مصلحة الضرائب تكرم العاملين الفائزين بالمسابقات الدينية دعمًا للوحدة الوطنية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
نظمت مصلحة الضرائب المصرية احتفالية لتكريم العاملين الفائزين بالمسابقات الدينية التي أُقيمت خلال الفترة الماضية، في إطار جهودها لتعزيز مفاهيم المواطنة والوحدة الوطنية، بحضور الدكتور رمضان عبد الرازق من علماء الأزهر الشريف، والقمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن هذه الفعالية تعكس نهج المصلحة المؤسسي في دعم التماسك المجتمعي داخل بيئة العمل، مشيرة إلى أن تنظيم المسابقات الدينية المشتركة بين العاملين من المسلمين والأقباط يهدف إلى ترسيخ قيم الانتماء والتآلف، تماشيًا مع توجيهات وزير المالية بأهمية دعم الجانب القيمي والروحي للعاملين، إلى جانب تنمية قدراتهم المهنية.
وأضافت أن المصلحة تسعى لأن تكون نموذجًا يُحتذى به في مؤسسات الدولة من حيث تبني المبادرات التي تعزز التآخي الوطني، مشيدة بمستوى التفاعل الذي شهدته المسابقات، ومؤكدة أن "وحدتنا الوطنية هي أساس استقرار الوطن، والركيزة الحقيقية لقوته".
وخلال كلمتها، أعربت عن اعتزازها بحضور هذا الجمع الكريم، مشيدة بتشريف كل من الدكتور رمضان عبد الرازق، والقمص موسى إبراهيم، ومثنية على دور الأزهر والكنيسة في تعزيز الثقافة الدينية الوسطية، مشيرة إلى أن حضورهما يحمل دلالات قوية على عمق العلاقات بين المؤسستين الدينيتين ودورهما التكاملي في خدمة المجتمع.
وشهدت المسابقات مشاركة واسعة من العاملين، حيث شارك نحو 200 موظف في مسابقة "سؤال وجواب"، فاز منهم 40 موظفًا بالتساوي من المسلمين والأقباط، كما شارك نحو 1300 موظف في المسابقة الرمضانية "سياحة في حب المحروسة"، فاز منهم 60 موظفًا، تم اختيارهم من مختلف المناطق الضريبية على مستوى الجمهورية. وتم خلال الاحتفالية تسليم دروع تكريم وشهادات تقدير للفائزين، بالإضافة إلى تكريم الضيوف من الأزهر والكنيسة.
من جانبه، أشاد الدكتور رمضان عبد الرازق بالمبادرة، معتبرًا إياها نموذجًا رائدًا لمؤسسة حكومية تعي أهمية الموازنة بين متطلبات العمل واحتياجات الموظف الروحية والثقافية، مؤكدًا أن "العلم، والحب، والوحدة الوطنية" هي مثلث النجاح الحقيقي، وأن هذه المسابقة كرّمت ليس فقط الفائزين، بل وأسرهم التي زرعت فيهم القيم والانضباط، موجهًا الشكر لوزارة المالية ولمصلحة الضرائب على هذه اللفتة الطيبة، وداعيًا الله أن يحفظ مصر دائمًا في أمن وسلام.
كما أعرب القمص موسى إبراهيم عن سعادته البالغة بالمشاركة، مثمنًا جهود مصلحة الضرائب في تنظيم فعالية تستهدف تعزيز القيم المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تُجسد رؤية واعية وإدارة حكيمة تُدرك أهمية ترسيخ ثقافة المواطنة في بيئة العمل، داعيًا إلى تعميم هذا النموذج في مختلف مؤسسات الدولة، ومؤكدًا أن العلاقة بين الأزهر والكنيسة تمثل ركيزة أساسية لوحدة هذا الوطن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف الانتماء الوطني الترابط الوطني التماسك المجتمعي الثقافة الدينية الحوار الديني الدكتور رمضان عبد الرازق العاملين بالضرائب الفعاليات الدينية القمص موسى إبراهيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المواطنة الوحدة الوطنية بيئة العمل تكريم العاملين ثقافة المواطنة دور الأزهر دور الكنيسة رشا عبد العال سؤال وجواب شهادات تقدير مؤسسات الدولة مبادرات وطنية مسابقات دينية مسابقة رمضانية مصلحة الضرائب المصرية موظفو الضرائب وزارة المالية مصلحة الضرائب
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.