يمانيون../
حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” من أن قطاع غزة يمرّ بكارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل حصار الاحتلال الإسرائيلي المشدد ومنعه إدخال المساعدات منذ أكثر من ستين يومًا، مؤكدة أن مظاهر المجاعة بدأت تنتشر بشكل واسع وتهدد حياة الآلاف من المدنيين.

وقال رئيس الهيئة الدولية “حشد”، الدكتور صلاح عبد العاطي، لوكالة “شهاب” الفلسطينية إن قطاع غزة بات أشبه بـ”جحيم ثانٍ” نتيجة الإغلاق الكامل للمعابر، ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي، ما أدى إلى انهيار منظومة الخدمات الإنسانية بالكامل، وسط عجز المستشفيات والمراكز الطبية عن الاستجابة للاحتياجات المتفاقمة للسكان.

ولفت إلى أن “الآلاف من السكان يتساقطون جوعًا، ويعيشون منذ أيام طويلة دون طعام”، محذرًا من كارثة وشيكة قد تودي بحياة الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والمرضى، في ظل تفاقم المجاعة وغياب أي تحرك فاعل من المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن استمرار هذا الوضع يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ترتكب بشكل منهجي منذ ثمانية عشر شهرًا، في ظل صمت دولي مريب وعجز عن وقف الحرب وتجويع السكان المدنيين.

ودعا عبد العاطي إلى تدخل دولي عاجل لفتح المعابر، وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات والاحتياجات الأساسية، إلى جانب اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الحرب المستمرة، ورفع الحصار فورًا.

وختم بقوله: “إنه من المخجل والعار على الإنسانية أن تظل صامتة أمام جريمة نكراء بهذا الحجم، تمارس بوحشية وعلى مرأى ومسمع العالم”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قمة ألاسكا تكسر “عزلة” بوتين على الساحة الدبلوماسية الدولية

16 غشت، 2025

بغداد/المسلة: لم تسفر قمة ألاسكا التي راقبها العالم الجمعة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عن أي اتفاق معلن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الرغم من تحدث الرجلين عن “نقاشات بناءة”. ومن المرجح أن يكون بوتين هو الرابح الأكبر من تلك القمة التي أنهت “عزلته” على الساحة الدبلوماسية الدولية.

لعله أحد أهم اللقاءات في القرن الحادي والعشرين، ذلك الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في ألاسكا. اللقاء التاريخي الذي استمر لثلاث ساعات ونصف كان محل اهتمام العالم بأسره باعتبار تأثيره المحتمل على مجرى التاريخ، في عالم تسوده الحروب والأزمات، وعلى رأسه الحرب في أوكرانيا.

ربما يكون المشهد الأهم في القمة هو العودة “المظفرة” لزعيم روسيا إلى الساحة الدبلوماسية الدولية الذي انقطع ظهوره عليها ـ أقله على المعسكر الغربي ـ منذ 24 شباط/ فبراير 2022، تاريخ انطلاق “العملية العسكرية الروسية الخاصة” في أوكرانيا.

مشهد استقبال ترامب مصفقا لبوتين وهو يسير على سجادة حمراء وتحت تحليق مقاتلات أمريكية في ولاية ألاسكا الأمريكية الباردة، كسر الجليد في علاقة بوتين ـ الملاحق بمذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدوليةـ بالغرب، بالرغم من تواصل الحرب في أوكرانيا التي أنفقت فيها أمريكا ومعها الغرب كله عشرات المليارات من الدولارات.

فالرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي جو بايدن حاول جعل بوتين “منبوذا” في العالم بعد شنه الحرب على أوكرانيا، إلا أن خلفه ترامب بادر بالاتصال به هاتفيا منذ الأيام الأولى لعودته إلى البيت الأبيض وأعرب مرارا عن رغبته في لقائه، ما أحدث شرخا غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في علاقة واشنطن بحلفائها الغربيين؛ في أوروبا خصوصا.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن “وسائل الإعلام الغربية جن جنونها بعد اللقاء، فهي لثلاثة أعوام كانت تتحدث عن عزلة روسيا، واليوم تفرش السجادة الحمراء لرئيس روسيا في الولايات المتحدة”.

بعد لقاء دام أكثر من ثلاث ساعات، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا لم يسمح فيه للإعلاميين بطرح أسئلة، واتفق بوتين وترامب على أنهما حققا تفاهمات في عدة نقاط أساسية لكن بدون الإشارة إلى اتفاق في النقطة الأهم: وقف الحرب في أوكرانيا.

يؤكد تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن أوكرانيا وخلفها أوروبا كانت متخوفة من أن يمنح ترامب بوتين اعترافا بسلطة موسكو على الأراضي التي احتلتها في شرق أوكرانيا بما يمثل 20 بالمئة من مساحة البلاد: فهذا الخيار الذي تطرحه موسكو لإنهاء الحرب سيضع فولوديمير زيلينسكي في موقف صعب بين قبول مر لإنهاء الحرب بقضم حيز مهم من أراضي بلاده أو رفض سلام يتخوف من أنه قد يكون “مسموما” وفق الصحيفة الأمريكية.

تؤكد الصحيفة أيضا أن ترامب غادر قمة ألاسكا بدون تحقيق أي اختراق حقيقي على الأرض: ألا وهو التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار كان سيسمح بإجراء المفاوضات المقبلة في ظروف أفضل. إلا أن الرئيس الأمريكي قال في تصريح لقناة فوكس نيوز بعد القمة إن الكرة الآن في ملعب زيلينسكي للتوصل إلى صفقة تنهي الحرب.

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أنّه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة “إنهاء القتال والحرب” مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وجاء إعلان زيلينسكي بعد محادثة هاتفية أجراها مع ترامب، وقال إنّ الأخير أطلعه خلالها على “النقاط الرئيسية” في محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

وتعتبر الصحيفة أنه، بالرغم من أن ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين بشأن الأراضي الأوكرانية التي تحتلها موسكو، فإن زيلينسكي سيكون قلقا بالتأكيد من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع “فلاديمير”، كما ناداه، وإشارته إلى تعرضهما معها للتشويه بعد التحقيقات التي تشير إلى تأثير موسكو على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 التي فاز فيها ترامب بولايته الأولى.

بعد أن انتهت قمة ألاسكا بدون تحقيق نتائج ملموسة أو على الأقل لم يتم التصريح بها لوسائل الإعلام، قال ترامب إنها تمثل خطوة إضافية في مسار كامل انتظارا لعقد لقاء آخر مع بوتين قريبا، فيما سارع الرئيس الروسي إلى الرد قائلا “المرة القادمة في موسكو”، وأجاب ترامب “هذا مثير للاهتمام. سأتعرّض لبعض الانتقادات بسبب ذلك، ولكن أعتقد أن هذا قد يحدث”.

إلى ذلك، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية السبت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وقادة أوروبيين لإطلاعهم على نتائج اجتماعه مع بوتين.

ترامب صرح أيضا بعد القمة “نحن رقم 1 وهم (روسيا) رقم 2” في موازين القوى الدولية، في تصريح قد يثير غضب الصين التي تمثل ثاني قوة اقتصادية عالمية، تقول الصحيفة.

في المحصلة، جلبت قمة ألاسكا إليها كل الأضواء ليلة الجمعة لكن بدون تحقيق تقدم ملموس، وهنا يذكر روبرت ليتفاك الباحث في جامعة جورج واشنطن في تصريح للصحيفة نفسها بلقاء ترامب بالزعيم الكوري الشمالي قبل سبع سنوات الذي بدأ بالمصافحة وتعبير كل طرف بإعجابه بالآخر فيما واصلت بعد ذلك بيونغ يانغ بناء ترسانتها النووية، و يقول “كان ذلك اللقاء محل اهتمام كبير، لكن مضامينه كانت ضعيفة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قمة ألاسكا تكسر “عزلة” بوتين على الساحة الدبلوماسية الدولية
  • بعد ستة أشهر من الحصار.. أول شحنة بروتين حيواني تدخل غزة “فيديو”
  • حماس: قرار إدراجنا في “القائمة السوداء” باطل ونطالب بتحقيق دولي مستقل
  • إعصار “بودول” يصل إلى جنوب الصين.. وإجلاء آلاف السكان
  • “القدس الدولية”: الاحتلال يشن حرب تصفية على مدينة القدس موازية للإبادة في غزة
  • بيان لـ100 منظمة دولية: لم نتمكن من إيصال شاحنة مساعدات واحدة منذ فرضت “إسرائيل” الحصار على غزة مطلع مارس 2025
  • إيران تدين ادعاءات نتنياهو بشأن “إسرائيل الكبرى” وتطالب بتحرك دولي
  • إيران تهاجم تصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” وتدعو لتحرك دولي
  • بعد تغريدة محمد صلاح.. “يويفا” يطلق مبادرة إنسانية لمساندة أطفال غزة
  • جراء الحصار الجوي اليمني .. العدو الصهيوني يتجه لتحويل مطار “اللد” إلى قاعدة لشركات أجنبية