عشرات الفنانين ينسحبون من مهرجان سونار 2025 رفضا لتمويل الاحتلال
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
تلقى مهرجان "سونار" الشهير في برشلونة ضربة موجعة قبيل انطلاق نسخته المرتقبة عام 2025، بعد إعلان 28 فناناً و6 كيانات ثقافية و6 عارضين تقنيين انسحابهم الرسمي من المشاركة، في خطوة احتجاجية على العلاقة المالية التي تربط إدارة المهرجان بصندوق الاستثمار الأمريكي العملاق "KKR"، المتهم بتمويل مشاريع استيطانية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشملت الانسحابات أسماء بارزة من برنامجي "سونار دي نوتشي" (Sonar de Noche) و"سونار دي ديا" (Sonar de Día)، إضافة إلى جهات أكاديمية وثقافية بارزة كان من المزمع مشاركتها في القسم الموازي للمهرجان "Sónar+D"، من بينها جامعة بومبيو فابرا (UPF) و"برشلونة ديزاين ويك"، إلى جانب شركات متخصصة في الإبداع الرقمي انسحبت من فضاء "Project Area".
يُعد "سونار" أحد أضخم وأشهر المهرجانات الموسيقية والفنية في أوروبا والعالم، ويجمع سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من مختلف القارات، مزاوجاً بين الموسيقى الإلكترونية، والتقنيات الرقمية، والفنون المعاصرة، وقد تأسس سنة 1994 في مدينة برشلونة، ويُعرف ببرامجه المبتكرة التي تجمع فنانين، ومصممين، ومهندسي تكنولوجيا، وباحثين في مجالات متعددة.
ويبرز الجانب الفكري والتقني للمهرجان في برنامج "Sónar+D"، الذي يهدف إلى استكشاف التقاطعات بين الفن والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية، مما جعله منصة عالمية للتجريب والتفكير النقدي حول المستقبل.
وأصدرت إدارة مهرجان "سونار" بيانا رسميا للتعامل مع الأزمة، أكدت فيه "إدانتها الصريحة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، وأعربت عن دعمها لحرية التعبير والتضامن، مشيرة إلى أنها ستسمح للزوار بإظهار رموز داعمة للقضية الفلسطينية داخل فضاءات المهرجان.
أما بشأن علاقتها بصندوق "KKR"، فقد أوضحت أن ملكية المهرجان تعود لشركة "Superstruct Entertainment"، وهي شركة تدير أكثر من 80 مهرجاناً عالمياً، وقد استحوذ عليها تحالف مالي بقيادة "KKR" في أكتوبر 2024 بعد انسحاب المستثمر السابق "Providence Equity Partners". وأكدت إدارة "سونار" أنها لم تكن طرفاً في الصفقة، ولا تربطها علاقة مباشرة بالقرارات الاستثمارية للصندوق.
كما نفت ذهاب أرباح التذاكر لصالح "KKR"، مشيرة إلى أن جميع الإيرادات يعاد ضخها في تمويل الدورات المستقبلية بعد تغطية التكاليف التشغيلية. وأعلنت إدارة المهرجان عن فتح باب استرداد ثمن التذاكر للحضور، والتعامل مع كل طلب على حدة.
وتأتي هذه المقاطعة الواسعة في سياق تنامي الضغوط الشعبية والثقافية في أوروبا ضد المؤسسات التي يُشتبه في مساهمتها المباشرة أو غير المباشرة في تمويل الاحتلال الإسرائيلي أو مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل الجرائم التي ارتُكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023 وما تلاه من تصعيد.
ويُنظر إلى هذا الانسحاب الجماعي كأكبر رد فعل ثقافي ضد مهرجان دولي منذ سنوات، ما يعكس التحول المتسارع في المزاج العام داخل الأوساط الفنية الأوروبية، وخاصة الإسبانية، التي باتت أكثر حساسية تجاه قضايا العدالة والحقوق الإنسانية.
ويخشى مراقبون أن يتسبب هذا الجدل في تراجع صورة مهرجان "سونار" بوصفه منصة تقدمية منفتحة على القيم الإنسانية والتقدم، في حال لم تتخذ خطوات حقيقية لفك الارتباط مع جهات متورطة في دعم انتهاكات القانون الدولي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه برشلونة الاحتلال برشلونة الاحتلال سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجنوب يصنع تجربته السينمائية الخاصة.. انطلاق فعاليات أيام قنا السينمائية
انطلقت مساء أمس، فعاليات النسخة التجريبية الثانية من فعاليات أيام قنا السينمائية، التي تُقام هذا العام تخليدًا لاسم المخرج الراحل رضوان الكاشف، وتستمر حتى الأول من يونيو، وذلك بمكتبة مصر العامة بمحافظة قنا، تحت شعار الإبداع يبدأ من الجنوب.
شهد حفل الافتتاح حضورًا رسميًا بارزًا، تقدمهم الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي مجدي حسن، ورئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة هيثم الهواري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابن دقيق العيد علي حزين توفيق، رئيس مجلس أمناء مؤسسة، نائب مدير مكتبة مصر العامة شيرين العدوي، فضلًا عن جمهور من المهتمين بالسينما والفنون في صعيد مصر.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أعرب المحافظ الدكتور خالد عبد الحليم، عن سعادته بتنظيم الدورة الثانية من المهرجان في محافظة وسط حالة من الزخم الكبير بفضل مشاركة صناع السينما الجنوبية في مصر، لافتًا إلى أن الفعالية تمثل خطوة مهمة في ترسيخ دور الثقافة كقوة ناعمة، وبناء وعي مجتمعي حقيقي من خلال الفن.
وكشف خلال كلمته عن استعداد المحافظة لتنظيم مهرجان للفنون الشعبية والحرف اليدوية خلال شهر نوفمبر المقبل، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم الحراك الثقافي والفني وتعزيز الإبداع.
من جانبه، كشف مدير الفعاليات حمادة الأزهرى، أن فعاليات المهرجان ستتضمن ورشة عمل متخصصة بعنوان استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة، إلى جانب ندوة حوارية تحت عنوان صانعات السينما في صعيد مصر وتوفير بيئة عمل آمنة"، بالإضافة إلى حلقة نقاشية بعنوان صناع سينما الصعيد، وروشتي تدريب في مجالي الإنتاج تقدمها المنتجة سها سمير والإخراج السينمائي للمخرج أحمد خالد.
كما سيشهد المهرجان عروضًا متميزة لعدد من الأفلام البارزة، من بينها فيلم احكيلي للمخرجة ماريان خوري، وفيلم ابنتي للمخرج مازن لطفي، إلى جانب عرضين خاصين لفيلمين من كلاسيكيات السينما المصرية: الأرض للمخرج الراحل يوسف شاهين، وعرق البلح للمخرج الراحل رضوان الكاشف، في إطار احتفاء المهرجان بتاريخ السينما وقضايا الإنسان والمجتمع.
يذكر أن حفل الافتتاح شهد عرض فيلم البر التاني، المشارك في المسابقة الرسمية لهذا العام، بعد مشاركته في عدد من المهرجانات الدولية، والفيلم من تأليف عمرو عاطف، وإخراج محمود رمضان.
تجدر الإشارة إلى أن أيام قنا السينمائية ليست مهرجانًا فنيًا بالمعنى التقليدي، بل هي مشروع ثقافي وتنموي ترعاه محافظة قنا، ومؤسسة ابن دقيق العيد للتنمية المستدامة، وهي مؤسسة أهلية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي.
وتمثل الفعالية دعوة مفتوحة للسينمائيين والنقاد والجمهور العام للمشاركة في تجربة إنسانية وفنية ثرية، وتُعد الكاميرا فيها امتدادًا لصوت الجنوب، ومنصة تُطل منها مصر على العالم.
اقرأ أيضاًبـ«الطوق والإسورة».. انطلاق فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بالغربية
شيري عادل عضو لجنة تحكيم في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية |صور
المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي