ناشطون يستولون على تمثال شمعي لماكرون احتجاجا على سياساته المناخية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
في خطوة رمزية أثارت جدلاً واسعاً، استولى نشطاء من منظمة "غرينبيس" البيئية على تمثال شمعي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من متحف "غريفان" الشهير في قلب العاصمة باريس، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"فشل متكرر" للرئيس في التعامل مع أزمة المناخ.
وأكدت "غرينبيس" في بيان رسمي أن العملية لم تكن تخريبية، بل جاءت بهدف لفت الأنظار إلى "الهوة العميقة بين الخطاب البيئي الذي يعلنه ماكرون وقراراته الفعلية الداعمة للشركات الكبرى المسببة للتلوث"، وفق تعبير البيان.
وأضافت المنظمة أن "استعارة التمثال الشمعي لماكرون ترمز إلى أن وجوده في هذا الصرح الثقافي غير مستحق طالما لم ينهِ العقود الفرنسية مع روسيا ولم يقد تحولاً بيئياً حقيقياً على المستوى الأوروبي".
NEW: French President Emmanuel Macron wax replica kidnapped from the Grevin Museum in Paris by climate activists.
Plot twist: This is the real Macron and he’s just trying to get away from his wife.
The group, Greenpeace, blasted Macron, saying he "does not deserve to be… pic.twitter.com/JO49V4rhtb — Collin Rugg (@CollinRugg) June 3, 2025
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن متحدث باسم المنظمة، فقد تسلل النشطاء إلى المتحف متظاهرين بأنهم زوار، قبل أن يتوجهوا مباشرة إلى قاعة العرض التي يوجد فيها تمثال الرئيس.
ووفق مصدر أمني تحدث لوكالة "فرانس برس"، فقد بدل النشطاء ملابسهم داخل المتحف، ثم غطوا التمثال ببطانية وقاموا بسحبه إلى الخارج عبر مخرج الطوارئ.
إدارة المتحف: ندرس الخيارات القانونية
من جهتها، أكدت إدارة متحف "غريفان" وقوع الحادثة، مشيرة إلى أن التمثال نُزع من مكانه "بطريقة مفاجئة"، إلا أنه لم يتعرض لأضرار جسيمة.
وأعربت الإدارة عن أسفها لاستخدام التمثال "لأغراض سياسية لا تتماشى مع طبيعة المتحف الفنية والسياحية"، مضيفة أنها تدرس حالياً إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية بحق المسؤولين عن الحادث.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الانتقادات للسياسات الفرنسية المتعلقة بالطاقة والمناخ، لاسيما ما يتصل باستمرار العلاقات التجارية مع روسيا في مجال الوقود الأحفوري، رغم الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قد نشرت في أيار/مايو الماضي تحليلاً يُظهر أن روسيا لا تزال تحقق أرباحاً طائلة من صادرات النفط والغاز إلى الغرب، بما يشمل دول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، فإن عائدات روسيا من صادرات الوقود الأحفوري منذ بداية تدخلها العسكري في أوكرانيا عام 2022 تجاوزت 883 مليار يورو، من بينها نحو 228 مليار يورو من دول فرضت عليها عقوبات، أبرزها فرنسا التي بلغت وارداتها نحو 17.9 مليار يورو.
كما كشفت البيانات عن ارتفاع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بنسبة 20% خلال عام 2024، حيث يتجه نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي حالياً إلى دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا.
البيئة في مواجهة السياسة
ورغم الدعم العسكري الذي تقدّمه باريس لكييف، والعقوبات التي فرضتها على موسكو، يواصل ناشطو البيئة توجيه انتقادات حادة لإدارة ماكرون، متهمين إياها بـ"الازدواجية" في الخطاب البيئي.
ويقول المنتقدون إن استمرار التعاون الاقتصادي مع روسيا في قطاع الطاقة الأحفورية يقوّض أي جهد فعلي لتحقيق الانتقال نحو طاقة نظيفة ومستدامة.
وكان الرئيس الفرنسي قد صرح مؤخراً بأن بلاده "قد تفرض المزيد من العقوبات على روسيا" في حال عدم تجاوبها مع جهود وقف إطلاق النار، غير أن مراقبين يرون أن السياسات الاقتصادية الفرنسية لا تزال أقل حزماً من التصريحات السياسية، ما يثير الشكوك حول جدية التزامات باريس البيئية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم البيئية تمثال ماكرون روسيا فرنسا فرنسا روسيا تمثال البيئية ماكرون حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الشرع لماكرون: أحداث السويداء نتيجة فوضى لمتمردين على الدولة
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري السيد أحمد الشرع، تناولا خلاله مستجدات الوضع في سوريا، وسبل دعم مسارات الاستقرار والحل السياسي، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات صلة.
وتطرق الشرع إلى الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، مشيرا إلى أن ما يجري هناك هو نتيجة مباشرة لفوضى أمنية تقودها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، تتمرد على الدولة وتتنافس على النفوذ بقوة السلاح.
وشدد على أن الدولة السورية لن تسمح باستمرار هذا الوضع، وستتحمّل مسؤولياتها الكاملة في فرض الأمن، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وتفعيل مؤسسات الدولة في المنطقة.
وأشار إلى أن أي محاولات خارجية، وخاصة من قبل إسرائيل، لاستغلال هذه الأوضاع أو التدخل في الشؤون الداخلية السورية، مرفوضة كليا، وأن السويداء جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، وأهلها شركاء في بناء الوطن، لا أداة لأي أجندة انفصالية أو تخريبية.
وعبّر الشرع عن تقديره للموقف الفرنسي المتوازن والداعم لحقوق السوريين في الأمن والسيادة والاستقرار.
كما رحّب بأي مبادرات اقتصادية واستثمارية فرنسية، تُسهم في إعادة إعمار سوريا وتوفير فرص العمل، وخاصة في القطاعات الحيوية التي دمرتها الحرب، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأكد الشرع أن سوريا منفتحة على التعاون مع كل من يسعى لدعمها، مشددا على أن الاستثمار الدولي يجب أن يكون بوابة لتعزيز السلام لا أداة للابتزاز.
من جانبه، شدّد ماكرون خلال الاتصال، على تمسك فرنسا بوحدة واستقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية، مؤكدا أن استقرار سوريا يُعد ضرورة إقليمية وأولوية إنسانية.
كما عبّر عن إدانته الشديدة للتصعيد الإسرائيلي الأخير والانتهاكات المستمرة للسيادة السورية، مؤكّدا على وحدة الأراضي السورية وحصر السلاح بيد الدولة، وداعيا الأطراف الدولية لعدم التدخل السلبي في الشأن السوري.
وأبدى ماكرون استعداد فرنسا لدعم سوريا في مرحلة إعادة الإعمار والتعافي عبر مساهمات فنية وإنسانية، وتشجيع القطاع الخاص الفرنسي على العودة إلى السوق السورية تدريجيا.
وكان ماكرون قد صرّح عقب الاتصال بالشرع بأن "تذكّر الأعمال العنيفة الأخيرة في سوريا بالهشاشة الشديدة للمرحلة الانتقالية. يجب حماية المدنيين، من الضروري تجنب تكرار حلقات العنف ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال العنيفة".
وتابع: "وقف إطلاق النار في السويداء إشارة إيجابية. يجب الآن أن يتيح الحوار الهادئ تحقيق هدف توحيد سوريا مع احترام حقوق جميع مواطنيها".
وأضاف أنه "من المتوقع إجراء ملاحقات بناءً على التقرير الذي قدمته اللجنة المستقلة، فيما يتعلق بالعنف على الساحل".
وأوضح أنه تحدث مع الرئيس السوري "عن الضرورة الملحة لإيجاد حل سياسي مع الأطراف المحلية، في إطار وطني للحوكمة والأمن، كذلك، من الضروري أن تتقدم المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية بنيّة حسنة. سمحت المناقشات الثلاثية بتحديد الخطوات التالية".
واختتم ماكرون قائلا: "كررت التزامنا بسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية. تطرقنا في هذا الصدد إلى المباحثات مع إسرائيل. أعربنا كلانا عن دعمنا للتعاون في استقرار الحدود السورية-اللبنانية. فرنسا مستعدة لدعم هذه الجهود".