كبار المواطنين.. عطاءٌ مستدام وخبراتٌ تتجدّد
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةفي مشهد يعكس الانتماء وروح العطاء، يواصل كبار المواطنين في دولة الإمارات أداء دورهم المجتمعي بنشاط وحيوية، مستندين إلى ما يمتلكونه من مهارات وحكمة، ومؤمنين بأهمية نقل تجاربهم وخبراتهم إلى الأجيال، لبناء مجتمع نابض بالأمل والتفاؤل.
يشارك كبار المواطنين في معارض ومهرجانات داخل الدولة وخارجها بعطاء لافت، يعبر عن ثراء تجاربهم، حيث تشعر خديجة الطنيجي، صانعة عطور وبخور، بفخر وهي تشارك خبراتها في هذا المجال في مختلف البلدان، بينما تؤكد فاطمة محمد، متطوعة ضمن فريق «ربدان التطوعي»، أن العمل التطوعي يمنحها شعوراً بالقوة ويخرجها من العزلة.
أما الخبير التراثي يوسف العلي، فينقل معرفته في التراث البحري للأجيال، ويعرفهم بالبيئة البحرية ومكوناتها، معتبراً أن هذا الدور يعزز شعوره بالفخر والانتماء.
احتياجات نفسية
عن أهمية الرفاهية النفسية والاجتماعية، ودورها في دعم كبار المواطنين، واستدامة عطائهم في المجتمع ونقل خبراتهم للأجيال، شدد مجموعة من الخبراء على أهمية الاحتواء والدعم النفسي، وقالت كاميليا كامل، اختصاصية نفسية ومستشار أسري تربوي: إن الاحتياجات النفسية لدى كبار المواطنين تتزايد مع التقدم في العمر، على عكس ما يظنه بعضهم، فهم لا يحتاجون إلى الرعاية الجسدية وزيارات الأطباء فحسب، بل إلى الدعم النفسي والعاطفي، ما يعزز إحساسهم بالتواجد والقيمة. مشيرة إلى أن فقدان الدور الاجتماعي قد يؤدي إلى الشعور بالتهميش والعزلة، ومن ثم الإصابة بالاكتئاب وأمراض نفسية أخرى.
وتقترح كامل مجموعة من الأنشطة المحفزة لكبار المواطنين، مثل رواية القصص للأحفاد، والعمل التطوعي، والقراءة، وممارسة الأنشطة اليدوية، مثل الحرف اليدوية وزراعة النباتات، لما لها من أثر كبير في رفع معنويات كبار السن وتحفيزهم على الاستمرارية.
جانب نفسي
أشار خالد أحمد الكعبي من مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أهمية الاهتمام بالجانب النفسي لكبار المواطنين، حتى لا يشعرون بفقدان دورهم الاجتماعي، مؤكداً ضرورة إشراكهم في القرارات الأسرية والمجتمعية، والاستفادة من خبراتهم، ودعمهم عاطفياً بالاستماع إليهم، ومشاركة مشاعرهم، الأمر الذي يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ويقلل من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
علاقات اجتماعية
شدد الكعبي على أهمية الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتواصل المستمر مع الأصدقاء والأقارب، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، ما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية، ويقلل من العزلة الاجتماعية. وقال: إشراك كبار السن في نوادٍ أو مجموعات تطوعية، وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم، وارتياد الأماكن التي يفضلونها، يساعد في الحفاظ على نشاطهم الاجتماعي، كما أن الدعم الأسري والعلاقات الإيجابية داخل الأسرة، تشكل عاملاً محورياً وركيزة أساسية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية والنفسية لكبار السن.
خدمات
قالت عائشة محمد السلامي، مسؤول خدمة نادي «بركة الدار» بمؤسسة التنمية الأسرية:تعمل دولة الإمارات على دعم كبار المواطنين، وتوفير سبل الراحة لهم عبر خدمات ومزايا عدة، من أجل حياة كريمة، وبدورها تولي مؤسسة التنمية الأسرية اهتماماً كبيراً بكبار المواطنين، إيماناً بدورهم المحوري في بناء المجتمع، ونقل الخبرات للأجيال.
وأضافت: تحرص المؤسسة على توفير حزمة متكاملة من الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية، تضمن لهم جودة حياة عالية، ضمن رعاية متكاملة لشيخوخة نشطة. وتشمل الخدمات، التسجيل في عضوية نادي «بركة الدار»، الالتحاق بورش التأهيل الرقمي، التسجيل للمساندة الاجتماعية لكبار المواطنين والمقيمين، إصدار بطاقة «بركتنا»، التسجيل في عضوية مجلس الحكماء، والتي تهدف إلى تمكينهم وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
رحلات ميدانية
أشارت عائشة السلامي إلى أن مؤسسة التنمية الأسرية تنظم رحلات ترفيهية وتثقيفية مخصصة لكبار المواطنين والمقيمين، انطلاقاً من أهمية الجانب الاجتماعي والترفيهي في تعزيز جودة الحياة لكبار المواطنين، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية. وتهدف هذه الرحلات إلى إدخال البهجة إلى قلوبهم، وكسر الروتين اليومي، وتوفير بيئة محفزة للتفاعل الاجتماعي، ما يسهم في تعزيز شعورهم بالانتماء والاندماج. وأوضحت أن الرحلات الميدانية تشمل زيارات إلى معالم ثقافية وتراثية وترفيهية، مثل «قصر الوطن»، «متحف اللوفر أبوظبي»، «الحدائق العامة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كبار المواطنين خالد الكعبي الاستقرار الأسري الإمارات مؤسسة التنمية الأسرية لکبار المواطنین التنمیة الأسریة کبار المواطنین
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة عن زعيم تنظيم الدولة في الصومال وحياته الأسرية
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا لـ"إيموجين جارفينكل"، مراسلة أولى للشؤون الخارجية، تناول تفاصيل حياة منى عبدولي، الزوجة البريطانية من أصول صومالية لزعيم تنظيم داعش الجديد "عبد القادر مؤمن"، بعد أن تخلّى عنها زوجها قبل أكثر من 10 سنوات، حيث تحدثت عبدلي، المقيمة بمدينة سلاو في بريطانيا والتي تربي أولادها الثلاثة، لأول مرة عن مكان زوجها.
⚡️UPDATE: #ISIS-#Somalia founder and newly appointed global leader of the Islamic State, Abdul Qadir Mumin, abandoned his British wife, Muna Abdule, and their three young children in #Slough town over a decade ago “to pursue his militant ambitions,” according to a new report.
He… pic.twitter.com/ZW9sZYm81x — Arlaadi Media (@ArlaadiMnetwork) December 8, 2025
تفيد الصحيفة بأن مؤمن، زعيم الشبكة الإرهابية العالمية، يقود تنظيمه من مخبأ جبلي ناءٍ في شمال الصومال، محاطًا بنحو 1200 مقاتل متمرس، بينما تعيش عائلته حياة طبيعية في مساكن عامة في بريطانيا. ويُعد مؤمن، المعروف بلحيته البرتقالية المميزة وخطابه العدواني، أحد أكثر المطلوبين عالميًا، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال.
ووفقًا للتقرير، عاش مؤمن في بريطانيا بين عامي 2003 و2010، حيث تزوج من منى عبدول، وهي امرأة بريطانية، وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال: ابن يبلغ من العمر 20 عامًا وابنتان تتراوح أعمارهما بين 18 و17 عامًا. صرحت عبدول لصحيفة ديلي ميل، قائلة إن: "مؤمن تخلى عن الأسرة في عام 2010 دون أن يوضح إلى أين سيذهب، تاركًا إياها لتربية الأطفال بمفردها". وأضافت: "إنهم لم يتصلوا به لأكثر من عشر سنوات، وأن الأطفال، الذين يعرفون من هو، غير مهتمين بأي علاقة به". وبينما يخطط لإحياء خلافة تنظيم الدولة الإسلامية، تعمل زوجته في شركة صحية محلية وتعود إلى شقتها المتواضعة كل مساء.
خلال فترة وجوده في المملكة المتحدة، عاشت العائلة في غرينتش، جنوب شرق لندن. كان مؤمن يرتاد المقاهي المحلية لتجنيد الشباب الصوماليين للانضمام إلى حركة الشباب. في مسجد بالمدينة، التقى باثنين من أشهر الإرهابيين البريطانيين وهما محمد إموازي (المعروف باسم "الجهادي جون")، الذي أعدم أسرى غربيين في سوريا، ومايكل أديبولاجو، الذي قتل الجندي لي ريغبي في وولويتش عام 2013. وكلاهما، مثل مؤمن، كان يرتاد المسجد وحاول الانضمام إلى الجماعات المتطرفة في الصومال.
Sky News published exclusive footage from Somalia’s Cal Miskaad mountains showing IS-Somalia militants joking as children play nearby.
While many militants are foreigners, the leadership is Somali: founder Abdul Qadir Mumin, leader Issa Fahiye, and finance head Abdiweli Yusuf. pic.twitter.com/eOCJLU3yVF — Clash Report (@clashreport) August 22, 2025
يتضمن تاريخ مؤمن أيضًا إقامته في السويد، التي وصل إليها لاجئًا في تسعينيات القرن الماضي، وغادر السويد إلى بريطانيا عام 2003، بعد الاشتباه في تهديده بتشويه ابنته من زواجه الأول، مما أدى إلى فتح تحقيق ضده. وفي بريطانيا، أصبح مؤمن مواطنًا، ولكن بعد أن لفت انتباه أجهزة الأمن (MI5)، فرّ من البلاد إلى كينيا، ومنها عبر الحدود إلى الصومال. ولدى وصوله، أحرق جواز سفره البريطاني علنًا أمام أنصاره، وأعلن ولاءه لحركة الشباب، قبل أن ينشق وينضم إلى داعش عام 2015، ويصبح زعيم التنظيم في المنطقة.
كشفت عبدول أنها سافرت إلى الصومال عام 2012، في محاولةٍ لَمِّ شملها بزوجها، بعد أن وعدها بتغييره وقطع صلاته بالإرهاب. إلا أن اللقاء كان مخيبًا للآمال، فهربت عائدةً إلى المملكة المتحدة. بعد الحادثة، رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية، مدّعيةً أنها تعرّضت للتعذيب على يد عملاء المخابرات البريطانية عندما حاولت مغادرة الصومال، لكن الدعوى رُفضت.
يُقدَّر أن مؤمن يبلغ من العمر اليوم 70 عامًا، ويقود قواتٍ من جبال قل مسقد في بونتلاند، وتحت قيادته، انتقلت القاعدة العالمية لداعش إلى الصومال، ويُشتبه في تمويله لهجمات دولية، بما في ذلك هجوم مطار كابول عام 2021 الذي أودى بحياة 169 أفغانيًا و13 جنديًا أمريكيًا.
وتأتي المقابلة وسط تقارير تفيد بأن زعيم داعش في الصومال لا يزال مختبئًا في جبال علمسكاد في ولاية بونتلاند الصومالية، وسط عمليات مكثفة تنفذها قوات الولاية والقوات الخاصة الأمريكية، حيث هاجمت القوات الأمريكية في 25 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قواعد داعش في وادي بلادي، ونفذت طائرات مسيَّرة من طراز MQ-9 Reaper ضربات محددة الأهداف على منشآت يُشتبه في أنها تؤوي أعضاء بارزين في التنظيم، وأسفرت العملية عن مقتل مسؤول كبير في داعش و15 مقاتلًا من سوريا وتركيا وإثيوبيا.