جمود بمفاوضات الدوحة بشأن غزة.. وإحباط قطري من التعنت الإسرائيلي
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
قال الصحفي الإسرائيلي من موقع "والّا" العبري، باراك رافيد٬ إن جولة مفاوضات معقدة بشأن تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة وسط أجواء من الجمود والتشاؤم.
ونقل الصحفي عن مصادر مطلعة، أنه من المقرر أن يبقى الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة حتى مساء السبت على الأقل، رغم عدم تحقيق أي تقدّم ملموس.
وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن أعضاء الوفد أوصوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة المحادثات، معتبرين أن هناك فرصة ولو ضئيلة لاختراق محتمل في المسار التفاوضي.
????️צוות המו״מ הישראלי צפוי להישאר לפחות עד למוצאי שבת בדוחא. בכיר ישראלי אמר כי חרף העובדה שאין התקדמות בשיחות, חברי צוות המו״מ המליצו לראש הממשלה נתניהו להמשיך במגעים בשלב זה כיוון שהם סבורים שלא אפסו הסיכויים להגיע לפריצת דרך
????????שר בקבינט אמר כי נתניהו מעוניין לעשות כל מאמץ כדי… — Barak Ravid (@BarakRavid) May 16, 2025
من جهته، زعم أحد وزراء الكابينت بأن نتنياهو لا يزال حريصًا على بذل كل جهد ممكن للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وهو ما يفسّر استمرار المفاوضات رغم حالة الجمود الراهنة.
في السياق ذاته، غادر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف المنطقة صباح الجمعة متوجهًا إلى واشنطن، في مؤشر آخر على صعوبة المرحلة الحالية من المحادثات.
وعلى صعيد موازٍ، من المرتقب أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اجتماعًا غدا الأحد٬ لبحث إمكانية توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، واتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.
في المقابل، عبّر مصدر أجنبي مطلع على تفاصيل المحادثات عن إحباط الوسطاء القطريين من مجريات الجولة الحالية، مشيرًا إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يتعامل مع المفاوضات بجدّية ولم يقدّم أي عرض جديد.
وأضاف المصدر: "حتى الآن، هذه أسوأ جولة من المفاوضات. لم يتم التوصل إلى أي نتيجة، والانطباع السائد هو أن الإسرائيليين حضروا إلى الدوحة بهدف إفشال المحادثات وتبرير استئناف الحرب في غزة".
ترامب يشكك
من جانبه، أعرب الرئيس الأمربكي دونالد ترامب عن عدم يقينه بشأن قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على إبرام صفقة تبادل تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه "سيكتشف ذلك قريباً جداً".
وأوضح ترامب أن أوضاع الأسرى الإسرائيليين في غزة "ليست جيدة"، مضيفاً أن بعضهم يمرّ بظروف أفضل من غيرهم، وأكد في الوقت نفسه أنه يعمل بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي سعياً إلى تأمين الإفراج عنهم.
وفي تصريحات سابقة، قال ترامب إن "أموراً جيدة كثيرة" قد تحدث بشأن غزة خلال الشهر المقبل، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
وفي ختام جولته الإقليمية التي استمرت أربعة أيام، شدّد ترامب، الجمعة، على ضرورة أن تضطلع الولايات المتحدة بدور في مساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكداً أن سكان القطاع يعانون من الجوع، ومجدداً تطلعه إلى إيجاد حل إنساني لهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس القطرية نتنياهو المفاوضات غزة حماس غزة قطر نتنياهو المفاوضات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل يحل البارزاني برلمان كردستان لكسر جمود تشكيل الحكومة؟
تلوّح بعض الأطراف السياسية العراقية بخيار حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات جديدة، في ظل وصول الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق إلى "طريق مسدود" في محادثات تشكيل حكومة الإقليم، بعد أكثر من عام على إجراء الانتخابات البرلمانية.
وأفرزت الانتخابات التي جرت في 20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2024، تقدّم الحزب الديمقراطي الكردستاني بحصوله على 39 مقعدا من مجموع 100، والاتحاد الوطني على 23، والجيل الجديد على 15، فيما حصلت بقية الأطراف على حصص متفاوتة من المقاعد.
وكشفت وسائل إعلام عراقية، الأربعاء، عن وجود توجه لدى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني بحل برلمان الإقليم والدعوة لانتخابات مبكرة، بعد يأس الحزب الديمقراطي من مراوغة الاتحاد الوطني في تشكيل الحكومة الجديدة، واستئناف جلسات البرلمان.
وذكرت صحيفة "العالم الجديد" العراقية، أن الحزب الديمقراطي برئاسة مسعود البارزاني لا يريد ترك أي خيار للاتحاد الوطني بقيادة بافل الطالباني، يناور من خلاله أو يساوم عليه، ولكي يذهب للمفاوضات في بغداد مرتاحا، فإنه يريد اللجوء لخطوة حلّ البرلمان.
ورقة ضغط
تعليقا على الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي من إقليم كردستان، ياسين عزيز لـ"عربي21" إن "فكرة إعادة الانتخابات مطروحة، ولاسيما من الحزب الديمقراطي الكردستاني لكن الأمر لا يزال غير رسمي، كما أن تطبيقها ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض".
وأوضح عزيز أن "إعادة انتخابات برلمان الإقليم بحاجة إلى ترتيبات كثيرة، لذا أعتقد أنها ورقة ضغط ليس إلا من أجل كسر الجمود الحاصل في مفاوضات الحزبين الرئيسيين".
وتابع: "لا يمكن تحميل حزب معين في الإقليم مسؤولية الجمود الحاصل في العملية السياسية وتعطيل التوقيتات الدستورية، صحيح أن سقف المطالبات ارتفع لدى الاتحاد الوطني هذه المرة، لكن عدم إبداء مرونة واضحة من الجميع هو السبب في عدم إحداث تقدم في مفاوضات تشكيل الحكومة".
وشدد على أنه "لو أعيدت الانتخابات فلن تكون هناك مستويات مؤثرة في تغيير الخارطة السياسية في الإقليم، وربما نشهد تراجعا معينا لأحزاب المعارضة، لكن الأسس الثابتة للعملية السياسية في كردستان العراق ستبقى كما هي، وذلك لوجود جغرافية نفوذ للحزبين الرئيسيين".
وأردف عزيز، قائلا: "مهما حاولت الأحزاب الكلاسيكية الرئيسية في الإقليم من ترسيخ مبدأ الأغلبية السياسية أو الاحتكام إلى الاستحقاق الانتخابي، فإن ذلك لن يؤثر على الواقع الذي ذكرته بوجود جغرافية لنفوذ الحزبين مما يلزمهما إيجاد آلية للاتفاق، وهو ما ننتظره في الأيام القليلة المقبلة".
وبحسب الخبير الكردستاني، فإنه "ثمة معلومات بأن اجتماعا للحزبين الرئيسيين سيعقد في منتصف الأسبوع القادم لمحاولة إحداث خرق في الجمود السياسي الحالي".
وأكد عزيز أن "الجمود الحالي يرافقه خيبة أمل لدى الشارع الكردي بسبب استمرار التوتر وعدم التوافق بين الأحزاب السياسية، ولا سيما بين الحزبين الحاكمين مما يقلل بدرجة كبيرة مستوى أية مشاركة شعبية إذا ما تم إعادة إجراء انتخابات برلمان الإقليم".
وشهد برلمان إقليم كردستان بدورته السادسة انعقاد جلسته الأولى واحدة جرت في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2024، والتي تضمنت تأدية اليمين القانونية لأعضائه الجدد، وإبقاء الجلسة مفتوحة بسبب عدم حسم المناصب الرئيسة في الإقليم.
مشهد معقد
على الصعيد ذاته، قال كاظم ياور مدير مؤسسة "دستورنامه" للدراسات الديمقراطية لـ"عربي21"، إنه "رغم مرور أكثر من عام على انتخابات الإقليم، لم يتمكن الحزبان الرئيسان من تشكيل الحكومة، وذلك نتيجة أن الاتحاد الوطني أصبح غريما أساسيا للحزب الديمقراطي الكردستاني".
ياور أرجع سبب ذلك إلى أن "أحزاب المعارضة (الجيل الجديد، الجماعة الاسلامية، الاتحاد الإسلامي) قرروا عدم الانضمام لتشكيلة حكومة الإقليم، بالتالي استغل الاتحاد الوطني ذلك كونه البديل الوحيد لمشاركة الديمقراطي الكردستاني، فرفع من سقف مطالبه في حكومة الإقليم".
وأضاف ياور أن "المرحلة السابقة كانت ثمة اتفاقات بين الحزب الرئيسين بخصوص تقاسم المناصب في إقليم كردستان وبغداد، لكن الاتحاد الوطني بالمناصب المسندة إليه من الحزب الديمقراطي في حكومة الإقليم، لذلك بقيت الأمور على حالها إلى ما بعد الانتخابات العراقية الأخيرة".
وأشار الباحث إلى أنه "خلال مرحلة الحملات الانتخابية العراقية أطلق الطرفين تصريحات نارية وصلت إلى مرحلة التخوين في بعض النقاط، لذلك أصبحت الأمور معقدة سياسيا بينهما".
ورأى ياور أن " الحزب الديمقراطي الكردستاني قد يستخدم اليوم وسائل ضغط من خلال إظهار بعض التصريحات التي تشير إلى أن الخيار التفاوضي مع الاتحاد الوطني وصل إلى طريق مسدود، بالتالي ممكن أن نذهب إلى حل برلمان الإقليم وإجراء انتخابات أخرى".
وأعرب الباحث عن اعتقاده بأن "هذا الطرح هو ورقة مناورة سياسية وليست خيارا أفضل للحزب الديمقراطي وحتى للاتحاد الوطني، رغم أنهما الرابحان في كل انتخابات تحصل بالإقليم نتيجة مقاطعة شريحة واسعة من المواطنين هناك، وبالتالي تنحصر المنافسة بين القواعد الثابتة للحزبين".
وتابع: "لكن مقاطعة الشعب الكردي للانتخابات في الإقليم قد لا تستمر وتحصل مشاركة تحت أي ظرف طارئ أو حدث سياسية، بالتالي تنقلب المعادلة وتخرج الخيارات الانتخابية من بيد الحزبين، وهذا الأمر جدا مقلق للأحزاب الكردية الرئيسة".
بناء على ذلك، يؤكد ياور أن حل البرلمان ربما ليس الخيار المفضل لدى أي طرف من الحزب الرئيسين في الإقليم، خصوصا أن حزب "حراك الجيل الجديد" سبق أن قدم دعوتين إلى المحكمة الاتحادية العراقية لحل البرلمان بسبب تأخر تشكيل الحكومة، ولكن الأخيرة قضت بعدم الاختصاص وردتها.
وأكد ياور أنه ثمة تصريحات من الحزبين الرئيسين تفيد بأن الأسبوع المقبل سيشهد جولة تفاوضية تقدّم خلالها مقترحات جديدة، خصوصا أن المناصب الاتحادية في بغداد أصبحت مرتبطة بمناصب الإقليم، بالتالي لابد من تفاوض الطرفين وحسم الموضوع سريعا في سلة واحدة".
وأشار إلى أن "بعض أحزاب المعارضة في الإقليم وإن كانت تمتلك مقاعد قليلة أبدت مرونة نسبية في كيفية تشكيل الحكومة ومشاركتهم فيها، خاصة من (الجيل الجديد) و(الاتحاد الإسلامي)، وهذا الشيء ربما يفتح بابا يساهم في تحريك المفاوضات بين الحزبين الرئيسين".