أثار تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغبة القيام بأي إجراء ضد إيران موجة تساؤلات بشأن دلالات ذلك، وفرص احتواء أي ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت الإيرانية النووية.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن إسرائيل تحاول التأثير على الاتفاق الأميركي الإيراني المتوقع، إذ انتقلت من مرحلة إفشال المباحثات إلى محاولة التأثير على بنود الاتفاق وإدخال شروط إسرائيلية عليه.

وشدد مصطفى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- على أن التحذير الأميركي الواضح والمباشر لنتنياهو بشأن إيران "يذيب الضغط الإسرائيلي ويلغيه تماما".

وبناء على ذلك، أرسلت إسرائيل رئيس الموساد ديفيد برنيع ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى الولايات المتحدة، بعدما باتت مقتنعة بذهاب واشنطن لإبرام اتفاق مع إيران.

ووفق مصطفى، فإن ترامب يقول لإسرائيل "لا مجال لكم سوى القبول بهذا الاتفاق"، في رفض أميركي للتحذير الإسرائيلي بشأن إيران.

وكشف ترامب -اليوم الأربعاء- جزءا من النقاش الذي دار بينه وبين نتنياهو بهذا الخصوص، إذ أكد أنه أخبره بأن "أي خطوة ضد إيران ليست ملائمة"، مرجعا ذلك إلى "قرب توصل واشنطن وطهران إلى حل الآن".

إعلان

بدوره، يقول مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ إن موقف واشنطن بتجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط "ليس جديدا منذ إدارة باراك أوباما".

لكن واعظ يرى مخاطبة ترامب لنتنياهو بهذا الوضوح تعني تغييرا أميركيا كبيرا وجوهريا، خاصة أن الرئيس الأميركي لا يؤمن بأن الحل الدبلوماسي مع إيران قد استنفد.

ضربة عسكرية

وأعرب مصطفى عن قناعته بأن إسرائيل لا تستطيع شن ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية بدون موافقة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أي ضربة "قد تؤدي إلى حرب إقليمية في المنطقة تهدد المصالح الأميركية".

وفي حين أقر بوجود انسجام أميركي إسرائيلي بألا تكون إيران دولة ذات حافة نووية، قال مصطفى إن إسرائيل "لا تريد اتفاقا يناقش النووي الإيراني فحسب، بل تريد إسقاط النظام الإيراني".

أما واعظ فقال إن إسرائيل "يمكنها ضرب البرنامج النووي الإيراني، ولكن ليس بشكل كامل"، مؤكدا أن أي ضربة إسرائيلية قد تؤجله مؤقتا.

واستدرك بضرورة "عدم استبعاد مواجهة عسكرية، خاصة في حال فشل الخيار الدبلوماسي"، مؤكدا أنه "ليس الخيار المفضل لترامب، الذي جاء لإنهاء الحروب وليس شنها".

وكان مسؤولون أميركيون قد كشفوا عن تباين بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية بشأن المباحثات مع إيران في برنامجها النووي.

وذكروا أن ترامب ونتنياهو خاضا نقاشا متوترا على وقع تخطيط وعزم إسرائيلي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية لإفشال التفاوض.

بدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن التلويح الإسرائيلي بالهجوم دفع ترامب إلى التحدث مع نتنياهو الأسبوع الماضي، محذرا إياه من اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يعرض المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن اتفاق نووي جديد للخطر.

التباين الأميركي الإسرائيلي

وخلص الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن أي اتفاق بين واشنطن وطهران سيكون بمثابة "السابع من أكتوبر (الثاني) بالنسبة لنتنياهو".

إعلان

وأكد أن نتنياهو يحتاج لترامب، وكذلك تحتاج إسرائيل للولايات المتحدة خاصة إمداد السلاح والدعم والغطاء السياسي والدبلوماسي في المؤسسات الدولية.

وخلص إلى أن إسرائيل بـ"إمكانها المناورة بملف القضية الفلسطينية وحرب غزة، لكنها لا تستطيع المناورة بملفات إقليمية متعلقة بالمصالح الأميركية".

أما مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، فأقر بأن ترامب "لا يريد حصول إيران على سلاح نووي، لكنه في الوقت نفسه يريد أن تكون إيران دولة ذات رفاهية".

وخلص إلى أن "نتنياهو يحتاج ترامب أكثر بكثير مما يحتاج ترامب لنتنياهو".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتياطي الاتحادي الأميركي يثبت الفائدة

ثبّت مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي الفائدة عند نطاق 4.25% و4.5% إثر ارتفاع التضخم في يونيو/حزيران الماضي ورغم ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتواصلة لخفضها.

ودعا ترامب مجددًا، اليوم الأربعاء، الاتحادي إلى خفض الفائدة بعد أن أظهرت بيانات انتعاش النمو الاقتصادي الأميركي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني.

وكتب ترامب على منصة (تروث سوشيال)، بينما يستعد البنك المركزي لإصدار قراره بشأن السياسة النقدية، "الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني صدر للتو 3%، وهو أفضل بكثير من المتوقع!… بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!".

ترامب يضغط لخفض الفائدة (رويترز)

وأفادت تقديرات مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة بأن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي ارتفع بمعدل سنوي بلغ 3% في الربع الثاني من السنة الحالية، بعد أن انكمش الاقتصاد 0.5% في الربع من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار.

يشار إلى أن معدل البطالة تراجع إلى 4.1% خلال الشهر الماضي، وهو مستوى أدنى من توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى 4.3%. وأضاف الاقتصاد الأميركي 147 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية خلال يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بتقديرات إجماع الاقتصاديين البالغة 110 آلاف وظيفة، بحسب بيانات داو جونز.

وسجل نمو الوظائف في النصف الأول من عام 2025 تراجعًا بنسبة 37% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، بعدما انخفض عدد الوظائف الجديدة في القطاعات غير الزراعية من 985 ألفًا إلى 619 ألفًا.

ومعدل البطالة المسجل الشهر الماضي أعلى بنحو 1% مقارنة بأدنى مستوى له خلال 54 عامًا، والذي بلغ 3.4% في عام 2023، إلا أنه لا يزال ضمن النطاق المعتاد في فترات لا تشهد ركودا اقتصاديا، إذ تراوح معدل البطالة بين 5% فأكثر خلال الفترة من 2008 إلى 2015.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ضربة موجعة لأعضاء اتحاد المهن الطبية بشأن زيادة المعاشات |تقرير
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • استقرار أسعار النفط وسط تهديدات ترامب وزيادة مفاجئة في المخزون الأميركي
  • الاحتياطي الاتحادي الأميركي يثبت الفائدة
  • ترامب معلقا على قرار الفيدرالي الأميركي: الفائدة المرتفعة تضر بالناس
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • ترامب: سنعمل مع إسرائيل بشأن مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة
  • بوتين يؤكد لنتنياهو ضرورة احترام سيادة سوريا ويعرض الوساطة في محادثات إيران النووية