ترامب يقر صفقة قطع غيار وتدريب لمقاتلات إف-16 الأوكرانية
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، موافقتها على صفقة جديدة لأوكرانيا تتضمن توفير تدريب وقطع غيار لمقاتلات "إف-16"، في خطوة تمثل استمرارا للدعم العسكري الجوي لكييف، رغم الانتقادات التي كان ترامب قد وجهها سابقًا للمساعدات الضخمة التي أقرّها سلفه جو بايدن.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الصفقة التي تبلغ قيمتها 310.
وفي بيان رسمي، أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن الصفقة تهدف إلى تحسين قدرات أوكرانيا في مواجهة "التهديدات الحالية والمستقبلية"، من خلال تطوير تدريب الطيارين وتعزيز القدرة على العمل المشترك مع القوات الجوية الأمريكية والحلفاء.
ولفت البيان إلى أن أوكرانيا ستتحمل تكاليف هذه الصفقة، ما يعكس تحولا في سياسة التمويل المباشر للمساعدات العسكرية التي تميزت بها الإدارة السابقة.
ورغم أن ترامب لطالما انتقد النهج الذي تبنّته إدارة بايدن في تقديم دعم مالي وعسكري كبير لكييف، فإن قراره بالموافقة على هذه الصفقة يشير إلى استمرار التزام واشنطن - بشكل أو بآخر - بدعم قدرات الدفاع الأوكرانية، خصوصا في مجال الطيران.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من توقيع اتفاق اقتصادي جديد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، يمنح كييف حق استغلال موارد النفط والغاز والمعادن في أراضيها، كوسيلة لتعويض المساعدات الغربية الضخمة.
وكانت أوكرانيا قد طالبت منذ مطلع الحرب بتزويدها بطائرات "إف-16"، غير أن واشنطن تأخرت في تلبية هذا الطلب بسبب مخاوف تتعلق بعدم كفاءة التدريب لدى الطيارين الأوكرانيين. وبعد سلسلة من التدريبات المشتركة، تلقت كييف أول دفعة من المقاتلات منتصف عام 2024.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت القوات الأوكرانية عن خسارة طائرة ثانية من هذا الطراز، ما يسلط الضوء على صعوبة تشغيل هذه المنظومات الحديثة في بيئة قتال شديدة التعقيد.
ويُذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قد أعلن في مارس الماضي عن تسلم بلاده دفعة جديدة من مقاتلات "إف-16"، لكنه لم يكشف عن عددها. وتُعد هذه الطائرات عنصرًا محوريًا في استراتيجية أوكرانيا للدفاع الجوي، في ظل تواصل الهجمات الروسية واستمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ف 16 أوكرانيا روسيا ترامب بايدن أمريكا المعادن مع أوکرانیا اتفاق المعادن أوکرانیا فی
إقرأ أيضاً:
الأسرى ورقة ابتزاز.. منسق صفقة شاليط: نتنياهو يتعمد إفشال أي اتفاق
تبرز قضية الأسرى من جديد كورقة مساومة بيد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتهم من داخل إسرائيل هذه المرة بأنه يعمد إلى إفشال أي جهود للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، ليس حرصًا على الأمن القومي أو مصير الأسرى، بل بدافع حسابات سياسية داخلية.
كشفت صحيفة معاريف العبرية عن تصريحات منسق صفقة شاليط السابقة، الذي أكد بشكل صريح أن "نتنياهو يعرقل عمدًا التوصل إلى اتفاق مع حماس"، رغم وجود عروض واضحة للتهدئة قدمتها الولايات المتحدة، على غرار ما تم التوصل إليه في الجبهة اللبنانية. لكن نتنياهو، بحسب المصدر ذاته، رفض العرض الأمريكي، مفضلاً استمرار العدوان على قطاع غزة.
وتنظر هذه التصريحات بوصفها دليلاً جديدًا على أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى فعليًا لإنهاء الحرب، وإنما تستخدم ملف الأسرى كورقة ضغط سياسية لتحسين موقف نتنياهو داخليًا، خاصة في ظل التظاهرات الإسرائيلية المتواصلة التي تطالب بإعادة الأسرى ووقف الحرب.
وفي غزة، يرى كثيرون أن الاتهامات الإسرائيلية الداخلية تعكس الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي، وتكشف زيف الرواية الرسمية التي تتهم حماس برفض الاتفاقات.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه قطاع غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، وسط استمرار القصف الإسرائيلي، واستغلال واضح للملف الإنساني ضمن مواقف تفاوضية تخدم بقاء نتنياهو في السلطة.
ويؤكد مراقبون فلسطينيون أن رفض نتنياهو للعروض الأمريكية، وتصعيده الخطاب ضد حماس، لا ينبع من رغبة حقيقية في تأمين الإسرائيليين، بل من رغبته في تمديد أمد الحرب، وفرض واقع جديد في غزة يخدم مخططاته السياسية والأمنية، في تجاهل تام للثمن الإنساني المدفوع من كلا الجانبين.
في ظل هذه المؤشرات، تبقى آمال التهدئة مؤجلة، بينما يدفع المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر من الدم والحصار، في وقت تتحول فيه أوراق الحرب إلى بيادق على رقعة سياسة داخلية إسرائيلية مشحونة بالتنافس والمصالح.