هل تعيين كامل إدريس خطوة نحو التوافق الوطني أم مغامرة غير محسوبة؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
وسط آمال محلية ودولية بتحقيق اختراق سياسي، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 19 مايو 2025، تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء، ليكون أول من يتولى هذا المنصب منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. لكن التعيين أثار تباينًا في المواقف، وسط جدل حول خلفية الرجل وقدرته على إدارة المرحلة الانتقالية.
إدريس يعد بحكومة "رشيقة".. والمعاش أولوية
في أولى تصريحاته عقب تعيينه، أكد الدكتور كامل إدريس أن "معاش الناس سيكون على رأس أولويات الحكومة"، مشيرًا إلى اعتزامه تشكيل حكومة "رشيقة وفعالة" تتماشى مع حساسية المرحلة الراهنة وتستجيب للتحديات الاقتصادية والخدمية المتفاقمة في البلاد.
التعيين له بعد خارجي ويخلو من مرتكزات داخليةوصفالكاتب الصحفي الطيب إبراهيم، رئيس تحرير موقع "الطابية" الإخباري، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" تعيين إدريس بأنه "خطوة ذات بعد خارجي"، مشيرًا إلى أن إدريس – كونه تكنوقراطًا مستقلًا وموظفًا أمميًا سابقًا – يفتقر إلى الحاضنة السياسية التي تمكنه من إدارة الواقع السياسي المعقّد في السودان.
وقال إبراهيم إن إدريس "أقرب إلى شخصية فنية منه إلى شخصية سياسية"، لافتًا إلى أن غيابه الطويل عن المشهد الداخلي وافتقاده إلى قاعدة دعم حزبي أو شعبي سيجعل مهمته محفوفة بالعقبات.
الطيب إبراهيم رئيس تحرير الطابية الإخباريةرسائل سياسية للداخل والخارج
ويرى إبراهيم أن توقيت تعيين إدريس يتزامن مع إعلان الجيش السوداني تحرير كامل ولاية الخرطوم وولايات الوسط، في رسالة سياسية تهدف إلى إظهار البلاد على طريق الاستقرار من خلال تشكيل حكومة مدنية مستقلة. واعتبر أن الجيش يسعى من خلال هذه الخطوة إلى فك العزلة الدولية واستقطاب دعم إقليمي ودولي متجدد.
وأضاف أن المجلس السيادي اختار شخصية تحظى بقبول دولي على حساب الملفات الداخلية الملحة، الأمر الذي قد يعيق قدرة إدريس على تحقيق اختراق فعلي في المشهد السوداني المعقد.
وحذر إبراهيم من معارضة واسعة لتعيين إدريس، مشيرًا إلى أن غالبية القوى السياسية – باستثناء حزب المؤتمر الوطني – أبدت تحفظها، ومن بينها حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وسط توقعات بتصاعد المواقف الرافضة خلال الأيام المقبلة.
كما لفت إلى اعتراض عدد من الصحفيين والناشطين المؤثرين في الرأي العام، ممن أعلنوا صراحة رفضهم لتكليف إدريس، معتبرين أن ابتعاده الطويل عن البلاد يضعف قدرته على التعامل مع الفاعلين المحليين.
وختم إبراهيم بالقول: "كامل إدريس لا يملك قاعدة دعم سياسي حقيقية، واستمراره في منصبه مرهون بتطورات الميدان والمزاج العام، وقد لا يصمد طويلًا في ظل المتغيرات المتسارعة."
إدريس غير معروف في الأوساط السياسية
من جانبه، أكد المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إدريس "لا يملك حاضنة سياسية قوية"، كما أنه "غير معروف على نطاق واسع في الأوساط السياسية السودانية"، ما يُضعف من فرص نجاحه في قيادة المرحلة الانتقالية التي تتطلب توازنًا دقيقًا بين الداخل والخارج.
محمد الأمين أبو زيد
في النهاية تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء خطوة تبدو في ظاهرها محاولة لإحداث اختراق سياسي وإنهاء حالة الجمود، لكنها في نظر مراقبين قد تكون مغامرة غير محسوبة في ظل افتقاد الرجل للظهير السياسي والدعم الشعبي، وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بتحديد مآلات هذه الخطوة المفصلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كامل إدريس السودان عبد الفتاح البرهان الحرب في السودان المجلس السيادي الحكومة الانتقالية الازمة السودانية الجيش السوداني الدعم الدولي الطيب إبراهيم الفجر تعيين إدريس
إقرأ أيضاً:
محافظ القليوبية يكرّم الطالبة مريم إبراهيم لتفوقها في المشروع الوطني للقراءة
كرّم المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الطالبة مريم إبراهيم عبد العزيز سيد أحمد، الطالبة بالصف الثاني الابتدائي بمعهد المنشأة الصغرى بكفر شكر في منطقة القليوبية الأزهرية، احتفاءً بتفوقها وحصولها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في المشروع الوطني للقراءة بالموسم الرابع، بالإضافة إلى المركز السابع على مستوى الجمهورية في الموسم التاسع من مسابقة "تحدي القراءة العربي"، حيث حصلت على ميداليتين في كل من المسابقتين.
وأكد المحافظ أن هذا التكريم يأتي في إطار حرص المحافظة على دعم المتفوقين وتشجيعهم على مواصلة التميز في المجالات العلمية والثقافية، مشيدًا بالمستوى المتميز للطالبة وبالجهود الكبيرة التي بذلتها أسرتها ومعهدها في تنمية موهبتها ودعمها.
وشمل التكريم أيضًا الشيخ سعيد أحمد خضر، رئيس الإدارة المركزية بمنطقة القليوبية الأزهرية، والأستاذ ماهر محمدي، منسق المشروع الوطني للقراءة، تقديرًا لجهودهما في الإشراف والمتابعة وتوفير البيئة الداعمة التي ساهمت في تحقيق الطالبة مريم لهذه المراكز المتقدمة.