تقرير .. مخاطر وتوترات إقليمية تضع الجزائر وتونس أمام تحديات مشتركة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
أجمع خبيران على أن تونس والجزائر تواجهان مخاطر مشتركة تمثل تحديا جديا وملحا، وأكدا أن قضايا من قبيل والتوترات في دول الساحل، ومشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، تشغل اهتمام البلدين معا.
وشدد كل من وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيّس، والصحفي الجزائري المقيم في تونس نصر الدين بن حديد، في تصريحات منفصلة للأناضول، على أن تلك القضايا تمثل أولوية لكلا البلدين، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، مؤكدين على الحاجة إلى مزيد من التنسيق لضمان الاستقرار في المنطقة.
زيارة رسمية
في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف زيارة رسمية إلى تونس يومي 9 و10 أبريل/نيسان الماضي، حيث استقبله الرئيس التونسي قيس سعيد، كما عقد جلسة عمل مع نظيره التونسي محمد علي النفطي.
وخلال اللقاء، أكد سعيد حرص بلاده على "تعزيز أواصر الأخوة مع الجزائر في شتى المجالات، منها تنمية المناطق الحدودية، وتعزيز التبادل التجاري، والتصدي للتهريب والهجرة غير النظامية، ضمن تصور مشترك من أجل مستقبل أفضل للشعبين"، وفق بيان للرئاسة التونسية.
من جانبه، شدد الوزير الجزائري على أن بلاده وتونس تواجهان تحديات مشتركة تتطلب "المزيد من التنسيق والتشاور".
قلق مشترك من الجنوب
وفي تعليقه على الزيارة، قال الوزير التونسي الأسبق أحمد ونيّس إن "الشريط الحدودي الجنوبي الذي يربط الجزائر بدول الساحل مثل مالي والنيجر وتشاد يمثل مصدر قلق دائم للجزائر، وهو أمر يهم تونس أيضا، حتى وإن لم تكن لها حدود مباشرة مع تلك الدول، لأن ما يحدث هناك ينعكس على المنطقة برمتها".
وأضاف ونيّس أن "هذا الشريط الحدودي اليوم في خطر، والأنظمة العسكرية الجديدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو تتخذ مواقف عدائية تجاه الجزائر وليبيا، ما يزيد من تعقيد الوضع في الجنوب".
وتابع ونيّس: "ليس غريبا أنه هناك أخطار جنوبية في هذا الجانب وهذه واجهة أولى من المخاطر".
أما الواجهة الثانية للمخاطر، وفق ونيّس، فهي "تتمثل في الضربات العسكرية المحتملة (الأمريكية والإسرائيلية) على إيران من أجل قضية فلسطين، وها قد بدأت في اليمن، وقد تطال دولًا داعمة للمقاومة الفلسطينية مثل الجزائر وتونس، ما يستدعي استعدادات وتحسبات خاصة".
العلاقات مع المغرب
وعن العلاقة مع المغرب، أشار ونيّس إلى أن "العلاقات بين تونس والمغرب ليست طبيعية، بعد سحب السفراء منذ أشهر دون عودتهم".
وأضاف أن "الجزائر غير مستعدة لفتح حوار مع المغرب لأسباب عديدة"، لافتا أنه "في عهد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، تم الإعلان على قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب".
وفي أغسطس / آب 2021، أعلن وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهما الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية".
وأوضح ونيّس أن "الجزائر تسعى حاليًا لتأسيس تحالف ثلاثي مع تونس وليبيا، بديلاً عن مشروع المغرب الكبير الذي يضم خمس دول (الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، موريتانيا)".
لكن ونيّس شدد على أن "تونس لن تكون جزءًا من أي مشروع بديل للمغرب الكبير"، معتبرا أن "الضمان الأمني للكيان التونسي هو التنسيق مع المملكة المغربية، والاعتماد استراتيجيا عليها".
وفي 17 فبراير/ شباط 1989، تأسس اتحاد المغرب العربي بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي وهي: ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا، وذلك من خلال التوقيع على ما سمي بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي.
غير أن الاتحاد واجه منذ تأسيسه عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية.
تعدد التوترات الإقليمية
وفي معرض تعليقه على حديث عطاف عن تحديات مشتركة، قال الصحفي الجزائري نصر الدين بن حديد إن "العالم بأسره يشهد توترات عديدة، توترا إقليميا، توترا عربيا، توترا إسلاميا وتوتر دوليا ولا توجد دولة خارج مرمى التوتر وموقع الضرر بمصالحها".
وأضاف الصحفي المقيم في تونس: "أولا، أي تأثير وأي تغيّر فعال في المعادلة العربية أو الاسلامية قد تكون له انعكاسات خطيرة على تونس والجزائر".
وأردف: "ثانيا، التوتر بين دول الساحل والصحراء والجزائر سيلقي بظلاله حتما على تونس من الناحية الأمنية أو الهجرة السرية أو الجريمة المنظمة، لذلك هناك تحركات مشتركة بين تونس والجزائر".
وأشار إلى أن هناك "نوع من التوتر في ليبيا وعدم الاستقرار، حيث لا وجود لتطبيع علاقات بين الشرق والغرب الليبيين كما هو مطلوب".
كما لفت إلى أن "العلاقات الجزائرية المغربية في أسوأ حالاتها، والعلاقات الجزائرية الفرنسية متوترة أيضًا، خاصة بعد طرد عدد كبير من الدبلوماسيين، وهو ما قد يؤثر على علاقة فرنسا بالمغرب".
وتابع: "السعي الجزائري لتحييد المغرب على مشروع المغرب الكبير موجود، والجزائر تعمل على ذلك وتسعى إلى ائتلاف ثلاثي يضم إلى جانبها تونس وليبيا".
إلا أن تونس، يؤكد بن حديد "تمسك العصا من الوسط، ولا تذهب في هذا الاتجاه، لكن بدون إغضاب الجزائر".
أنبوب الغاز.. مشروع استراتيجي
ومن المشاغل الجزائرية الي تتطلب مشاورات مع تونس، وفق بن حديد، هي مشروع أنبوب الغاز نحو أوروبا.
ورأى أن لهذا المشروع حلان "إما أن يمر عبر الجزائر أو دول الشاطئ الإفريقي: توغو وسيراليون والسنغال وموريتانيا ثم إقليم الصحراء"، معتبرا أن "فرص نجاح مروره من دول الشاطئ قليلة".
وأوضح أن "الخط الذي يربط نيجيريا بالجزائر مرورا بالنيجر، ثم إلى تونس، هو الأكثر أمانا واستقرارا"، مشيرا إلى أن جبهة البوليساريو قد ترفض مرور الأنبوب عبر إقليم الصحراء، ما يعرقل هذا الخيار.
وفي فبراير/ شباط الماضي، وقعت الجزائر ونيجيريا والنيجر، ثلاث اتفاقيات لتسريع تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء.
وتتمثل الاتفاقيات في دراسة الجدوى من المشروع، وأخرى تتعلق بالتعويضات المالية، إلى جانب اتفاقية عدم الإفصاح (عدم كشف البيانات السرية المتعلقة بالمشروع).
ووقعت الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك (حكومية)، على أول مذكرة تفاهم لتنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية عام 2002، لمد خط أنابيب من حقول الغاز جنوب نيجيريا، مرورا بدولة النيجر وصولا إلى الجزائر.
وقدرت التكلفة الأولية للمشروع عند توقيع مذكرة التفاهم بين الجزائر ونيجيريا، بـ 13 مليار دولار، لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: مع المغرب بن حدید على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
آخر تحديث: 31 يوليوز 2025 - 3:09 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس (31 تموز 2025)، أهمية إزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة.وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ترأس اليوم الاجتماع الدوري الخاص بمشاريع وزارة النفط، بحضور؛ وزير النفط، ووكيلي الوزارة والكادر المتقدم فيها، ووكيل وزارة الكهرباء”، مشيرا الى أنه “جرت خلاله مناقشة تفاصيل المشاريع المطروحة في جدول الأعمال، وإجراءات العمل فيها، وضرورة إيجاد المعالجات وزيادة الإنتاج”.وأكد السوداني وفق البيان “أهمية مواكبة تنفيذ المشاريع، والإسراع بإزالة المعوقات ورفع التقارير الخاصة، وتشكيل اللجان لحل المشكلات التي تعترض المشاريع، خصوصاً مع التقدم الحاصل في إنجازها، إذ إن هناك 14 مشروعاً كبيراً للوزارة تم إنجازها، و19 مشروعاً قيد الإنجاز، وفي مقدمة هذه المشاريع المنجزة؛ حقل الفيحاء، والأنبوب الخام لشبكة بغداد، وكابسات الغاز عدد (2) في شرق بغداد، ومجمع أرطاوي تنفيذ المرحلة الثانية، ومشروع معالجة غاز الحلفاية، ومشروع تأهيل مصافي الشمال، ووحدة الأزمرة في مصافي البصرة”.وأضاف البيان، أن “الاجتماع ناقش عدداً من المشاريع الستراتيجية، منها مشروع أنابيب ماء البحر المشترك، ومحطة معالجة ماء البحر، لتداخل العمل مع موضوع تحلية ماء البحر في البصرة، ومشروع حفر الآبار الاستكشافية، واستكمال مشاريع حقلي الصبّه واللحيس، وتطوير مجمع ارطاوي، وأنابيب المشروع البحري لتعظيم صادرات النفط من البصرة”.ولفت البيان، الى أنه “جرى بحث سير تنفيذ مشروع الأنبوب البحري الثالث، واستكمال تنفيذ مشروع الناصرية للنفط الخام، واستكمال مستودع الفاو، وتأهيل المنظومة الشمالية واستكمال مجمع معالجة الغاز في الناصرية، وتطوير حقل المنصورية، واستكمال تنفيذ مشروع خزانات الوقود وإضافة طاقة خزنية للغاز السائل على خطي بغداد وديالى، ومشروع FCC في مصافي الجنوب”.وتابع، أنه “في ما يخص مشاريع إنتاج الغاز وتطويره، جرت مناقشة أنبوب غاز حلفاية بصرة، وأنبوب مصفى كربلاء إلى مستودع الكرخ وأنبوب الغاز السائل من أبو غريب إلى بغداد، بجانب متابعة العمل في حقول شركة الشمال الموقعة مع شركة بريتش بتروليوم، ومشروع حقل عجيل ومشروع القيارة (شركة نفط الشمال)، ومشروع أنابيب بصرة – حديثة، ومشروع الخزانات والجزيرة الصناعية، وآخر تطورات المنصة العائمة”.وأختتم البيان، أنه “ضمن مسار العمل الحكومي لتعزيز الحوكمة والتحوّل الرقمي في القطاع النفطي، جرت مناقشة مستجدات استخدام POS، بطاقات الدفع الإلكتروني في محطات التعبئة”.