يمانيون../
نظّمت اللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، اليوم السبت، مسيرًا طلابيًا حاشدًا شارك فيه طلاب عدد من المدارس والمراكز الصيفية، في فعالية جسدت عمق الانتماء القرآني، والتفاعل الواعي مع قضايا الأمة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.

وشهد المسير مشاركة واسعة من طلاب مدارس سهل بن عقيل، الهجر، عثمان بن عفان، بالإضافة إلى مركزي زيد علي مصلح والشهيد الصماد الصيفيين، وسط حضور رسمي وتربوي ضم مسؤول التعبئة العامة للمحافظات الجنوبية عبد الحميد الشهاري، ومسؤول التعبئة بمحافظة لحج جميل الصوفي، إلى جانب مسؤولي قطاع الإرشاد علي الكرار والمدارس الصيفية محمد عبدالكريم.

ورفع المشاركون في المسير لافتات عبّرت عن تضامنهم المطلق مع أبناء غزة الصامدة، مرددين شعارات تؤكد رفض العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني، وتندد بالمجازر الوحشية التي يتعرض لها الأطفال والنساء هناك في ظل صمت دولي مخزٍ.

وفي الكلمات التي أُلقيت خلال الفعالية، أكد القائمون على الأنشطة الصيفية أن هذه الفعاليات تعبّر عن ثمرة الوعي الذي تغرسه الدورات الصيفية في نفوس النشء، وتهيئهم للقيام بدور فاعل في المعركة الشاملة ضد قوى الطغيان والاستكبار، مشيرين إلى أن مناهج هذه الدورات ليست مجرد معارف، بل مسار تربوي لبناء جيل قرآني مقاوم.

وشدّد المشاركون على أن مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم ليست خيارًا سياسيًا، بل واجب ديني وإنساني وأخلاقي على كل العرب والمسلمين، يستوجب التحرك الجاد والمسؤول بكل الوسائل والإمكانيات، وعلى رأسها دعم خيار المقاومة ورفض مشاريع التطبيع والارتهان.

عقب المسير، قام الطلاب بزيارة إلى روضة الشهداء في منطقة الهجر، وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء الذين قدّموا أرواحهم في سبيل عزة الوطن وكرامة الأمة. وقد عبّر المشاركون عن تقديرهم وامتنانهم للجهود التي تُبذل في إنجاح الدورات الصيفية، مؤكدين أن هذه المبادرات تصنع أجيالًا واعية، متسلّحة بالعلم والبصيرة والانتماء الأصيل.

وجاءت الفعالية في القبيطة كجزء من سلسلة من الأنشطة الصيفية التي تشهدها مختلف المحافظات، والتي تُعد منصّة لصناعة الوعي الجمعي، وبناء جبهة تربوية ثقافية موحدة في مواجهة العدوانين الصهيوني والأمريكي، وتعزيز الانتماء للهوية الإيمانية والمشروع القرآني التحرري.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وَهْم "الشرق الأوسط الجديد" بدون مقاومة

 

 

 

صالح البلوشي

 

في خِضَم واحدة من أكثر المراحل دموية واضطرابًا في تاريخ المنطقة، يشهد العالم العربي والإسلامي تصعيدًا غير مسبوق تَشُنُّه إسرائيل ضد عدد من الدول، من غزة ولبنان وسوريا إلى اليمن وإيران، وبغطاء عسكري وسياسي مباشر من الولايات المتحدة والدول الغربية.

لم نعد أمام عدوان عسكري فقط أو حرب محدودة؛ بل أمام مشروع استعماري جديد يُعاد تسويقه بواجهة مختلفة، هدفه الأساسي تصفية قوى المقاومة، وتجريد الشعوب من حقّها في الدفاع والرفض، وفرض واقع إقليمي جديد يكون فيه الكيان الصهيوني كيانًا طبيعيًا في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ويُمنح فيه التطبيع غطاء الشرعية الكاملة، حتى وإن ادّعت بعض الأنظمة العربية تمسّكها بشروط شكلية، مثل قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.

في هذا السياق، تُصوَّر إيران ومحور المقاومة- بما فيه حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن- كعقبة لا بد من اقتلاعها، لتتحقق رؤية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، في "شرق أوسط جديد مُسالِم" ومُستسلِم، خالٍ من المقاومة، ومن كل ما يعكّر صفو السيطرة الغربية - الإسرائيلية عليه. وإذا كان الموقف الإسرائيلي من حركات المقاومة منطقيًا من زاوية مصلحته التوسعية، فإن ما يثير الاستغراب هو موقف عدد من المثقفين العرب الذين يصطفّون تمامًا مع هذا التوجّه الاستعماري، ويعادون قوى المقاومة تحت شعارات مشوَّشة وذرائع واهية.

لكن الواقع على الأرض يُفنِّد هذه الأوهام؛ ففي غزة، ورغم تفوُّق إسرائيل الاستخباراتي والتقني، فإنها فشلت حتى الآن في استعادة أسراها لدى حركة "حماس" بعد أكثر من سنة ونصف السنة من العدوان على قطاع صغير المساحة، ولا تشير المعطيات الميدانية إلى أي نصر حاسم. أما عمليات اغتيال بعض قادة حماس، فقد تمّت في كثير من الحالات بالمصادفة، لا نتيجة لاختراق استخباراتي محكم.

ولا تزال إسرائيل، حتى اليوم، تفقد جنودًا داخل غزة وتعجز عن الحسم في مواجهة جيب محاصر، فكيف لها أن تعيد رسم خرائط المنطقة؟ كذلك، فشلت في القضاء التام على حزب الله رغم الخسائر التي تكبّدها، ومنها استشهاد عدد من أبرز قادته السياسيين والعسكريين من الصفوف الثلاثة الأولى. أما الحوثيون، فلا تزال صواريخهم تصل إلى تل أبيب وتُجبر الملايين على الاحتماء في الملاجئ. وبالنسبة إلى إيران، فعلى الرغم من الضربات القاسية التي طالت قيادات عسكرية من الصف الأول وعددًا من العلماء النوويين، فإنها نجحت في استعادة زمام المبادرة سريعًا، وألحقت بالعدو خسائر فادحة لا تزال إسرائيل تتكتّم على حجمها الحقيقي.

إنها حرب طويلة غير مسبوقة في تاريخ الكيان الصهيوني، حقّق فيها بعض المكاسب التكتيكية المحدودة، لكنه في المقابل تكبّد خسائر فادحة على المستويات العسكرية والمادية والبشرية والمعنوية. فقد عجز عن تحقيق نصر حاسم، وتَعرّض لصفعات متتالية أظهرت هشاشته رغم ما يمتلكه من ترسانة متطورة ودعم غربي مطلق. وإلى جانب ذلك، ارتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين، وخصوصًا في غزة، مستخدمًا أفتك الأسلحة وأكثرها تدميرًا، دون أن ينجح في كسر إرادة المقاومة أو انتزاع روح الصمود من الشعب الفلسطيني.

أما "الشرق الأوسط الجديد" الذي يحلم به نتنياهو وترامب، فليس إلا إعادة إنتاج لوهم قديم بشّر به الرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز قبل أكثر من 30 عامًا، ثم كوندوليزا رايس خلال العدوان الصهيوني على لبنان سنة 2006، وسيظل هذا المشروع مجرّد حلم طالما بقيت هناك أرض محتلة وشعب يقاتل من أجل كرامته وحقّه؛ فالمقاومة لا تموت أبدًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مجند في فصائل الإمارات يقتل شاباً فقيراً بلحج بسبب “إتاوة”.. والقاتل يُهرّب من السجن
  • 1447 هجرية.. عام جديد وروح تتجدد
  • وَهْم "الشرق الأوسط الجديد" بدون مقاومة
  • تعلن محكمة حيفان و القبيطة أن على المدخلين المذكورين إلى جانب المدعى عليه منير عبدالله الحضور إلى المحكمة
  • تعلن الشعبة الجزائية الأولى بمحكمة استئناف م.صنعاء ان على كل من / ورثة حاشد الشعيبي ومن اليهم الحضور إلى المحكمة
  • : تسلطانت على موعد مع التغيير: مكتب مسير جديد بقيادة رئيس ونائب يحملان رؤية تنموية واعدة.
  • 403 حلقات قرآنية تحتضن 6787 طالباً في دبي
  • جامعة القاهرة تدشّن مجمع ملاعب البادل لتعزيز اللياقة البدنية والأنشطة الصيفية
  • الخيل العربية في الطائف.. إرث متجذر وامتداد لمجد تليد
  • متى تنتهي امتحانات الثانوية العامة 2025 في مصر؟.. اعرف موعد الإجازة الصيفية