قطر أول المهتمين بالاستثمار... وشروط سعودية تنتظر ضمانات
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
كتبت" جومانا زغيب في" نداء الوطن": من الواضح أن المملكة العربية السعودية تريد للبنان أن ينهض فعلاً كنموذج متقدم للإنفتاح والتفاعل والشراكة بين المسلمين والمسيحيين، في إطار الحرية والتنوع اللذين يكفلهما ميثاق ودستور. فالنهج الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان لجهة نقل المملكة إلى الحداثة من دون المس بالثوابت والقيم، وبعيداً من التطرف والتعصّب والتكفير، يستقي الكثير من التجربة اللبنانية، ويعوّل على الدور الذي لعبه المسيحيون تاريخياً ويمكنهم الاستمرار في لعبه لجهة المساهمة في البناء النهضوي، وفي عملية نشر الفكر المتنور على قاعدة الإعتراف بالآخر وتخطي الاعتبارات الفئوية والطائفية في خدمة المجتمع العربي.
على هامش تكريم الوزير والنائب السابق إدمون رزق في جامعة الروح القدس - الكسليك، حضر السفير السعودي وليد البخاري الاحتفال، وصفق عندما أعلن مقدم الحفل وليد عبود عن خبر انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية والعالم. وهذا إن دل على شيء فعلى مدى انفتاح المملكة وتخطي التحفظات التقليدية بما يساعد في تعميم ثقافة المصالحة والتفاعل الحضاري والتسامح.وبناء على ما تقدم، فإن المملكة تدرس مقاربتها الشأن اللبناني بتأن، في ضوء التجارب المرة مع العهود والحكومات المتعاقبة في ظل الوصايتين السورية والإيرانية، وخيبتها من عجز بعض القادة السياسيين السياديين على المواجهة، ولكن بالأكثر على التزام الشفافية والابتعاد عن الفساد والصفقات وصولاً إلى هدر الكثير من المساعدات التي وصلت إلى لبنان لغايات محددة فتبيّن أنها ذهبت إلى غايات أخرى بخلفيات سياسية تحاصصية.
وفي هذا الإطار ما زالت المملكة تصر على استكمال عملية استعادة السيادة للدولة وحصر السلاح بيدها، أو الأقل إحراز تقدم نوعي كبير في هذا الاتجاه، قبل أن تبادر إلى خطوات فعلية على صعيد الدعم المالي بأشكال مختلفة سواء كانت إعمارية أو هبات أو قروضاً أو استثمارات، علماً أن ثمة شرطاً أساسياً لا بد من تلبيته وهو توافر قضاء مستقل ونزيه.ومن هنا فإنها تنتظر مآل بعض الخطوات التي تبادر إليها دول خليجية أخرى للتأكد من مدى نجاحها. وبحسب المعلومات، فإن المملكة تحرص على دعم الرئيس جوزاف عون بقوة في التوجهات التي أطلقها في خطاب القسم، وتنسق مع دار الفتوى تحديداً في مواجهة أي خلل أو إشكال في العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، كما في معالجة أي حالة خلافية قد تتخذ طابعاً طائفياً لا سيما بين السنة والمسيحيين، ولاسيما من يتمثل منهم بالقوى السيادية.
وفي ما خص قطر، فإن السفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني لا يخفي في مجالسه استعداد بلاده للإستثمار الواسع في لبنان، وبخاصة لجهة استعادة التنقيب عن الغاز والنفط، إلى مشاريع أخرى، لكن ذلك كله مرتبط بمدى توافر الظروف السياسية والأمنية الملائمة، تحت عنوان تثبيت سيادة الدولة وعودة الثقة، مع العلم أن قطر تنسق مواقفها في هذا الصدد مع دول صديقة عدة وبخاصة مع الدول أعضاء اللجنة الخماسية، ولذلك النية موجودة بل وثمة حماسة للعودة إلى لبنان بقوة على مختلف الصعد، انطلاقا من واقع يوحي بالطمأنينة والإستقرار المستدام.
ولعل أحد "الاختبارات" التي يُعوَّل عليها، هو مدى الإقبال على زيارة الخليجيين لبنان الصيف المقبل. مواضيع ذات صلة ضمانات سعودية لتنفيذ التفاهمات الامنية بين لبنان وسوريا Lebanon 24 ضمانات سعودية لتنفيذ التفاهمات الامنية بين لبنان وسوريا
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عبد العزیز من دون
إقرأ أيضاً:
تحركات سعودية لإحلال السلام.. كيف قادت المملكة جهود وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟
نجحت جهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ونحو 28 دولة أخرى، في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، حيث أعلن وزير الخارجية الباكستاني محمد اسحاق دار، اليوم السبت، إن باكستان والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار "كامل وليس جزئيا"، مشيراً إلى مشاركة السعودية في محادثات التهدئة.
ودأبت المملكة خلال سنوات ماضية على إحلال السلام بين الطرفين، وطرح الرؤى الدبلوماسية التي تؤسس لصنع السلام لا المواجهة العسكرية لحل الأزمة.
أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ بشأن التوتر المتصاعد بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، نتيجة استمرار تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية.
مبادرة المملكة لوقف التصعيد
وكانت المملكة قد أطلقت مبادرة من أجل وقف التصعيد الحالي بين الهند وباكستان، حيث سافر وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير في زيارة رسمية إلى الهند وباكستان في إطار جهود الرياض لوقف التصعيد وإحلال السلام بين البلدين.
وجاءت الزيارة استمرارا لدور المملكة العربية السعودية الفاعل في تعزيز الحوار الدبلوماسي ودفع جهود التهدئة بين الطرفين، حيث ناقش الوزير خلال اللقاءات سبل وقف المواجهات العسكرية الجارية والوصول إلى حلول دائمة للخلافات عبر الوسائل السلمية.
وأكد الجبير التزام المملكة بدعم الاستقرار الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أهمية التعاون الدولي لتحقيق السلام وإنهاء النزاعات بالحوار البناء.
تحركات وزير الخارجية
واليوم السبت وقبل ساعات من وقف إطلاق النار، بحث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، جهود تهدئة التوترات بين الهند وباكستان، ووقف التصعيد، وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية بين البلدين.
وأكد الوزير خلال اتصالاته مع وزيري خارجية الهند وباكستان، حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة، وعلاقاتها الوثيقة والمتوازنة مع كلا البلدين الصديقين.
وجاءت هذه الخطوة ضمن مساعي المملكة للتهدئة، ووقف التصعيد، وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية، والعمل على حلّ جميع الخلافات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار أعربت وزارة خارجية المملكة عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية الهند، معبرةً عن تفاؤلها في أن يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة.
وأشادت المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، مجددةً في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقًا من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما.
30 دولة شاركت في جهود وقف إطلاق النار
وأشار وزير الخارجية الباكستاني، في تصريحات لقناة جيو الإخبارية، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والسعودية وتركيا شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية التي حققت وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الاتفاق بين البلدين الجارين بأثر فوري، حيث قال في منشور عبر "إكس"، إن بلاده والهند اتفقتا على وقف إطلاق النار بأثر فوري.
الأزمة الهندية الباكستانية
وشهدت الأيام الأخيرة حالة من الصراع بين الجارتين النوويتين، إذ بدأ منذ الهجوم الدامي الذي أودى بحياة 26 شخصا في مدينة باهالغام السياحية، بإقليم كشمير الذي يتنازع البلدان السيادة الكاملة عليه منذ تقسيمه عند الاستقلال عام 1947، يوم 22 أبريل الماضي، واتهم الجانب الهندي إسلام آباد برعاية منفذي الهجوم، في حين نفت باكستان الأمر هذه الاتهامات.
السعوديةالهندباكستانالمملكةأهم الآخبارقد يعجبك أيضاًNo stories found.