شجاعة امرأتين ضد لص.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
أورتاغوس.. ذكاء أم غباء .. شجاعة أم وقاحة؟
– يتعامل كثير من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين والعرب مع كلام نائبة المبعوث الأمريكي المكلفة بملف لبنان مورغان أورتاغوس بصفته كلاماً مدروساً يرسم الرؤية الأمريكية للوضع في لبنان، وثمّة فارق كبير بين رغبات أمريكية معروفة برؤية لبنان وكل المنطقة دون قوى مقاومة وتحت هيمنة كيان الاحتلال، وبين أن تكون واشنطن تحمل مشروعاً توظّف لإنجاحه مكانة أمريكا وقدراتها وعلاقاتها عنوانه نزع سلاح قوى المقاومة وتثبيت هيمنة كيان الاحتلال، ونحن لا نتحدث عن الرغبات الأمريكية بل حول وجود مشروع جدّي في واشنطن كلّفت به مورغان أورتاغوس تجسّده تصريحاتها؟
– أمامنا ملفات تبدو أكثر أهمية لواشنطن تولاها ويتولاها رئيس أورتاغوس المبعوث ستيف ويتكوف، حيث يتولى ملف حرب غزة وملف حرب اليمن وملف التفاوض مع إيران، ودليل الاهتمام الأمريكي بها بمرتبة أعلى من وقف إطلاق النار في لبنان هو أن الرئيس يتولى هذه الملفات والمرؤوسة تتولى لبنان، فهل سمعنا ويتكوف يقول بحق إيران كلاماً بذيئاً كالذي تستخدمه أورتاغوس في ملفات لبنان، فتشكر جيش الاحتلال الذي دمّر لبنان وقتل الآلاف من أبناء شعبه وبناته بصورة إجرامية وحشية وهي تقف على منصة رئاسة الجمهورية ومنبرها، وتتطاول على زعيم لبناني كبير هو الأستاذ وليد جنبلاط؟ ونحن سمعنا ويتكوف يتحدّث بكلام سياسي مهذب عن إيران ومع إيران، ورأيناه ينجز اتفاق وقف إطلاق نار مع اليمن عبر التفاوض يسلّم فيه ببقاء محور المقاومة وشرعيّة وحدة الساحات وحرب الإسناد لغزة، فيسحب القوات الأمريكية من البحر الأحمر لمجرد التزام اليمن بعدم استهدافها واستهداف السفن التجارية الأمريكية. وهو فعل ذلك رداً على إعلان أمريكا الحرب احتجاجاً على وحدة الساحات وجبهات الإسناد ومحور المقاومة، ولا يحتاج إلى إثبات القول إن وقف إطلاق النار الأمريكي مع اليمن هو وقف إطلاق النار مع المحور الذي يمثله اليمن وتكريس للاعتراف بشرعية وحدة الساحات وجبهات الإسناد، بينما رأينا ويتكوف يسلّم لإيران بالتفاوض على ملفها النووي حصراً دون برنامجها الصاروخي ودعم حركات المقاومة، ويصل للتفاوض مع حركة مقاومة أخرى غير أنصار الله هي حركة حماس ويصل معها إلى اتفاق الإفراج عن الأسير المزدوج الجنسية الأمريكي الإسرائيلي عيدان الكسندر، فمن يمثل البرنامج الأمريكيّ العمليّ ومَن يتسلّى ويفش خلقه بتكرار الرغبات، ويتكوف أم أورتاغوس؟
– بعض المغفلين يردّدون وراء أورتاغوس نظرية اللحاق بالركب الذي يدعون لبنان إلى عدم إضاعته، ويتحدّثون عن قطار التطبيع، ويقولون إن النموذج هو الحكم الجديد في سورية، ويهوّلون بالتحدّث عن تفويض لسورية بملف لبنان إذا لم تنفذ فقرات دفتر شروط أورتاغوس التي كان يتحدّث نصفها الإسرائيلي لا نصفها الأمريكي، رغم تطابق الرغبات، وتفاوت البرامج، كما هو الحال مع اليمن وإيران وحماس، ونحن بالمناسبة لم نسمع جماعة السيادة تصدر تصريحاً واحداً ضد استعادة نظام وصاية يفترض أنهم بقوا سنوات يتشدّقون بأنهم قاتلوه حتى أسقطوه، فهل هم فرحون بنظام وصاية جديد؟ مع علمنا المسبق أن النظام الجديد في سورية أقل قدرة من أن يلعب الدور الذي يتحدّث عنه بعض المغفلين، وإذا تجاوزنا الصمت على فذلكة الوصاية، فهل هناك فعلاً نموذج يُحتذى وهناك قطار يُقلع وركب يسير؟
– الحقد موجّه سيئ في السياسة، ومشكلة هؤلاء الأغبياء أنهم يرون نموذجاً يُحتذى في ساحة أمامها استحقاقات كبيرة، أقلّها تحصين وحدتها الوطنية من حرب أهليّة مشتعلة أصلاً، بينما ينعم لبنان بسلمه الأهلي، وهل الركب والقطار يعنيان التوقيع على التسليم بضمّ الجولان، أم استعادة الجولان، أم يعنيان التسليم بمنطقة أمن إسرائيليّة في ثلاث محافظات سورية أم الانكفاء الإسرائيلي عنها لصالح السيادة السورية لنعلم أيّ ركب وأيّ قطار يُطلب منا السير على خطاهما، وهل نتحدث عن بناء جيش سوري مهني احترافي يتسع لكل السوريين، أم عن تجمّع فصائل لا تزال مصنفة إرهابية في كل العالم، ووفقاً لمنطق هؤلاء المغفلين والتصنيفات الأمريكية يصبح المطلوب في لبنان حلّ الجيش اللبناني وتسريحه وتحويل قوات حزب الله إلى جيش نظاميّ بديل، كما هو الحال في سورية؟
– لهؤلاء المغفلين والأغبياء نقول، بانتظار ما سيفعل ويتكوف في ملفاته الأساسيّة، وانطلاق القطار السوري ورؤية محطة الوصول ووجهته نحوها، تتبلور صورة المشهد، وعندها يتولى ويتكوف المهمة عن معاونته التي تتسلّى بالملف اللبناني كمذيعة أخبار تمرّن صوتها وتختبر صورتها أمام الكاميرا، إلى أن يدقّ لها الجرس فترحل.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية