لا يمكن للبشر البقاء على المريخ أكثر من 4 سنوات
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
البعض يظن أن أي رحلة إلى المريخ تعني أن رواد الفضاء سيضطرون للبقاء هناك لمدة سنتين إلى 3 سنوات قبل العودة، لأن كوكبي الأرض والمريخ يدوران حول الشمس بشكل لا يسمح بتقارب بينهما إلا كل 26 شهرا تقريبا.
جعل ذلك العلماء يعتقدون سابقا أنه لو وصل رواد الفضاء إلى المريخ، سيكون عليهم انتظار فترة طويلة حتى يعود الكوكبان إلى الوضع المناسب للعودة.
لكن دراسة صدرت في دورية "سبيس ويذر" تقول العكس، حيث قام الباحثون بدراسة مسارات الطيران الممكنة بين الأرض والمريخ، ووجدوا أنه يمكن القيام برحلات قصيرة المدى إلى المريخ، بحيث لا يضطر الرواد للبقاء طويلا هناك.
وحسب الدراسة، يمكن أن يتم ذلك عبر ما يُسمي مسارات "التحليق السريع"، وهي مسارات في الفضاء بين الكوكبين تستخدم الطاقة بشكل أكبر لكنها تقلل وقت الرحلة بشكل كبير، بحيث يمكن للرحلة أن تستغرق شهورا قليلة فقط للوصول إلى المريخ، بدلا من الرحلات التقليدية التي قد تأخذ 9 أشهر أو أكثر.
وبفضل هذه المسارات، يمكن للطاقم أن يقضي 30 إلى 60 يوما فقط على سطح المريخ، وليس سنوات، لكن هذه الفكرة تحتاج استخدام محركات قوية جدا مثل الدفع النووي الحراري أو الدفع الكهربائي المتقدم، وتحتاج إلى الاعتماد على إعادة التزود بالوقود في الفضاء لمواصلة الرحلة ذهابا وإيابا.
لكن لِمَ يجب ألا يقضي رواد الفضاء الكثير من الوقت على المريخ أصلا؟ حسب الدراسة، فإن إرسال رواد فضاء بشريين إلى المريخ من العلماء والمهندسين يتطلب التغلب على مجموعة من العقبات التكنولوجية والطبيعية، أهمها الخطر الجسيم الذي تشكّله الإشعاعات الصادرة من الشمس والنجوم والمجرات البعيدة.
إعلانوقد أوضح الباحثون أنه ينبغي أن يكون البشر قادرين على السفر بأمان من وإلى المريخ، شريطة أن تكون المركبة الفضائية مُزوّدة بدروع كافية، وأن تكون رحلة الذهاب والإياب أقصر من 4 سنوات تقريبا.
كما أفادو بأن توقيت مهمة بشرية إلى المريخ سيُحدث فرقا كبيرا، فقد حدد العلماء أن أفضل وقت لمغادرة الأرض هو عندما يكون النشاط الشمسي في ذروته، حيث إن النشاط الشمسي يتغير في دورة تتكرر كل 11 سنة، فيبدأ ضعيفا ثم يتصاعد إلى قمته.
حد السنوات الأربعوتُظهر حسابات العلماء أنه من الممكن حماية مركبة فضائية متجهة إلى المريخ من الجسيمات النشطة القادمة من الشمس، لأنه خلال ذروة النشاط الشمسي، تنحرف الجسيمات الأكثر خطورة وطاقة، والقادمة من المجرات البعيدة، بفعل النشاط الشمسي المتزايد.
وفي هذا السياق يقول الباحثون إنه من المهم أن تصل مهمة بشرية إلى الكوكب وتعود إلى الأرض في أقل من عامين، ويوصي الباحثون بمهمة لا تتجاوز 4 سنوات بأي حال من الأحوال.
وقد حدد الباحثون هذه النافذة بناء على دراسة قدر الإشعاع، فالرحلة الأطول من شأنها أن تُعرّض رواد الفضاء لكميات عالية من الإشعاع بشكل خطير خلال رحلة الذهاب والإياب، حتى مع افتراض أنهم انطلقوا في أوقات أكثر أمانا نسبيا من الأوقات الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النشاط الشمسی رواد الفضاء إلى المریخ
إقرأ أيضاً:
الجسم الغامض 3I/ATLAS ينشر لبنات الحياة أثناء رحلته عبر النظام الشمسي
#سواليف
أعلن فريق بحثي دولي عن اكتشاف علمي بارز في #الجسم_البينجمي 3I/ATLAS الذي يعبر نظامنا الشمسي حاليا، حيث أنه قد يكون حاملا معه #اللبنات_الأساسية للحياة إلى #الكواكب_المجاورة.
وكشفت التحليلات الطيفية المتطورة التي أجراها مرصد “ألما” في تشيلي بقيادة علماء من مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية، عن وجود نسبة غير مسبوقة من الجزيئات العضوية المعقدة، وخاصة الميثانول وسيانيد الهيدروجين، اللذين يشكلان معا البداية الكيميائية لتكوين المواد الوراثية مثل الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA).
وعلى الرغم من أن هذا الجسم الذي تصنفه ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية كمذنب سيبقى على مسافة آمنة تبلغ 274 مليون كم من الأرض في 19 ديسمبر، إلا أنه اقترب بشكل كبير هذا العام من كواكب عدة، منها المريخ والزهرة.
مقالات ذات صلةويقترح البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد أن هذا الزائر البينجمي قد يعمل بمثابة “بستاني كوني”، حيث تنقل مواده الكيميائية عبر ظاهرة تسمى “البانسبيرميا” (وهي نظرية تفسر كيفية انتقال المكونات الأساسية للحياة عبر الفضاء بواسطة المذنبات والنيازك) إلى الكواكب والأقمار التي يمر بالقرب منها، خاصة على تلك التي اكتشف احتوائها على ماء سائل وجليد، مثل قمر المشتري “أوروبا” وقمر زحل “إنسيلادوس”.
وكشف التحليل الكيميائي للجسم عن مفاجأة كبيرة: فهو يحتوي على نسبة غير مسبوقة من الميثانول مقارنة بسيانيد الهيدروجين، تزيد بمقدار 100 ضعف عن النسب المعتادة في المذنبات الأخرى. وهذه التركيبة الفريدة تعد مثالية لتشكيل اللبنات الأساسية للحياة، إذ يساعد الميثانول في تكوين الجزيئات المعقدة بينما يساهم سيانيد الهيدروجين في بناء المواد الوراثية.
ويتميز الجسم بخصائص غريبة أخرى أثارت حيرة العلماء، منها:
مساره غير الاعتيادي الذي يبدو وكأنه يتحدى قوانين الجاذبية المعروفة
ذيله الذي يتجه في اتجاه غير متوقع
تغير لونه إلى الأزرق عند اقترابه من الشمس
ومن المتوقع أن يقترب هذا #الزائر_الفضائي من كوكب المشتري في مارس 2026، ما قد يمكن العلماء من دراسة تفاعله مع الغلاف الجوي للكوكب العملاق وأقماره الجليدية التي يعتقد باحتوائها على محيطات تحت سطحية.
ويرى فريق من العلماء بقيادة لوب أن هذه الخصائص غير العادية قد تشير إلى طبيعة خاصة للجسم، بينما تبقى ناسا ومعظم علماء الفلك على قناعة بأنه مذنب طبيعي تشكل في نظام شمسي بعيد تختلف ظروفه الكيميائية عن نظامنا.
وسواء أكان هذا الجسم مذنبا طبيعيا أم ظاهرة فريدة، فإن دراسته تقدم لنا فرصة نادرة لفهم كيفية انتشار المواد العضوية في الكون، وكيف يمكن للحياة أن تنتقل بين النجوم والكواكب.