أعلنت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، عن رصد برمجية خبيثة جديدة تُعرف باسم “BTMOB RAT”، تستهدف أجهزة الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد، بهدف التحكم عن بُعد وجمع معلومات حساسة من الضحايا.

وأوضحت المديرية، في بلاغ لها، أن اكتشاف هذه البرمجية تم لأول مرة خلال شهر فبراير 2025، من طرف مديرية تدبير مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية، مشيرة إلى أن BTMOB RAT تُوزّع بشكل أساسي عبر مواقع التصيد الاحتيالي، إضافة إلى تطبيقات ضارة يتم تحميلها من متجر Google Play.

وتعتمد البرمجية في نشاطها على استغلال خدمات الوصول (Accessibility Services) في نظام أندرويد، ما يتيح لها تجاوز آليات الأمان المدمجة والحصول على أذونات شرعية دون إثارة شك المستخدم، مما يجعل من الصعب رصدها بواسطة برامج الحماية التقليدية.

وتهدف هذه البرمجية إلى سرقة معلومات حساسة من الأجهزة المُصابة، بما في ذلك كلمات المرور، الرسائل النصية، البيانات البنكية، بالإضافة إلى مراقبة محتوى الحافظة (Clipboard) لالتقاط كلمات السر ومعلومات الدفع المؤقتة.

وأبرزت المديرية أن خطورة BTMOB RAT تزداد بفعل تبنيها لنموذج “البرمجيات الخبيثة كخدمة” (Malware-as-a-Service)، والذي يتيح للمهاجمين استئجار البرمجية واستخدامها لتنفيذ هجمات إلكترونية متنوعة.

ودعت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات المؤسسات إلى إدماج مؤشرات الاختراق (IOCs) المتعلقة بالبرمجية ضمن أنظمة الكشف لديها، والإبلاغ الفوري عن أية أنشطة مشبوهة إلى مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجوم الإلكتروني (maCERT).

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: أمن المعلومات أندرويد التصيد الاحتيالي تطبيقات خبيثة خدمات الوصول معلومات

إقرأ أيضاً:

ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر

 

 

سعيد بن بخيت غفرم

s.ghafarm@gmail.com

 

ظفار، المحافظة الخضراء بجمال جبالها الشاهقة وسواحلها الرائعة، لطالما شكلت نموذجًا للتوازن البيئي في عمان. لكن اليوم، تواجه المحافظة تحديًا خطيرًا: التصحر. الأراضي الزراعية والمراعي التي كانت مصدر حياة بدأت تتدهور، والتربة تفقد خصوبتها تدريجيًا نتيجة الرعي الجائر، وإزالة الغابات، والتغيرات المناخية، واستنزاف الموارد المائية.

التصحر في ظفار ليس مجرد مشكلة بيئية؛ بل أزمة متعددة الأبعاد؛ فهو يهدد التنوع البيولوجي؛ حيث بدأت بعض النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض تفقد موائلها الطبيعية. كما إن انخفاض الإنتاج الزراعي والرعوي يؤثر مباشرة على معيشة السكان الريفيين، الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي لتأمين قوتهم، ويضطر بعضهم إلى الانتقال إلى المدن، تاركين وراءهم تراثًا عمره أجيال.

أسباب التصحر متنوعة، وأبرزها: الرعي المُفرِط الذي يُجرِّد الأرض من غطائها النباتي ويجعلها عرضة للتعرية، وإزالة الغابات لأغراض البناء أو الزراعة، إلى جانب تقلص الأمطار الموسمية وارتفاع درجات الحرارة. كل هذه العوامل تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة، ما ينعكس على جودة وكمية الإنتاج الزراعي والرعوي.

لكن التصحر ليس مصيرًا محتمًا، وهناك حلول عملية لمواجهته. تشمل إعادة التشجير وزراعة الأشجار المحلية المقاومة للجفاف لاستعادة الغطاء النباتي وحماية التربة، وتنظيم الرعي من خلال ضبط أعداد الماشية واعتماد نظام تدوير المراعي. كما تلعب تقنيات الري الحديثة وإدارة المياه بشكل مستدام دورًا مهمًا في المحافظة على الموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد التوعية المجتمعية وتشجيع الزراعة المستدامة خطوات فعالة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا.

لقد شهدت بعض مناطق ظفار تجارب ناجحة عبر مشاريع إعادة التشجير المجتمعية؛ حيث تعاونت السلطات المحلية مع الأهالي لغرس آلاف الأشجار المقاومة للجفاف في القرى والمراعي المتدهورة. كما أَطلقت بعض الجهات مبادرات لتعليم المزارعين أساليب الزراعة المستدامة واستخدام تقنيات الري الحديثة؛ مما ساعد على تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج. وهذه التجارب تؤكد أن التعاون بين الدولة والمجتمع المحلي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا، ويشكل نموذجًا يُحتذى به في بقية مناطق المحافظة.

ظفار ليست مجرد أرض؛ بل هوية وتراث. والتصحر تحدٍ حقيقي، لكنه أيضًا فرصة لتوحيد الجهود من أجل بيئة صحية وموارد مستدامة وحياة كريمة للجميع. وإذا تحركنا اليوم، ستظل المحافظة خضراء نابضة بالحياة، وشاهدًا على إرادة الإنسان في حماية الأرض وصون تراثه. حماية البيئة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الدولة لضمان استدامة الطبيعة والحياة معًا.

وفي الختام.. يجب أن يكون كل منا جزءًا من الحل. كل شجرة تُزرع، وكل خطوة نحو إدارة مستدامة للموارد، وكل جهد للتوعية البيئية، يسهم في صون إرث ظفار. إن الطبيعة توجه نداءً عاجلًا لنا جميعًا، والأجيال القادمة تنتظر: لنكن حراسًا للطبيعة، لنضمن المحافظة على خضرتها وحياتها المتجددة، ولتظل شاهدة على التوازن بين الإنسان والبيئة.

مقالات مشابهة

  • “الأمن السيبراني” يؤكد أهمية التحديث الدوري لأنظمة التشغيل في “الأجهزة الذكية”
  • مايكروسوفت: اختراق جديد يستهدف الجامعات والشركات
  • ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر
  • مسؤول بـ «منشآت»: برنامج «طموح» يستهدف المنشآت متسارعة النمو والأعلى تأثيرا في الاقتصاد
  • المديرية العامة للأمن الوطني تطلق مسابقة لتوظيف أعوان الشرطة
  • بيانٌ من جعجع يستهدف جماعة الممانعة.. ماذا قال؟
  • السيسي: إدارة الموارد المائية تعتمد على أحدث التقنيات لتحقيق الإدارة الذكية والمستدامة
  • محكمة استئناف أميركية تقضي بعدم نشر الحرس الوطني بولاية إلينوي
  • البنك الأوروبي للاستثمار يتيح 3 مليارات دولار تمويلات ميسرة للقطاع الخاص المصري منذ 2020
  • ماكرون: تسارع الاستيطان تهديد وجودي لإقامة دولة فلسطينية