تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، جهودًا متزايدة من التيار اليميني المتطرف، لنشر أفكارهم وأيديولوجياتهم عبر نشر الكتب والمطبوعات الثقافية. 

وتظهر التطورات الأخيرة كيفية استخدام ناشرين يمينيين متطرفين لمنصات النشر لترويج أفكارهم، في ظل حرب ثقافية أوسع تشنها إدارة ترامب ضد ما يعتبرونه ثقافة ليبرالية مهيمنة، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

 

من بين أبرز هؤلاء الناشرين مجموعة “فونداسيون للنشر” التي تضم ناشرًا يمينيًا متطرفًا يدعى دانيال ليزي، وهو مدير في المؤسسة ومرتبط بشركات نشر أخرى مثل “نيتفورك برس” التي أصدرت حتى الآن فقط بيانًا إيديولوجيًا يمينيًا متطرفًا كتبه المستثمر التكنولوجي مارك أندريسين، وهو أحد رموز اليمين المتطرف التقني.

كما يظهر ارتباط آخر بين ناشر روايات الخيال العلمي اليميني “آرك برس” و"تشابتر هاوس"، التي كانت في الأصل دار نشر مستقلة لشعر وروايات الخيال العلمي، لكنها تحولت إلى مورد تعليمي للتعليم المنزلي.

تبرز هذه التطورات كيف يحاول اليمين المتطرف إضفاء طابع فني وثقافي على محتواهم، مستفيدًا من الحرب الثقافية التي تشنها إدارة ترامب ضد "الثقافة الليبرالية"، في محاولة لتوسيع تأثيرهم على الثقافة الأمريكية، خاصة بين الشباب.

يقول جوردان كارول، مؤلف كتاب "البياض التكهني: الخيال العلمي واليمين البديل"، إن للتيار اليميني تاريخًا طويلًا في خلق مؤسسات مضادة تهدف إلى بناء ثقافة شعبية قائمة على القيم المحافظة والمتطرفة لمواجهة تأثير الإعلام والمؤسسات الأكاديمية السائدة.

ومن أبرز الشخصيات في هذا المجال، جوناثان كيبرمان، مؤسس “باسيج برس” في 2021، الذي كان ناشطًا يمينيًا متطرفًا معروفًا عبر الإنترنت باسم "L0m3z". ينشر "باسيج برس" أعمالًا لكتاب ذوي أفكار معادية للديمقراطية مثل كورتيس يارفن ونيك لاند وستيف سايلر، الذين تتراوح كتاباتهم بين تأييد أفكار التفوق العرقي والدعوة إلى أنظمة حكم استبدادية.

وفقًا لهايدي بيريتش، مؤسسة مشروع مكافحة الكراهية والتطرف، فإن هذه الجهود تمثل جبهة جديدة في الحرب الثقافية، تدفع أمريكا بعيدًا عن الديمقراطية والمساواة نحو حكم استبدادي.

طباعة شارك اليمين المتطرف الكونجرس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليمين المتطرف الكونجرس

إقرأ أيضاً:

مستقبل بلا أسلحة نووية.. بين الخيال والواقع

 

في عالم تمتلك فيه تسع دول فقط ترسانات نووية – أربع منها (الولايات المتحدة، روسيا، الكيان الصهيوني، الهند، وباكستان) منخرطة في صراعات إقليمية أو حروب بالوكالة – يبدو حلم نزع السلاح النووي كأنه معركة ضد الزمن. فمع تصاعد التوترات الجيوسياسية، من التهديدات المتبادلة بين موسكو وواشنطن إلى التوترات بين الهند وباكستان، وتطوير أسلحة نووية “أصغر حجما وأكثر دقة” (مثل الصواريخ النووية التكتيكية)، أصبح خطر الانزلاق نحو حرب نووية – عن قصد أو خطأ – أعلى من أي وقت مضى.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن حقا تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية؟ وإذا كان الأمر ممكنا، فما هو المسار العملي للوصول إلى هناك؟

ان الحملات المناهضة للأسلحة النووية لطالما ركزت على مخاطرها الإنسانية والبيئية، مثل التدمير الشامل الذي حدث في هيروشيما وناغازاكي. لكن هذه الجهود واجهت إخفاقات متكررة.. ورغم نجاح بعض الحملات في زيادة الوعي (مثل معاهدة حظر الأسلحة النووية 2017)، إلا أنها فشلت في إقناع الدول النووية بالتخلي عن ترساناتها، لأنها لم تقدم بدائل أمنية مقنعة.

والمشكلة الأكبر هي الرؤية السائدة بأن امتلاك الأسلحة النووية هي الضمانة الوحيدة للبقاء (مثل الكيان الصهيوني الذي يعتبر السلاح النووي “ضمانة وجودية” له في مواجهة كل حركات المقاومة في المنطقة) ولابد من الاعتراف ان عالما يسوده المنافسة الاستراتيجية، لا يكفي الدعوات الأخلاقية لإقناع الدول بالتخلي عن أدوات نفوذها.

ويمكن اعتبار ان أحد أكبر التحديات في النقاش حول نزع السلاح النووي هو الاعتقاد السائد بأن الأسلحة النووية “تحفظ السلام” عبر سياسة الردع. لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية (1962)، حيث كادت الأخطاء البشرية والتقديرات الخاطئة أن تسبب دمارا عالميا

وإذا كان نزع السلاح النووي ممكنا، فإنه يتطلب استراتيجيات واقعية تعالج مخاوف الدول الأمنية وتوفر بدائل للردع. ومن بين الحلول المقترحة:

1. تحويل مفهوم الأمن من “الردع” إلى “المنع” وتطوير أنظمة دفاع صاروخي متطورة يمكنها اعتراض الصواريخ النووية (مثل نظام “حارس السماء” الأمريكي) والعمل على تعزيز الدبلوماسية الوقائية لمنع الصراعات قبل تصاعدها إلى مواجهة نووية.

2. اتفاقات متدرجة مع حوافز ملموسة وخفض عدد الرؤوس النووية بشكل تدريجي، مع ضمانات أمنية للدول التي تشعر بالتهديد (مثل ضمانات أمريكية لأوكرانيا في التسعينيات لو تخلت عن ترسانتها) وتقديم مساعدات اقتصادية وتكنولوجية للدول التي تتخلى عن برامجها النووية (كما حدث مع جنوب إفريقيا بعد انتهاء الفصل العنصري).

3. تعزيز الشفافية والرقابة التكنولوجية عبر استخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي لمراقبة التزام الدول بمعاهدات الحد من الأسلحة ولابد من العمل على إنشاء هيئات دولية مستقلة للتفتيش، بعيدا عن سياسات “الكيل بمكيالين”.

4. تغيير الثقافة الاستراتيجية العالمية من خلال تشجيع الحوار بين القوى النووية لتقليل سوء الفهم (مثل خطوط الاتصال المباشرة بين واشنطن وموسكو) وكذلك. دمج نزع السلاح النووي في أجندة الأمن العالمي، مثل مكافحة الإرهاب أو التغير المناخي.

ورغم التحديات، فإن عالمًا خاليا من الأسلحة النووية ليس مستحيلا – لكنه يتطلب إرادة سياسية واستراتيجيات عملية تتجاوز الشعارات. الفشل ليس خيارا، لأن العواقب قد تكون كارثية. واقتبس قول احد السياسيين الغربيين حين قال ” ان العالم ليس فقط مكانا أكثر أمانا بدون أسلحة نووية، بل هو المكان الوحيد الذي يمكن للبشرية أن تزدهر فيه على المدى الطويل”

ولكن يبقى السؤال الجوهري في النهاية هو: هل نستطيع ان نتحرك قبل فوات الأوان؟

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • داخلية غزة تتوعد العصابات التي اعترف الاحتلال بتشكيلها لنشر الفوضى
  • مستقبل بلا أسلحة نووية.. بين الخيال والواقع
  • تحوّل دراماتيكي في مسار حوادث العنف بفرنسا: اليمين المتطرف في قفص الإتهام
  • انهيار الحكومة الهولندية بعد انسحاب اليمين المتطرف من الائتلاف
  • استقالة رئيس الوزراء الهولندي بعد انسحاب اليمين المتطرف
  • تقرير| اليمين المتطرف يشعل مشاريع الضم في الضفة المحتلة
  • سقوط حكومة هولندا بعد انسحاب حزب فيلدرز اليميني المتطرف بسبب خلاف حول سياسة اللجوء
  • زعيم اليمين المتطرف في هولندا يعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي