غزة: طلبة الهندسة يبتكرون حلولًا هندسية تحت الحرب
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
بينما كانت القذائف تسقط على بعد أمتار من منزله في حي التفاح ب غزة ، كان الطالب الجامعي أحمد عبد الرحمن (23 عامًا) يحاول إنقاذ مجسمه المعماري المصنوع من خردة الخشب والحديد، الذي جمعه طوال ثلاثة أشهر من تحت الأنقاض.
"هذا النموذج يمثل 70% من مشروع تخرجي في الهندسة المدنية، لكنه قد يتحول إلى رماد في لحظة"، يقول الشاب الذي اضطر إلى إعادة بناء مجسمه مرتين بعد تدمير مختبر الجامعة في قصف سابق.
مثل أحمد، هناك العشرات من طلاب الهندسة في غزة الذين يحاولون إنهاء مشاريع تخرجهم تحت وطأة الحرب، وانعدام الكهرباء، وشح المواد الأساسية. وفقًا لبيانات وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، فإن 65% من البنية التحتية للجامعات تضررت جراء القصف منذ أكتوبر 2023، ما أجبر الطلاب على تحويل منازلهم إلى ورش عمل بدائية.
في حي الشجاعية، حيث دمرت 60% من المباني وفقا لتقديرات محلية، يحاول خالد النجار (23 عامًا) تجميع محطة تحلية مياه مصغرة من قطع إلكترونية معاد تدويرها. "هذا المحول من ثلاجة مدمرة، وهذا المنظم الكهربائي من جهاز إنذار قديم"، يشرح خالد، الذي يعتمد على الطاقة الشمسية بسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل منذ اندلاع الحرب.
وتشير تقارير أكاديمية إلى أن نحو 80% من طلاب الجامعات في غزة يعتمدون على مواد معاد تدويرها لمشاريعهم البحثية بسبب الحصار الذي يستمر منذ 17 عامًا، مما يحول النفايات إلى "مواد أولية" للابتكار.
في منزل آخر بمدينة رفح، تحاول مريم أبو عطية (22 عامًا)، طالبة الهندسة الكهربائية، إنهاء مشروعها حول كفاءة الطاقة المتجددة باستخدام بطارية احتياطية وحاسوب محمول يعمل بصعوبة.
"في الأسبوع الماضي، فقدت 5 ساعات من العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاذ شحنة الحاسوب"، تقول مريم، التي اضطرت إلى تعديل بحثها ليتناسب مع واقع غزة، حيث تعتمد 99% من الأسر على الطاقة الشمسية أو مولدات تعمل بالوقود لتوفير الكهرباء، بمقابل مادي يتجاوز قيمة عشرة فواتير كهرباء قبل اندلاع الحرب.
يوضح أحد أساتذة الهندسة بالجامعة الإسلامية، بغزة أن "الطلاب يضطرون إلى تبني حلول غير تقليدية. بعض المشاريع التي كانت نظرية أصبحت فجأة تطبيقية بسبب الحرب، مثل تصميم مبانٍ مقاومة للقصف أو أنظمة طاقة تعمل في ظل انعدام الشبكة الكهربائية".
تواجه ندى السقا (22 عامًا)، طالبة العمارة، معضلة أكاديمية غير مسبوقة: "كيف تبرر في ورقتك البحثية استخدامك لخامات رديئة الجودة، ليس بسبب انخفاض تكلفتها البيئية، بل لأنها الوحيدة المتوفرة؟".
وفقًا للطالبة ندى، فإن أكثر من 85% من مواد البناء الأساسية غير متوفرة في السوق المحلي بسبب القيود المفروضة على دخولها إلى غزة نتيجة الحرب والحصار.
لكن التحدي الأكبر كان بالنسبة ليوسف أسعد (25 عامًا)، الذي تحول مشروعه عن "المباني المقاومة للزلازل" إلى اختبار عملي غير متوقع. "كنت أسجل بيانات اهتزاز جدار منزلي أثناء القصف بدلًا من الزلازل"، يقول يوسف، الذي وجد في الحرب مختبرًا قسريًا لنظرياته.
وتبرز الإحصائيات حجم التحدي الذي يمر به الطلبة في قطاع غزة وبخاصة طلبة الكليات الهندسية، حيث أن نحو 75% من الطلبة تأخروا عن موعد تسليم مشاريعهم بسبب الحرب.
كما أن الحصار والحرب قد حرما الطلبة من الحصول على المواد اللازمة لانشاء مشاريعهم، حيث أن 50% من المشاريع البحثية أصبحت تعتمد على مواد معاد تدويرها.
فضلا عن أن 3 ساعات فقط من الكهرباء يوميًا في المتوسط يمكن أن يحصل عليه الطلبة، مما يجعل العمل على المشاريع الرقمية تحديًا كبيرًا.
اليوم، بينما يحاول أحمد إصلاح مجسمه الذي تصدع بسبب الهزة الأخيرة، يلخص الواقع بقسوته: "نحن لا نتنافس على العلامات، بل على البقاء". ورغم أن الكتب الأكاديمية لم تذكر أبدًا كيفية كتابة تقرير بحثي وسط دوي الانفجارات، إلا أن طلاب غزة يكتبون فصلًا جديدًا في تاريخ الهندسة، يمكن أن نسميها: هندسة الصمود.
المصدر : وكالة سوا - ياسمين الفيومي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128 السعودية: نواصل الجهود لإنهاء الحرب والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى الأكثر قراءة أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غزة وتدين منع المساعدات فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
المهندسة سارة طوقان تشرع في رحلة الدكتوراه في جامعة تورونتو
#سواليف
في علامة فارقة رائعة للقطاع الهندسي ، حصلت #سارة_طوقان ، بشكل استثنائي من جامعة #بريتش_كولومبيا (UBC) في فانكوفر بكندا على القبول في برنامجين للدكتوراه في الهندسة الميكانيكية في كندا و بريطانيا .
بعد مداولات مدروسة، اختارت طوقان مواصلة مساعيها الأكاديمية في جامعة تورونتو (U of T)، حيث وضعت سابقا الأساس لمسيرتها الهندسية.
تخرجت سارة بامتياز وبمعدل ٩٠٪ من جامعة بريتش كولومبيا، وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية والكيميائية و البيولوجية مجتمعين حيث لم تعرض براعتها الأكاديمية فحسب، بل أيضا روحها المبتكرة وتفانيها في هذا المجال وقامت بتدريس مواد هندسية بالجامعة للطلاب المتقدمين لدرجة البكالوريوس في الهندسة ، ولقد أدت إنجازاتها البارزة إلى قبولها في كل من جامعة تورونتو في أونتاريو وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. في نهاية المطاف، قررت العودة إلى جامعة تورنتو حيث كانت أكملت بها سابقا درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية وهندسة الاستدامة بامتياز.
مقالات ذات صلةهذا وصنفت في عام ٢٠٢٤ جامعة تورونتو من بين أفضل خمس جامعات بحثية في العالم – والأولى بين الجامعات العامة في أمريكا الشمالية – وذلك في أحدث تصنيفات ضمن ١٥٠٠ بين الجامعات العامة العالمية، كما احتلت جامعة تورنتو في كندا المرتبة الثالثة بعد كلية لندن الجامعية وجامعة أكسفورد.
قالت سارة: “كان اختيار جامعة تورونتو قرارا محوريا في رحلتي الأكاديمية”. “أحمل تقديرا عميقا للبيئة الأكاديمية المثرية وفرص البحث الواسعة المتاحة هنا في كندا واضافت يعد التعاون مع بعض من أبرز الخبراء العالميين في الهندسة الميكانيكية احتمالا مبهجا.”
من المقرر أن تبدأ سارة برنامج الدكتوراه في سبتمبر، ايلول ٢٠٢٥ بهدف تقديم مساهمات كبيرة في التقدم في الهندسة الميكانيكية و الهندسة الطبية الحيوية – وهو تخصص حيوي حديث يساهم في العديد من الصناعات، بما في ذلك الفضاء والسيارات والطاقة المتجددة واعضاء الجسم المختلفة ومنها الرئة الصناعية و القلب الصناعي وغيرها .
لقد اكتسبت المهندسة سارة طوقان حماسها للهندسة، إلى جانب التزامها بدفع الابتكار، احترامها وإعجابها بالفعل من كل من أقرانها وأعضاء هيئة التدريس في كل من جامعة بريتش كولومبيا و جامعتي تورنتو و اكسفورد .
المجتمع الهندسي يعج بالحماس فيما يتعلق بإنجازات سارة ولقد صرح احد أساتذتها و معلميها والباحثين في الجامعة من أساتذة القسم : “سارة شخص غير عادي مع مستقبل واعد أمامها”. مما لا شك فيه أن تفانيها الثابت وموهبتها الرائعة سيؤديان إلى مساهمات كبيرة في مجال الهندسة الميكانيكية.
بينما تستعد للشروع في هذا الفصل الجديد المثير، تقف سارة طوقان والتي كانت احدى طالبات المدرسة الأمريكية بعمان بالأردن و مدرسة المواكب في دبي و كلية جارفيس في تورنتو كمنارة إلهام للمهندسين والطلاب الطموحين في جميع أنحاء المنطقة بفضل تصميمها وخبرتها، فهي في وضع جيد لإحداث تأثيرات ذات مغزى في مجالها وتمهيد الطريق للأجيال القادمة من شباب وشابات المهندسين الذين سيتبعون خطاها.هذا وقد مثلت سارة طوقان كندا في مناسبات عده في أوروبا و أميركا وسبق ان انتخبت رئيسة اتحاد الطلاب في تورنتو بمقاطعة أونتاريو .