صحيفة الاتحاد:
2024-09-22@11:05:15 GMT

محمد كركوتي يكتب: صناعة الفضاء تحلق

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

لن يهدأ التنافس في صناعة الفضاء على مستوى العالم، بل على العكس تماماً، يتصاعد الحراك في هذا المجال، سواء من ناحية الابتكارات الفنية الداعمة، أو من جهة الإنفاق المتسارع، ولاسيما في البنية التحتية لصناعة لم تكن موجودة قبل 70 عاماً تقريباً. الساحة الدولية تنتظر الكثير من النشاط الفضائي، فالطلب على الخدمات يرتفع بسرعة «ضوئية».

 
ولأن الأمر كذلك تنضم دول جديدة إلى هذا السباق، خصوصاً تلك التي تتمتع بالحد الأدنى المطلوب للانطلاق في فضاء لا حدود له، وفي صناعة باتت جزءاً أصيلاً من مجموع الميادين الإنتاجية الأرضية. 
فالخدمات التي يوفرها هذا القطاع متنوعة وتشمل الاتصالات التقليدية المعروفة، وشبكات الإنترنت، ومراقبة التحولات البيئية للأرض، فضلاً عن التنبؤ بالكوارث الطبيعية المحتملة، والعمل على التقليل من آثارها، إلى عمليات الإنقاذ المختلفة، وتوفير المعلومات للملاحة الجوية والبحرية، وغير ذلك من الاحتياجات.
وبرغم المصاعب التي مر بها الاقتصاد العالمي في العامين الماضيين، ولا تزال آثارها باقية حتى اليوم، نما ما بات يعرف بـ«اقتصاد الفضاء» 8% على المستوى العالمي، مسجلاً في العام الماضي 546 مليار دولار، بحسب وكالة «سبيس فاونديشن» Space Foundation، والتوقعات تشير إلى أن نمو الصناعة سيبلغ 41% في السنوات الخمس المقبلة، ما يعني أن القيمة الإجمالية قد تصل إلى 1000 مليار دولار بنهاية العقد الحالي. 
صحيح أن قطاع الفضاء تعرض للتباطؤ في سياق الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، لكن الصحيح أيضاً وتيرة التباطؤ نفسها لم تكن قوية، مع ارتفاع نسبة الجهات الاستثمارية الخاصة الداخلة إلى هذا الميدان المتنامي. 
فعلى سبيل المثال، بلغ العدد الإجمالي لعمليات الإطلاق إلى مدار الكرة الأرضية في العام الماضي (أقمار صناعية وروبوتات وغيرها) 186 رحلة، مرتفعاً من 145 رحلة في العام 2021. وتم ذلك حتى في ظل التباطؤ المشار إليه.
اللافت هنا، أن عدد عمليات الإطلاق التجارية بلغ 81 من الإجمالي العام للعمليات، ناهيك عن مخططات لبناء قواعد قمرية بما فيها الخطة الصينية الجاهزة بالفعل للتنفيذ. 
ولا شك في أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى التوسع المتواصل في صناعة الفضاء، تراجع تكاليف التشغيل. فتكلفة إطلاق قمر صناعي في المدار، تتراجع كل عام منذ أن بدأت عمليات الإطلاق. وهذه التكاليف تختلف بالطبع بحسب أحجام وقدرات هذه الأقمار. 
كما أن الابتكارات المعززة للصناعة، ساهمت في خفض التكاليف في العقد الماضي، ومن المتوقع أن تتراجع أكثر بنهاية العقد الحالي. 
كل هذا، وغيره من العوامل، ساعدت على النمو في تمويلات الصناعة الفضائية، بما في ذلك ارتفاع الميزانيات المخصصة من الحكومات حول العالم التي تسعى لأن تكون لبلدانها مكانة في هذا الميدان. ومن النقاط اللافتة أيضاً، أن ثلث الإيرادات يأتي حالياً من البنية التحية التي تدعم أنشطة الفضاء، ما يؤكد أن المسار نحو استكمال هذه البنية يحتاج إلى وقت لن يكون قصيراً، ويتطلب مزيداً من الإنفاق في المرحلة المقبلة.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: إمدادات الغذاء في دائرة الخطر محمد كركوتي يكتب: المخاطر المصرفية والفائدة مرتفعة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كلام آخر محمد كركوتي فی العام

إقرأ أيضاً:

نورثفولت.. أمل صناعة البطاريات في أوروبا تكافح من أجل البقاء

الاقتصاد نيوز - متابعة

كان من المفترض أن يرمز مصنع البطاريات التابع لشركة Northvolt في شمال السويد إلى "المقاومة الأوروبية" في مجال البطاريات أمام الصين والولايات المتحدة. ولكن بدلاً من ذلك، فإن الشركة معرضة لخطر التحول إلى رمز لفشل القارة في الاستمرار بالسباق.

جمعت شركة البطاريات السويدية رأس مال أكبر من أي مجموعة خاصة أخرى في أوروبا - أكثر من 15 مليار دولار من الأسهم والديون والدعم الحكومي.

وتكافح الشركة الآن لتأمين أموال جديدة، بينما تحاول زيادة الإنتاج في المصنع العملاق في مدينة سكيلفتيا السويدية، مع تقليص المشاريع الأخرى وخفض الوظائف، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

قال خبير البطاريات في شركة الاستشارات Rystad Energy، لارس ليسدال: "من الصعب للغاية عبور وادي الموت (وهو مصطلح يعبر عن فجوة العرض في سوق رأس المال الاستثماري) للشركات الناشئة عندما تحاول التوسع. والوادي أعمق لخلايا البطاريات. أنت تحرق الكثير من النقود بسرعة كبيرة"، كما أن "المنافسة من الصينيين شديدة للغاية".

حلقة مفرغة في الأسواق

المخاطر عالية، وليس فقط لشركة Northvolt. جعلت المفوضية الأوروبية قطاع البطاريات أحد أولوياتها الصناعية، وهو أمر بالغ الأهمية لدعم صناعة السيارات المهمة للغاية في مواجهة التحول إلى المركبات الكهربائية التي تفوز بها الصين حتى الآن.

وقال أحد الأشخاص المقربين من Northvolt: "هناك حلقة مفرغة في الأسواق تؤثر على المستثمرين والحكومات". وأضاف الشخص أن أي شركة تصنيع سيارات لم تتخلَ عن المركبات الكهربائية، لكنها كانت تؤخر خططها وتسليماتها.

في نفس اليوم الذي قدم فيه رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق، ماريو دراجي، تقريره عن القدرة التنافسية الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر، قلصت Northvolt طموحاتها بشكل كبير. وقالت إنها ستبحث عن مشترين أو شركاء لأعمالها في المواد، وإعادة التدوير، وتخزين الطاقة.

يملك مصنعها في سكيلفتيا، الواقع في أقصى شمال السويد للاستفادة من وفرة الطاقة المتجددة، سعة إنتاجية من الناحية الفنية تصل إلى 16 غيغاواط في الساعة سنوياً. ولكن في العام 2023، أنتج أقل بكثير من 1 غيغاواط في الساعة، وهو المستوى المطلوب لتشغيل حوالي 17 ألف سيارة.

عملية معقدة ومكلفة

يعد تعزيز الإنتاج عملية معقدة ومكلفة تؤثر على معظم مشاريع البطاريات، لكن التأخيرات المطولة أضرت بالإيرادات وتهدد الآن توسع الشركة في المستقبل.

وقال الشخص المقرب من Northvolt: "إن عملية زيادة الإنتاج تستغرق وقتاً أطول بكثير مما كان مخططاً له في البداية، ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه".

وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Northvolt، بيتر كارلسون، لصحيفة فاينانشال تايمز، في يوليو/ تموز، إنه في الربع الأول أنتجت الشركة حوالي من 15 ألفاً إلى 20 ألف خلية أسبوعياً في سكيلفتيا وتحتاج إلى الوصول إلى 100 ألف خلية أسبوعياً بحلول نهاية العام لتكون في "سعة الـ 1 غيغاوات في الساعة".

في العام 2025 مع "تشغيل جميع الخطوط بكامل طاقتها، ووظائفها الكاملة" سيصبح من الممكن الوصول إلى سعة عدد من الغيغاوات في الساعة. وأضاف أنه يمكن الوصول إلى الربحية في العام 2026.

أنتجت شركة Northvolt أول خلية بطارية لها في سكيلفتيا في أواخر العام 2021، لكن استخدامها المنخفض للسعة يعني أنها لم تتمكن من الاقتراب من الأسعار التي تقدمها الشركات الآسيوية المنافسة مثل CATL وBYD من الصين، وPanasonic من اليابان وLG وSamsung من كوريا الجنوبية، والتي تهيمن على صناعة البطاريات.

تقنية رئيسية

قال خبير أبحاث البطاريات في وكالة الطاقة السويدية، أحد الداعمين الأوائل لشركة Northvolt، غريغر ليدونغ: "نحن في أوروبا بحاجة إلى جمع شتاتنا إذا أردنا أن نحظى بفرصة للتنافس في المستقبل".

وأضاف: "البطاريات هي تقنية رئيسية، ولا يمكنك الانسحاب منها. لا يمكنك أن يكون لديك صناعة نقل أو صناعة دفاع في المستقبل دون وجود مصادر آمنة للبطاريات".

وقال ليدونغ إن تقرير دراجي أكد أهمية قدرة أوروبا على المنافسة مع المجموعات الصينية التي "تمولها الدولة بشكل كبير".

ومع ذلك، حطم رئيس الوزراء السويدي هذا الأسبوع الآمال في إنقاذ الدولة لشركة Northvolt، مستبعداً أن تصبح الحكومة مساهماً، قائلاً إن الأمر متروك للمستثمرين من القطاع الخاص والشركة لحل الأمور.

خسائر تتجاوز مليار دولار في 2023

تأسست شركة Northvolt في العام 2017 من اثنين من المديرين التنفيذيين السابقين لشركة Tesla، واستحوذت على أكثر من 50 مليار دولار من الطلبات من شركات صناعة السيارات والمجموعات الصناعية الرائدة في أوروبا، والتي أصبح العديد منها أيضاً مساهمين في الشركة السويدية.

في نهاية العام الماضي، كانت Volkswagen أكبر مساهم فيها بحصة 21%، بينما احتفظت BMW بأقل من 3%.

جمعت Northvolt نحو 4.5 مليار دولار من الأسهم، و9.3 مليار دولار من الديون منذ تأسيسها، بالإضافة إلى 3.8 مليار دولار من الدعم الحكومي من ألمانيا وكندا لبناء مصانع عملاقة في المستقبل. لكنها تكبدت خسارة صافية بلغت 1.2 مليار دولار العام الماضي، أي أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام 2022.

انخفضت حقوق الملكية في الميزانية العمومية للشركة إلى النصف تقريباً من 3.9 مليار دولار في بداية العام 2022 إلى 2.1 مليار دولار في نهاية العام 2023، بينما لديها أيضاً 3.8 مليار دولار من الديون القابلة للتحويل. كان لديها نقد وما يعادله بقيمة 2.1 مليار دولار في العام 2023، بانخفاض 400 مليون دولار في عام واحد.

تأخيرات الماضي والمستقبل

بدأت التأخيرات في المصنع مع جائحة كوفيد-19، لكنها اشتدت بعد وفاة عاملين في سكيلفتيا في العام 2023، مما تسبب في توقف شبه كامل للإنتاج مما أثر بشكل خاص على عمليات التسليم إلى Scania، شركة صناعة الشاحنات السويدية.

كما شهد هذا العام وفاة ثلاثة عمال في Northvolt يبدو أنهم أصحاء، والذين ماتوا بعيداً عن المصنع. وتجري الشرطة تحقيقاً، لكن Northvolt قالت إنها لم تجد أي دليل على وجود جريمة أو أي صلة بين الوفيات.

وبعيداً عن المآسي، هناك شعور بأن الشركة الناشئة قد تجاوزت طاقتها. فبالإضافة إلى المصنع في سكيلفتيا، تخطط Northvolt لإنشاء مصنع آخر في غوتنبرغ في مشروع مشترك مع Volvo Cars، ومصانع عملاقة جديدة في ألمانيا وكندا، وكلها قد تتأخر الآن.

أوقفت Northvolt خطة لبناء مصنع في السويد لإنتاج الكاثودات، وهو مكون رئيسي للبطاريات، وعرضت مصنع حلول تخزين الطاقة في بولندا للبيع.

توقفت الأبحاث المتقدمة في مجال بطاريات الطائرات في الولايات المتحدة، بينما أوقفت الشركة أعمالها في مجال الكاثود وإعادة التدوير في سكيلفتيا.

قال لارس ليسدال: "كانوا يحاولون القيام بالعديد من الأشياء في نفس الوقت، وكان لديهم الكثير من الخطط. إذا نظرت إلى الطريقة التي تبناها الصينيون واليابانيون والكوريون، فإنهم يقومون فقط بإنتاج الخلايا أولاً، وليس كل شيء في وقت واحد".

تباطؤ الطلب على المركبات الكهربائية

يعني توقف Northvolt عن عملها في المواد أن اعتمادها على الصين وكوريا الجنوبية سيزداد، حيث يتمتع الموردون هناك باحتكار افتراضي في سوق الكاثود.

يأتي كل هذا على خلفية تباطؤ الطلب على المركبات الكهربائية. تخلت Volvo هذا الشهر عن خططها لبيع المركبات الكهربائية فقط بحلول العام 2030 بينما تفكر Volkswagen في إغلاق المصانع الألمانية لأول مرة.

يقول المطلعون في Northvolt إن هذا يعقد عملية جمع الأموال الحالية التي تأخرت كثيراً حيث يقوم العملاء بتقليص احتياجاتهم الخاصة للبطاريات. فرضت الشركة حظراً على النفقات والسفر غير الضروري في سعيها إلى الحفاظ على النقد.

مكافحة الشائعات

تحاول الشركة الناشئة مكافحة الشائعات التي تدور في السويد حول وضعها المالي وأكثر من ذلك.

هذا الأسبوع، اضطرت إلى إنكار أنها قد لا تدفع الرواتب هذا الشهر، مصرة على أنها بحاجة إلى عمالها لبدء التشغيل.

في الوقت الحالي، تتجه أنظار شركات صناعة السيارات وصناع السياسات الأوروبيين ومصنعي البطاريات المنافسين بقوة إلى شمال السويد وما إذا كانت Northvolt قادرة على تحقيق ذلك.

مقالات مشابهة

  • نورثفولت.. أمل صناعة البطاريات في أوروبا تكافح من أجل البقاء
  • هشام عبد الخالق: مصر الوحيدة التي تمتلك صناعة سينما حقيقية في الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: 91% من الأدوية التي يتم استهلاكها في مصر تُصنع محليا
  • شبح الماضي يلاحق صاحبه إلى قبره.. عشرات النساء تتهم رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد بالاغتصاب
  • د. محمد كمال يكتب: قاطرة التقدم الحقيقية
  • مصطفى ثابت يكتب.. فن التواصل: المهارة التي تقودك إلى النجاح
  • المرصد السوري: طائرات مسيرة مجهولة تحلق في سماء مدينة البوكمال
  • مقاتلات إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال خطاب نصر الله
  • أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل باستخدام التكنولوجيا
  • سبها.. حبس مسؤول مصرفي لـ”تنفيذ عمليات مشبوهة”