حوار: حزب العمال الكردستاني يطالب تركيا بتخفيف ظروف احتجاز أوجلان
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
السليمانية (العراق) "أ ف ب": دعا حزب العمال الكردستاني تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان المسجون منذ أكثر من عقدين، خصوصا كونه "المفاوض الرئيسي" في محادثات السلام المأمول إجراؤها مع أنقرة بعد قرار الحزب إلقاء السلاح.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، انتقد الحزب الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، عدم إعطاء تركيا "ضمانات" حتى الآن لإطلاق هذه العملية، وأكد رفضه نفي عناصره إلى خارج تركيا.
خلال الأشهر الماضية، اتخذ حزب العمال الكردستاني سلسلة قرارات تاريخية بدءا بوقف لاطلاق النار مع تركيا ثم إعلانه في 12 مايو حل نفسه والتخلي عن السلاح لينهي بذلك حقبة طالت أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح مع الدولة التركية خلفت أكثر من 40 ألف قتيل.
وجاءت هذه الخطوات تلبية لدعوة أطلقها في 27 فبراير أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ 1999 حثّ خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحلّ الحزب.
وقال زاغروس هيوا، المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، في ردود مكتوبة لفرانس برس مساء الاثنين "كمنظمة بدأت نضالا مسلحا منذ 41 عاما، قررنا حل أنفسنا وإنهاء النضال المسلح، وبهذه الطريقة فإننا نعطي السلام فرصة حقيقية".
وأضاف لذلك "نتوقع من الدولة التركية تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم آبو (أوجلان) حتى يتمكن من قيادة العملية".
وأكد هيوا أن "الزعيم آبو هو كبير مفاوضينا"، مضيفاً أن أوجلان هو "الوحيد الذي يمكنه قيادة التنفيذ العملي للقرارات التي اتخذها حزب العمال الكردستاني".
"الاندماج وليس المنفى"
قالت أنقرة إنها ستراقب عن كثب عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، فيما يتوقع مراقبون أن تظهر الحكومة التركية انفتاحاً تجاه الأكراد الذين يشكلون 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليونا.
ورداً على سؤال حول آليات نزع السلاح، قال هيوا إن "المفاوضات لم تبدأ بعد ... هناك تواصل وحوار، وليس مفاوضات" بين أوجلان وممثلين عن الدولة التركية في إيمرالي.
وأضاف "سيتم تناول هذه القضايا خلال المفاوضات".
وقال هيوا أن حزبه أبدى "حسن نية وجدية وصدقا تجاه السلاح"، لكنه أضاف ان "الدولة التركية لم تقدم حتى الآن أي ضمانات او اجراءات لتسهيل العملية"، كما أنها لم توقف عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال.
وتابع "حتى يومنا هذا، لا تزال عمليات القصف ونيران المدفعية تستهدف مواقعنا".
حفظ السلام والأخوة
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان حزب العمال الكردستاني الذي وصفه بأنه "قرار مهم لحفظ السلام والأخوة" في تركيا، غير أن وزارة الدفاع التركية اكدت الاسبوع الماضي أن الجيش سيواصل عملياته ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق تواجدهم الى أن يصبح واثقا من "تطهير المنطقة".
يتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جبال في إقليم كردستان في شمال العراق حيث تقيم أنقرة قواعد عسكرية وتشن عمليات عسكرية وغارات ضد مواقع المقاتلين الأكراد.
وبينما لم يتضح بعد مصير مقاتلي حزب العمال الذي يأملون بالحصول على عفو، أفادت وسائل إعلام تركية أنه من المتوقع أن يُسمح بعودة اولئك الذين لم يرتكبوا أي "جرم"، فيما سيتم دفع قادة الحزب إلى المنفى في بلد ثالث قد يكون النروج أو جنوب أفريقيا، او يبقون في العراق.
إلا أن هيوا أكد أن "السلام الحقيقي يتطلب الإندماج، وليس المنفى".
وأضاف "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدية، فيتعين عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في مجتمع ديموقراطي".
وأضاف أن "النفي يتعارض مع السلام وأي حل ديموقراطي".
"الآثار الإيجابية"
الأكراد هم أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة في المنطقة خصوصاً العراق وسوريا وإيران. وكان للصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا تبعات على المنطقة وخصوصا العراق وسوريا.
وفي سوريا، تسيطر قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا لكن تركيا تتهم مكونها الرئيسي، وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
وقد شنت أنقرة عدة هجمات في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أمريكياً وتخوض منذ أشهر مفاوضات صعبة مع السلطة السورية الجديدة المدعومة من تركيا التي اطاحت بحكم الرئيس السابق بشار الأسد.
وأكد هيوا أن "نحن لا نتدخل في الشؤون المتعلقة بقوات سوريا الديموقراطية"، بل أن قضيتها تتعلق بها وعلاقات الدولة التركية مع سوريا.
وقال إن "العملية الحالية هي بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، ولا يوجد أي طرف آخر مشارك فيها"، إلا أنه "سيكون لها بالتأكيد تداعيات إيجابية لحل القضية الكردية في مناطق أخرى من كردستان".
بقلم شوان محمد
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی الدولة الترکیة
إقرأ أيضاً:
أوجلان يدعو من سجنه إلى عقد اجتماع جديد بين الأكراد والأتراك
دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المنحل، عبد الله أوجلان، إلى صياغة ميثاق جديد يقوم على "حق الأخوّة"، بهدف إصلاح العلاقات الكردية-التركية، وذلك في رسالة جديدة وجّهها من داخل سجنه في جزيرة إمرالي.
وقال أوجلان، وفق ما نقلته وسائل إعلام كردية، إن "ما نقوم به هو تغيير كبير في النموذج الفكري"، مشددًا على أن جوهر العلاقة بين الأكراد والأتراك يختلف تمامًا عمّا يُصوَّر، معتبراً أن ما يُدمَّر اليوم هو صلة الأخوّة بين الطرفين.
وأضاف: "الأشقاء يتقاتلون، ولا يمكن لأحدهم الاستمرار دون الآخر. لذلك، علينا إزالة الفخاخ والركام الذي دمّر هذه العلاقة، واحدًا تلو الآخر، والعمل على إصلاح الطرق المتضررة والجسور المنهارة".
وكُشف عن رسالة أوجلان بعد زيارة أجراها وفد من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الكردي إلى سجنه، وهي الزيارة الخامسة من نوعها، والأولى بعد إعلان حزب العمال الكردستاني تفكيك صفوفه وتسليم سلاحه.
وضمّ الوفد البرلمانية بروين بولدان والمحامي فائق أوزغور أورال، وجاءت هذه الزيارة امتدادًا لسلسلة لقاءات بدأت في 28 كانون الأول/ديسمبر 2024، تلتها زيارة ثانية في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، ثم ثالثة في 27 شباط/فبراير الماضي، كشف خلالها الوفد عن رسالة من أوجلان دعا فيها الحزب إلى إنهاء العمل المسلح وتحمل مسؤولية هذا التحول التاريخي. أما الزيارة الرابعة فقد جرت في 21 نيسان/أبريل الماضي.
بهتشلي يدعو لتشكيل مجموعة الوحدة الوطنية
في سياق متصل، دعا زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، الذي كان من أبرز المبادرين إلى إطلاق المرحلة الجديدة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني تفكيك صفوفه، إلى تشكيل مجموعة عمل برلمانية تُعنى بالوحدة الوطنية، مؤكداً ضرورة التعامل مع المرحلة المقبلة بحذر ومسؤولية عالية.
Bölücü terör örgütü PKK’nın 12 Mayıs 2025 tarihinde silahları bırakma ve örgütsel fesih kararını ilan etmesiyle hassas, nazik, kırılgan ve bir o kadar da sabır gerektiren yeni bir aşamaya geçilmiştir.
Provokasyon ortamının tahrik ve tahkimine, sudan sebeplerden dolayı yeşerecek… pic.twitter.com/8NLuH9Pi4f — Ülkü Ocakları (@Ulku_Ocaklari) May 18, 2025
وفي بيان مطول قدّمه كخارطة طريق للمرحلة القادمة، قال بهتشلي،: "مع إعلان حزب العمال الكردستاني قراره بإلقاء السلاح وحلّ نفسه في 12 أيار/مايو الجاري، دخلت تركيا مرحلة جديدة بالغة الحساسية والدقة، وهي مرحلة هشة تتطلب صبراً وحكمة في التعاطي".
وأضاف أن "من الضروري عدم السماح لأي جهة بإثارة أجواء الاستفزاز أو تأجيج مشاعر الاستياء وسوء الفهم الناجم عن أسباب ثانوية"، مشدداً على أهمية اعتماد لغة مسؤولة من جميع الأطراف، وتجنّب السقوط في النقاشات العقيمة أو الانجرار خلف الحسابات السياسية والأيديولوجية الضيقة.
وأوضح بهتشلي، أن "الشعب التركي تلقى بارتياح كبير الخطوات المتخذة نحو هدف تركيا خالية من الإرهاب، ولم يعد مقبولاً أن تكون البلاد مرتبطة بالإرهاب أو مثقلة بذكريات حزينة".
ورأى أن نجاح هذه المرحلة يتطلب آلية مؤسساتية شاملة، داعياً إلى تشكيل لجنة وطنية للوحدة والتضامن تحت سقف البرلمان، تضم كافة الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس.
وكشف بهتشلي أن اقتراحه يتضمن دعوة رئيس البرلمان إلى تأسيس لجنة برلمانية خاصة من مئة عضو، تمثل مختلف التوجهات السياسية والمجتمعية، تكون مهمتها وضع خريطة طريق تشريعية للمرحلة المقبلة.
كما اقترح تعيين خبراء متخصصين لدعم اللجنة، على أن تترأسها رئاسة البرلمان وتتخذ قراراتها بالأغلبية البسيطة، ومن ثم تحويل توصياتها إلى مشاريع قوانين تُحال إلى اللجان المختصة قبل عرضها للتصويت العام.
وتشير مواقف بهتشلي إلى رغبة واضحة في إدارة الانتقال نحو "تركيا من دون إرهاب" عبر المسار التشريعي، بما يضمن استيعاب المطالب الكردية ضمن الأطر الدستورية، ويحصّن البلاد من العودة إلى دوامة العنف، في وقت يُنتظر فيه موقف الحكومة والأحزاب الكردية من هذه المبادرة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني أعلن خلال الأيام الماضية حلّ نفسه، وإنهاء العمل المسلح الذي استمر 47 عامًا، استجابة لدعوة أوجلان.
وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لمسار طويل بدأ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللته مشاورات داخلية وزيارات متعددة لأوجلان، وصولًا إلى الإعلان الرسمي عن إسدال الستار على الصراع المسلح، الذي كان من أبرز ملفات التوتر في الداخل التركي لعقود.