عقوبات أمريكية جديدة على السودان.. الدوافع والتداعيات وسبل المواجهة
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
أعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، عن فرض حزمة جديدة من العقوبات على السودان، استنادًا إلى اتهامات باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في صراعه مع قوات الدعم السريع خلال عام 2024، وهو ما نفته الخرطوم بشدة، واعتبرته حملة ممنهجة لتشويه صورتها وابتزازها سياسيًا.
وتستهدف العقوبات الجديدة الجيش السوداني بشكل مباشر، وتشمل قيودًا صارمة على الصادرات وخطوط الائتمان الأمريكية، على أن تدخل حيز التنفيذ مطلع يونيو المقبل.
وصفت الحكومة السودانية، على لسان وزير الإعلام خالد الإعيسر، العقوبات الأمريكية بأنها امتداد لمحاولات واشنطن لعرقلة مسار السودان نحو الاستقرار والنهضة. وأكد الإعيسر أن الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية لا تستند إلى أي دليل حقيقي، بل تعكس استراتيجية قديمة تعمل بها الإدارات الأمريكية، انطلاقًا من خارطة طريق وُضعت في 2005 ويتم تعديلها لخدمة الأجندة الأمريكية.
من جانبه، شبّه المتحدث باسم الجيش السوداني الاتهامات الأمريكية بمحاولة تكرار سيناريو العراق، مؤكدًا أن بلاده تواجه حملة تضليل دولية مكررة.
تفاصيل العقوبات: قيود اقتصادية وتمويليةوتشمل العقوبات الأمريكية عدة إجراءات أبرزها:
1. تقييد الصادرات الأمريكية:
بموجب قانون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لعام 1991، فُرضت قيود صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى السودان، بما في ذلك التقنيات المتقدمة والمعدات الإلكترونية التي قد تُستخدم لأغراض عسكرية.
2. تعليق الدعم والائتمان الحكومي:
تم تعليق ضمانات القروض والتأمينات الائتمانية للمشاريع المرتبطة بالسودان، بالإضافة إلى تجميد المساعدات التنموية والاقتصادية الأمريكية.
التأثيرات المحتملة: اقتصاد مأزوم وشراكات مهددة
توقعت مصادر اقتصادية أن تُفاقم العقوبات الوضع الاقتصادي المتأزم أصلًا في السودان، نتيجة حرمان البلاد من التكنولوجيا الأمريكية والدعم المالي. كما قد يتأثر القطاع الخاص جراء عزوف الاستثمارات الدولية بفعل ارتفاع درجة المخاطر القانونية والمالية. وعلى المستوى السياسي، قد تؤثر العقوبات في علاقات السودان الدولية إذا تبنت دول أخرى خطوات مماثلة.
سبل المواجهة: خيارات متعددة أمام الخرطومرغم التحديات، يرى مراقبون أن هناك عدة مسارات لتجاوز آثار العقوبات الأمريكية، أبرزها:
1. التحرك الدبلوماسي والسياسي:
من خلال حشد الدعم الإقليمي والدولي، وفتح قنوات تفاوض مباشرة مع واشنطن، لمنع اتساع دائرة العقوبات.
2. تنويع الشراكات الاقتصادية:
بالتوجه نحو الصين وروسيا وتركيا ودول الخليج كبدائل تكنولوجية ومالية، وتشجيع الاستثمار الإقليمي، وتعزيز الصناعات المحلية.
3. إصلاحات داخلية لتعزيز المناعة الاقتصادية:
تشمل إصلاح القطاع المصرفي، ومحاربة الفساد، ودعم الابتكار وريادة الأعمال لتقليص الاعتماد على التقنيات الغربية.
4. التحرك القانوني والإعلامي:
من خلال الطعن في مشروعية العقوبات دوليًا، وإطلاق حملات إعلامية تبرز الأثر الإنساني لها.
5. استخدام القنوات الإنسانية:
عبر طلب استثناءات للسلع الأساسية والدواء، والاستفادة من المعونات الإغاثية غير المشمولة بالعقوبات.
اختبار مبكر لحكومة كامل إدريس
وتُعد مواجهة تداعيات هذه العقوبات أولى التحديات الجسيمة التي تنتظر الحكومة الانتقالية المرتقبة بقيادة الدكتور كامل إدريس، إلى جانب ملفات الحرب والسلام والإصلاح الاقتصادي والإداري، ما يضع البلاد أمام لحظة مفصلية تتطلب حسمًا سياسيًا وخططًا استراتيجية متكاملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عقوبات أمريكية السودان الجيش السوداني الدعم السريع أسلحة كيميائية خالد الإعيسر كامل إدريس الاقتصاد السوداني الصادرات الأمريكية المساعدات الامريكية الابتزاز السياسي العلاقات الدولية الشراكات الاقتصادية الصين روسيا تركيا دول الخليج الاصلاح الاقتصادى الفساد ريادة الاعمال الصناعات المحلية التحرك الدبلوماسي الإعلام الدولي حكومة انتقالية التحديات السياسية
إقرأ أيضاً:
كيف ردت بكين؟ قيود أمريكية جديدة على الرقائق الإلكترونية الصينية
تعهدت الصين الأربعاء بالرد بحزم على "الترهيب" الذي تحاول واشنطن ممارسته ضدها عبر فرض السلطات الأمريكية قيودًا جديدة على الورادات الصينية من الرقائق الإلكترونية المتقدمة.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان، إن "الإجراءات الأمريكية نموذجية لنزعة أحادية، فهي تجمع بين الترهيب والحمائية، وتقوض بشكل خطر استقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية لأشباه الموصلات"، متوعدًا باتخاذ إجراءات حازمة ردًا على ذلك.
أخبار متعلقة رئيس تايوان: مستعدون للحوار مع الصين لكننا ستواصل بناء دفاعاتنازيلينسكي يتهم روسيا بالمماطلة في محادثات السلام لمواصلة الحربتعليق جزئي للرسوم الجمركيةكانت الصين أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستخفض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأمريكية، بتعليق 24 نقطة مئوية من الرسوم الإضافية المفروضة بموجب إعلان سابق، لمدة 90 يومًا، مع الإبقاء على نسبة 10%.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصين تتعهد برد حازم على القيود الأمريكية الجديدة على الشرائح الإلكترونية - متداولة
وقررت لجنة التعريفات الجمركية في مجلس الدولة إلغاء الرسوم الإضافية التي فُرضت بموجب إعلانين في أبريل الماضي، التي بلغت نسبتهما 84% و125% على التوالي.
وأكدت اللجنة أن هذا الإجراء يأتي استجابة لتطلعات المنتجين والمستهلكين في البلدين، ويهدف إلى دعم التبادل التجاري وتعزيز الاقتصاد العالمي.