بقلم شعيب متوكل

 

في مشهد مؤلم يتكرر كل يوم، تحتل النساء والأطفال الأرصفة ومداخل الإدارات العمومية بجماعة تامصلوحت ، نواحي مراكش، بحثًا عن مكان يمنحهم متنفسًا، في ظل غياب كلي للمنتزهات والفضاءات الخضراء. هذا الوضع، الذي أصبح مألوفًا لدى ساكنة المنطقة، يكشف واقع التهميش وغياب الإرادة السياسية لدى المسؤولين لتلبية حاجيات السكان الأساسية.

في ظل غياب أي فضاءات مجهزة، لم تجد النساء سوى أرصفة الشوارع المظلمة بمنطقة تامصلوحت، أو مداخل المؤسسات العمومية، ملاذًا مؤقتًا لتمضية الوقت مع أطفالهن.

كما أن المشهد لا يقتصر فقط على انعدام الراحة، بل يمتد ليهدد السلامة الجسدية والنفسية للأطفال، الذين يلهون ويلعبون كرة القدم وسط الشوارع المزدحمة بالسيارات والدراجات، معرضين لمخاطر الحوادث، وذلك في ظل غياب ملاعب كرة القدم، التي أصبحت من الضروريات.

الغريب في الأمر، أن المجلس الجماعي لتامصلوحت لم ينجز حتى الآن أي مشروع يخص إنشاء منتزهات أو فضاءات ترفيهية، رغم كثرة الشكاوى والمطالب التي عبر عنها السكان منذ سنوات. “المجلس منشغل بملفات أخرى، بينما المواطن البسيط لا يجد حتى كرسياً يجلس عليه مع أبنائه”.

تعيش تامصلوحت، رغم موقعها الاستراتيجي وقربها من مراكش، حالة من التهميش المجالي، حيث تنعدم البنية التحتية المرتبطة بجودة الحياة، ما يطرح تساؤلات جادة حول أولويات التنمية المحلية وجدوى البرامج التي يُفترض أن تضع المواطن في صلب اهتمامها.

يطالب سكان الجماعة بضرورة تحرك عاجل من طرف الجهات المسؤولة، سواء المجلس الجماعي أو السلطة الإقليمية، لإنشاء فضاءات خضراء وتهيئة ساحات عمومية تحفظ كرامة المواطن وتوفر بيئة صحية وآمنة للأطفال. كما يناشدون المجتمع المدني للضغط والترافع من أجل تغيير هذا الواقع المر.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

بالصور.. خيام تغرق وأطفال دون مأوى في غزة

غرقت آلاف الخيام في مختلف مناطق قطاع غزة بعد أن ضرب المنطقة منخفض جوي قطبي، محوّلا مخيمات النزوح إلى مستنقعات من الطين والمياه الراكدة، وسط غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية والبنى التحتية القادرة على مواجهة الظروف الجوية القاسية.

أمطار غزيرة تغرق مخيما في حي الزيتون وتحوّل مساحات واسعة منه إلى مستنقعات طينية (الأناضول)خيام ممزقة وغير عازلة تفشل في حماية السكان من مياه الأمطار والبرد القارس في قطاع غزة (الأناضول)عائلة نازحة محاصرة بالمياه تحاول حماية ما تبقى من حاجياتها بعد تسرب الأمطار إلى داخل خيام قطاع غزة (الأناضول)

وتسببت الأمطار الغزيرة خلال الساعات الماضية في إغراق مراكز إيواء عشوائية يعيش فيها مئات آلاف الفلسطينيين منذ أكثر من عام، بعدما دمّرت الحرب الإسرائيلية منازلهم ومنشآتهم المدنية، في وقت ترتفع فيه المناشدات بإدخال الوقود والخيام العازلة والمواد الإغاثية الضرورية لتفادي كارثة جديدة تهدد الأطفال وكبار السن والمرضى.

الأطفال النازحون في غزة يكافحون ظروف الشتاء القاسية وسط نقص المأوى والغذاء والمساعدات الإنسانية (الأناضول)ملامح الإرهاق والقلق تبدو واضحة على وجوه الأطفال الذين يعيشون ظروفا قاسية داخل القطاع (الأناضول)فلسطينيون يكافحون لإنقاذ خيامهم يدويا وسط تراكم المياه خوفا من انهيارها (الأناضول)

وتُظهر مقاطع مصوّرة مشاهد لنازحين وهم يحاولون إنقاذ ما تبقى من متاعهم من داخل الخيام الغارقة، في وقت يحمل فيه آخرون أطفالهم خوفا من تداعيات البرد وتلوث المياه. وقال النازحون إن خيامهم أصبحت غير صالحة للسكن بسبب تسرب المياه من الأرض والسقف، مما جعل النوم والطهي وحتى الجلوس أمورا شبه مستحيلة وسط البرد القارس ونقص وسائل التدفئة.

وحذر المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل من أن مراكز الإيواء والخيام المقامة في مناطق منخفضة ستغرق بالكامل خلال الساعات المقبلة إذا استمر المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن آلاف الأسر مهددة بفقدان أماكن إيوائها المؤقتة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أزمة الوقود تفاقم تعثر الخدمات الأساسية في قطاع غزةlist 2 of 2الطالبة رزان تبحث عن مأوى لا عن محاضرة في جامعة الأقصىend of list

وقال بصل إن القطاع يعيش "وضعا إنسانيا بالغ الخطورة" في ظل نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات ضخ المياه وتصريفها، فضلا عن تدمير الاحتلال 40% من شبكات الصرف الصحي في قطاع غزة.

إعلان

وأضاف أن كميات الركام المنتشرة في الشوارع نتيجة القصف الإسرائيلي تعيق حركة فرق الطوارئ وتحول دون وصولها إلى المخيمات المتضررة أو فتح الطرق أمام مياه الأمطار.

الطين والمياه يحاصران الممرات داخل المخيمات مما يجعل التنقل شبه مستحيل ويزيد خطر انتشار الأمراض في غزة (الأناضول)غياب أنظمة تصريف المياه يزيد تفاقم الوضع في المناطق المنخفضة داخل المخيمات (الأناضول)العائلات النازحة تواجه برد الشتاء دون وسائل تدفئة بسبب نقص الوقود ومنع إدخاله للقطاع (الأناضول)

وطالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق عملية إغاثة عاجلة وتوفير مراكز إيواء حقيقية بديلة عن الخيام الحالية التي وصفتها بـ"غير القابلة للحياة" في ظل الأمطار وبرد الشتاء.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن الاحتلال يواصل منع إدخال الوقود ومواد الإغاثة رغم الاتفاقات الإنسانية الموقعة في يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول 2025، مشددًا على ضرورة إلزام إسرائيل ببروتوكولات الإغاثة التي تعهدت بها.

أطفال بملابس مبللة يبحث ذووهم عن أماكن أكثر جفافا داخل المخيمات الغارقة في غزة (الأناضول)ظروف النازحين تتفاقم في فصل الشتاء بعد أن دُمّرت منازلهم خلال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة (الأناضول)المنخفض الجوي يزيد حجم المعاناة الإنسانية داخل القطاع المحاصر ويهدد حياة كبار السن والمرضى والأطفال (الأناضول)

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، تواصل إسرائيل يوميا خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى إلى استشهاد 377 فلسطينيا وإصابة نحو 987 منذ بدء الهدنة، في حين لا يزال السكان يعانون نقصا كبيرا في الغذاء والدواء والوقود والمأوى، وسط ظروف إنسانية وصفتها الأمم المتحدة سابقا بأنها "الأقسى عالميا".

ومع استمرار المنخفض الجوي وتراجع القدرة على الاستجابة الإنسانية، يصارع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني آثار الحرب والحصار والبرد والجوع، في وقت يعيش فيه مئات الآلاف منهم في خيام بلا حماية من الأمطار أو الرياح أو الطين.

مقالات مشابهة

  • عمومية اتحاد الطائرة تثني على جهود حسن عابد..ويؤكد: مستمرون في التطوبر
  • الديباني: حكم استئناف بنغازي يُسقط قانونيًا هيئة الانتخابات الموازية التي أنشأها الرئاسي
  • إحباط محاولة هروب نساء وأطفال من مخيم الهول شمال شرق سوريا
  • الإدارة الذاتية الكردية: إحباط محاولة هروب نساء وأطفال من مخيم الهول
  • والده سابه وتجاهل مرضه| القصة الكاملة لوفاة طالب مدرسة STEM ببني سويف
  • عمومية الجولف تشيد بإنجازات الاتحاد ..وفائض تاريخي بالميزانية
  • بالصور.. خيام تغرق وأطفال دون مأوى في غزة
  • رسالة هامة من القومي لحقوق الإنسان في يوم اليوم العالمي
  • "القومي لحقوق الإنسان" يجدد التزامه بمواصلة دوره المستقل
  • غوتيريش: شهدنا في السنوات الأخيرة انتهاكات جسيمة تُشير إلى استهتار بالحقوق وتجاهلٍ للمعاناة