هل يجوز ترك المبيت بمزدلفة بعذر أو بدون.. لجنة الفتوى تجيب
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
أكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن الحاج إذا ترك المبيت بمزدلفة لعذر، فإن حجه يظل صحيحًا ولا يلزمه دم، موضحة أن هناك حالات محددة تُعد أعذارًا شرعية تبيح عدم المبيت.
ومن بين هذه الأعذار: أن تخشى المرأة نزول الحيض أو النفاس فتسارع بالطواف في مكة، أو أن ينشغل الحاج بالوقوف بعرفة فيفوت عليه المبيت، أو يكون ضعيفًا أو مريضًا لا يقوى على البقاء.
وأضافت اللجنة أن من الأعذار أيضًا الخوف من الزحام سواء على نفسه أو على من يرافقه، إلى جانب الانشغال بالمصالح العامة للحجيج مثل من يقومون على خدمة الحجاج كالسقاة، ورعاة الإبل، والمرشدين، ورجال الأمن.
حكم المبيت بمزدلفة
من جانبه، أشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إلى أن جمهور الفقهاء اعتبروا المبيت بمزدلفة واجبًا من واجبات الحج، ويكفي المكث بها بعد منتصف الليل ولو للحظة واحدة، حتى يُعدّ الحاج قد بات بها.
وأوضح أن من سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، البقاء في مزدلفة حتى صلاة الفجر، ثم التوجه إلى المشعر الحرام للدعاء حتى قبيل الشروق، ومنها التوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة.
لكنه بيّن أن النبي رخص للضعفاء والنساء وأصحاب الحاجات الخاصة بالمغادرة بعد منتصف الليل، وهو ما يُستدل عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ»، رواه البخاري.
سبب تسمية مزدلفة بهذا الإسم
أما عن سبب تسمية مزدلفة بهذا الاسم، فيُروى أنها سُمّيت كذلك لنزول الحجاج بها في زُلف الليل، وقيل لأن الناس "يزدلفون" أي يتقربون بها إلى الحرم، وقيل أيضًا لأنهم يدفعون منها زُلفة واحدة أي جميعًا. وسماها الله في القرآن بـ"المشعر الحرام"، في قوله تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام".
وتعد منطقة مزدلفة بالكامل موقفًا شرعيًا للحجاج، باستثناء وادي مُحَسِّر، وهو وادٍ صغير يفصل بين مزدلفة ومنى، حيث يُسرع الحجاج المرور به.
يحد مزدلفة من الغرب ضفة وادي مُحَسِّر الشرقية، ومن الشرق طريق المأزمين المؤدي إلى عرفات، ومن الشمال جبل ثبير النصع، ويُعرف أيضًا باسم جبل مزدلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة مزدلفة مناسك الحج
إقرأ أيضاً:
هل تجزئ أضحية الوالد عن الأبناء المتزوجين؟.. لجنة الفتوى ترد
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف حول حكم أضحية الوالد عن أبنائه المتزوجين الذين يقطنون معه في نفس المنزل، وأوضح السائل أن والده يحرص كل عام على شراء أضحية وذبحها عن الأسرة كلها، متسائلًا: "هل نحصل نحن الأبناء المتزوجين على ثواب الأضحية، أم يجب علينا أن نذبح أضاحي مستقلة عن أنفسنا؟".
وأجابت اللجنة أنه يجوز شرعًا أن يضحّي الوالد عن أبنائه وأهل بيته إذا كانوا يقيمون معه في بيت واحد، مستندة إلى ما رواه الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، عندما سُئل عن الأضاحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كان الرجل يُضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويُطعمون، حتى تباهى الناس فصارت كما ترى"، وهو حديث رواه الترمذي.
وأوضحت اللجنة أن هذا الحكم له ضوابط وشروط ينبغي تحققها، أهمها: أن يكون المضحِّي ينفق على من ضحّى عنهم، أو يكون هناك اشتراك في النفقة بين أفراد الأسرة، وأن يجمعهم سكن واحد، ويُشترط أيضًا وجود صلة قرابة بين المضحِّي والمضحَّى عنهم، وإن كان بعض العلماء قد أجازوا الاكتفاء باجتماع السكن والنفقة حتى في غياب القرابة، فيما أجاز آخرون اشتراك الأقارب في الأضحية وإن لم يكن هناك نفقة مشتركة.
وبناءً على ما سبق، أكدت اللجنة أنه لا مانع من أن يذبح الوالد أضحية واحدة عن نفسه وعن أولاده الذين يعيشون معه في نفس المنزل، حتى وإن كانوا متزوجين، ويُرجى لهم جميعًا ثواب الأضحية إن شاء الله.