بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : لقد نشرت عدة مقالات خلال العام والنصف الماضيين وتطرقت فيها لمعلومات حصلت عليها من مصادر مهمة جدا ان (افول الحركة الصهيونية، وأفول حركات الإسلام السياسي ،وأفول كثير من الأنظمة في منطقتنا… الخ و عناوين اخرى سوف تنتهي !) نعم كلها ستغيب مع غياب العالم الذي عشناه ونعيش ايامه الأخيرة، وعدم ظهورها في العالم الجديد والذي سيولد قريبا حتما !
ثانيا :- فأكدتُ في تلك المقالات والتحليلات التي نشرتها سابقا ان لكل عالم جديد يولد بعد حرب عالمية تكون له عناوينه العريضة والعالمية.

فعلى سبيل المثال فبعد الحرب العالمية الثانية كانت من اهم الملفات العالمية هي ( الشيوعية وصراعها مع الرأسمالية ، بروز الحركة الصهيونية، صعود الليبرالية والسوق العالمي المفتوح .. الخ من عناوين شغلت العالم خلال عالم مابعد الحرب العالمية الثانية ) … وبما أننا في منطقتنا والعالم نعيش حاليا مخاض ولادة العالم الجديد ليطوي عناوين وعالم مابعد الحرب العالمية الثانية . فمن أهم العناوين التي يجب ان تُطوى هي ( الحركة الصهيونية ) وهذا سر جنون أقطابها ،وسر جنون إسرائيل ونتنياهو، وسر القبول الاميركي ان يكون تحت إمرة اسرائيل ونتنياهو والحركة الصهيونية لتحقيق ( إسرائيل الكبرى ) المرتبط بمخططات صهيونية تلمودية متحالفة مع الإنجيليين والكنيسة الانجيلية .فنتنياهو يسابق الزمن وبدعم من الحركة الصهيونية لتحقيق آخر الاهداف التوراتية والتلمودية .. وان صمود نتنياهو بوجه المحاكم وبوجه الفشل وبوجه المعارضة وبوجه العالم ولم يرتعد ولم يتطرق اليه الخوف لان الحركة الصهيونية في ظهره .ولكن كل هذا شارف على الانتهاء !
ثالثا : نعم شارف على الانتهاء وسينتهي شهر العسل بين الحركة الصهيونية والولايات المتحدة وبالعكس. وبانت تلك العلامات اخيرا من خلال نأي الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو خصوصا بعد ان قامت واشنطن بالواجبات الاخيرة لإسرائيل لتتفرغ هي اي الولايات المتحدة لمصالحها الخاصة تحت شعار أمريكا قوية .. وبالفعل بدأت أمريكا بذلك بعد ان نفذت واشنطن لإسرائيل مايلي :
أ:- كسر شوكة الحوثيين وانهاء بنيتهم التحتية وفصلهم عن إيران وحلقات ما يسمى بمحور المقاومة .
ب:- وتحاول واشنطن الان اجبار ايران على الانكفاء للداخل باللين او بالضربات المقررة أصلا !
ج:- واشنطن سوف تعالج ملف غزة على طريقتها وتجعلها منطقة شبه آمنة .. وقامت واشنطن بفرض نائب للرئيس محمود عباس وهو رجل مرن وصديق لإسرائيل ولواشنطن وهذا كله فعلته واشنطن لصالح إسرائيل قبل النأي !
د:-قامت واشنطن بمساعدة إسرائيل في اسقاط نظام بشار الاسد واخذت اسرائيل الجولان والقنطيرة وباتت قريبة على دمشق ومن هناك تنسق مع الدروز واصبحت الارض والسماء في سوريا تحت تصرف اسرائيل !
هـ:- قامت واشنطن ولصالح إسرائيل تجميع جميع الخلايا المتطرفة والإرهابية في المنطقة وحشرها في سوريا لكي تكون تحت رحمة إسرائيل
و:-وقامت واشنطن بتوريط تركيا في المستنقع السوري الذي لن تخرج منه سالمه ( اي حشرت تركيا داخل المستنقع السوري لكي تملي أسرائيل شروطها على تركيا وبالفعل بدأ ذلك )
ز:-من هناك قامت واشنطن بإراحة إسرائيل من جهة لبنان عندما تم القضاء على قيادة حزب الله وتحجيم المقاومة في لبنان وتفكيك محور المقاومة والقضاء عليه بمساعدة أمريكا وفرض تطبيق القرارات الدولية في جنوب لبنان . وتوجيه ضربات للعصب في إيران بمساعدة امريكا . وتطبيع إسرائيل مع دول عربية معينة بمساعدة امريكا ، وها هي ترتب حماية خطوط امداد الطاقة اي واشنطن في باب المندب وفي قناة السويس لصالح اسرائيل وبقي فقط مضيق هرمز وهو في الطريق للأنقضاض عليه باتفاق مع ايران او بتحالف دولي !
رابعا : ماورد في ( ثالثا) هذه آخر الخدمات الاستراتيجية التي قدمتها واشنطن إلى إسرائيل لكي تعتمد أسرائيل على نفسها مستقبلا وتتفرغ الولايات المتحدة لمصالحها الخاصة !
خامسا : وبالفعل بدأت واشنطن بارسال الإشارات إلى إسرائيل والى نتنياهو بعنوان ( كفى اعتمادا علينا) ومن تلك الاشارات :
أ: بشكل مباغت تمت صفقة عن طريق سلطنة عمان ودون التشاور مع إسرائيل بين واشنطن والحوثيين وبموجبها لن يتعرض الحوثيون إلى السفن الاميركية أبدا وعدم التدخل في السياسات الاميركية في البحر الأحمر .. وعندما اعترض نتنياهو أجابه السفير الاميركي في إسرائيل ( نحن غير مضطرين للتنسيق مع اسرائيل في سياساتنا في اليمن وتجاه الحوثيين )
ب:- ودون التنسيق مع اسرائيل أمر الرئيس ترامب بالشروع في المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة عمانية ( وهنا حيدت واشنطن قطر لصالح مسقط وهو نوع من آخر الخدمات لإسرائيل وهو تحجيم دور قطر )
ج:- ومباشرة اعطى اوامره اي ترامب لترتيب الاوضاع في غزة ( بحيث اصبحت شعبة المصالح الفلسطينية فرعا في السفارة الاميركية في إسرائيل ) وهناك لجان تشكلت وباشرت بالعمل !
د:- وافق الرئيس ترامب ان يكون في السعودية ( برنامج نووي سلمي ) بدعم أميركي دون شرط تطبيع السعودية مع إسرائيل!
هـ:- وفي ملف العراق بُلغت إسرائيل من قبل واشنطن وبضغط من لندن بالخروج من العراق تماما وهذا اولا .وعدم التدخل في مشروع التغيير القادم في العراق وهذا ثانيا !
و:-قامت الولايات المتحدة بموافقة ترامب بشحن كل شيء تحتاجه إسرائيل للعشرين سنة القادمة من سلاح متطور، وقنابل متطوره، وصواريخ متطوره،وتحويل مليارات من الدولار لإسرائيل ، وشبكات عديدة ومتنوعة من الحماية لدولة إسرائيل مع ( تخويل كامل لإسرائيل لتفعل ما تشاء ضد ايران او في المنطقة ولكن هي تتحمل المسؤولية ؛
ز:-وهناك خطوات أميركية قادمة سوف تصدم نتنياهو واسرائيل عنوانها النأي الاميركي عن نتنياهو واسرائيل وكله تحت عنوان افول الحركة الصهيونية الذي هو شرط من شروط ولادة العالم الجديد (( ومن هنا ذهبت إسرائيل فورطت الهند ضد باكستان لإرباك امريكا … وأمريكا تعلم ،ولهذا انتقد ترامب خطوات الهند العسكرية ضد باكستان ))
الخلاصة : لقد بدأت المعالم الحقيقية لولادة العالم الجديد في منطقتنا والعالم . وان موضوع تغييير اربع أنظمة عربية قادم لا محال ومنها العراق . وهناك دول سوف تتوسع ،وأخرى سوف تُقضم وتُقسم ، وأخرى سوف تضمحل !
سمير عبيد
٩ مايو ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحرکة الصهیونیة العالم الجدید قامت واشنطن

إقرأ أيضاً:

WSJ: الشرع عرض النفط على واشنطن والتواصل مع إسرائيل لرفع العقوبات

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الرئيس السوري أحمد الشرع، يسعى لإقناع الإدارة الأمريكية، برفع العقوبات عن سوريا، عبر عدة خطوات اتخذها استجابة لشروط واشنطن.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الشرع، قام باعتقال قادة فصائل فلسطينية، وفتح خط مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر وسطاء، للتعبير عن الرغبة في تفادي حرب معه، في ظل التوتر بمناطق جنوب سوريا، بالتزامن مع الغارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.

وأشارت إلى أن الشرع أبدى رغبته في إبرام صفقات مع شركات أمريكية للنفط والغاز لتنفيذ مشاريع في سوريا، في خطوة نحو رفع العقوبات عن بلاده التي تعاني وضع اقتصاديا صعبا.

وقالت الصحيفة، إن الشرع، يهدف لتنفيذ خطة إعادة إعمار لبلاده، شبيهة بخطة مارشال، بالشراكة مع شركات غربية، على غرار ما حدث في أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، للتخلص من الدمار الذي حل بدولها.



ولفتت الصحيفة، إلى أن أكثر المسائل الملحة، لدى الشرع، هي إقناع ترامب بحدوث تغيير حقيقي في مواقفه، وهو يسعى لعقد لقاء مع ترامب من أجل تبادل الآراء بشأن رؤيته لإعادة إعمار سوريا، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام الشركات الأمريكية والأوروبية، لمواجهة منافسة الصين وغيرها على مسألة الإعمار.

وقالت إن السيناتور الجمهوري والرئيس التنفيذي لشركة "إرجنت إل إن جي"، للغاز الأمريكية، جوناثان باس، زار دمشق مؤخرا، لعرض خططه لتطوير موارد الطاقة في سوريا، بشراكات غربية، وشركة سورية جديدة للنفط تدرج على القوائم الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة، أن الشرع رد بصورة إيجابية على المعروض، وربط الأمر بتخفيف العقوبات عن بلاده، ونقلت عن مسؤول كبير في الخارجية السورية، قوله، إن بلاده تسعى لعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، خاصة الشراكة في مجال الطاقة والروابط الاقتصادية.

وأعرب عن أمله في أن تكون سوريا، حليفا مهما لواشنطن خلال المرحلة المقبلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشرع بعث رسالة إلى البيت الأبيض، يطلب فيها عقد اجتماع خلال زيارة ترامب إلى الخليج، ونقلت الرسالة عبر كل من باس ومعاذ مصطفى من "مجموعة سوريا لحالات الطوارئ".

وكانت واشنطن أرسلت إلى دمشق، خلال الأسابيع الماضية، قائمة شروط لتنفيذها قبل النظر في تخفيف العقوبات، من بينها حظر عمل الفصائل الفلسطينية على الأراضي السورية.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: واشنطن تضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق
  • واشنطن تقطع الاتصالات مع نتنياهو: لن ننتظر إذن تل أبيب للتعامل مع الحوثيين
  • خطة أمريكية لإنهاء حرب غزة دون التنسيق مع إسرائيل..ترامب قطع التواصل مع نتنياهو
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو
  • WSJ: الشرع عرض النفط على واشنطن والتواصل مع إسرائيل لرفع العقوبات
  • صدمة في الأوساط الصهيونية.. هل تركت واشنطن الكَيانَ منفردًا في مواجهة اليمن؟
  • نتنياهو: لا علاقة لإسرائيل بإعلان أمريكا وقف إطلاق النار ضد الحوثيين
  • “قوات صنعاء” تأكيد بعمليتين أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل “اسرائيل”