الغارديان: ستارمر يورط بريطانيا في حروب ترامب بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
نفذت طائرات بريطانية أول غارة جوية على أهداف تابعة لجماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي"، بقرار من حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، حيث ربطت الصحافة البريطانية الخطوة بدعم مباشر لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار عملية عسكرية أمريكية موسعة تُعرف باسم "الراكب الخشن".
ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للأستاذ الفخري بدراسات السلام في جامعة برادفورد، بول روجرز، انتقد فيه الخطوة البريطانية لضرب الحوثيين كلفتة إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية في عهد دونالد ترامب أصبحت منبوذة دوليا، إلا أن الغارة التي نفذتها الحكومة العمالية تمثل دعما جديدا لها.
وأضاف أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني، قامت هذا الأسبوع بضرب الحوثيين في اليمن، وهي أول ضربة تصادق عليها حكومة العمال بزعامة كير ستارمر.
وبأدت العملية العسكرية الأمريكية منتصف شهر آذار/مارس وشملت غارات جوية مستمرة منذ 45 يوما، هي محاولة من إدارة ترامب لإظهار قدرتها على شن حرب أكثر قوة مما فعلته إدارة جو بايدن ضد الحوثيين، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون عن شن أكثر من 1,000 هدف، بحسب ما ذكر المقال.
وتشير التقارير إلى أن عملية سلاح الجو الملكي البريطاني استهدفت مصنعا لتصنيع مسيرات مسلحة تستخدم في هجمات الحوثيين على السفن العابرة للبحر الأحمر، وأظهرت أن كير ستارمر قرر أن يكون أقرب حليف عسكري لدونالد ترامب.
ومنذ وقت قصير بعد بدء الحرب الحالية في غزة، بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية المرتبطة بطريقة ما بإسرائيل، بدافع معلن هو دعم الفلسطينيين، وهو ما أدى لانخفاض حركة المرور عبر قناة السويس إلى النصف تقريبا بين عامي 2023 و2024، حسب أحد التحليلات.
وكان الرد الأمريكي الرئيسي هو الغارات الجوية، التي بدأت في عهد بايدن في كانون الثاني/يناير 2024، وشملت خمس موجات من الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو الملكي البريطاني في وقت مبكر من ذلك العام، وكلها وافقت عليها حكومة ريشي سوناك المحافظة.
وما يحدث الآن هو بوتيرة أعلى، لكنه لم يجذب إلا اهتماما ضئيلا من الإعلام.
وقد يتغير هذا الآن، حيث بدأت التقارير تتحدث عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتشمل هذه الهجمات هجوما أمريكيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما قتل ما يقرب من 70 مهاجرا أفريقيا بعد قصف مركز احتجاز كانوا فيه، حسب الحوثيين.
ومنذ بدء هذه الحرب مع الحوثيين، تم ضرب آلاف الأهداف التي نفذت الغالبية العظمى منها وحدات القوات الجوية والبحرية الأمريكية. لكن مشاركة بريطانيا كانت أكثر من مجرد مشاركة رمزية.
وقبل ستة أسابيع، قامت مقاتلة بريطانية تعمل من قاعدة سلاح الجو الملكي في أكروتيري- قبرص بدعم طائرات القوات الجوية الأمريكية خلال الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل 53 شخصا، بمن فيهم النساء والأطفال.
ويضيف روجر أن قاعدة أكروتيري ربما ارتبطت بالحرب الأمريكية ضد الحوثيين، لكنها أهم بكثير في الحرب الإسرائيلية في غزة، وتمثل مركزا للقوات الأمريكية والبريطانية الداعمة لإسرائيل وبطرق متعددة.
وقد قامت طائرات التجسس التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، مثلا بأكثر من 500 طلعة جوية فوق غزة منذ بدء الحرب. في حين أن هذه الطلعات تجري تحت إطار البحث عن الأسرى لدى حماس، إلا أن كثافتها تزداد وبشكل خاص عندما تخوض القوات الإسرائيلية هجمات كبرى، وفي إحدى المناسبات هبطت طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني على الأرجح في قاعدة في إسرائيل نفسها.
وبشكل منفصل، استخدمت الطائرات العسكرية الأمريكية قاعدة أكروتيري في مهام متعددة، في حين أبدت السلطات البريطانية تمنعا شديدا عن تقديم المعلومات، حتى لأعضاء البرلمان. وتشير مؤشرات غير رسمية إلى أن التحرك المحتمل للقوات الخاصة الأمريكية إلى إسرائيل، فضلاً عن النقل العسكري الذي يحمل الأسلحة، يمر عبر أكروتيري. ولدى سلاح الجو البريطاني والقوات الإسرائيلية علاقات قوية، وتشمل على زيارات منتظمة بين المسؤولين البارزين من كلا الطرفين.
وبالإضافة إلى ذلك، خلال الحرب الحالية في غزة، هبطت طائرات نقل عسكرية إسرائيلية في القاعدة التشغيلية الرئيسية لسلاح الجو الملكي البريطاني في برايز نورتون في أوكسفوردشاير. وإذا نظرنا إلى هذه الأمثلة وغيرها من التي تؤشر للروابط الوثيقة بين الجيشين البريطاني والإسرائيلي، فسنجد أن لها عواقب سياسية كبيرة.
الأول يتعلق بتطور الحرب نفسها، حيث تعرضت إسرائيل لانتقادات أشد بسبب سلوكها العنف مع طول أمد الحرب. ومنذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار الأخير، فإن فرضها للحصار على القطاع ومنع دخول المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود والمياه إليه أضاف المزيد من الانتقادات اللاذعة.
وعلاوة على ذلك، حتى في حالة انتهاء الحرب في وقت مبكر، وهو أمر غير مرجح للغاية، فإن الضرر سوف يستمر لسنوات عديدة، إن لم يكن لعقود.
وهنا يأتي العنصر السياسي الثاني، وبخاصة في بريطانيا مع حكومة ستارمر، فمن بين نسبة كبيرة من الرأي العام، وتحديدا اليسار السياسي الواسع، أصبح الدعم للفلسطينيين راسخا بشكل عميق في الخطاب السياسي.
ويتجلى هذا في المظاهرات والاجتماعات العديدة التي تنظم في المدن والبلدات، وكثير منها أسبوعيا، ولكن نادرا ما تهتم وسائل الإعلام الرئيسية بتغطيتها. ويضاف إلى ذلك حالات الإحتجاج المباشرة ضد الشركات التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والتي تزود إسرائيل بالمعدات العسكرية.
ويعود التراجع السريع لحزب العمال في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة إلى عوامل عديدة، لكن الدعم المستمر من جانب حكومة ستارمر لإسرائيل، على الرغم من سلوكها في غزة، يؤثر بشكل مباشر على المؤيدين الملتزمين على المدى الطويل الذين تعتمد عليهم.
وغادر العديد من الأعضاء الحزب منذ الانتخابات العامة التي جرت في تموز/يوليو الماضي، وكانت غزة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
وتأتي الغارة التي نفذها سلاح الجو البريطاني هذا الأسبوع ضد اهداف حوثية وكجزء من الحرب الإقليمية التي يشنها ترامب، في الوقت الذي تستخدم فيه حكومة نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة، أساليب وحشية متزايدة للسيطرة على غزة. وفي هذه الأثناء، ربما تكون حكومة ستارمر قادرة على استخدام نفوذها المحدود لكبح جماح نتنياهو. وبدلا من ذلك، تعمل على زيادة دعمها العسكري لترامب وتتورط بشكل أكبر في صراع مثير للجدل إلى حد كبير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الحوثي ترامب بريطانيا بريطانيا امريكا الحوثي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سلاح الجو الملکی البریطانی فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.