لجريدة عمان:
2025-10-13@18:30:59 GMT

الشيخوخة القذرة

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

التكديس هو أحد تبعات السلوك الاستهلاكي في حياتنا العصرية، الذي أدى إلى ظهور أمراض نفسية مثل (الاكتناز) الذي تحدثنا عنه في هذه الصفحة في وقت سابق، والذي يؤدي بصاحبه إلى اقتناء وتكديس الأشياء، وعدم القدرة على التخلص منها، الأمر الذي يجعلها تتراكم بشكل يخرج عن السيطرة في كثير من الأحيان، والاكتناز قد يؤدي إلى متلازمة أخطر وهي متلازمة (ديوجين) وقد ظهر هذا المصطلح في عام 1975 في بريطانيا عند أطباء الشيخوخة، نسبة إلى الفيلسوف اليوناني (ديوجين دو سينوب)، الذي عاش بخيلا وفي شبه اكتفاء ذاتي متجاهلا الأعراف الاجتماعية.

ويعاني المصابون بمتلازمة (ديوجين) -بالإضافة إلى تكديس أشياء ليست ذات جدوى- من إهمال النظافة الشخصية، ولا يهتم بنظافة البيئة من حوله، يعيش في غرفة نوم تنوء تحت عبء المقتنيات المكدسة، ومطابخ تئن تحت وطأة القمامة، ومنزل تتراكم فيه الأوساخ والغبار وتصبح مسكنا للحشرات والقوارض، ولا يجد المصاب بهذه المتلازمة حرجا من وضعه الذي قد يراه من حوله مزريا، وقد تتفاقم به الحالة وينعزل عن المجتمع كونه يرى نفسه غريبا عنه، لذا تنتشر هذه المتلازمة مع الذين يعيشون لوحدهم من كبار السن والأرامل وغير المتزوجين، ولهذا تدعى هذه المتلازمة بالشيخوخة القذرة.

وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة بدأت في كبار السن لكنها أصبحت تظهر في الشباب الأقل سنا، كتطور لمتلازمة الاكتناز القهري، وقد يؤدي تفاقم هذه المشكلة إلى كثير من الأعراض النفسية كالانعزال والاكتئاب والوسواس القهري، وضعف التركيز، فضلا عن المشكلات العائلية الناتجة عن عدم قدرة أفراد الأسرة التواصل مع صاحب المشكلة.

وعلى الرغم من أن متلازمة (ديوجين) تكاد لا تكون موجودة في مجتمعاتنا الشرقية كون الدين الإسلامي السمح يشدد على النظافة، وحيث من النادر وجود أناس يعيشون بدون عائلة، لكن تحدي الفرز والترتيب الذي أطلقناه على صفحة الإنستجرام الشهر المنصرم أظهر ميل كثير من الناس خاصة كبار السن إلى الاكتناز، واشتكى الكثيرون من أن بعض أفراد الأسرة من الكبار يعيشون بين أطنان من المقتنيات التي عفى عليها الزمن، ولم يعودوا بحاجة لها.

لكن أيضا اشتكى كثير من الشباب من ميلهم إلى التعلق بمقتنياتهم للدرجة التي باتت تسبب الكثير من المشاكل الأسرية لهم ولأسرهم، فهل فكرت يوما بأن غرفتك المكدسة بالأغراض قد تكون أكبر من مجرد (تعلق) بريء بالذكريات؟

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کثیر من

إقرأ أيضاً:

صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر

غزة- اغتال رصاص الغدر -مساء أمس الأحد- صوتا من أصوات الحقيقة في غزة، فقد استشهد الصحفي والناشط البارز صالح الجعفراوي خلال تغطيته آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، فبينما كان يوثق بكاميرته مشاهد الخراب في شارع 8، باغته عملاء متعاونون مع الاحتلال وأطلقوا عليه النار مباشرة، فأردوه شهيدا على الفور.

كان صالح (27 عاما) قد نذر نفسه لنقل معاناة شعبه منذ بدء العدوان على القطاع، ورفض مغادرته رغم التهديدات المتكررة بحقه، والتحريض الإسرائيلي المستمر ضده، خاصة من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.

ولم تثنه المخاطر عن أداء رسالته الإعلامية، بل زادته إصرارا على أن يكون في الصفوف الأمامية، يوثق وينشر ويكشف.

تفاصيل استشهاد الصحفي #صالح_الجعفراوي#المسائية #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/GQl0tCftBp

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 12, 2025

صوت الناس

تقول ابنة عمه الصحفية صبا الجعفراوي للجزيرة نت إن "صالح لم يكن مجرد صحفي، كان صوت الناس، ومرآة وجعهم، بالأمس فقط كان يصوّر آثار القصف قرب منزله، وكأنه يشعر أن مهمته لم تكتمل بعد"، وتضيف "كان يذهب إلى أخطر الأماكن فور القصف يلقي بنفسه داخل النار، فقط ليُظهر للعالم ما يحدث في غزة".

وتكمل "عرف عنه منذ صغره الشجاعة والإقدام، لم يكن يخاف الموت ولم يرضَ يوما بالحياد، كان يقول دائما إن الصورة قد تكون أقوى من الرصاص، وإن العالم يحتاج لمن يصور الحقيقة كما هي بلا تزييف".

درس صالح -وفقا لها- الصحافة والإعلام في الجامعة الاسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس، وهو أيضا حافظ للقرآن كاملا مما ساعده في أن تكون لغته العربية قوية.

وتضيف الجعفراوي "قبل أن يصبح معروفا، تنبأت له بأنه سيصبح صحفيا مشهورا لأنه كان يحمل صفات الإعلامي المميز، كان ينشر جرائم الاحتلال ومعاناة الناس على منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن للأسف كانت شركة ميتا تغلقهم بشكل دائم حتى تمنعه من إيصال الحقيقة للناس".

إعلان

وذكرت أن الاحتلال كان دائم التحريض ضده، وخاصة الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.

#شاهد| آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي، قبيل إعدامه غدرًا برصاص عصابة خارجة عن القانون، جنوب بمدينة غزة. pic.twitter.com/ikCmve35ab

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 12, 2025

وجه إنساني

إلى جانب عمله الصحفي، برز الشهيد صالح الجعفراوي كوجه إنساني نشط في العمل الخيري، وشارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.

وكان من أهم من ساهموا في توزيع المساعدات خلال الحرب، كما شارك في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، تمكنت من جمع 10 ملايين دولار في وقت قياسي، وكان له دور بارز في عيد الأضحى الأخير، حين ساهم في تقديم أكبر عدد من الأضاحي على مستوى القطاع رغم ظروف الحرب والحصار.

يقول صديقه الصحفي أيمن الهسي مراسل قناة الجزيرة مباشر "صالح لم يكن مجرد إعلامي، بل كان مؤسسة إعلامية تمشي على الأرض، غطى مجازر الاحتلال كما حدث في مدرسة الجرجاوي، وحين رأى الأطفال يحترقون أحياء، أجهش بالبكاء، وترك الكاميرا ليشارك في انتشال الشهداء، لم يكن محايدا في وجه القتل، بل كان إنسانا أولا، وإعلاميا يرفض التواطؤ".

ويضيف الهسي "رفض صالح مغادرة غزة وبقي فيها رغم خطر الموت الذي يتهدده، وسبق أن حصل على الكثير من العروض حتى يخرج لكنه رفض وكان صوته هو صوت الشعب".

شجاع وموهوب

لم يكن الشهيد الجعفراوي إعلاميا فحسب، بل كان أيضا حافظا للقرآن ومنشدا موهوبا ورث صوته الجميل عن والده، وخلال الحرب، اعتاد أن يرفع المعنويات بأناشيده وآخرها كانت أغنيته الشعبية "قوية يا غزة"، التي بث فيها رسالة صمود وعزة وسط الركام.

عرفه الناس أول مرة في مسيرات العودة عام 2018، حين برز كإعلامي شاب ميداني يمتلك حسا صحفيا عاليا وقدرة على الوصول إلى قلب الحدث، وغطى الأحداث من الخطوط الأمامية، وأُصيب أكثر من مرة، لكنه واصل المسير.

وحول هذا يقول الصحفي وائل أبو محسن "منذ 2018 علمنا أن صالح سيكون له شأن، شجاعته كانت تفوق سنه، كان مميزا في تغطية مسيرات العودة، وكذلك في تغطية هذه الحرب، وجمع أكثر من 10 ملايين متابع على إنستغرام، وصل إلى العالمية، وأوصل صورة غزة كما لم يفعل أحد".

وعقب وقف إطلاق النار، لم يتوقف الشهيد صالح عن أداء رسالته، فخرج لتوثيق ما خلفه الاحتلال في القطاع وكأن الرسالة لم تنتهِ بعد، وبينما كان يصور في تل الهوى، باغته رصاص الغدر في صدره، ليرتقي شهيدا، تاركا خلفه كاميرته وصوته ودموع شعب كامل فقد أحد أبنائه الأوفياء.

مقالات مشابهة

  • الصحة: مضاعفات الإنفلونزا الموسمية أخطر على كبار السن
  • ترامب: أردوغان رائع وساعد كثيرًا في خطة السلام بقطاع غزة
  • وزير التموين يعقد اجتماعاً مع كبار التجار لبحث استقرار الأسعار وتوفير السلع
  • ماكرون لدى وصوله شرم الشيخ: مصر دولة عظيمة وسعت كثيرًا لإرساء السلام
  • صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر
  • الكرملين: تقارير استخباراتية تفيد بقدرة أوكرانيا على تصنيع “القنبلة القذرة”
  • أهالي كبار أسرى المقاومة يبعثون برسائل إلى حماس (شاهد)
  • لـ كبار السن وذوي الهمم.. «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها الشرطية
  • باحثون يكتشفون صلة محتملة بين تململ الساقين وباركنسون
  • وزارة التضامن تشارك في ورشة عمل "حقوق كبار السن وذوي الإعاقة" ببيروت