تناولت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحية لها نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) الإسرائيلي في الضفة الغربية، قائلة: "إذا كان هناك نموذج لذلك فإن قرية كفل حارس الفلسطينية شمال الضفة الغربية تقدم صورة صارخة له".

وأوردت أن هذه القرية الصغيرة تشهد كل 3 أشهر اقتحاما منظما يقوم به آلاف اليهود، برفقة مئات من الجنود الإسرائيليين والشرطة، من أجل أداء الصلاة عند موقع يزعم الإسرائيليون أنه قبر النبي "يوشع بن نون".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ديلي بيست: هذا هو القرار "المزلزل" الذي وعد ترامب بإعلانهlist 2 of 2مقال بهآرتس: بعد 250 عاما ها هي أميركا تنال استقلالها عن إسرائيلend of list

وحسب الصحيفة فإنه يفرض، خلال زيارة الإسرائيليين، على سكان هذه القرية حظر تجول صارم، إذ لا يُسمح لهم بمغادرة منازلهم، بل يُمنعون حتى من النظر عبر نوافذهم، بينما تتحول شوارع قريتهم إلى ممرات حصرية لليهود فقط.

تخريب روتيني واسع

وقالت إن هذا الحدث لا يمر دون آثار تخريبية: تحطيم نوافذ، كتابات عنصرية على الجدران تدعو إلى "الموت للعرب"، وملصقات تصرّح بعدم وجود مستقبل لفلسطين، وصنابير مياه محطمة، وأبواب منازل مكسورة.

وأضافت أن الأخطر من ذلك هو أن كل هذه الانتهاكات أصبحت "روتينية" في نظر الجيش والمستوطنين، وغائبة عن وعي معظم الإسرائيليين، رغم تكرارها منذ سنوات.

وعندما يغادر المصلون، تقول هآرتس، يخلّفون وراءهم الدمار والقمامة، والأهم من ذلك، حياة كاملة يعاد تشكيلها قسرا لآلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل هذا الواقع.

إعلان

مثال واحد لظاهرة أوسع

وزيارات كفل حارس، توضح هآرتس، ليست سوى مثال واحد على ظاهرة أوسع. فهناك زيارات مشابهة إلى "قبر يوسف" في نابلس، الذي يزعم الإسرائيليون أنه قبر يوسف بن يعقوب عليهما السلام، تتسبب هي الأخرى بفرض حظر التجول على أحياء فلسطينية كاملة.

والسلوك نفسه يتكرر خلال اقتحامات الأثريين الإسرائيليين لقرى وبلدات فلسطينية أو خلال جولات منظمة في أرجاء الضفة الغربية برفقة الجيش، بناء على طلب المستوطنين، حيث يزيحون قسرا أي فلسطيني يصادفهم في الطريق.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعمال التخريب والشعارات العنصرية مثل "فلتحترق قريتكم"، غالبا ما تكون هي الجاذب الأكبر للاهتمام، لكنها ليست الجريمة الكبرى الوحيدة.

غير مقبول أخلاقيا ولا إنسانيا

وحتى لو لم تُسجّل أي أضرار مادية، فإن جوهر المشكلة يبقى في المبدأ نفسه: منح الأسبقية لحق اليهود في الصلاة على حساب حق الفلسطينيين في الأمن وحرية الحركة والحياة الكريمة، وفق تعبير الصحيفة.

وتلخص هآرتس قائلة إن هذا هو وجه الاحتلال كما هو: منظومة تمييز ممنهجة تُفضّل جماعة إثنية على أخرى، وترسّخ واقعا مشوّها تُمنح فيه الحقوق على أساس الانتماء القومي، بينما يُطلب من الطرف الآخر دفع الثمن الكامل.

والمسألة لا تتعلق فقط بأسلوب تنفيذ هذه الزيارات، بل في تنظيمها أصلا، فما دامت تستلزم حبس الفلسطينيين في منازلهم وإفساح الطرق لليهود فقط، فهي ببساطة غير مقبولة لا أخلاقيا ولا إنسانيا، وفق هآرتس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية  – فيديو

#سواليف

#أقتحمت #قوات_الاحتلال الإسرائيلي عدة #بلدات في #الضفة_الغربية المحتلة:

بلدة بيتونيا غرب #مدينة_رام_الله.

بلدة سبسطية شمال غرب مدينة #نابلس.

مقالات ذات صلة إعلام عبري: إسرائيل تدرس ضرب أهداف إيرانية 2025/05/10

بلدة بيت أمر شمال مدينة #الخليل.

بلدة جبع جنوبي جنين.

بلدة الفندقومية جنوبي جنين.

جانب من اقتحام قوات الاحتلال بلدة الفندقومية جنوبي جنين. pic.twitter.com/dBWCMPeOyv

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 9, 2025

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تنكل بعجوز وتهدم منزلا في الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب جنديا رفض القتال ضد الفلسطينيين
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: سجن جندي احتياط إسرائيلي لمدة 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية
  • إسرائيل تصادق على استئناف تسجيل الأراضي في الضفة الغربية
  • ما دور الجامعات الإسرائيلية في قتل وتعذيب الفلسطينيين؟
  • نتنياهو: سنكون قادرين على ضمّ 30% من الضفة الغربية
  • الضفة الغربية تواجه أكبر حملة تهجير منذ 1967
  • غزة تحت الحصار.. وحصيلة الضحايا في الضفة الغربية أكثر من 700
  • قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية  – فيديو