«خبراء»: توقعات بتراجع الأوبك بلس عن الزيادة.. والحرب التجارية تربك أسواق النفط
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
يترقب العالم تأثير التوترات الجيوسياسية، على أسواق الطاقة، خاصة مع عزم الأوبك بلس على زيادة إنتاجها، مع ضعف الطلب، وزيادة حدة الصراع بين أمريكا والصين، بعد سياسة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على العالم، وعلى الصين بشكل مكثف، لترد الصين بفرض رسوم أكثر حدة على الواردات الأمريكية، كل هذا من شأنه التأثير على أسعار النفط العالمي.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة، في تصريحات لـ «الأسبوع»، إن «مآلات المشهد تشير إلى أن هناك سؤال ملح فى أسواق الطاقة، وهو هل تلقت أسواق الطاقة ضربة موجعة من زيادة حجم المعروض؟، مما أثر سلبًا على الأسعار، أم التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على هذا الملف أدى بوصول الأسعار إلى الأرضية أو القاع».
وأضافت «كما نقول الحقيقة أن كل القواعد الحاكمة غيرت ملامح الخريطة الطاقوية العالمية بفعل الخوف من فرط المعروض مع ضعف الطلب ومخاطر الرسوم الجمركية وتضارب البيانات الأمريكية عن مخزوناتها، بالإضافة لعدم التوافق بين المنتجين».
توقعات اجتماع «أوبك+» المقبلوتابعت «هنا يبرز العامل الرئيسي وهو ضعف البيانات الصينية واتجاه مؤشرات العالم إلى حدوث احتمالية ركود اقتصادي، مع عزم الأوبك بلس على زيادة إنتاجها وعدم تضامن بعض الأعضاء بالحصة الحاكمة مثل كازاخستان».
وأشارت أستاذ الاقتصاد والطاقة، إلى وجود توقعات بتراجع الأوبك بلس عن الزيادة فى اجتماعها بيونيو القادم، فالمحركات الأساسية للأسعار مازالت موجودة فهناك حالة من التطويق للأسواق بالمخاطر والتوترات الجيوسياسية.
وأوضحت أن «ضبط الإيقاع لأسعار النفط أصبح شائكا بفعل تراجع النمو الاقتصادي، وعدم وجود خيارات واقعية فى الأسواق، لتظل الأسعار في المنطقة الرمادية تحت الـ 70 دولار، وقد تتراجع مع السياسات الحمائية ومرحلة توقيت الأسواق».
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم فضلون، أستاذ الاقتصاد الدولي في تصريحات لـ «الأسبوع»، إن «تحديات الطلب وزيادة المعروض تهددان الأسعار ما يؤثر سلبًا على توقعات السوق ويدفع بعض البنوك الكبرى مثل «وول ستريت» إلى خفض تقديراتها للأسعار خلال العام المقبل 2025»، لافتًا إلى أن «أسعار النفط تشهد تقلبات ملحوظة بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول العالم خاصة الصين، مما يؤثر على توقعات النمو العالمي والطلب على الوقود».
وقد فوجئت الأسواق بقرار «أوبك+» - التي تنتج نحو 40% من النفط الخام العالمي- وتحالفها من الدول غير الأعضاء في المنظمة «أوبك+»، بعدم الاكتفاء بتنفيذ خططها السابقة لزيادة الإنتاج، بل قررت أيضاً مضاعفة الكمية المتوقعة تقريباً.
وأردف فضلون أن هناك عدة عوامل تقف وراء قرار تحالف الدول المنتجة للنفط «أوبك+»، من بينها التفاؤل بمستويات الطلب على النفط في وقت لاحق من العام الجاري، وهو موقف يضع التحالف في معسكر الأقلية، في ظل تزايد التشاؤم لدى المستثمرين وتصاعد المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي
ماذا يحدث إذ زادت أوبك+ من الإمدادات؟أضاف أن « هناك مخاوف من زيادة إمدادات أوبك+، والتي قد تؤدي إلى فائض في المعروض، مما يضغط على الأسعار، فسوق النفط يقف عند مفترق طرق، فالدولار القوي، والشكوك المحيطة بالطلب العالمي، تؤثر جميعها على قرارات المستثمرين، أما تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على النفط و بعض السلع تؤثر سلبًا على النمو في الوقت الحالي».
وأشار إلى أن «الدول الثماني من أعضاء «أوبك+» التي تقف وراء قرار زيادة الإنتاج، إلى استمرار الأسس السليمة للسوق والتوقعات الإيجابية، مضيفا أن «هذا الإجراء سيوفر فرصة للدول المشاركة لتسريع تعويضها عن الفترات السابقة».
ويُرجَّح أن سبباً آخر لخطوة «أوبك+» يتعلق بقرارات ترامب الشعبوية، الذي طالب، خلال ولايته الأولى ومنذ بداية ولايته الثانية، مراراً وتكراراً بأن تضخ الدول المنتجة المزيد من النفط للمساعدة في خفض الأسعار للمستهلكين الأميركيين.
وتابع: من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 71.57 دولارًا للبرميل في العام المقبل، بينما يُتوقع أن يصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 67.44 دولارًا للبرميل، وكانت التوقعات السابقة في نوفمبر تشير إلى أسعار أعلى عند 74.44 دولارًا و69.67 دولارًا على التوالي، و وفق التوقعات قد ترتفع إلى 85 دولارًا للبرميل في حال استمرت القيود على المعروض، لكن هناك أيضًا احتمال لانخفاضها إلى 60 دولارًا، إذا زاد الإنتاج العالمي بشكل كبير.
وتوقع الخبير الاقتصادي مناقشة أوبك+ في اجتماعها القادم، لإمكانية تمديد تخفيضات الإنتاج أو زيادتها تدريجيًا، كما أن بعض الدول الأعضاء قد تقترح تسريع زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي، مما قد يؤثر على الأسعار بشكل كبير.
وأعرب عن احتمالية قيام أوبك+ بزيادة الإنتاج إذا تراجع الطلب العالمي، خاصة مع وجود فائض في المعروض، موضحًا أن بعض التقارير تشير إلى أن بعض الأعضاء يخططون لرفع الإنتاج تدريجيًا خلال الأشهر القادمة، لكن ذلك يعتمد على تطورات السوق العالمية.
اقرأ أيضاًالمركزي المصري: 1.8 مليار دولار إيرادات قناة السويس في 6 أشهر
الإيرادات السياحية في مصر تصل إلى 8.7 مليار دولار بالنصف الثاني من 2024
بعثة صندوق النقد الدولي تزور مصر خلال أيام لبدء المراجعة الخامسة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرسوم الجمركية النفط أسعار النفط أوبك النفط الخام الحرب التجارية إنتاج أوبك زیادة الإنتاج دولار ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسواق الأسهم الخليجية تتراجع مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين
قلصت مؤشرات الأسهم في أسواق الخليج خسائرها في نهاية تعاملات اليوم الأحد، متأثرة بتصاعد حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعد القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية وقيام الصين باتخاذ إجراءات تقييدية على صادرات المعادن الأرضية النادرة.
وفي السعودية، قلص مؤشر "تاسي" الرئيسي خسائره عند الإغلاق بنحو 88 نقطة، أي بنسبة 0.77% إلى مستوى 11,494 نقطة، متأثراً بتراجع أسهم البنوك والبتروكيماويات وسط موجة بيع جماعي في الأسواق الإقليمية.
الصين تتهم أميركا بالمسؤولية عن تصاعد التوترات التجارية
كما انخفض مؤشر بورصة قطر بمقدار 93 نقطة أو 0.86% إلى 10,839 نقطة، في حين تراجع مؤشر سوق الكويت العام بـ 21 نقطة، تعادل 0.23% ليصل إلى 9280 نقطة.
وفي سلطنة عمان، تراجع مؤشر سوق مسقط المالي بـ 56 نقطة أو 1.07% إلى 5193 نقطة، بينما تراجع مؤشر بورصة البحرين 0.27% عند 1965 نقطة، واليوم الأحد يوافق العطلة الأسبوعية في الإمارات.
التصريحات التصعيدية التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب
وجاءت هذه التراجعات في أعقاب التصريحات التصعيدية التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، والتي قال فيها إن بلاده "تدرس زيادة هائلة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية"، مضيفاً أنه "لا يرى سبباً للاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوعين المقبلين في كوريا الجنوبية".
وردّت وزارة التجارة الصينية اليوم الأحد بانتقاد القرارات الأميركية، مؤكدة أن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة "تأتي استجابة لسلسلة من الإجراءات الأميركية العدائية"، داعية في الوقت نفسه إلى "إدارة الخلافات من خلال الحوار والمشاورات المتكافئة على أساس الاحترام المتبادل".
وتشكل هذه التطورات أحدث فصول الحرب التجارية المتجددة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية والإقليمية، إذ شهدت وول ستريت يوم الجمعة الماضي خسائر حادة تجاوزت تريليوني دولار، لتنتقل موجة القلق إلى الأسواق الخليجية مع بداية الأسبوع، بحسب الاسواق العربية.
ويرى محللون أن استمرار التوتر بين واشنطن وبكين سيزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي، خصوصاً في ظل ترقب المستثمرين لمدى تأثير الرسوم الجديدة على سلاسل الإمداد وأسعار السلع والطاقة، ما قد يضغط على شهية المخاطرة في الأسواق الناشئة ومن بينها أسواق الخليج.