الحزب الشيوعي الفيتنامي هو الركيزة الأساسية للنظام السياسي في جمهورية فيتنام الاشتراكية، وهو الحزب الحاكم والوحيد، وينظر إليه على أنه قوة قيادية عليا للدولة والمجتمع. تأسس على يد هو شي منه في هونغ كونغ عام 1930.

كان له دور محوري في قيادة الثورة الفيتنامية وتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي وتوحيدها بعد الاستقلال، واستند إلى أيديولوجية الماركسية اللينينية، كما تبنى فكر مؤسسه.

من رموز وأعلام الحزب لي دوان وترونغ تشينه وفام فان دونغ ونغوين فو ترونغ وتران فو ولي هونغ فونغ وها هوي تاب.

وشهد الحزب الشيوعي الفيتنامي محطات تاريخية عديدة أهمها: حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي، وحرب فيتنام والحرب ضد نظام الخمير الحمر، إضافة إلى حرب حدودية مع الصين.

الزعيم الراحل هو شي منه مؤسس الحزب الشيوعي الفيتنامي (غيتي) النشأة والتأسيس

تأسس الحزب الشيوعي الفيتنامي الاشتراكي في 3 فبراير/شباط 1930 في شبه جزيرة كولون بهونغ كونغ، على يد القائد الثوري هو شي منه، وهو أحد أبرز القادة الثوريين الشيوعيين في القرن الـ20، وأول رئيس لجمهورية فيتنام الديمقراطية بعد استقلالها عام 1945.

ولدت فكرة تأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي أثناء فترة الاستعمار الفرنسي لفيتنام، وكان الهدف تشكيل جبهة موحدة لنيل الاستقلال، وأطلق عليه في البداية اسم "الحزب الشيوعي للهند الصينية".

تبلورت الفكرة بعد أن عقد هو شي منه اجتماعا سريا في هونغ كونغ، جمع فيه 3 تنظيمات شيوعية كانت تنشط في فيتنام آنذاك، وهي الحزب الشيوعي الهندي الصيني وحزب أننام الشيوعي ورابطة الشيوعيين الفيتناميين، ودعاهم إلى تشكيل قوة سياسية مناضلة موحدة وإنهاء الانقسام.

ومن أبرز رواد الحزب الذين أسهموا في تأسيس وتوحيد الحركة الشيوعية وصياغة أيديولوجياتها، المفكر السياسي تران فو، وهو الأمين العام الأول للحزب، وخلفه لي هونغ فونغ، إضافة إلى ها هوي تاب، الذي ترأس أول مؤتمر وطني للحزب في ماكاو عام 1935، وعين أمينا عاما للجنة المركزية في 1936.

إعلان

الفكر والأيديولوجيا

استندت أيديولوجية الحزب الشيوعي الفيتنامي إلى مجموعة من المبادئ الماركسية اللينينية التي دعت إلى القضاء على الطبقية وبناء مجتمع اشتراكي كمرحلة انتقالية نحو الشيوعية، إلى جانب تأثيرات فكر هو شي منه.

وسعى الحزب منذ بدء نشاطه في الساحة الدولية السياسية إلى تحقيق أهداف إستراتيجية عدة، منها تحقيق الاستقلال الوطني والوحدة، وبرز ذلك في التخلص من الاستعمار الفرنسي وتوحيد فيتنام الشمالية والجنوبية تحت نظام اشتراكي واحد، وقد تحقق ذلك عام 1975.

وفي أواخر الثمانينيات، طبق الحزب إصلاحات اقتصادية عرفت "بسياسات دوي موي" أو "التحديث"، وفتحت المجال للسوق الحرة وشجعت على الاستثمار الخاص وتنمية قطاع التجارة.

كما عملت على تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة بعدما كانت الدولة تسيطر على جميع الأنشطة الاقتصادية، مما ساعد في بناء الاشتراكية والتنمية المستدامة.

وقد أكد الخبراء الدوليون الذين شاركوا في المنتدى الدولي الـ11 للاشتراكية في فيتنام، أن الحزب الشيوعي الفيتنامي قد طبق الماركسية اللينينية "بشكل مبدع ومرن"، مما جعلها تتناسب مع ظروف البلاد في ذلك الوقت.

وقالت البروفيسورة هي تشين من قسم أكاديمي للماركسية في معهد الدراسات المعاصرة للصين التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، إن فيتنام منذ إطلاق "سياسة دوي موي قد طورت نظرية ماركسية محلية وحديثة تحمل خصائص فريدة للبلاد".

وأكدت أن الحزب الشيوعي الفيتنامي قد طور فكر هو شي منه، وقدم حلولا مبتكرة لانتقال فيتنام لدولة القانون الاشتراكية.

وعمل الحزب على تحسين الظروف المعيشية لجميع المواطنين عبر تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الاجتماعية وتوفير فرص العمل، وحاول أن يقضي على الفقر وعدم المساواة الاقتصادية وطبق سياسات توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

إعلان

كما عزز الابتكار والتصنيع والتحديث بشكل شامل ومتزامن وركز على تطوير الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى تحسين جودة التعليم والتدريب.

وأولى اهتماما بالغا بتقوية الدفاع والأمن الوطنيين باعتباره أساسا من إستراتيجية حماية الوطن والشعب الفيتنامي.

الهيكل التنظيمي

تدير الحزب الشيوعي الفيتنامي الهياكل والمؤسسات التنظيمية التالية:

المؤتمر الوطني: يعقد كل 5 سنوات ويعتبر أعلى سلطة تقريرية في الحزب، وتنتخب فيه اللجنة المركزية التي تتولى التنسيق بين المؤتمرات. اللجنة المركزية: تتألف من 180 عضوا، وهي أعلى هيئة تنفيذية في الفترة بين المؤتمر الذي انتخبت فيه والمؤتمر الموالي، وتشرف على تنفيذ السياسات وصياغة القرارات. المكتب السياسي: وهو الهيئة القيادية اليومية للحزب، ويتكون من أعضاء تنتخبهم اللجنة المركزية، كما يهتم بتوجيه السياسات العامة وتنفيذ القرارات. الأمانة العامة: وهي جهاز تنفيذي تابع للمكتب السياسي، وتشرف -برئاسة الأمين العام- على السير اليومي لأنشطة الحزب. اللجان الإشرافية: تعنى بمراقبة تنفيذ السياسات العامة والقرارات، وكذا التحقق من عدم وجود مخالفات أو تجاوزات داخل منظومة الحزب. اللجان المحلية: تشرف على تنظيم سياسات وقرارات الحزب إداريا، وتنسق الأنشطة الحزبية على مستوى المدن والمقاطعات والأحياء. الخلايا الحزبية: وهي الوحدة الأساسية للحزب وتشملها المؤسسات الحكومية والشركات والهيئات الاجتماعية. V اجتماع في مقر الحزب الشيوعي الفيتنامي بهانوي مع وفد رسمي صيني في أبريل/نيسان 2(رويترز) الأعلام والرموز

تعاقب على الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ تأسيسه قادة كانت لهم أدوار محورية في توجيه مسار النضال الوطني والسياسي لفيتنام ومن بينهم:

تران فو

ولد في 1 مايو/أيار 1904 بمحافظة ها تينه في فيتنام، تلقى تعليمه في الاتحاد السوفياتي سابقا، وتربى على الفكر الماركسي في جامعة كومنترن بموسكو وتخرج بمرتبة الشرف.

إعلان

أثناء دراسته عين سكرتيرا للمجموعة الفيتنامية في الجامعة، ما سمح له بالتواصل مع قادة شيوعيين من مختلف أنحاء العالم، ثم عاد إلى فيتنام في نوفمبر/تشرين الثاني 1929 وكان من بين من وضعوا الأسس الأيديولوجية والتنظيمية للحزب، وانتخب أمينا عاما له في أكتوبر/تشرين الأول 1930.

وبعد فترة قصيرة من توليه المنصب اعتقلته السلطات الفرنسية في أبريل/نيسان 1931، وتوفي في سجن سايغون يوم 6 سبتمبر/أيلول 1931 عن عمر لم يتجاوز 27 عاما بعد تعرضه للتعذيب.

ترونغ تشينه

ولد ترونغ تشينه يوم 9 فبراير/شباط 1907 في مقاطعة نام دينه، وتلقى تعليمه المبكر في مدارس استعمارية فرنسية مثل ثانه تشونغ، حيث تأثر بالفكر الفلسفي الفرنسي وخاصة أفكار الفيلسوفين جان جاك روسو وشارل مونتسكيو.

انخرط في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1925، وشارك في تنظيم احتجاجات ضد الاحتلال في 1928، ثم انضم إلى الحركة الطلابية الثورية في تون كين.

كان تشينه أحد المؤسسين البارزين للحزب الشيوعي الفيتنامي، وفي 1940 شغل منصب أمينه العام.

هو شي منه

وُلد يوم 19 مايو/أيار 1890، بقرية كيم ليين التابعة لبلدية نام ليين (أصبحت تُعرف بـ"كيم ليين")، بمحافظة ني آن شمالي البلاد.

عُرف في طفولته باسم "نغوين سينه كونغ"، ثم اتخذ لاحقا أثناء مسيرته الدراسية اسم "نغوين تات ثانه"، قبل أن يعرف باسم "نغوين آي كووك" في سنوات نضاله الثوري.

نشأ في أسرة تجمع بين عمق الثقافة الريفية والتزامها الوطني؛ فوالده عالم في الأدب الكلاسيكي الصيني، بينما كانت والدته مزارعة، وكان شقيقه وشقيقته من أوائل المنخرطين في مقاومة الاستعمار الفرنسي.

تلقى تعليمه الثانوي في مدينة هوي، ثم تولى إدارة مدرسة محلية في فان ثيت، قبل أن يتابع تكوينه الفني في معهد تقني بمدينة سايغون.

وفي الفترة بين عامي 1934 و1938، التحق بمعهد الأبحاث في المشاكل الوطنية والاستعمارية في موسكو (الاتحاد السوفياتي)، وهناك تلقى تكوينا أكاديميا عميقا في قضايا التحرر الوطني والثورة الاجتماعية، واستمر في متابعة الحركة الثورية الفيتنامية وتوجيهها.

إعلان

أقام في لندن، ثم انتقل إلى فرنسا، وتقلب بين مهن مختلفة، إذ عمل بستانيا وعامل نظافة ونادلا وطباخا. ونشط مع التيار الشيوعي والاشتراكي، وساهم في الحركة الثورية في فيتنام.

وفي عام 1925 أسس جمعية الشباب الثوري الفيتنامي، وأشرف على تنظيم دورات تدريبية للكادر الثوري، وشارك في تأسيس "رابطة شعوب آسيا المضطهدة" التي هدفت إلى توحيد حركات التحرر ضد القوى الاستعمارية.

في الفترة بين يوليو/تموز 1928 ونوفمبر/تشرين الثاني 1929، عمل في قيادة الحركة الوطنية الفيتنامية في الخارج. وترأس اجتماع تأسيس "الحزب الشيوعي الفيتنامي" في كولون (هونغ كونغ) في الثالث من فبراير/شباط 1930، وصاغ البرنامج السياسي والنظام الأساسي للحزب وأطلق نداء توحيد النضال الوطني.

شارك في طرد الاستعمار الفرنسي وتأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية في أربعينيات القرن العشرين، وشغل منصب رئيس البلاد وكذا رئيس الوزراء، وتوفي في الثاني من سبتمبر/أيلول 1969 في هانوي.

لي دوان

ولد لي دوان في 7 أبريل/نيسان 1907 في مقاطعة كوانغ تري بفيتنام، نشأ في عائلة محدودة الدخل وواجه تحديات معيشية كبيرة ما دفعه إلى العمل في محطة للسكك الحديدية، حيث تعرف على ناشطين شيوعيين.

بدأ نشاطه الثوري مبكرا وأصبح عضوا في رابطة الشباب الثوري الفيتنامي عام 1928، ثم شارك في تأسيس "حزب العمال الهندوصيني" الذي أصبح لاحقا الحزب الشيوعي الفيتنامي عام 1930.

اعتقل مرتين بسبب نشاطاته الثورية، وأفرج عنه بعد ثورة أغسطس 1945، وفي سبتمبر/أيلول 1960 أصبح السكرتير الأول للحزب الشيوعي الفيتنامي، ثم تولى فعليا قيادة فيتنام الشمالية في 1969، وحكم البلاد بعد هو شي منه حتى وفاته عام 1986.

فام فان دونغ

ولد فام فان دونغ في 1 مارس/آذار 1906 في مقاطعة كوانغ نغاي وسط فيتنام، وتلقى تعليمه في المدارس الفرنسية الاستعمارية، وتأثر بالفكر الاشتراكي والمبادئ الماركسية.

إعلان

انطلقت حياته السياسية مبكرا، إذ شارك في الأنشطة الثورية ضد الاستعمار الفرنسي، ثم انضم في 1930 للحزب الشيوعي الهندوصيني، وكان من المقربين لهو شي منه.

بعد ثورة أغسطس 1945، أصبح عضوا في الحكومة المؤقتة، وتقلد مناصب عديدة منها رئيس وزراء فيتنام الديمقراطية من عام 1955 حتى 1976، ورئيس وزراء فيتنام الموحدة من 1976 حتى تقاعده عام 1987، توفي في هانوي عام 2000.

ناازحون هاربون من الحرب في فيتنام عام 1965 (أسوشيتد برس) نغوين فو ترونغ

ولد في 14 أبريل/نسيان 1944 في مقاطعة نام دينه شمالي فيتنام، درس الأدب والفلسفة وحصل على الماجستير من جامعة هانوي.

انضم إلى الحزب الشيوعي الفيتنامي في 1967، ثم بدأ بعد ذلك مسيرته في الإعلام وتدرج في المناصب الحزبية، إذ شغل عضوية المكتب السياسي للحزب في 1994 ثم عين أمينا عاما له في 2011، وركز في فترة قيادته على محاربة الفساد وتوفي في 21 سبتمبر/أيلول 2024.

أبرز المحطات حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي 1930ـ1945

قاد الحزب الشيوعي الفيتنامي الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي ونظم مظاهرات واحتجاجات في كبرى المدن ومن بينها هانوي.

وفي أغسطس/آب 1945 اندلعت ثورة أغسطس/آب، وتجمع مئات الآلاف من الفيتناميين في الشوارع وطالبوا بالحرية والاستقلال.

وأعلن قائد الحزب هو تشي منه استقلال فيتنام في 2 سبتمبر/أيلول 1945 في ساحة باودين بهانوي، وقد شكلت هذه الثورة نقطة تحول مهمة.

ورغم نجاح الثورة فإن فرنسا رفضت الاعتراف بالهزيمة أمام فيتنام، مما أدى إلى نشوب حرب الاستقلال في 1946.

وبعد 8 سنوات من الصراع توصل الطرفان إلى اتفاقية جنيف، التي أنهت الوجود الفرنسي وقسمت فيتنام إلى قسمين: شمال شيوعي بقيادة هو شي منه مدعوم من الاتحاد السوفياتي، وجنوب برئاسة نغو دينه ديم مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين.

وفي 7 مايو/أيار 1954 انتهت الحرب بانتصار الحزب الشيوعي وانسحاب الجيش الفرنسي في معركة ديان بيان فو.

حرب فيتنام 1955ـ1975 إعلان

تصاعدت التوترات بين فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية بعد الانقسام، وشن الحزب الشيوعي حربا شاملة ضد حكومة الجنوب وتصاعد النزاع إلى أن تدخلت الولايات المتحدة عسكريا عام 1965.

انتهت الحرب في 1975 بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية وانتصار الشيوعيين وتوحيد البلاد تحت حكم الحزب الشيوعي الفيتنامي.

الحرب ضد كمبوديا ولاوس 1978ـ1989

بعد نهاية حرب فيتنام، دخل الحزب الشيوعي الفيتنامي في حرب ضد حركة الخمير الحمر في كمبوديا عام 1978، بسبب الأيديولوجية التي تبنتها الحركة بقيادة بول بوت، والتي شكلت تهديدا على أمن المنطقة.

حرب الحدود مع الصين 1979

نشبت حرب قصيرة بين فيتنام والصين بسبب النزاعات الحدودية والمواقف السياسية المتباينة، واستاءت الصين من الدور الفيتنامي في الإطاحة بحركة الخمير الحمر في كمبوديا، وكذلك من علاقاتها القوية مع الاتحاد السوفياتي.

انتهت الحرب بعد بضعة أسابيع، ولكنها كانت بمثابة اختبار حقيقي لمدى قوة الحزب الشيوعي الفيتنامي وقدرته على الصمود في وجه الضغوط الخارجية.

الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي يلقي خطابا في الذكرى الخمسينية لانتهاء حرب فيتنام (الفرنسية) موقفه من القضية الفلسطينية

أبدى الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ عقود مساندته للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما في ذلك إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس.

وتجسد ذلك في تصريحات كبار المسؤولين في الحكومة الفيتنامية ومواقفهم السياسية الثابتة ودعمهم المادي وتعاونهم مع منظمات وهيئات عالمية من بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

أقام الحزب الشيوعي الفيتنامي في 1968 علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

في عام 1976 افتتحت المنظمة مكتبا في هانوي، وفي 1982 حولته فيتنام إلى سفارة لدولة فلسطين.

وقدمت الحكومة الفيتنامية مساعدات لفلسطين عام 1995 بقيمة 314 ألف دولار أميركي، تمثلت في ألفي زي لأفراد الشرطة وألف طن من الأرز.

إعلان

وفي مارس/آذار عام 2000 استضافت فيتنام مؤتمر الأمم المتحدة الإقليمي حول فلسطين، وأعلنت الحكومة الفيتنامية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تبرعها بمبلغ 500 ألف دولار أميركي لأونروا.

وأكد نائب وزير الخارجية الفيتنامي داو فيت ترونغ في مؤتمر وزاري بإندونيسيا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قدمت فيتنام مساعدات مالية سنوية بقيمة 120 ألف دولار أميركي لدولة فلسطين، وخصصت منحا دراسية لطلاب فلسطينيين لدراسة اللغة الفيتنامية.

كذلك بعث الرئيس الفيتنامي لوونغ كوونغ رسالة تضامن إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عبر فيها عن قلقه إزاء الوضع المتوتر في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحزب الشیوعی الفیتنامی نوفمبر تشرین الثانی الاتحاد السوفیاتی للحزب الشیوعی الفیتنامی فی سبتمبر أیلول حرب فیتنام هونغ کونغ فی مقاطعة فی فیتنام من بین

إقرأ أيضاً:

مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية

التعليم حجر الزاوية ومن خالله تحل جميع المشاكلالخطاب الدينى المتشدد أدى لظاهرة العنف ضد المرأةأعتبر نفسى كاتبة هاوية تلعب مع العالملدينا أزمة أداء فى المشهد الثقافى

 

هكذا دلفت إلى المكان محملة بشعور المتعطش لرى تساؤلات شتى تسكننى، وبودٍ نادر استقبلتنى مرحبة..

اتخذت مكاناً قريباً ووجدتنى أرقب قسمات وجهها وردود فعل عينيها تجاه عبارات الاحتفاء والامتنان والاعتراف بجمال روح يخفى عن قرائها..

فى زحام من الجمال راح الجميع ورحت معهم نهنئ الأديبة الكبيرة والمبدعة سلوى بكر، ونحن نشعر بأننا إنما نهنئ أنفسنا أولاً بفوزها بجائزة البريكس الأدبية، فى دورتها الأولى التى انطلقت هذا العام، بينما تأكد شعورنا عبر حديثها بأن هذا الفوز إنما يعد انتصاراً للكتابة العربية ولزمرة المبدعين العرب كافة.

كدت أنسى مأربى وهدفى الثانى بعد الاحتفاء بسلوى بكر، ذلك الحوار الذى جرى اتفاقنا على إجرائه عقب الندوة، والذى رحت أعد له كامل عدتى طوال الليل، وأنتقى من الأسئلة أهمها ومن المحاور أكثرها دقة..

جلستُ وذاكرتى تطوف بأعمالها التى طالت بشهرتها بلادا شتى وترجمت للغات تجاوزت عدد أصابع اليدين..

تنتمى الروائية والقاصة سلوى بكر لحى الزيتون فى القاهرة، حصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1972، كما حصلت على ليسانس النقد المسرحى من المعهد العالى للعلوم المسرحية عام 1976، وفى عام 2001 عملت أستاذة زائرة بالجامعة الأمريكية، تنوع إبداعها بين الروايات والمجموعات القصصية والمسرحيات، تُرجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، واختار اتحاد الكتاب العرب روايتها «البشموري» كواحدة من أفضل 100 رواية عربية، وحصلت على جائزة «دويتشه فيله» للأدب عن قصصها القصيرة عام 1993، وجائزة الدولة التقديرية عام 2021، وأخيرا ومنذ أيام حازت على جائزة الـ«بريكس» للأدب لعام 2025، كأول شخصية أدبية تنال الجائزة فى دورتها الأولى.

والـ«بريكس الثقافية» جائزة دولية أُطلقت فى نوفمبر 2024 خلال منتدى «القيم التقليدية» الأول لدول الـ«بريكس» فى موسكو، ترجع فكرة تأسيسها وإطلاقها للكاتبة المصرية ضحى عاصى، وتدعم الجائزة الكُتّاب المعاصرين الذين تعكس أعمالهم القيم الثقافية والروحية لدول المجموعة.

هكذا حملتُ أسئلتى ومعها فضولى لأتحدث إلى الأديبة المصرية الكبيرة سلوى بكر...

* ماذا يمثل لك فوزك بجائزة البريكس؟

بالتأكيد فإن الفوز بجائزة يعد خبراً مفرحاً، ولكن عندما تكون الجائزة بحجم جائزة البريكس، المعبرة عن مجموعة من الدول الكبرى، والتى لها وزنها الثقافى وذات باع طويل فى الأدب، مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل، فهو أمر مفرح جدا، فهى تؤكد أن أدبنا المصرى والعربى يستحق التكريم وأن يكون له موضع قدم راسخ فى الأدب العالمى.

فالأدب المصرى أدب راسخ وأحدث تراكماً قوياً على مدى أزمان، وأحدث بصمات وقفزات مهمة توج ذلك بمنح محفوظ جائزة نوبل.. لكنه لم يأخذ حظه على خارطة الأدب العالمى وذلك بسبب وجود قصور شديد فى ترجمة الأدب العربى للغات الأخرى، فهناك إجحاف أصاب الأدب المصرى تحديدا، فقد راكم خبرات وكماً كبيراً من الكتابات التى تضاهى ما يكتب عالميا.

** هل هناك فجوة فى كيفية إدارة وتنظيم الجوائز العربية وبين الجوائز العالمية؟ وما الذى ينقص الجوائز المصرية؟

الجوائز عموماً هناك جدل واسع حولها، لكن أهميتها تكمن فى كونها تلفت النظر إلى كاتب ما أو عمل ما، إذن فهى تضيء الكتابة، ولكن ملابسات هذا الالتفات يشوبها أحيانا عوار يتعلق بالميول الخاصة لمن يمدحون الجوائز وحسابات تتعلق بإعلاء شأن نوع أدبى على حساب نوع آخر، إذن فالجوائز غالبا ما تكون محل انتقاد وجدل.

الجوائز بمصر لها قيمتها بالفعل، ولكن قد يخيل للبعض أن القيمة المادية هى المعيار الأهم فى كون هذا الأدب يستحق التقدير أم لا، فهناك فى المنطقة العربية بعض الجوائز التى تكون قيمتها مبالغ كبيرة جدا تكون محل تنافس كبير، إلا أن بعضها يشوبها شوائب وصراعات ذات طابع إقليمى ويعبر عن هوى وهيمنة إقليم ما على الأدب العربى، ولكن السؤال الأهم هنا هو ما قيمة ما يقدم من أدب، ومن هنا أرى أن جائزة البريكس تبحث عن القيمة فى المقام الأول، وقد منحت لجنة التحكيم الجائزة وفقا لما أعلنته الجائزة من قبل وهو الرغبة فى إعلاء القيم الثقافية لمجتمعات دول البريكس.

ورغم ذلك فهناك جوائز تتميز بالموضوعية الشديدة مثل جوائز الدولة وجوائز معرض الكتاب، وقد حكمت فى أكثر من جائزة.

أيضا فالقيمة المادية للجوائز المصرية تكون منخفضة لكونها خاضعة لميزانية الدولة وميزانية وزارة الثقافة، وهى بالطبع محدودة جدا مقارنة بالجوائز الأخرى، لأن مصر بثقلها الثقافى والحضارى تصبح لجوائزها قيمة تتخطى القيمة المالية للجوائز الأخرى.

** هل لدينا فى عالمنا العربى أزمة فى الحركة النقدية؟ وهل هناك مجاملات على حساب القيمة الأدبية؟

النقد فى العالم العربى الآن هو فى مجمله نقد أكاديمى ومدرسى، فهو يستخدم نظريات مسبقة ويطبقها على النص الأدبى، إلا أننا هنا يجب أولا أن نسأل ما الإبداع؟ قاموسا تعريف الإبداع هو الإنشاء على غير مثال، إذن فالنقد بالتالى هو إبداع منشأ على إبداع بمعنى أن ترى عين الناقد ما لا ترى العين العادية، والنقد المبدع هو النقد الذى ينبه المتلقى أو القارئ والكاتب وكل من يتعامل مع النص بمستويات من الوعى بالنص سواء الوعى الجمالى أو الوعى الخطابى أى الخطابات المقدمة فى النص والتى قد لا تتم ملاحظتها لدى القارئ العادى أو فى القراءة الأولى. هذا النوع من النقدربما نفتقده بدرجة أو بأخرى، كما أن هناك أسبابا أخرى مثل وجود جماعة تنتصر لكاتب ما لأسباب أيديولوجية وأسباب اجتماعية، فهناك ناقد ينتصر لكاتب ربما لوجود علاقة بينهما، أى أن كلها حسابات بعيدة عن القيمة الفعلية الموجودة فى النص الإبداعى.

** هل سلوى بكر عانت من النقد؟

ربما أنا لا أتعامل مع الإبداع بشكل يجعلنى ألتفت لذلك، فأنا طوال الوقت أعتبر نفسى كاتبة هاوية، بمعنى أننى أكتب لأننى أستمتع بالكتابة، أستمتع بعملية خلق عوالم وتتحدد مصائرها عبر العوالم التى أتخيلها، إذن أنا أتعامل مع الكتابة كنوع من اللعب، فلا أصنف نفسى ككاتبة محترفة ولا أعتبر الكتابة مهمة يجب أن أقوم بها، لذلك لا أهتم مثلا أن يكون لى كتاب كل عام فى معرض الكتاب ولا أهتم عندما يصدر لى كتاب أن أسعى لعقد ندوات أو نشر أخبار وغيرها.

**ما الذى يشعر سلوى بكر بالتحقق والتشبع النفسي؟

ربما يشعرنى تعليق أو حديث من إنسان عادى جداً عن كتاب لى بالسعادة أكثر من كتابات ناقد مرموق مع احترامى وتقديرى للنقاد الذين تناولوا أعمالى، فمثلاً عندما تحولت قصة نونة الشعنونة إلى عمل تلفزيونى كان بعض الناس يستوقفوننى فى الشارع ويثنون على العمل، هذا يسعدنى كثيرا، كل هذا يشعرنى بالتحقق ربما أكثر من التحقق الذى يتيحه مقال نقدى مادح.

** كيف ترى سلوى بكر المشهد الثقافى المصرى خاصة والعربى بشكل عام؟ هل نحن أمام فقدان للثقافة وقيمتها وما أسباب ذلك فى رأيك؟

فى رأيى الشخصى أن الثقافة مازالت تمثل قيمة فى المجتمع المصرى، فهناك تقدير من العامة للمثقفين وللمتعلمين حتى فى طريقة حديثهم إليهم وفى طريقة مخاطبتهم لهم.

المشكلة فى المشهد الثقافى هى مشكلة فى الأداء نفسه، فنحن لدينا إنتاج كبير لا يستهان به فى كل العصور وكل الأزمان والأجيال، ولكن أى هذا الإنتاج سيبقى وسيجد التحقق فى صدور العامة، هنا يجب أن نسأل عن الأداء الثقافى.

نعم، هناك صفحات ثقافية فى كافة الجرائد، هناك برامج ثقافية فى الإعلام المرئى والمسموع، لكن تكون الصفحة الثقافية هى أولى الصفحات التى يتم التضحية بها إذا ما وجد إعلان يحتاج مساحة، إلى جانب أن معظم الصفحات الثقافية فى الصحافة المكتوبة لا تدار بمثقفين أو مبدعين حقيقيين.

ففى فترة من الفترات كان المسئول عن الصفحة الثقافية فى الأهرام هو لويس عوض، لذلك فقد أثار معركة الشعر الحديث بين العقاد وصلاح عبدالصبور، وكانت الصحافة الورقية طوال الوقت لديها مساحات للشعر والقصة القصيرة، ولا أنسى صفحات الجمهورية التى قدمت كل جيل الستينيات الذين تركوا بصمات واضحة فى الكتابة الإبداعية، كذلك لا أنسى أخبار الأدب التى ما زالت صامدة حتى الآن، ولولا جمال الغيطانى المبدع الجميل ما كانت هناك أخبار الأدب.

إذن، فنحن نفتقد للأداء الثقافى الجيد والإيجابى القادر على إبراز هذا المشهد بوجهه الجميل.

** هل ترين أن هناك وسائل خبيثة لبث الفرقة بين العرب من خلال استحداث مصطلحات أدبية مثل الرواية الإسلامية وغيرها، وإلى أى مدى ترين قدرة تلك الأسلحة على التفريق؟

أنا أعتقد أن تلك الأسلحة قادرة على التفريق، وخصوصاً فى غياب الوعى، فالوعى الثقافى هو حائط الصد الذهبى، أما تلك الأسلحة فهى تستند إلى الطائفية والإقليمية والمذهبية والأيديولوجيات السياسية، كذلك إلى وجود المال السياسى الذى يضخ فى المشهد الثقافى لتكريس كل هذه المصطلحات وهذه النظريات.

الأمر يحتاج إلى جماعة ثقافية قادرة على مواجهتها، ونحن نفتقد إلى ذلك لأننا نفتقد إلى الوعى بصفة عامة، وإلى جماعة ثقافية قادرة على المواجهة.

** المرأة لها نصيب الأسد فى كتابات سلوى بكر، ما أسباب ظاهرة العنف ضد المرأة التى استشرت فى الفترة الأخيرة، ومتى تنتهي؟

بحكم التجربة والسن، أنا أعتقد أن هذه الظاهرة متفاقمة بسبب الخطاب السياسى الدينى وهيمنة خطاب الإسلام السياسى على المشهد، بكل ألوانه، وهو طوال الوقت ينتقص من قدر المرأة ويضعها فى إطار وظائف الجنس والحمل والإنجاب فقط، ويتعامل مع المرأة طوال الوقت باعتبارها مواطنا من الدرجة الثانية أو باعتبارها مواطنا قاصرا يحتاج إلى الولى ويحتاج إلى الرجل فى كل مراحله. من هنا بدأت تظهر ظواهر لم نكن نعرفها من قبل، مثل أن يقتل الشاب فتاة لمجرد أنها قد رفضت الارتباط به، أو أن يقتل أحدهم طليقته لمجرد أنها تزوجت آخر.

إذن فنحن أمام خطاب دينى متشدد فى غياب الخطابات التنويرية ومهاجمتها، كل هذه الأمور أدت إلى تفاقم أنواع محددة من الجريمة، وهى الجريمة شديدة الارتباط بهذا الخطاب.

** إلى أى مدى ترين أهمية استدعاء التاريخ كحدث أساس أو حتى كخلفية فى العمل الأدبى، وهل تعتقدين أن للكاتب حرية تناول الأحداث والتغيير فيها حسب رؤيته الفنية أم أن هناك ضوابط؟

أنا لا أستدعى التاريخ، أنا أكتب رواية عن التاريخ، ولكن ما هو التاريخ؟ التاريخ هو جملة من الوقائع التى جرت فى زمن محدد وتم تدوينها، ومن هنا تبدأ إشكاليات التاريخ. فيكون السؤال الأول: هل كل الوقائع التى حدثت دونت؟ وهل كل الوقائع التى دونت دونت وفقاً لأهميتها؟ ألم تكن هناك وقائع مسكوت عنها فى التاريخ؟ بل أن المؤرخ الذى يكتب التاريخ يمتلك أيديولوجيا خاصة به ومرجعية خاصة وموقفاً من العالم وموقفاً من الأحداث، فيكتب بتأثير كل هذه العوامل. ومهمة الرواية هى إعادة النظر فى المرويات التاريخية واستدعاؤها لمنطقة البحث والتمحيص والتساؤل. إذن فمهمة الرواية هى إعادة النظر فى العلاقة بين المتون والهوامش التاريخية، فما كان هامشاً قد يكون هو فى الحقيقة المتن والعكس صحيح.

وإذا لم نؤمن بالعين النقدية فى هذا التاريخ وطرح الأسئلة، ربما لن نستطيع أن نضع أيدينا على مواطن القوة والضعف.

** فى رأيك، هل يجب أن يعبر الكاتب عن مواقف تجاه القضايا والأزمات الكبرى أم عليه أن يكتفى بالكتابة الإبداعية؟

الكاتب يتعامل مع القضايا الكبرى باعتباره مواطناً وإنساناً، أما عندما يكتب بعدها عن تلك القضايا فيكتب من منظور الكاتب ومن رؤيته الخاصة للشخصيات والعوالم وغيرها، لكن كونه كاتباً يجعل مسئوليته أكبر لأنه يمتلك مساحة أخرى من الوعى لها طابع خاص ولها تميزها الذى يدفعه لأن يكون له مواقف منحازة طوال الوقت لكل ما هو إنسانى وجميل.

** على ذكر المواقف الإنسانية، ما رأيك فى الموقف المصرى تجاه أزمة التهجير؟

أنا أعتقد أنه لم يقدم بلد من بلدان المنطقة العربية للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر منذ بداية القضية وحتى الآن، هذه واحدة، المسألة الأخرى هى موقف الدولة المصرية منذ ما حدث فى ٧ أكتوبر وحتى الآن، وهو موقف حكيم وعبر عن حنكة سياسية عالية وعن تفكير إنسانى كبير، لأن مصر أولا، ومنذ اللحظة الأولى، أدركت أن ما حدث كان يستهدف جرها إلى مناطق من الإشكاليات التى لا يعلم غير الله مداها.

أما موقفها من التهجير، فأنا أظن أن هذا الموقف تاريخى لمصر، لأنه حرص على ألا تضيع القضية الفلسطينية. فمصر كانت حكيمة فى كونها لم تنجر إلى مهاترات مع حماس ومع الجانب الإسرائيلى، فالدولة المصرية أثبتت أنها بالفعل دولة واعية محنكة سياسياً قادرة على صدد أى هجوم أيا كان مستواه على الحدود والخريطة المصرية، حافظت على الخريطة المصرية وحافظت على القضية الفلسطينية.

لم تتوقف مصر عن مد يدها إلى القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات طوال الوقت، فكانت إذا ما فتح المعبر ترسل المساعدات، هذا هو موقف مصر، والذى لن يتوقف، إلا أن الإسلام السياسى والإخوان المسلمين وغيرهم مازلوا يشوهونه بكل الطرق الممكنة.

** كان لك تصريح مهم عن كيفية تدريس مناهج التربية الدينية فى المدارس، هل ترين أن لذلك انعكاساً على السلوكيات العامة للشباب والمجتمع؟

فى الماضى كانت حصة الدين ممتعة وجميلة، يقدم خلالها الدين بطريقة بسيطة ورائعة، تتلاءم مع المرحلة العمرية للطلاب، وكان يقدم القصص الدينى بطريقة رائعة نتعلم من خلالها الكثير من المبادئ، حتى المدرسون أنفسهم كانوا يدرسون الدين بطريقة هادئة ومحبة، فعرفنا على أيديهم أن الدين المعاملة، وهذا ما جعلنا نحب إخواننا المسيحيين، فنشأنا جميعاً أحباباً وأصدقاء، للأسف لم نعرف التعصب الحالى وهذا العنف إلا عندما تم تدريس جانب من الدين يتحدث عن النار والسعير وعذاب القبر، فنحن بهذا ندفع الأطفال لكره ما يدرسون، المشكلة ليست فى الدين، المشكلة فى طريقة تدريس الدين وفى المناهج الموضوعة والتى لا تتلاءم مع المراحل العمرية للأطفال.

** لدىَّ خمسة مصطلحات أريدك أن ترتبيها حسب احتياج المجتمع لها: الثقافة، الصحة، الدين، التعليم، تحسين المستوى المعيشي؟

أولاً التعليم، ثانياً الصحة، ثالثاً الثقافة، رابعاً الدين، وإذا تم الاعتناء بالتعليم العناية الواجبة فإن 90% من المشاكل الاقتصادية سوف يتم حلها، فالتعليم هو حجر الزاوية وكلمة السر فى كل المجتمعات، انعدام التعليم يعنى ألا يكون هناك وعى وبالتالى تتدهور جميع جوانب المجتمع، فالاستنارة والوعى يصنعهما التعليم.

أما ذلك «الكوكتيل» الذى ينتشر فى مصر من تعليم حكومى وخاص وإنترناشونال وغيره فهو أولاً يصنع فجوة كبيرة بين الجيل الواحد ويفقدنا الهوية، فلا يكون هناك تفاعل بين أبناء الجيل الواحد، مما أظهر ما سمى بمصر وإيجيبت، فأصبحنا مجتمعاً متشظياً، فى الماضى كان طه حسين ابن الفقراء يذهب فى بعثات علمية ليتعلم فى السوربون، وهو ما جعله عميدا للأدب العربى، هذا ما يفعله التعليم فى المجتمعات، وفى رأيى الشخصى فإن مصر تتعرض لمؤامرة كبيرة، وأخطر مؤامرة تعرضت لها مصر هى مؤامرة تدهور التعليم.

هكذا لملمت أوراقى واحتضنت إجاباتها، وأنا أودع الكاتبة الكبيرة سلوى بكر.

 

مقالات مشابهة

  • جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان للاتفاقات الإبراهيمية
  • سلطنة عُمان وأستراليا تعقدان جلسة مباحثات سياسية
  • السيد القصير: متابعة دقيقة للعملية الانتخابية عبر الغرفة المركزية لحزب الجبهة الوطنية
  • هيئة الكتاب تصدر جزءًا جديدًا من «تاريخ الدول والملوك» لابن الفرات ضمن سلسلة التراث الحضاري
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مرصد عراقي يطالب بإعادة تعريف مصطلحات سياسية مبهمة
  • حزب البعث يحدّد موعد إطلاق الاسم الجديد للحزب
  • غرفة العمليات المركزية بحزب العدل تواصل متابعتها للدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى
  • تحالف الثماني العربي الإسلامي.. ظاهرة بنيوية سياسية جديدة أوجدتها حرب غزة
  • مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية
  • متحف زايد الوطني بأبوظبي يجلب 3,000 عام من تاريخ دولة الإمارات إلى أفق منطقة السعديات