بينما تواصل الولايات المتحدة مفاوضاتها مع روسيا في محاولة لتخفيف التوترات في كييف، تأتي خطوة جديدة تؤكد ازدواجية موقفها، حيث وافقت على بيع معدات عسكرية لأوكرانيا تشمل طائرات “إف-16” المقاتلة، حيث يعكس هذا الدعم العسكري المستمر استمرار الانحياز الأمريكي إلى كييف في ظل الحرب المشتعلة، رغم محاولات الحوار مع موسكو.

وأعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أن وزارة الخارجية الأمريكية قد وافقت على صفقة بيع عسكرية محتملة للحكومة الأوكرانية تشمل معدات دعم، تدريب، ولوازم متعلقة بطائرات “إف-16” المقاتلة، وتبلغ قيمة الصفقة نحو 310.5 مليون دولار، وتشمل تحديثات للطائرات، قطع غيار، مواد استهلاكية، ومعدات دعم أرضية.

وبحسب البيان، كما تتضمن الصفقة توفير تدريب للمؤسسات العسكرية الأوكرانية على التعامل مع الطائرات المقاتلة المتطورة “إف-16″، بالإضافة إلى الدعم الفني المستمر.

وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن هذه الصفقة تأتي في إطار دعم القوات الأوكرانية لتحسين قدراتها العسكرية في الصراع القائم منذ فبراير 2022 ضد القوات الروسية.

ومن المقرر أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز القوة الجوية الأوكرانية بشكل ملحوظ، بعد أن أبدت أوكرانيا اهتمامًا كبيرًا بالحصول على طائرات “إف-16” من أجل تحسين فعالية القوات الجوية في المعركة المستمرة.

واشنطن: دورنا كوسيط في النزاع الأوكراني مرهون بالتقدم في المفاوضات

صرحت رئيسة المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتراجع عن دورها كوسيط بين روسيا وأوكرانيا حتى الآن.

وأضافت أن هذا الدور قد يتغير إذا لم يُحرز أي تقدم في عملية حل النزاع، مشيرة إلى أن “الوضع سيتغير إذا استمر الجمود” لكن لم يصل إلى هذه المرحلة بعد.

وهذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تسعى واشنطن لتحقيق توازن بين تقديم الدعم العسكري لكييف والتمسك بدور الوساطة في النزاع المستمر.

وفي وقت سابق، أكد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايكل والتز، أن “أطراف الصراع الأوكراني تواصل التحرك نحو اتفاق سلام”.

ورغم التوترات، أضاف أن احتمالات التوصل إلى اتفاق لا تزال قائمة، موضحًا أن “عملية السلام تتطلب رغبة الطرفين في وقف القتال”.

من جهة أخرى، أعلن دميتري بوليانسكي، النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد تجري “قريبا جدا” إذا أبدت كييف نية جدية لحل النزاع.

هذا ومنذ بداية النزاع العسكري في أوكرانيا في فبراير 2022، قدمت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، دعمًا غير مسبوق لأوكرانيا، شمل مساعدات مالية وعسكرية.

وقدمت الولايات المتحدة حزمًا من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي مثل “باتريوت”، المدفعية الثقيلة، وصواريخ “هيمارس”.

وكان من أبرز ما أعلن عنه دعم الولايات المتحدة هو تخصيص مئات الملايين من الدولارات لتوفير التدريب والمعدات العسكرية التي يحتاجها الجيش الأوكراني، بالإضافة إلى الموافقة على إرسال طائرات “إف-16” المقاتلة ضمن صفقات مستقبلية.

ويشير هذا الدعم المستمر إلى أن الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين يعتبرون أن دعم أوكرانيا في مواجهتها العسكرية مع روسيا يمثل أولوية استراتيجية، ليس فقط لدعم الأمن الأوكراني بل أيضًا لتقويض التوسع الروسي في المنطقة.

آخر تحديث: 3 مايو 2025 - 11:49

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا واوكرانيا بوتين وترامب دعم أوكرانيا بالسلاح روسيا وأمريكا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الأمريكي ترامب، قال إن الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة.

ترامب يلوح بإعلان حاسم بشأن البرنامج النووي الإيراني.. تفاؤل مشوب بالحذرمربيات في الظل.. كيف تهدد سياسات ترامب مستقبل قطاع رعاية الأطفال؟إدارة ترامب تعرض إنقاذ نعامات مهددة بالقتل في كنداخذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيران


وأضاف ترامب، أن الاتفاق التجاري أنقذ الصين من خطر اقتصادي جسيم لكنها انتهكته.


في خضم التوترات المتصاعدة والمفاوضات المتأرجحة، أطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت اهتمام المراقبين، حيث تحدث عن تقدم في ملف البرنامج النووي الإيراني، ملمّحًا إلى إمكانية صدور إعلان خلال اليومين المقبلين. ورغم تحفظه على التفاصيل، إلا أن تصريحاته أعادت إحياء الجدل حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران، وسط ترقب دولي لأي تحول في هذا الملف الشائك.


قال ترامب في حديث: "لقد أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران.. لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بشيء جيد أو سيء خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد".

تصريحات ترامب حملت طابعًا يغلب عليه التفائل، لا سيما مقارنة بتصريحات الوسطاء الإقليميين، مثل الوسيط العماني الذي وصف التقدم الأخير في المحادثات بأنه جزئي ولكن ليس حاسمًا، في إشارة إلى الجولة الخامسة من المفاوضات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما.

خلفية المفاوضات.. من الانسحاب إلى إعادة المحاولة
تأتي هذه التطورات في سياق محاولات واشنطن إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد، بعد أن انسحبت إدارة ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق التاريخي الذي وقعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015. ويهدف المسار الجديد من المحادثات إلى تقليص القدرات النووية الإيرانية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.

ورغم تكرار دعوات واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط صارمة، إلا أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات كشرط أساسي لأي اتفاق جديد، ما يضع الطرفين في حالة شد وجذب مستمرة.

موقف أمريكي حازم لا تخصيب مقابل اتفاق
أبرز مواقف إدارة ترامب جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أكد: "لا يمكننا القبول باتفاق مع إيران يشمل قدرتها على تخصيب اليورانيوم". وأضاف أن ترامب عبّر مرارًا عن رغبته في حل النزاع مع إيران دبلوماسيًا، بل ووجه رسائل مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.

هذا الموقف يعكس توجهًا واضحًا من قبل واشنطن لوضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم الذي يُعتبر جوهر البرنامج النووي الإيراني.

الإعلان المرتقب قد يكون نقطة تحول محفوفة بالمخاطر

يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن أي تطور في هذا الملف قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود السياسة، مشيرًا إلى أن تصعيدًا محتملاً مع إيران قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية، خصوصًا إذا مسّ صادرات إيران أو هدد أمن مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل الطاقة في العالم.

وأضاف السيد أن الإعلان الذي ألمح إليه ترامب قد يشكل نقطة تحول حقيقية في العلاقات الأمريكية الإيرانية، لكنه "محفوف بالمخاطر"، مؤكدًا أن نجاح أي اتفاق محتمل سيتوقف على قدرة الجانبين على التوصل إلى تسوية وسطية.

وأشار إلى أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات، في حين تصر واشنطن على إيقاف تخصيب اليورانيوم. لذلك، فإن أي اتفاق جزئي كأن يتم تجميد البرنامج النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات قد يفتح بابًا لمزيد من المفاوضات لكنه لن يكون نهاية للأزمة.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية الرئيس الأمريكي ترامب

مقالات مشابهة

  • ترامب يكشف عن مفاجأة من روسيا أثناء اقتراب المفاوضات من نهايتها
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روسيا تعتزم إرسال وفد لإسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تعتزم إرسال وفد إلى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار مع موديرنا للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
  • الخارجية الأوكرانية: إذا لم تكن روسيا تعرقل المفاوضات فعليها تمرير الوثيقة
  • روسيا تقترح عقد مفاوضات جديدة مع أوكرانيا في إسطنبول بهذا التاريخ