رغم حديث الإعلام الإسرائيلي عن خلاف أميركي إسرائيلي خاصةً بشأن قطاع غزة، قلل محللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- من أهمية هذا الخلاف، واستبعد أحدهم (أميركي) أن يتم الإعلان عن إجراءات كبيرة خلال هذه المرحلة، بل عن مجرد إجراءات صغيرة ومؤقتة.

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية أنّها تلقت رسالة من الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضل وقفا لإطلاق النار في غزة بدلا من عملية إسرائيلية شاملة.

وتحدث المصدر عن مخاوف داخل حكومة تل أبيب من ضغوط سيمارسها ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يقبل بصفقة لا تلائم إسرائيل.

وفي قراءته لما أوردته الصحافة الإسرائيلية، قال المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، توماس واريك إن هناك مبالغة في القول بوجود خلافات بين ترامب ونتنياهو، لكنه أشار إلى وجود خلافات تتعلق ببعض القضايا مثل اتفاق الإدارة الأميركية مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بالإضافة إلى غضب ترامب من نتنياهو عندما حاول أن يلتفّ عليه، ويتمسك بالخيار العسكري وليس بالحل الدبلوماسي.

بَيد أن واريك لفت إلى أنه لا يعرف حتى الآن ما موقف ترامب من الخطة العسكرية الإسرائيلية في السيطرة واحتلال قطاع غزة، متحدثا عن وجود ضغط أميركي محدود على نتنياهو، وقال "الولايات المتحدة لن تقوم بالضغط على نتنياهو وإجباره على إبرام اتفاق سلام يسمح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبقاء في السلطة". ولفت إلى أن ترامب ونتنياهو يتشاركان في فكرة أن غزة يجب أن يتم حكمها وإدارتها من طرف آخر غير حماس.

إعلان

وقال إن المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف سيركز خلال الأسبوع المقبل على موضوع قطاع غزة، وسيحاول أن يدفع باتجاه إطلاق سراحٍ جزئيٍّ للأسرى، ورجح أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار دون الاتفاق حول إنهاء الحرب، واعتبر أن هذا الأمر لايزال بعيدا.

واستبعد أن يتم الإعلان عن مفاجأة كبيرة خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، ورجح أن يتم الإعلان عن إجراءات صغيرة ومؤقتة، وعلق الضيف الأميركي قائلا "لا يجب أن نتوقع إعلانات كبيرة خلال الزيارة".

الفشل الإسرائيلي

ومن جهته، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي إن هناك خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن لا تنبغي المبالغة فيها، فقد عقد الرئيس الأميركي اتفاقا مع اليمن وترك إسرائيل وحدها في مواجهة الحوثيين، ما شكل إحراجا كبيرا لنتنياهو، والخلاف الثاني يتعلق بإيران، حيث تفضل واشنطن اتفاقا بالتفاوض، بينما يريد نتنياهو أن يتم الهجوم على إيران، ولكن من طرف الجيش الأميركي.

وبشأن قطاع غزة، يرى البرغوثي -في حديثه لبرنامج " ما وراء الخبر"- أن الخلاف يتعلق بفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق الأهداف، فمن وجهة نظر ترامب، فقد استنفذ نتنياهو وقته (19 شهرا) دون إنهاء المقاومة الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى بالقوة، والسيطرة على غزة عسكريا، وتنفيذ الخطة التي شجعه هو نفسه عليها، وهي التطهير العرقي لسكان القطاع الفلسطيني.

وأشار إلى أن المشكلة تكمن في نتنياهو وليس في إسرائيل، بدليل أن التحالف الإستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب لم يتغير، لكن البرغوثي رأى أن ترامب رجل براغماتي وعملي وإذا وجد أن نتنياهو سيواصل الفشل في تحقيق أهدافه، فسيضطر -أي ترامب- لتغيير مواقفه من أجل الحفاظ على مصالح بلاده، مشيرا إلى أن الأمر يتوقف أيضا على مواقف حازمة من الأمتين العربية والإسلامية

إعلان

كما شدد البرغوثي على ضرورة تمسك المقاومة الفلسطينية بموقفها المتعلق بوقف الحرب، لأن الاحتلال يريد أن يواصل الحرب ويستكمل التهويد والتهجير حتى بعد تسلّم أسراه، لافتا إلى أن الخطة الإسرائيلية بشأن المساعدات الإنسانية في غاية الخطورة، لأنها تطالب أن تكون مراكز المساعدات في جنوب غزة حتى يتم حشر الفلسطينيين في معسكر اعتقال كبير لإجبارهم على الرحيل.

ومن جهة أخرى، تحدث ألون أفيتار، المستشار السابق للشؤون العربية في وزارة الدفاع الإسرائيلية لبرنامج "ما وراء الخبر" عن ما يتردد بشأن الخلاف بين ترامب ونتنياهو، وقال إنه لا يرى وجود ضغط أميركي جدي وكبير على نتنياهو ليغير ما وصفها بالخطة العسكرية الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي في غزة.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة إلى أن أن یتم

إقرأ أيضاً:

اجتماع أوروبي أميركي أوكراني تحضيرا لقمة ترامب وبوتين

تستضيف برلين الأربعاء المقبل، اجتماعا افتراضيا يضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعددا من أبرز قادة أوروبا وأوكرانيا، إضافة إلى مسؤولي حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويهدف الاجتماع إلى توحيد المواقف قبل القمة المقررة الجمعة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، لبحث سبل إنهاء الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.

وقال شتيفان كورنيليوس المتحدث باسم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن هذه المباحثات، التي دعت إليها برلين، ستتناول التحضير لمفاوضات سلام محتملة، والقضايا المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها والضمانات الأمنية، فضلا عن خطوات إضافية للضغط على موسكو.

وستجري المحادثات على مرحلتين: الأولى بين القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للناتو مارك روته، والثانية لإطلاع ترامب ونائبه جاي دي فانس على نتائج المشاورات.

ويشارك في الاجتماع قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي، بينما شددت برلين على أن أي تسوية سلمية لا يمكن أن تتم من دون مشاركة أوكرانيا المباشرة.

وقال ترامب، اليوم الاثنين، للصحفيين، إن اجتماعه ببوتين في ألاسكا يوم الجمعة، سيكون لحث روسيا على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأضاف "سأتحدث إلى فلاديمير بوتين، وسأخبره بضرورة إنهاء هذه الحرب".

وذكر ترامب، أنه سيتم إجراء تبادل للأراضي بين روسيا وأوكرانيا وسيجري تغيير خطوط المعركة، وقال "شعرت بالاستياء من رد زيلينسكي بشأن مبادلة الأراضي"، مشيرا إلى أن زيلينسكي قد ينضم إلى اجتماع في المستقبل.

مخاوف أوروبية

وتأتي هذه التحركات وسط مخاوف أوروبية من أن تؤدي قمة ألاسكا إلى إبرام اتفاق بين واشنطن وموسكو على حساب كييف، خاصة بعد تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى احتمال "تبادل أراض" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء النزاع، وهو ما ترفضه كييف وحلفاؤها الأوروبيون.

إعلان

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إنه "لا يمكن تغيير الحدود بالقوة، ولا يجوز اتخاذ أي قرارات بشأن تبادل أراض دون موافقة أوكرانيا".

كما شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أن "أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لأنها قضية أمن أوكرانيا وأوروبا برمتها".

من جانبه، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن التنازلات لروسيا لن تدفعها لإنهاء الحرب، مطالبا بالإبقاء على العقوبات الغربية حتى حصول بلاده على ضمانات أمنية قوية. وأضاف أن "روسيا ترفض وقف القتال، وعليه يجب ألا تحصل على أي مكافآت".

وبينما يسعى الأوروبيون إلى توحيد صفوفهم خلف كييف، يواصل بوتين تكثيف اتصالاته الدولية، إذ تحدث في الأيام الماضية إلى قادة الصين والهند والبرازيل، في حين تؤكد موسكو، أنها لن تقبل بأي اتفاق إلا إذا تخلت أوكرانيا رسميا عن أربع مناطق تسيطر عليها جزئيا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، وتوقفت عن تلقي الأسلحة الغربية وعن السعي للانضمام إلى الناتو، وهي شروط تعتبرها كييف "غير مقبولة".

ويقول الأمين العام للناتو، إن اجتماع الجمعة سيكون اختبارا لمدى جدية بوتين في إنهاء الحرب، بينما يرى فانس أن التسوية المرجوة "لن ترضي الجميع"، لكنها قد تكون خطوة أولى نحو وقف النزف البشري والميداني، في نزاع يعد الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأسفر، حتى الآن، عن سيطرة القوات الروسية على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.

ويرى محللون أن استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا قد لا تتحقق عسكريا، وإنما بمسار دبلوماسي طويل. ويخشى مراقبون أوروبيون من أن يسعى ترامب في القمة إلى تقديم نفسه "صانع سلام" باتفاق قد يكون على حساب كييف وأمن أوروبا.

مقالات مشابهة

  • حكماء المسلمين يرحب بالإعلان عن التوصل لاتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا
  • إعلام أميركي .. صدام حول خطة احتلال غزة وشرخ بين نتنياهو وقادة الجيش
  • اجتماع أوروبي أميركي أوكراني تحضيرا لقمة ترامب وبوتين
  • خلال اتصال هاتفي.. نتنياهو وترامب يبحثان خطط السيطرة الإسرائيلية على غزة
  • ضوء أخضر من نتنياهو للمبعوث الأميركي لبحث صفقة شاملة لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن
  • مكان: لم يتم اغلاق الباب امام إمكانية التوصل إلى صفقة بشأن غزة
  • محللون: الحرب في غزة أمام أسبوع حاسم ونتنياهو يراهن على التوصل لاتفاق
  • تعهد إيراني بمنع الممر الأميركي في القوقاز
  • لقاء أميركي قطري وأنباء عن مقترح جديد لوقف حرب غزة
  • عاجل | يسرائيل هيوم: ويتكوف التقى رئيس الوزراء القطري وبحث معه إمكانية التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة