميسرا، النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “تدخل IFS مرحلة محورية في مسيرتها، بعد أن تجاوزت حاجز المليار يورو من الإيرادات السنوية المتكررة، وشهدت زخماً استثنائياً في تبني IFS.ai. نرى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا منطقة واعدة للغاية، حيث تُطلق برامج وطنية ذات رؤية مستقبلية واعدة مثل رؤية السعودية 2030، والتحول الاقتصادي القائم على الابتكار في الإمارات، والتسارع الملموس في مشاريع البنية التحتية في أفريقيا – والتي تمثل جميعًا فرصاً متميزة للابتكار الرقمي والصناعي. وبفضل الريادة العالمية التي تتمتع بها IFS في إدارة أصول وخدمات المؤسسات، ومنصة إدارة الموارد المؤسسية السحابية القابلة للتهيئة، فإننا نتمتع بمكانة فريدة تتيح لنا تحقيق قيمة مستدامة للعملاء في جميع أنحاء المنطقة، وأنا في غاية الحماس للعمل مع عملائنا وشركائنا لتحقيق نتائج مؤثرة ووضع معايير جديدة للنجاح.”
يذكر أن تعيين راهول يأتي خلفًا لمحمود خان الذي قاد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بنجاح على مدار ست سنوات، والذي سينتقل إلى دور تنفيذي أوسع كنائب للرئيس لشؤون قاعدة العملاء والنجاح في منطقة آسيا والمحيط الهادي واليابان والشرق الأوسط وأفريقيا. وقد شهدت IFS الشرق الأوسط وأفريقيا نموًا وتحولًا ملموسًا تحت قيادته لتعزز مكانتها كشريك موثوق في التحول الرقمي.
وأضاف هانس ليبه: “نشكر محمود على إسهاماته المتميزة وقيادته الملهمة، فقد كان له تأثير حاسماً في رسم ملامح نجاحنا بالمنطقة، ونتطلع إلى مواصلة عمله المميز وتحقيق المزيد من القيمة في منصبه الجديد.”
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وأفریقیا
إقرأ أيضاً:
هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
في مقالين سابقين يتمحوران حول «فلسطين: الدولة الضرورة»، طرحتُ رؤية ترى أن الدولة الفلسطينية لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لبناء أمن إقليمي حقيقي. اليوم، أعود، من منظور آخر، لأسأل: هل قُتل شيمون بيريز، رمز التطبيع الاقتصادي والسلام التكنولوجي، تحت ركام الحرب والمجاعة في غزة؟
بصيغة أخرى: هل ماتت الأفكار الفلسفية التي شكّلت الأساس لرؤية بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد» (1993)؟ تلك الرؤية التي تخيّلت الإقليم مساحة تَعبر فيها المصالح فوق الجدران، وتقود فيه التكنولوجيا الإسرائيلية التنمية المشتركة.
فلسطين، في نظر بيريز، لم تكن عبئاً أمنياً، بل عنصراً أساسياً في نجاح التكامل. رؤيته لم تُولَد من فراغ؛ فقد استندت إلى جذور فلسفية واضحة: صهيونية غير قومية، كما في أفكار ناحوم غولدمان، وبراغماتية جون ديوي التي تمزج النظرية بالتطبيق، وفلسفة مارتن بوبر عن الحوار والتعددية.
بيريز أراد محاكاة النموذج الأوروبي: استبدال المصلحة بالقومية، والمشروعات بالحرب، لكنَّه لم يكن نزيهاً بالكامل؛ فرؤيته تجاهلت الاحتلال، وتغاضت عن أنَّ إسرائيل تمارس شكلاً من الفصل العنصري لا يقل فداحة عن نظام جنوب أفريقيا قبل مانديلا. مشروعه كان سلاماً بلا عدالة، لكنه، ورغم كل هذا، مهّد الطريق لاحقاً للاتفاقات.
في قلب تلك الرؤية كان الافتراض بأنَّ إسرائيل قادرة على «إدارة» التهديدات القريبة، لا إنهاء أسبابها. وقد تبنّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا المنطق في التسعينات، معتبرة أن غزة والضفة يمكن ضبطهما أمنياً دون الحاجة لحل جذري.
بعد ثلاثة عقود، ورث بنيامين نتنياهو الدولة، لكن دون أن يرث رؤية بيريز. على العكس، بنى مشروعاً نقيضاً: مشروع «إسرائيل الكبرى»، مستخدماً السابع من أكتوبر ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتطهير والمجاعة، لا عبر الاندماج.
نتنياهو أخذ عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وجرّده من مضمونه. شعاره كان «السلام مقابل السلام»، بلا دولة فلسطينية، بل خريطة لإسرائيل الكبرى. وتزامَن ذلك مع صعود أصوات في واشنطن تعلن صهيونيتها علناً، دون خجل. بعد السابع من أكتوبر، لم تعد غزة مشكلة أمنية، بل «تهديداً يجب اقتلاعه»، وانهارت معها فكرة الاندماج الإقليمي. إسرائيل لم تعد تفكر في الربط عبر سكك الحديد أو مشاريع المياه، بل عبر الجدران الإلكترونية والطائرات المسيّرة وغرف المراقبة. تحوّل «غلاف غزة» إلى مبدأ إقليمي: جنوب لبنان منطقة عازلة، غور الأردن شريط أمني، وإيران خريطة ردع تمتد إلى نطنز وفوردو.
تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية.
في هذا السياق، نعم: شيمون بيريز قُتل رمزياً في غزة. لم يُقصف جسده، لكن جرى اغتيال رؤيته برُمّتها. ورغم افتقاد رؤيته للعدالة لكننا نتحسر عليها في زمن الإبادة والمجاعة. سقطت فكرة بيريز التي كانت ترى إسرائيل جسراً اقتصادياً، عند أول صاروخ ضرب منزلاً في رفح، وعند أول غرفة عمليات حلّت محل غرفة التجارة. تحولت التنمية من شراكة إلى أداة سيطرة. وتحوّل الحلم إلى كابوس الإبادة.
نتنياهو لا يريد شرق أوسط جديداً كما تصوّره بيريز، بل شرق أوسط تحت السيطرة الأمنية الكاملة. تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية. وهذا نموذج لا يمكن أن يستقر.
المفارقة أن إسرائيل التي تطمح إلى الاندماج التجاري، تُواصل بناء الأسوار والحواجز الأمنية. كأنَّها تريد أن تكون جزءاً من المنطقة اقتصادياً، ومعزولة عنها أمنياً. لكن في علم السياسة، هذا التناقض لا يصمد طويلاً، فلا يمكن لدولة أن تهيمن بالسلاح، وتُعامَل كشريك استثماري في الوقت نفسه.
مشروع بيريز كان ناقصاً، لم يعترف بالاحتلال، ولم يضع فلسطين شرطاً بل وسيلة، لكنَّه أدرك أنَّ العزلة خطر استراتيجي. أمَّا مشروع نتنياهو فيجعل من العزلة قيمة، ويَعدّ أن التفوق العسكري هو مفتاح الاستقرار.
ما نشهده، اليوم، ليس غلافاً أمنياً لإسرائيل، بل طوق خانق يلف المنطقة كلها.
«غلاف غزة» تمدَّد ليشمل دول الجوار. وهذه ليست وصفة لأمن مشترك، بل لتفجُّر دائم. ليس سلاماً، بل إملاء أمني.
من هنا، علينا نحن العرب أن نتمسك بالمسلَّمة الأساسية: لا شرق أوسط جديداً دون فلسطين. لا أمن دون عدالة. ولا استقرار دون دولة فلسطينية ذات سيادة. وها هي فرنسا تقترب من هذه الرؤية العربية التي تحتاج إلى مزيد من الزخم.
شيمون بيريز مات رمزياً في غزة، لكن رؤيته قابلة للإنقاذ، إذا أُعيد تعريف الشرق الأوسط الجديد كحاجة عربية، لا كتصوّر إسرائيلي مفروض. وإن حجر الأساس لهذا الشرق الأوسط الجديد هو الدولة الفلسطينية.
الشرق الأوسط