حين تختنق الأسماك… ويبكي النهر
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في بلادٍ كانت تُسمّى يوماً وادي الرافدين، أصبح الماء عدو الحياة، والنهر قاتلاً صامتاً يمرّ على جثث الأسماك كما يمرّ على صمتنا. هنا، في العراق، لا تنفق الأسماك فقط، بل تنفق معها آخر رمق من كرامة البيئة، من عافية النهر، ومن ضمير المسؤول.
لم تعد مشاهد النفوق الجماعي للأسماك في نهر الفرات أو دجلة تثير الذهول، فقد أصبحت موسمية كالعواصف الترابية والانقطاعات الكهربائية.
الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات غائبة أو مغيبة. لماذا تموت الأسماك؟ لماذا تختنق في مياهٍ كان يُفترض أن تكون شريان الحياة؟ والجواب، كما هو حال كل شيء في العراق خليط من الإهمال، الفساد، والعجز المتواطئ. التلوث الصناعي، التصريف العشوائي للمياه الثقيلة، الإطلاقات الكيمياوية من المعامل، الصرف الصحي غير المعالج، ونقص الإطلاقات المائية من دول الجوار، كلها تتشابك كأصابع جثة تغرق في الوحل.
لا أحد يُحاسب. لا وزارة البيئة تملك أدوات حقيقية للردع، ولا وزارة الموارد المائية تملك سيطرة حقيقية على نهر بات بلا سيادة. حتى وزارة الصحة حين تصدر بيانات، تصدرها ببرود، وكأنها تتحدث عن حادث عرضي في دولة أخرى، لا عن كارثة متكررة تهدد الأمن البيئي والغذائي في بلدٍ يعاني أصلاً من كل أنواع الموت البطيء.لكن القصة ليست فقط عن الأسماك. هي تراجيديا سوداء، لأن موت الكائنات الصامتة هو جرس إنذار لما ينتظر البشر. النهر الذي لا يحفظ الحياة في داخله، لن يمنحها لمن على ضفافه. النفوق رسالة قاسية تقول لنا أنتم القادمون في الطابور . من لا يحترم الماء لا يستحقه، ومن يلوثه لا يملك مستقبلاً فيه.
في هذا الوطن، يبدو أن كل ما يتحرك نحو الحياة يُدفن مبكراً الشاب، الحلم، الكتاب، النهر… وحتى السمكة. حتى هذه المخلوقات التي لا تحتج، لا تتظاهر، لا تطالب بالكهرباء أو الوظيفة، لم تسلم من لعنة الفساد، ومن جريمة الصمت.
فمن المسؤول؟ هل نسأل الوزارة التي نامت على التقارير؟ أم المزارع الذي سمّم المياه؟ أم الدولة التي لا تملك خطة إنقاذ بيئية؟ أم أنفسنا، نحن الذين تعودنا رؤية الجثث، سواء كانت بشرية أو مائية، دون أن نصرخ؟ ربما كلنا شركاء، أو ضحايا، أو شهود عار.
في الختام، يظل النهر شاهداً بلا صوت. يسير بثقله، يحمل فوق ظهره جيف الأسماك، وتحت مياهه خيبات وطن بأكمله. لا أحد يعتذر، لا أحد يُحاسب، فقط نكتب، فقط نرثي، ثم ننتظر النفوق القادم.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
صور| رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية
سجلت أسعار بعض أصناف الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 30%، بالتزامن مع اقتراب موسم صيد الروبيان وتأثير رياح البوارح، والتي تسببت في انخفاض كميات الصيد المعروضة في السوق، ما انعكس على أسعار الأنواع الأكثر طلبًا.
وبحسب بائعي الأسماك، فإن أبرز الأصناف التي شهدت صعودًا في الأسعار هي سمكة الهامور، التي تجاوز سعر الكيلو منها 70 ريالًا، في حين بلغ سعر كيلو الصافي نحو 40 ريالًا، وهو من الأنواع البلدية المعروفة في المنطقة، لا سيما تلك المصطادة من سواحل تاروت.
أخبار متعلقة "نعمة لا تُهدر".. مبادرة توعوية لإعادة تدوير الملابس في القطيف تتراوح بين 49-50 مئوية.. المنطقة الشرقية تشهد موجة حارة اليوموأوضح بائع الأسماك دخيل حسين الغزوي أن هذه الفترة من العام، وتحديدًا في يوليو، تُعد من المواسمدخيل الغزويالتي تقل فيها الأسماك بسبب الرياح الموسمية وبدء الاستعداد لصيد الروبيان، مشيرًا إلى أن بعض الأنواع حافظت على أسعارها مثل الفسكر والعندق بسعر 25 ريالًا للكيلو، في حين بلغ سعر كيلو سمك العروسة 28 ريالًا، والسبرين 40 ريالًا، فيما بقي العندق الكبير عند 60 ريالًا للكيلو.
وأضاف أن سعر الهامور الصغير ارتفع بشكل لافت إلى 85 ريالًا للكيلو، بينما بلغ سعر الكبير منه 50 ريالًا. بينما وصل سعر الكيلو الصافي 35 ريال.
وأشار عدد من الزبائن إلى أنهم لاحظوا الارتفاع الواضح في الأسعار، إذ عبّر جعفر محمد اللاجامي عنجعفر اللاجاميدهشته من سعر كيلو الهامور الذي اشتراه بـ 70 ريالًا، معتبرًا أنه مبلغ مرتفع، بينما أكد أن أسعار العندق والشعري ما تزال في حدودها المعتادة عند 25 ريالًا.
وقال الزبون محمد الحافظ، الذي زار سوق القطيف للمرة الأولى قادم من الرياض، إن الأسعار كانت مرتفعة بشكل عام، موضحًا أن سعر كيلو الصافي وصل إلى 35 ريالًا، مرجعًا ذلك إلى قرب موسم الروبيان وقلة المعروض.
ووصف رضا آل بريه الأسعار بالمرتفعة بشكل لافت، مشيرًا إلى أنه اشترى سمك الصافي بحجم 2,5 كيلو بسعر 100 ريال، وهو ما يطلق عليه محليًا ”الذهب أو المانجو“، فيما بلغ سعر النوع الأكبر حجمًا بنفس السعر، ما أثار تساؤلاته حول أسباب هذا الصعود.رضا البريه
من جانبه، أوضح الصياد وبائع الأسماك محمد الحماقي، أن أسعار الأسماك تشهد عادة تقلبات موسمية، وترتفع بشكل ملحوظ مع قرب موسم الروبيان، مؤكدًا أن أسعار الهامور البلدي الصغير ارتفعت من 50 إلى 75 ريالًا، في حين وصل سعر الهامور المتوسط إلى 60 ريالًا، والكبير إلى 50 ريالًا للكيلو بعد أن كان يُباع بـ 35 ريالًا قبل شهر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية رياح البوارح وموسم الروبيان يرفعان أسعار الأسماك 30% بالشرقية var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأضاف أن أسعار الأسماك تتراجع عادة في نهاية الشهر نظرًا لانخفاض الإقبال، لكنها تعاود الارتفاع في بدايته. وبيّن أن الكنعد الكبير يُباع حاليًا ب60 ريالًا، والكنعد الوسط ب50 ريالًا، والحمام العربي ب40 ريالًا، فيما تتراوح أسعار سمك الشعري بين 30 و40 ريالًا، وتصل الحمراء النادرة إلى 50 ريالًا للكيلو.
وأشار إلى أن سمك الصافي البلدي المعروف ب ”البطين الحزيز“ يُباع اليوم ب40 ريالًا، رغم أن سعره في نفس الفترة من العام الماضي تجاوز 100 ريال بسبب ندرة توفره حينها في الأسواق.