زيارة ترمب للخليج ..”أنفاسها” لم تصل غزة..
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
زيارة ترمب للخليج ..”أنفاسها” لم تصل غزة..
أنتهت #زيارة #الرئيس_الأميركي إلى عدد من #دول_الخليج_العربي (السعودية وقطر والإمارات ) وسط ضجيج إعلامي صوّرتها بعض المحطات الإخبارية والقنوات والصحف والمواقع الإلكترونية والتحليلية وكأنها تحمل حلولاً لقضايا كبرى في المنطقة وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية والحرب الدموية التي يعيشها أهلنا في غزة منذ سنوات،غير أن الواقع كشف خلاف ذلك فكان للبعد الاقتصادي النصيب الأكبر والأشمل من الزيارة ، فغابت غزة عن جدول الأعمال، ولم تخرج الزيارة بأي تحرك فعلي نحو تخفيف معاناة سكانها أو كسر الحصار المفروض عليهم…
الا أنه وقبيل مغادرة الرئيس ترمب للمنطقة علق قائلا : أحد القادة الثلاثة العظماء قال لي قبل ليلتين أرجوك ساعد الشعب الفلسطيني لأنهم يتضورون جوعا وأبلغته أننا بدأنا في العمل على مساعدة الناس هناك ويقصد غزة بالطبع وأن الأمور ستتجه خلال الشهر القادم الى بعض الحلول….
اقولها بصدق الوعود التي سبقت الزيارة بدت أقرب للهواء الساخن؛ فقد اعتاد ترامب في خطاباته على خلط الأمور وتداخلها وخلق حالة من التشويق والإثارة الإعلامية فركب الإعلام العربي الموج وشطح في التوقعات وانهالت علينا التحليلاتوالتكهنات من كل حد وصوب ..
كمتابع للمشهد كنت أتوقع أي خبر مفرح لأهل غزة يكون على الهامش ولم أتوقع ابعد من ذلك ، حلمت ولو بجزء يسير من المساعدات وخصوصا بعد قيام حماس بإطلاق سراح آخر معتقل يحمل الجنسية الأمريكية من باب حسن النوايا ولكن ذلك لم يحدث
الغريب في الأمر أين اختفت جيوش الناعقين من اسراب الذباب الإلكتروني التي هاجمت الأردن والملك عبد الله عند زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ولقاء الرئيس ترمب في البيت الأبيض كأول زعيم عربي ،وعندها تحدث بكل وضوح وشفافية عن غزة وواقعها المرير..
“كلنا يعلم أن الذباب الإلكتروني ما هو إلا أداةً تحركها مردةٌ من الخياطين ، يعملون ليلَ نهار من خلف الشاشات، يصوغون الهجوم تارة، والدفاع تارة أخرى على من يشاؤون ، ويُجيدون الغمز واللمز حسب ما يصلهم من توجيهات ، يصيبون بها فردًا هنا وقد يطول اذاهم فيصيبون به دولة هناك..
ففي عالم تتحكم فيه الأدوات الرقمية بتوجيه الرأي العام وصناعة السرديات، بات الذباب الإلكتروني أحد أبرز الأسلحة الناعمة المستخدمة في الصراعات السياسية والإعلامية، خصوصاً في منطقتنا العربية.
وبالطبع ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك، ما حدث عند زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن ولقاء ترمب ، مقارنة بما تلاها من لقاءات جمعت ترمب بزعماء خليجيين وعرب..
عندما التقى الملك عبدالله الثاني بترمب، شهد الفضاء الإلكتروني حملة منظمة من الهجوم على الأردن، قادتها حسابات وهمية ومدفوعة، شككت في مواقفه السياسية، وسعت إلى تقزيم دوره الإقليمي، وشنّت حملة غير مسبوقة على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وشيطنت ما قدمة الأردن لأهل غزة …
هذه الحملة، التي لم تكن عفوية ولا باي حال، جاءت في سياق سياسي حساس، حيث كان الأردن يتمسك بمواقف مبدئية حيال القضية الفلسطينية، رافضاً الانخراط في صفقات مشبوهة تتجاوز الحقوق العربية والإسلامية في القدس…
ولكن، وبالمقابل، جاء الصمت ملفتاً بعد لقاءات ترمب اللاحقة مع عدد من الزعماء العرب ، فلا ذباب إلكتروني، ولا حملات تشويه، لا هجوم ولا تشكيك من إعلاميين ومؤثرين وقنوات تدار لمن يدفع..
هذا التناقض في المشهد يطرح تساؤلات حول طبيعة هذه الحملات، والجهات التي تُديرها، وأهدافها الفعلية. فهل الذباب الإلكتروني يُستخدم فقط لضرب الدول التي لا تنخرط في التحالفات السائدة؟ وهل يُكافأ الصمت مقابل الانسجام السياسي؟
التحليل الأقرب للواقع يشير إلى أن هذه الحملات تُدار بشكل انتقائي، لتعزيز أجندات سياسية معينة، أو معاقبة المواقف المستقلة،
الأردن، وبموقفه المتمايز، غالباً ما يكون عرضة لهذا النوع من “الحرب الناعمة”، التي تهدف إلى الضغط دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة…
لكن ما لا يدركه مَن يدير هذه الحملات أن الأردن، رغم الضغوط، يملك شرعية تاريخية وشعبية، تُبقيه رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، مهما علت أصوات الوهم الإلكتروني.
في النهاية، لا يصح إلا الصحيح. وسينكشف الذباب، كما انكشف من قبله كثير من أدوات التزييف والتضليل..
حمى الله الأردن وطنًا وملكًا وجيشًا وشعبًا وسائر بلاد العرب والمسلمين ،واعان أهلنا في غزة وفلسطين على ما هم فيه
#المهندس #مدحت_الخطيب
Medhat_505@yahoo.com
كاتب ونقابي اردني
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: زيارة الرئيس الأميركي دول الخليج العربي المهندس مدحت الخطيب الذباب الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
جدل حول مقاتلة “إف-55” التي تحدث عنها ترامب مؤخرا
الولايات المتحدة – غاصت أوساط الخبراء في العالم في تكهنات حول ما الذي كان يقصده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما قال إن بلاده تعمل في مجال تطوير المقاتلة الجديدة إف-55.
لقد طرح ترامب أفكارا متناقضة خلال حديثه، حول طبيعة هذا الطائرة: من ناحية، قال إنها منصة جوية جديدة تماما، ومن ناحية أخرى، ذكر أنها ستكون بمثابة تحديث وتطوير للمقاتلة المعروفة من طراز “إف-35”.
F-55
وخلال زيارته الأخيرة إلى قطر في 15 مايو 2025، أشار ترامب إلى برنامجين جديدين في آن واحد لتطوير وتحديث مقاتلات الجيل الخامس، وهما وفقا له: F-55 وF-22 Super.
F-22 Super
وأضاف ترامب: “سنقوم بتطوير مقاتلة جديدة سنطلق عليها اسم إف-55. الحديث يجري عن تحديث عميق وهي ستكون بمحركين، أما إف-35 فهي بمحرك واحد. إف-55 ستكون نسخة مطورة فائقة من طائرة إف-35 وبمحركين. وبعد ذلك سنعمل لتحديث مقاتلة إف-22 التي اعتقد أنها أجمل طائرة مقاتلة في العالم. لكننا سنبني إف-22 سوبر، وستكون النسخة الأكثر تطورا من إف-22. لا تعجبني بتاتا المقاتلات ذات المحرك الواحد”.
وأشار ترامب بشكل خاص إلى دور المقاتلة الواعدة من الجيل السادس إف-47 التي يتم تطويرها في إطار برنامج NGAD (الهيمنة الجوية من الجيل التالي) والتي من المفترض أن تحل محل مقاتلة F-22 Raptor في المستقبل.
وشدد ترامب على أن إف-47، تتمتع بقدرات فائقة جدا وستعمل بشكل مشترك مع المئات من المسيرات الجوية الضاربة. ووفقا له ستتمتع المقاتلة “إف-55” بالقدرات نفسها.
ويبقى غامضا ما الذي قصده ترامب بالضبط بـ إف-55، خاصة مع اختلاف وسائل الإعلام في نقل كلماته. فبينما ذكرت بعض المصادر أنها نسخة مطورة من إف-35، فيما أكد آخرون أنها طائرة جديدة تماما.
من جانبه، قال جايمس تايكلت مدير عام شركة لوكهيد مارتن المنتجة لمقاتلات إف-35، إن الشركة تبحث دمج تكنولوجيات الجيل السادس في تحديثات إف-35 وإف-22 لإنشاء طائرات شبيهة بـ F-47 بتكلفة أقل.
ويرى بعض الخبراء أن تطوير نسخة ثنائية المحرك من الـ إ-35 قد يكون مفيدا، خاصة للبحرية الأمريكية، حيث أن الطائرات ثنائية المحرك أكثر أمانا وقادرة على حمل حمولات أكبر. لكن بعض الخبراء يشككون في نجاعة هذه الفكرة، ويرون أن تحويل إف-35 إلى طائرة ثنائية المحرك سيتطلب تصميما جديدا بالكامل، مما يزيد التكاليف والوقت.
أما بالنسبة لبرنامج تحديث الـ إف-22، فتشير التقارير إلى أن شركة لوكهيد مارتن حصلت على عقد بقيمة 270 مليون دولار لتركيب أنظمة استشعار متطورة على هذه الطائرات.
الخلاصة: بينما تظل تصريحات ترامب غامضة، يتفق معظم الخبراء على أن تطوير مقاتلة إف-55 ثنائية المحرك ستكون عملية مكلفة جدا وفي غاية التعقيد، في حين أن تحديث الـ إف-22 قد يكون أكثر واقعية. لكن في النهاية، كل شيء يعتمد على التمويل والقرارات السياسية في واشنطن.
المصدر: تاس