يمانيون:
2025-07-30@16:53:31 GMT

غزة.. بين نار العدو وصمت العرب

تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT

غزة.. بين نار العدو وصمت العرب

عبدالمؤمن محمد جحاف

في زمنٍ تتسارع فيه الجرائم وتتهاوى فيه القيم الإنسانية، تتعرض غزة لجريمة إبادة جماعية مروّعة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يتحرّك ضمير المؤسسات الدولية أو الأنظمة العربية التي التزمت الصمت حدّ التواطؤ. فالمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء هناك، خاصة في مخيمات النزوح، لم تترك مجالًا للشك في أن العدو الصهيوني يرتكب فصولًا جديدة من جرائم الحرب والإبادة ضد شعبٍ أعزل، يقف صامدًا بوجه آلة القتل والتدمير.

ففي واحدة من أبشع مشاهد الحرب، أقدم العدو الصهيوني على إحراق مخيمات للنازحين بالذات في مدرسة الجرجاوي بشكل مباشر، متعمدًا إحراق المدنيين وهم في خيامهم، وقد وثقت المشاهد المتداولة مشاهد تقشعرّ لها الأبدان، مشاهد تذكر البشرية بأظلم فصول التاريخ.

إنّ ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة إبادة مكتملة الأركان، تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني واستئصال قضيته من جذورها. وإذا كان العالم قد قرر أن يغض الطرف عن هذه الجرائم، فإن مسؤولية الأمة الإسلامية والعربية تصبح مضاعفة، وهي مدعوة لتحمّل واجباتها الأخلاقية والدينية والإنسانية تجاه ما يحصل.

وفي مشهد آخر لا يقلّ خطورة، شهد المسجد الأقصى انتهاكًا سافرًا من قبل مئات المستوطنين الصهاينة الذين اقتحموا باحاته بقيادة الصهيوني المتطرفبن غفير، في إطار ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام”، وهي مناسبة باتت تُستخدم كغطاء سياسي لتكريس التهويد والتدنيس المتعمد للمقدسات الإسلامية.

هذا الاقتحام لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو خطوة عدوانية مدروسة ضمن مشروع استيطاني طويل الأمد يستهدف تفريغ القدس من سكانها الأصليين وفرض السيادة الصهيونية على أولى القبلتين وثالث الحرمين. إنّ صمت الأنظمة الرسمية على هذا الانتهاك الصارخ يعكس انحدارًا أخلاقيًا واستراتيجيًا، ويمنح العدو ضوءًا أخضرًا للاستمرار في انتهاكاته.

في ظل هذا الواقع القاتم، لم يعد الصمت مقبولًا، ولم يعد التعويل على المجتمع الدولي مجديًا. المطلوب اليوم هو موقف عربي وإسلامي فاعل يتجاوز حدود التنديد والإدانة. على الشعوب أن تتحرّك في الساحات، وعلى النخب أن ترفع الصوت عاليًا، وعلى كل فرد أن يمارس دوره في مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا.

المقاطعة لم تعد خيارًا رمزيًا، بل ضرورة أخلاقية وأداة مقاومة سلمية فعالة، والمظاهرات الشعبية قادرة على إيصال رسالة الرفض والغضب، وقد أثبتت الشعوب الحرة مرارًا أنّها قادرة على صنع الفارق إذا خرجت من دائرة الصمت إلى ميدان الفعل.

وفي هذا المشهد الموحش من الصمت والتخاذل، يبرز الموقف اليمني كصوت استثنائي يعيد التوازن الأخلاقي للأمة، حيث توكد القيادة اليمنية ممثلةً بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الأولويات، وأن العدوان على غزة لن يمرّ دون ردّ.

لقد أثبتت اليمن – رغم الحصار والحرب – أنّها حاضرة في معركة الأمة، وأنها جزء أصيل من محور المقاومة، إذ تواصل إطلاق عملياتها العسكرية المساندة لغزة، معلنةً أنّ دماء الأطفال والنساء في فلسطين ليست رخيصة، وأن زمن الاستضعاف العربي قد ولّى.

فليكن صوت اليمن صرخة توقظ من بقي لديه ضمير. الأمة تملك من القدرة ما يكفي لتغيير المعادلة، فقط إن قررت أن تتحرك.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة

الثورة نت/وكالات شنت قوات العدو الصهيوني فجر اليوم الثلاثاء، حملة مداهمات اعتقلت فيها عدد من المواطنين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بينهم أسرى محررون. وذكرت وكالة صفا الفلسطينية ان قوات العدو اعتقلت ثلاثة أسرى محررين عقب اقتحامها مدينة قلقيلية، وهم: “سامح شوبكي، وسعيد ذياب، وسائد الفايد”، وقامت بتفتيش منازلهم، والعبث بمحتوياتها. وخلال عملية الاقتحام، احتجزت تلك القوات الأسير المحرر علي حسان، واستجوبته، قبل أن تفرج عنه لاحقًا. وفي رام الله، اعتقلت قوات العدو الشاب نادي رجاء النجار من بلدة بيتونيا، بعد دهم وتفتيش منزله. وفي بيت لحم، اعتقلت قوات العدو الشاب مهدي أحمد طقاطقة من بلدة بيت فجار، بعد دهم منزل ذويه، وتفتيشه. وأوضحت مصادر محلية، أن قوات العدو اقتحمت بلدات الشواورة، والعبيدية، ودار صلاح، وزعترة، والعساكرة، ورخمة، وبيت فالوح، وجناته، وأخرى، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي طوباس، اعتقلت قوات العدو الشابين محمد صوافطة وعلي بشار صوافطة، بعد اقتحام منزلي ذويهما، وتفتيشهما.

مقالات مشابهة

  • هيئة شؤون الأسرى: أكثر من 10 آلاف معتقل لدى الكيان الصهيوني
  • حماس: العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء
  • 3 شهداء من منتظري المساعدات بنيران العدو الصهيوني وسط وجنوب قطاع غزة
  • جُدُر ترامب والنتن!
  • اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
  • العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة
  • أحزاب المشترك تبارك انطلاق المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو
  • ” القسام ” تبث مشاهد من كمين مركب استهدف آليات العدو الصهيوني شرقي خانيونس
  • الأكاذيب المُمأسسة وتواطؤ النخب: لماذا تحتاج تل أبيب إلى صمت العرب كي تستمر الحرب؟
  • لقاء قبلي مسلح شرق تعز إعلاناً للنفير العام في مواجهة العدو الصهيوني