من الطفرة إلى واي وزد.. إلى أي جيل تنتمي؟ وما الجيل الأقل حظا؟
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
تعرّف الأجيال على أنها "مجموعات من الناس وُلدوا في نفس الفترة تقريبا، وحصلوا على تعليم وقيم ثقافية واجتماعية متقاربة، تجعلهم يتبنون مواقف متشابهة غالبا". وقد بدأت التسمية الرسمية للأجيال خلال منتصف القرن العشرين.
ومع سرعة تطور العالم، أصبح تصنيف فئة عمرية تبلغ 15 عاما تحت مسمى واحد، "يأتي في إطار تحديد مجموعة الأشخاص الذين تأثروا جميعا بلحظة فارقة في الزمن، واستشراف الاتجاهات الشاملة لمستقبلهم"؛ كما يقول المؤلف والباحث في شؤون الأجيال، جيسون دورسي، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
موضحا أن لكل جيل تاريخه وشخصيته الخاصة والحدث الحاسم الذي ميز حقبته. فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجيل الألفية، كان الحدث الحاسم هو أحداث 11 سبتمبر/أيلول، التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2001؛ وبالنسبة لجيل "زد"، كان الحدث الحاسم هو جائحة "كوفيد 19". أما جيل "ألفا" وجيل "بيتا"، فمن السابق لأوانه التنبؤ بأحداثهما الحاسمة. لكن سوف يليهم جيل "غاما" (مواليد 2040-2054)، وجيل "دلتا" (مواليد 2055-2069)، وهكذا.. كما يقول عالم الديموغرافيا والمستقبل مارك ماكرندل.
ولفهم الخصائص المحتملة للجيل القادم الذي يُعد مفتاحا لتشكيل مستقبل أفضل، علينا أن نعود قليلا للأجيال السبعة الأقرب؛ "لفك رموز المصطلحات الخاصة بكل جيل، وتحديد موقعنا من الطيف الجيلي، وشرح بعض الجوانب الرئيسية له"، وفقا لموقع "توداي".
إعلان الجيل الصامت: 1928-1945وهو الجيل الذي وُلد بين عامي 1928 و1945، وفقا لمركز بيو للأبحاث. ويُشير اسمه – الذي صيغ لأول مرة في مقال نُشر في مجلة "تايم" الأميركية عام 1951- إلى فلسفة الأبوة والأمومة الشائعة حينذاك، والتي تقوم على أن يكون الأطفال "مرئيين ويحظون بالاهتمام، ولا يُشترط أن يكونوا مسموعين"؛ وقد شَكّل نحو 7% من سكان الولايات المتحدة وحدها في عام 2022، ويُوصف غالبا بأنه "جيل عملي وحذر في تعامله مع الشؤون المالية الشخصية".
وهو الجيل الذي وُلد من عام 1946 إلى عام 1964، وتعود تسميته إلى الارتفاع الحاد في متوسط المواليد، الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، وخصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا. وابتداء من عام 2019، بلغ عدد هذا الجيل في الولايات المتحدة وحدها نحو 71.6 مليون نسمة، وفقا لمركز "بيو" للأبحاث.
جيل "إكس": 1965-1980وهم الذين ولدوا بين عامي 1965 و1980، ويتميزون بقلة عددهم نسبيا مقارنة بجيلي طفرة المواليد والألفية، وهم معروفون بقدرتهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة. وكانت نهاية الحرب الباردة وصعود اقتصاد السوق الحرة، "من أهم اللحظات التاريخية التي شكّلتهم".
المعروف باسم جيل الألفية، وهم المولودون بين عامي 1981 و1996. ويعود أصل تسميتهم بجيل الألفية، إلى "بلوغ أكبرهم سن الرشد مع مطلع الألفية". وفي عام 2019، تجاوز جيل الألفية جيل طفرة المواليد ليصبح "أكبر جيل بالغ حي في الولايات المتحدة"، وفقا لتقديرات مكتب الإحصاء الأميركي. ويُعرف جيل الألفية بمواجهته صعوبات اقتصادية كبيرة طوال حياته، "حيث عايش الركود الاقتصادي الكبير من 2007 إلى 2009، إضافة إلى ركود عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19″؛ وفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، التي وصفت هذا الجيل بأنه "الأقل حظا".
إعلانكما يُعرف هذا الجيل أيضا "ببراعته في استخدام التكنولوجيا"، حيث شهد التقدم السريع في التطور التكنولوجي منذ صغره.
جيل "زد": 1997-2012وقد وُلد هذا الجيل بين عامي 1997 و2012، ويُعتبر أول جيل نشأ على الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يُعرف جيل "زد" أيضا بوعيه العام بالعدالة الاجتماعية والقضايا السياسية.
ويشمل أولئك الذين ولدوا بين عامي 2011 و2024، ويُعرف بكونه من أبناء العصر الرقمي، حتى أكثر من جيل "زد"، إذ وُلد في عالم متكامل تماما مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والعالمي.
ويميل جيل "زد" إلى انتقاد اعتماد جيل "ألفا" على الشاشات، ويقولون إنهم طوروا سلوكا غير مرغوب فيه وغير صحي وغريب تماما، جعلهم يستحقون وصف "أطفال الآي باد".
كما دفع ازدياد استخدامهم للتكنولوجيا، خبراء مثل المختص النفسي الاجتماعي في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، جوناثان هايدت، إلى تسمية جيل ألفا بـ"الجيل القَلِق".
جيل "بيتا": 2025-2039وهم الأطفال الذين يولدون ابتداء من أول يناير/كانون الثاني عام 2025، وحتى عام 2039 تقريبا. وهم جيل "سيبدأ حياته بشكل مختلف تماما عن نظرائه من جيل ألفا، وسيعيش كثير منهم ليشهدوا القرن الثاني والعشرين".
ومن المرجح أن يكون جيل بيتا منغمسا في الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي، "بطريقة لم تكن عليها الأجيال السابقة"؛ وأن يكبروا مع تغير المناخ "كواقع مرير له عواقب أكثر مباشرة على حياتهم"، بحسب جيسون دورسي. وبحلول عام 2035، سيشكل جيل بيتا 16% من سكان العالم"، وفقا لماكرندل.
تلعب التكنولوجيا دورا مزدوجا في تربية الأجيال في العصر الحديث، فآباء جيل الألفية، يستغلون التكنولوجيا كأداة للتعليم والتواصل والترفيه وتوثيق حياة أطفالهم، "ويدمجونها بسلاسة في حياة أطفالهم منذ الصغر، مع محاولة الموازنة بين وقت الشاشة مع الأنشطة الخارجية والتفاعلات الشخصية".
إعلانأما آباء الجيل "زد"، فمن المرجح أن يحرصوا بشدة على أن "يمثل الحد من وقت شاشة أطفالهم أولوية قصوى بالنسبة لهم"، باعتبارهم الجيل الأكثر دراية بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وفوائدها وسلبياتها.
وبينما شهد جيل ألفا "صعود التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي"، يعتقد ماكرندل أن جيل بيتا "سيُمثّل فجر عصر جديد"، يتكامل فيه الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكل كامل في الحياة اليومية، من التعليم وأماكن العمل إلى الرعاية الصحية والترفيه، "وسيكون العالمان الرقمي والمادي بالنسبة لهم في غاية السلاسة".
وسينشأ على يد آباء من جيل الألفية الأصغر سنا، وجيل "زد" الأكبر سنا، الذين يُولي معظمهم "الأولوية لحماية أطفالهم من إدمان الإنترنت، والتكيف والمساواة والوعي البيئي في تربيتهم".
مما سيؤدي إلى أن يصبح جيل بيتا أكثر وعيا بالعالم، وتركيزا على المجتمع، وتعاونا من أي وقت مضى، و"ستؤكد تربيتهم أهمية الابتكار".
أيضا، من المُرجح أن يكون جيل بيتا أول من يُجرب تقنيات الصحة القابلة للارتداء، والبيئات الافتراضية كجوانب أساسية من الحياة اليومية. وستحكم خوارزميات الذكاء الاصطناعي تعلمهم وتسوقهم وتفاعلاتهم الاجتماعية بطرق لا يُمكن تخيلها"؛ على حد قول ماكرندل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ووسائل التواصل الاجتماعی الولایات المتحدة جیل الألفیة هذا الجیل بین عامی
إقرأ أيضاً:
الإغلاق الكامل لشبكات الجيل الثالث بقطاع الاتصالات
مسقط- العمانية
أكمل قطاع الاتصالات في سلطنة عُمان مشروع الإغلاق الكامل لشبكات الجيل الثالث وترقيتها للجيلين الرابع والخامس، الذي بدأ أولى مراحله في الربع الثالث من العام 2024م ضمن خطة تدريجية انطلقت من المناطق الأقل كثافة سُكانيًّا.
ويهدف مشروع الإغلاق الكامل لشبكات الجيل الثالث لتجويد خدمات الاتصالات، وإعادة استخدام التردّدات في تقنيات أكثر تطوّرًا، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.
ووضح البيان الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات أنه تم في يوليو 2024 إغلاق 700 محطة للجيل الثالث في محافظات البريمي والظاهرة ومسندم، تلاه في ديسمبر 2024 إغلاق 584 محطة في محافظة الداخلية، ثم إغلاق 864 محطة في محافظتي الوسطى وظفار.
وفي يناير 2025، تم إغلاق 1835 محطة في محافظات جنوب الباطنة وشمال الباطنة، وجنوب الشرقية وشمال الشرقية، وفي الربع الثاني من عام 2025 تم إغلاق 1699 محطة في محافظة مسقط مع استثناء مؤقت من هذا الإغلاق بعضُ محطات الجيل الثالث الموجودة حول مطار مسقط الدولي لدواعٍ فنية.
كما أُعيد توجيه النطاقات التردّدية الخاصة بالجيل الثالث لدعم شبكات الجيلين الرابع والخامس وإنترنت الأشياء؛ مما أسهم في ترقية أكثر من 5600 محطة في مختلف المحافظات.
وأشار البيان إلى أن من أهم النتائج المحقّقة من مشروع الإغلاق تغطية شبكة الجيل الرابع بنسبة 99 بالمائة من أنحاء سلطنة عُمان، فيما بلغت تغطية الجيل الخامس 90 بالمائة. كما تحقق وفْرٌ سنوي في استهلاك الطاقة تجاوز مليونَيْ كيلوواط/ساعة.
وتُعد سلطنةُ عُمان من أوائل الدول التي نجحت في إيقاف شبكة الجيل الثالث بالكامل، والانتقال إلى تقنيات أكثر حداثة.