في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
تحل اليوم، الأول من يونيو، ذكرى ميلاد واحدة من أكثر نجمات هوليوود إثارةً للجدل والتأثير، مارلين مونرو، التي وُلدت عام 1926، وخلّدت اسمها في ذاكرة العالم كأيقونة للجمال والأنوثة والنجومية، لم تكن حياتها مجرد قصة شهرة، بل كانت مليئة بالصراعات، والعلاقات العاطفية، والصعود الفني، والانهيارات النفسية، حتى نهايتها الغامضة التي لا تزال تثير التساؤلات حتى يومنا هذا.
وُلدت مارلين مونرو باسم "نورما جين مورتنسون" في مدينة لوس أنجلوس، وعاشت طفولة قاسية وسط اضطرابات أسرية ونفسية، حيث أُصيبت والدتها بمرض عقلي وأُودعت إحدى المصحات النفسية، مما أجبر مارلين على الانتقال بين دور الأيتام والعائلات الحاضنة، كانت تلك السنوات الأولى بمثابة نواة الألم الذي ستعاني منه لاحقًا رغم شهرتها العالمية.
الزواج الأول
في سن السادسة عشرة، تزوجت مارلين من جيمس دوغرتي، محاولةً الهروب من حياة دور الأيتام، استمر الزواج أربع سنوات فقط قبل أن ينتهي بالطلاق، ليكون ذلك أول خيط في سلسلة من العلاقات التي شكّلت جزءًا من صورتها العامة، وجعلتها مادة دسمة للصحافة والنقاشات الاجتماعية.
من العارضة إلى النجمة
بدأت مارلين مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، وسرعان ما جذبت أنظار منتجي هوليوود بجمالها اللافت وكاريزما الشاشة، في عام 1946، وقّعت عقدًا مع استوديوهات "20th Century Fox" وغيّرت اسمها إلى مارلين مونرو، لتبدأ أولى خطواتها نحو النجومية.
أفلام صنعت أسطورة
قدّمت مونرو مجموعة من أشهر أفلام العصر الذهبي لهوليوود، أبرزها:
Gentlemen Prefer Blondes (الرجال يفضلون الشقراوات)
The Seven Year Itch (حكة السنوات السبع)
Some Like It Hot (البعض يفضلونها ساخنة)
امتازت أدوارها بخفة الظل والإثارة، لكنها كانت تسعى دومًا إلى إثبات موهبتها كممثلة جادة، ولهذا أسست شركتها الخاصة "Marilyn Monroe Productions" لتنتج أعمالًا تخرجها من إطار "المرأة الجميلة" فقط.
زيجات وعلاقات عاطفية مع رموز بارزين
بعد زواجها الأول، تزوجت مونرو من أسطورة البيسبول جو ديماجيو عام 1954، لكنه لم يستمر طويلًا بسبب طبيعة عملها وصورتها العامة، لتنتقل بعد ذلك إلى زواج ثالث من الكاتب المسرحي الشهير آرثر ميلر عام 1956، والذي انتهى أيضًا بالطلاق عام 1961.
لم تكن حياة مارلين العاطفية تقليدية، فقد ارتبط اسمها بعدد من العلاقات الغامضة، أبرزها علاقتها بالرئيس الأمريكي جون كينيدي وشقيقه روبرت، والتي ساهمت في زيادة هالة الغموض المحيطة بها، خاصة بعد وفاتها.
نهاية مأساوية ونظريات لا تنتهي
في 5 أغسطس 1962، عُثر على مارلين مونرو متوفاة في منزلها عن عمر يناهز 36 عامًا، نتيجة جرعة زائدة من الباربيتورات. أعلنت السلطات أن الوفاة "انتحار محتمل"، لكن غموض الظروف المحيطة بها، وارتباطها بشخصيات سياسية بارزة، فتح الباب أمام نظريات المؤامرة التي لا تزال تُناقش حتى اليوم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأول من يونيو نجمات هوليوود مارلين مونرو لوس أنجلوس مارلین مونرو
إقرأ أيضاً:
وجوه بلا فلاتر
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
بعد أن رأى صورتها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي تقدَّم لخطبتها، وحتى يتأكد من هيئتها الطبيعية طلب رؤيتها الرؤية الشرعية قبل إجراء عقد الزواج الشرعي، فوافقت هي وأهلها وتم تحديد الموعد المناسب للرؤية، إلّا أنه عندما رآها، لاحظ أنها استعانت بصالون تجميل لتظهر بأفضل صورة أمامه.
الشاب كان حريصا جدا على معرفة شكلها وتفاصيلها الطبيعية، لذا طلب رؤيتها دون أي مستحضرات تجميل أو تعديل أو فلاتر، وهذا ما أربك الفتاة في البداية، ولكن بعد إصراره وافقت وعندما رآها على طبيعتها وحقيقتها، رآها مختلفة تماماً فقرر عدم إتمام الزواج منها.
اليوم ومع كل الأسف، نواكب جيلا نشأ في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات تعديل وتزييف المظهر الخارجي للإنسان، جيل أصبح همه الأكبر أن يكون جميلا حتى على حساب الآخرين، جيل بات يؤمن إيمانا راسخا بفلاتر التجميل المختلفة وما تقدمه له الثقافات الرقمية والعادات الغربية بحلوها ومرها، سواء كان ذلك عبر مستحضرات التجميل أو فلاتر الصور التي لها القدرة على تغيير واقع المشاهدات خلف الشاشات الرقمية، هي ظاهرة خطيرة تستدعي الوقوف عندها، لما لها من أضرار صحية ونفسية على شبابنا ونظرتهم لأنفسهم.
لقد أصبح الكثيرون من أبنائنا وبناتنا يخفون أشكالهم الحقيقية خلف الفلاتر ومستحضرات التجميل، ولكن عندما تراهم على حقيقتهم ترى واقعا مختلفا تماما.
يا ترى لماذا يركز الكثيرون على استخدام الفلاتر المختلفة لتغيير أشكالهم وطبيعتهم؟
الجواب على السؤال يجعلنا أمام عدة أسباب ساعدت بشكل كبير على انتشار ظاهرة الفلاتر، وجعلتها تتغلغل في مجتمعاتنا وأسرنا والتي منها:
أولًا: تربية الأسرةيرى الباحثون من التربويين أنَّ تربية الأبوين الخاطئة أحيانا، تركز على إشعار الأبناء بأنهم مميزون ومرموقون ومتفوقون، من دون السعي الحقيقي لبناء قدراتهم أو التوجيه السليم لإدراكهم وبناء شخصياتهم، مما يصنع شخصيات ضعيفة تشعر بالنقص فتبحث عما يكمل نقصها ويحسن صورتها، فيلجأون إلى استخدام فلاتر الصور أو تقليد صيحات التجميل، متخذين منها مقياسا مهما في نظرهم لنجاحهم وقبولهم في المجتمع، فينجرفون خلف تلك السلوكيات الدخيلة على المجتمع.
ثانيًا: الإدمان الرقميإن الإكثار من متابعة برامج التواصل الاجتماعي المختلفة قد يؤدي إلى إصابة المستخدمين بمادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم تعطي إحساس المتعة والسعادة لدماغ الإنسان أثناء كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل المستخدمين لمنصات التواصل يدمنون على متابعة ما يقدم لهم عبر الشاشات الإلكترونية، مما يؤدي بهم إلى البحث عن المغريات التي تزيد من جمالهم وأناقتهم، فيبحثون عن الفلاتر ومستحضرات التجميل لتغيير واقعهم.
ثالثًا: الضغوط الاجتماعيةوذلك من خلال تقليد المجتمعات الأخرى من حيث الشكل والصورة بهدف الحصول على أكبر كم من الجمال الظاهري، فترى البعض يزرعون في نفوس أبناء المجتمع مفاهيم معينة حول الجمال فيتأثرون بها ثم يبحثون عن من يحسن صورهم وأشكالهم، وهنا تأتي لحظة البحث عن تلك الفلاتر المحسنة والمجملة التي من خلالها يشعرون من حولهم بأنهم الأجمل والأحلى فترى على سبيل المثال بعض الفتيات لا يكتفين بالفلاتر بل يلجأن للعمليات التجميلية والجراحية لتجميل أنفسهن، وهو تقليد أعمى لجمال غير واقعي جاء من الخارج من خلال الشاشات الرقمية التي ليست لها صله بتقاليدنا وقيمنا العربية والاسلامية.
إن الإفراط في استخدام تلك الفلاتر يمكن أن يؤدي إلى كثير من الاضطرابات المشوهة للجسم، وذلك عندما يكون الفرد مبالغا في الاهتمام بعيوب قد تكون وهمية في جسده ومظهرة وهذا ما حذر عنه خبراء الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية خصوصا عندما تتغلغل ظاهرة ادمان استخدام الفلاتر في أوساط الشباب فتراهم يصابون بالأمراض النفسية مثل عدم تقبل أشكالهم وصورهم، وبالتالي انعزالهم عن المجتمع.
قد تكون الفلاتر المنتشرة هي موضة مستخدمة يستخدمها المهووسون بها لتجميل صورهم، إلا أنها أصبحت تثير الكثير من التساؤلات والإشكاليات الاجتماعية والأسرية حول مفهوم الجمال وصحة الإنسان النفسية والجسدية، وستبقى الظاهرة تلاحق أولئك الذين لا يرون أنفسهم إلا من خلال الشاشات والألواح الإلكترونية.
أخيرًا.. ومن أجل علاج ظاهرة الفلاتر التجميلية لدى البعض، على الإنسان أن يتذكر دائما أن الجمال الحقيقي ليس في الصورة الشخصية فحسب وإنما في ثقة الإنسان بنفسه وتقبله لذاته وحقيقته، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خَيْرُ مَا أُعْطىَ الرَّجُلُ الْمُؤْمنُ خُلْقٌ حَسَنٌ وَشَرُّ مَا أُعْطيَ الرَّجُلُ قَلْبُ سُوءٍ في صُورَةٍ حَسَنَةٍ)، وبناءً على ذلك على الإنسان أن يكتب الصفات الإيجابية التي يتحلى بها ويؤمن بها إيمانا مطلقاً، وأن يركز على متابعة الحسابات الهادفة التي تظهر الجمال الحقيقي للإنسان وليس المزيف والمركب، وإلغاء منصات التواصل التي تدعو إلى الجمال عن طريق الفلاتر المعدلة للشكل البشري، وتقبل المظهر الخارجي كما هو، وتحدي الأفكار السلبية واستبدالها بكل ما يعزز الإيجابية لشخصية الفرد في مجتمعه وأسرته.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر