تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
تظل الأغنية العربية بمثابة سفارة فنية تمثّلنا في الخارج بشكل جميل، كما هي في الداخل دائرة فنية تترجم آمالنا وآلامنا، وتتحدث بلسان حالنا بطريقة فنية جاذبة لأسماعنا ومشاعرنا، لدرجة أنها تطربنا حين تجمع بين الكلمات الرقيقة والألحان العذبة والهادفة.
ورغم سطحية بعض الأغاني التي لا ترضي ذوقنا، ولا تجذب أسماعنا إليها، فإن هناك ما يبعث لدينا التفاؤل، عندما يطلع علينا أصحاب المواهب الأدبية والموسيقية بين الحين والآخر بأغنيات مميزة تصل حد الروعة من حيث الكلمة واللحن والأداء.
ولعل المهرجانات الغنائية العربية التي تقام في هذا البلد العربي أو ذاك، تشكل البيئة الفنية الحاضنة لولادة مثل هذه الأغاني الملتزمة بالهم الوطني والإنساني، والمعبرة عن الحلم القومي الذي يبدو أحيانا بعيد المنال، وتقربه لنا أغنية جميلة الكلمة واللحن والأداء، فتجعلنا نتفاءل بتحقيقه.
ولكن هناك سؤال مشروع يطرح نفسه، وهو: هل وصلنا إلى الأغنية العربية الجديرة بتمثيلنا في الخارج خير تمثيل كأمة عربية عريقة، لها قيمها ومثلها الاجتماعية، وطموحاتها الوطنية والقومية، ولا يستهان بتراثها الموسيقي والغنائي الأصيل على مر العصور؟
في الحقيقة، ورغم الإنجازات الغنائية المتراكمة هنا وهناك، ما زلنا نحتاج إلى شعراء غنائيين متمرسين في كتابة الأغنية المعبرة عن قضايانا الاجتماعية، وتراثنا، وأحلامنا، وطموحاتنا المستقبلية. كما أننا بحاجة إلى موسيقيين بارعين قادرين على الارتقاء بالأغنية العربية، والحفاظ على مكانتها الفنية التي لم نكن لنصل إليها لولا وجود موسيقيين رواد، لديهم قدرة فائقة على الإبداع والابتكار، خاصة في مصر العربية، التي كانت وما زالت المهد المهيَّأ دائما لولادة الأغنية العربية الرائدة والملتزمة، والمتصفة بأصالتها الفنية القابلة للتفاعل مع الموسيقى العالمية لدى الشعوب والأمم الأخرى، دون التفريط بأصالتها وتراثها الموسيقي العريق.
إعلانولا ننسى أننا نعيش في عصر متأزم مضطرب، مليء بالإرهاصات والتحديات، يتطلب منا أن نعمل على تطوير أغانينا وإثرائها بكل جيد وجديد، آخذين بعين الاعتبار ضرورة الابتكار والتجديد، دون إدارة الظهر لما تم إنجازه من أغان رائعة تفاعلنا معها في السابق، وأحببناها، وردّدنا بعض مقاطعها الجميلة والجذابة أمام الأبناء والأحفاد.
هنا يمكننا اختصار المسافة والوقت في المشوار الفني الذي يستهدف التقدم بالأغنية العربية إلى الأمام، وذلك يحتم علينا الأخذ بمنهج الفن المقارن بين القديم والجديد من أغانينا، ولكن بعد أن نكون قد كتبنا شيئا صميميًا مميزًا ومعقولًا، أعددنا له لحنا جميلا يقابله. وهنا نريد شعراء وملحنين مبدعين أيضا، يخرجون لنا بأعمال غنائية جديدة، تعكس هموم وطموحات الإنسان العربي، مهما كان مستواه الثقافي، وأينما كان، داخل الوطن العربي أو خارجه في المهجر.
سواء بالكلمة الفصحى أو العامية الدارجة، يتعيّن على أصحاب الشأن الفني في عالمنا العربي الغوص في أعماق تراثنا الشعبي، وتاريخنا الحضاري القديم والحديث، الحافل بالانتصارات والإرهاصات والمواجهات، التي تجمع بين الأفراح والأحزان، وما بينهما من أمانيّ وأحلام مشروعة سعينا لتحقيقها وما زلنا. ما زلنا بالفعل في أمس الحاجة لأعمال غنائية مؤثرة ومتوهجة بالإبداع، تلامس أحاسيسنا، وتعبر عن تطلعاتنا وأحلامنا، وقضايانا الراهنة التي تشغل بالنا على الدوام.
ومن الضروري بمكان مقارنة الأغنيات الجديدة بالأغنيات التي سبقتها زمنيا، لتوليد الشعور اللازم ببذل الجهود الفنية المزدهرة والمثمرة، من أجل الوصول إلى الأغنية الأنسب والأجمل. بعد هذا وذاك، نكون في حالة جيدة تمكننا من أن نقارن إنجازاتنا الغنائية بإنجازات الأمم الأخرى، دون الاستظلال بها أو الاتكاء عليها، على حساب موسيقانا الشرقية، وأصالتنا، وقيمنا الحضارية الغنائية، النابعة من بيئتنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، التي لا بد لها أن تعكس صورة ناصعة ونقية لهويتنا الحضارية.
إعلانوهنا لا بد من نمو وتعاظم شعور يلازمنا، بأن الفن الغنائي رسالة مجتمعية سامية، تهذب ذوق المجتمع، وترتقي به، وتسمو لتصل به إلى أرفع درجات الانتماء والنماء، والعطاء والبناء الحضاري، بحيوية وأريحية وتفاؤل كبير. فالأغنية التي تطيّب الخاطر، وتحفّز الإرادة، وتبعث على التفاؤل، وتُبلسم الجراح، وتخفف من الأعباء والهموم، تسهم ولا شك في إحداث نقلة نوعية من التقدم المجتمعي والازدهار الحضاري.
إذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الحفاظ على المستوى الفني والأدبي للأغنية العربية المنشودة، بعيدا عن ظاهرة التكسب والمتاجرة الفنية، التي تثري جيوب بعض المطربين والملحنين، على حساب جيوب الهواة والمعجبين بأغانيهم الساذجة المتسطحة، المفتقرة لبقاء أثرها اللاحق في النفوس والأسماع، إذ ينتهي تأثيرها بانتهاء الحفل أو المهرجان.
من هنا، فإن فتح باب الأغنية المسؤولة والملتزمة وطنيا واجتماعيا بهموم وأحلام الوطن والمواطن، على الصعيدين المحلي والعربي، أصبح ضروريا. ففتح هذا الباب على مصراعيه لشاعر غنائي مبدع وملتزم، وملحن ملهم وملتزم، ومطرب مؤمن بنبل وسمو الرسالة الفنية التي يؤديها، يغلق في المقابل سوق البورصة الغنائي المكتظ بالتجار والسماسرة على امتداد عالمنا العربي الكبير، ولو بشكل مؤقت، مهيِّئًا الجوّ الطبيعي للإبداع الغنائي، المعزز بالتقاء الشاعر الجيد والمبدع، بالملحن الجيد والمبتكر، بالمطرب الملتزم بتوظيف صوته لخدمة بيئته ومجتمعه ووطنه.
ففي هذا الجو الطبيعي، وتحت مظلة هذا الالتزام الثلاثي، تصنع الأغنية المتميزة بجودتها، وقوة جذبها، وتأثيرها في نفوس متابعيها، المعجبين بها، واللاهجين بمدحها، وإطراء مبدعيها ومنتجيها.
إعلانوفي نهاية الحديث عن الأغنية العربية، لا يفوتنا الانتباه إلى تواضع وضآلة الجهود الرامية إلى تطوير أغانينا العربية، وإثرائها بكل ما هو جيد وجديد ومثير للإعجاب، خاصة ونحن نرى كبار الملحنين في الوطن العربي، بعضهم ترك إبداعه بين أيدينا ورحل، والبعض الآخر استراح على قمة عطائه الموسيقي الرائع والمتوهج، معلنا بصمت عن رضاه بما قدم وأنتج، دون أن يواصل تبنيه الفني لهموم الإنسان العربي وأحلامه بمستقبل أفضل وأجمل.
ويبقى المجال مواتيًا ومفتوحا لكل من يشعر بغيرة على مستقبل الأغنية العربية، وهو يراها تراوح مكانها من حين لآخر دون أن تتقدم، وما زالت لدينا طاقات وطموحات فنية تبعث على التفاؤل، بتأليف وإنتاج الأغنية العربية الأكثر حضورا وفعالية وتأثيرا، بما سوف تتصف به في قادم الأيام من جمال الكلمة الرقيقة والهادفة، ورقي اللحن المدهش، المعبر والمثير للإعجاب، وصدق الأداء الذي يجمع حوله جمهوره المعجب به، والمصفق له بتفاعل كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأغنیة العربیة
إقرأ أيضاً:
“فليبّد” تقدّم مفهوماً جديداً للتجربة الترفيهيّة المليئة بالحيويّة والابتكار
أعلنت “فليبد”، العلامة الترفيهيّة الأسرع نمواً في المنطقة، عن انطلاق مرحلة جديدة من توسّعها في دولة الإمارات من خلال اعتماد نظام الامتياز التجاري “الفرنشايز”، في خطوة استراتيجيّة تهدف إلى تعزيز حضورها في الأسواق المحليّة وتلبية الطلب المتزايد على تجاربها الترفيهيّة المبتكرة. وتُجسّد هذه الخطوة مرحلة محوريّة في مسيرة “فليبد”، التي استطاعت خلال فترة زمنيّة قصيرة أن تضع بصمتها في عالم الترفيه العائلي، بفضل مفاهيمها المتجدّدة وتجاربها التفاعليّة التي تجمع بين الحماسة، والإبداع، وروح المجتمع.
ومنذ انطلاقتها قبل عامين في الإمارات، نجحت “فليبد” في إحداث نقلة نوعية في مشهد الترفيه العائلي بفضل عروضها المتنوّعة من منتزهات “الترامبولين” ومناطق المغامرات ومساحات لعب الأدوار والمحاكاة التفاعليّة والمتاحف العلميّة ومساحات اللعب الآمنة المخصّصة للأطفال. واليوم، تدعو المستثمرين ورواد الأعمال للانضمام إلى مسيرتها التوسعيّة الطموحة.
تندرج “فليبد” تحت مظلّة “جوي لاند”، إحدى أبرز شركات الترفيه في المنطقة، التي بدأت مسيرتها في باكستان عام 1980، وأرست على مدى أكثر من أربعة عقود معايير مبتكرة لتجارب ترفيهيّة استقطبت ملايين الزوّار في مختلف أنحاء المنطقة.
وفي هذا السياق، صرّح إنعام عبدالله، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “جوي لاند”، قائلاً: “مع ’فليبد‘ أنشأنا وجهة ترفيهيّة يحبها الناس فعلاً، هي علامة تلبّي متطلّبات العائلات ومحبّي المغامرات وعشّاق التجارب الحماسيّة على السواء. ويشكّل توسّعنا عبر نظام ’الفرنشايز‘ المرحلة التالية من رحلة نموّ الشركة، بما يتيح للشركاء الانضمام إلينا في تقديم تجارب لا تُنسى”.
تفتخر “فليبد” بتقديم تجارب تفاعليّة استثنائيّة للعملاء وتنظيم حفلات عيد ميلاد رائعة، تجمع بين الفنون المسرحيّة والديكورات المبهرة واللعب الإبداعي والمساحات التفاعليّة، في تجربة غامرة تجعل منها الوجهة المفضلة للاحتفال بأعياد الميلاد. فهي تشتهر بتوفير باقة غنيّة من الأنشطة المشوّقة، من ركن لصنع ’السلايم‘، ومسابقات الرقص، إلى لقاءات مع الشخصيات المحبوبة والتفاعل معها، وغيرها من الفعاليات الترفيهيّة التي تستهوي الأطفال والعائلات.
تتميز “فليبد” بالتزامها العميق بالإبداع والابتكار واللعب التفاعلي. فهي لا تكتفي بتقديم ترفيه تقليدي قائم على المشاهدة، بل تصمَّم تجاربها لتحفيز الخيال وتعزيز التفاعل الحقيقي، من مغامرات “البيت المسكون” إلى أنشطة الرسم بالدهان والفنون الإبداعيّة، وصولاً إلى تجربة حديقة الحيوانات التي تتيح للزوّار التفاعل المباشر مع الحيوانات ضمن بيئة تراعي المعايير الأخلاقيّة. فمع فريق “فليبد” عالي التدريب وبرامجها الفريدة، لا شكّ في أنّ كل زيارة ستخلّف وراءها ذكريات لا يمحوها الزمن.
رسّخت “فليبد” حضورها سريعاً في مختلف أنحاء الإمارات، حيث افتتحت خلال عام واحد أربعة فروع في دبي والشارقة ورأس الخيمة، ويُرتقب أن ينضم إليها فرع خامس في أبوظبي خلال سبتمبر المقبل. وتُعد “فليبد” وجهة ترفيهيّة جاذبة تسهم في استقطاب الزوّار وتنشيط الحركة في المناطق التي توجد فيها فروعها، ما يعزّز من القيمة التجاريّة والعقاريّة للمنطقة.
وبفضل ما تقدمه من تفاعل عميق مع الزوّار، وأنشطة متميّزة وتجارب لا تُنسى، تشكّل “فليبد” قيمةً مضافةً أينما حلّت. كما يتيح لها فريقها المتخصّص في التصنيع والتصميم الابتكاري تجديد الأفكار على الدوام وتوسيع آفاق الإبداع وتقديم تجارب مُصمّمة خصيصاً لتلائم مختلف الأشخاص والمواقع.
والجدير بالذكر أنه من خلال الشراكة مع “فليبد”، يصبح بمقدور أصحاب الامتياز الاستفادة من قوة “جوي لاند” التصنيعيّة، وأنظمتها التشغيليّة المتكاملة وعلامتها التجاريّة الراسخة، إلى جانب التنفيذ الكامل من الألف إلى الياء لضمان استيفاء كلّ موقع أعلى المعايير.
يشمل نموذج “الفرنشايز” عروضاً متنوّعة مصمّمةً لمجموعات مختلفة من العملاء. فتقدّم “فليبد” و”فليبد سوبر” نشاطات تفاعليّة حماسيّة للأطفال الأكبر سنّاً والمراهقين، فيما تلبّي “فليبد كيدز” متطلّبات الفئات العمريّة الأصغر عبر تهيئة مساحات إبداعيّة آمنة. وتشمل العروض أيضاً نشاطات تعتمد على التكنولوجيا ومناطق المغامرات الشائقة مثل الفندق المسكون “هاونتد هوتيل” وغرفة التحطيم “سماش روم” للضيوف الأكبر سنّاً.
مع خطط توسّعها الجارية في كلّ من عجمان، والشارقة، والعين وأبوظبي، تعزّز “فليبد” نطاق انتشارها سريعاً، انطلاقاً من تاريخها الحافل بالابتكارات، والتزامها الراسخ تجاه اللعب النشط، وقدرتها المثبتة على استقطاب العملاء.