ياسر عرمان كان اعتصام القيادة العامة هو اكبر مختبر لثورة ديسمبر ويعج بالديسمبريات والديسمبريين والقوى المهمشة وعلى رأسها النساء وجماهير قاع المدينة، وبدأت ثورة ديسمبر الحقيقية وتخلقت وتشكلت في ساحة الاعتصام وبرزت شعاراتها ومضمونها الثوري الاجتماعي عند ابواب القيادة العامة! كانت ساحة الاعتصام منبراً لتراكم كمّي وثوري هائل على وشك ان ياخذ مساراً نوعياً جديداً يوصل لأول مرة في تاريخ الثورات السودانية قوى ثورية حقيقية لقيادة الانتقال مسنودة بشارع ثوري وبملامح واضحة من التنوع السوداني العريض ومشاركة واسعة للنساء والشباب.

كانت ساحة الاعتصام على وشك التحول لقيادة تذهب بثورة ديسمبر إلى محطتها النهائية وهي هزيمة الفلول واكمال الثورة وتأسيس الدولة. دولة جديدة تسع كل السودانيين وتلحق هزيمة بفلول النظام القديم وأطروحاته البالية، كل ذلك اخاف المتنفذين في كافة القوات النظامية ومن خلفهم قيادات النظام القديم من الاسلاميين وقوى داخلية وخارجية كانت تريد ان تقطع الطريق على الثورة السودانية سيما ان شعارها في أكبر لافتة في ميدان الاعتصام وفي أعالي جمهورية النفق كان ( الشعب يريد بناء سودان جديد) ومن هنا أرعبت ساحة الاعتصام قوى النظام القديم وعلى رأسهم الإسلاميين وهذا هو السبب الحقيقي لفض اعتصام القيادة العامة. هل كانت ساحة الاعتصام تحمل ملامح من كميونة باريس؟: كميونة باريس هي حكومة ثورية فرنسية استطاعت فيها قوى الثورة والفئات العاملة والمهمشة ان تقيم نظام حكم ثوري في ١٨ مارس ١٨٧١، وامسكت بلجام السلطة في مدينة باريس حتى ٢٨ مايو ١٨٧١ وكان الحرس الوطني الفرنسي الذي يدافع عن باريس قد اصبحت فئات من جنوده راديكالية وجذرية بحكم تأثيرات الفئات العاملة الثورية بعد إعلان الجمهورية الفرنسية الثالثة، وفي ١٨ مارس استولى بعض جنود الحرس الوطني والمجموعات المهمشة على السلطة في باريس ورفضوا قبول سلطة الجمهورية الثالثة وكانوا على وشك تأسيس حكومتهم المستقلة، واستمر حكم كميونة باريس لمدة شهرين بإعلان سياسات تقدمية ضد هيمنة النظام الديني وتحدثوا عن فصل الدولة عن الكنيسة وانهاء استغلال الأطفال في العمل وحق الفئات العاملة في الاستيلاء على المصانع والمؤسسات وتحدثوا عن حقوق النساء، رغم هزيمة كميونة باريس لكن الشرارة التي ولدتها استمرّت، وعلى الرغم من هزيمة اعتصام القيادة العامة لكن روحه الثورية المقاتلة لم تخمدها الحرب ولا تزال الاهداف والمشروع الذي عبر عنه الاعتصام حاضراً ويخيف دعاة الحرب. ان الأطراف التي قامت بفض الاعتصام هي التي أشعلت حرب ١٥ أبريل، وحرب ١٥ أبريل بدأت يوم ان فُض الاعتصام في ٣ يونيو ٢٠١٩ والأطراف التي اتفقت على فض الاعتصام لم تتفق على كيفية الحكم حتى يومنا هذا وانخرطت في حرب ضروس. شاهدت ساحة الاعتصام قبل وبعد!: في نهاية مايو ٢٠١٩ قررت الذهاب للخرطوم،وكنت حينها محكوم علي بالإعدام ورفض المجلس العسكري اسقاط حكم الإعدام ووقتها كنت متواجداً في مدينة جوبا وبعث لي الفريق هاشم عبد المطلب رئيس هيئة الأركان أنداك في زيارته القصيرة لمدينة جوبا برسالة فحواها ان لا اتي للخرطوم وذهبت للخرطوم وان لم اذهب لندمت كثيراً لأنني كحلت ناظري بزيارة لساحة اعتصام القيادة العامة واستقبلت استقبالاً هو دين يطوق عنقي من الشهداء والأحياء في اعتصام القيادة العامة. وقد رأيت غابة التلفونات الذكية وهي تشعل أمسيات القيادة العامة ورأيت الثورة والثوار والديسمبريات والديسمبريين الذين لا تنطفئ نارهم ابداً مثل نار القرآن وتقابته التي لا تموت، ساحة الاعتصام فكرة والفكرة لا تنطفئ. بعد فض الاعتصام عند الفجر ومشاركتي في المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير، ارسل من قاموا بفض الاعتصام (١٧) عربة محملة بالمدافع إلى حي مسالم ومفجوع بفض الاعتصام وقاموا باعتقالي بعد الاعتداء علي بالضرب بعد ان كتبت عدة بيانات بان فض الاعتصام هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ارتكبت مع سبق الاصرار والترصد ولن تسقط بالتقادم، وقادوني للاعتقال عبر ساحة الاعتصام التي مررت بها ثلاث مرات في ذلك اليوم، مرتين نهاراً وثالثة ليلاً قبل ان يقرروا اعتقالي بسجن جهاز الامن (التلاجات) ببحري ثم ابعادي بطائرة عسكرية إلى جوبا، وقد رأيت الحرائق والدماء وبشاعة الاعتداء ومخلفات الجرائم التي ارتكبت في ساحة الاعتصام وأدليت بشهادتي إلى لجنة نبيل أديب! ان جريمة فض اعتصام القيادة العامة وجرائم حرب ١٥ أبريل ستلاحق مرتكبيها ولن تنقضي ويمحوها الزمن ولا يمكن الإفلات من عقابها. المجد للديسمبريات والديسمبريين في ساحة اعتصام القيادة العامة. الحمد لله على الثورة الطالعة ونازلة سيعود الناس للقرى والأحياء والمدن وستعودي اللساتك مرة أخرى ٣ يونيو ٢٠٢٥ الوسومياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ياسر عرمان اعتصام القیادة العامة ساحة الاعتصام حرب ١٥ أبریل فض الاعتصام

إقرأ أيضاً:

باحث يفضح اعتصام الإخوان في تل أبيب: رفعوا علم إسرائيل

كشف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي عن تواطؤ خطير بين جماعة الإخوان الإرهابية وأطراف معادية لمصر في الخارج حيث أشار إلى حادثة غريبة وقعت أمام السفارة المصرية في تل أبيب، تكشف التوجهات الحقيقية لهذه الجماعة وأهدافها في تخريب صورة مصر على المستوى الدولي.


كما كشف فرغلي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، عن أن قيادات من جماعة الإخوان، مثل رائد صلاح وكمال الخطيب، قاموا بقيادة اعتصام في تل أبيب أمام السفارة المصرية، حيث تم رفع العلم الإسرائيلي في خطوة استفزازية تهدف إلى إرسال رسائل مشوهة حول الدور المصري في القضية الفلسطينية.


كما أكد فرغلي أن هذه المظاهرة شهدت حضور عدد من الإسرائيليين الذين انضموا إلى المعتصمين، وهو ما يفضح بشكل كبير التعاون الخفي بين هذه الجماعة والكيان الصهيوني.

وقال فرغلي: "هذه هي حقيقة الإخوان، جماعة تروج للشعارات الوطنية والدينية، لكنها في الواقع تسعى للتقارب مع الأعداء، وهي لا تجد مشكلة في رفع العلم الإسرائيلي إذا كان ذلك يخدم أجندتها ضد مصر". 


وأوضح أن هذا الحدث يضاف إلى سلسلة من الأعمال التي تهدف إلى تشويه صورة مصر وتحميلها المسؤولية عن الوضع في غزة، بينما يتم تبرئة الاحتلال الإسرائيلي من هذه الجرائم.


وأضاف فرغلي: "هذه المظاهرات تُظهر لنا بوضوح أن الإخوان ليس لديهم مشكلة في خيانة القضايا الوطنية إذا كانت تخدم مصالحهم، وهم يخططون باستمرار لإحداث فتن داخلية في مصر، باستخدام قوى خارجية مثل إسرائيل كأداة لتحقيق هذا الهدف".

كما أكد فرغلي أن هذا التنسيق بين الإخوان وأطراف معادية يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى الضغط على مصر وإضعاف دورها المحوري في المنطقة، لا سيما في ظل الأحداث الأخيرة في غزة.

وشدد على أن هذه الأنشطة لن تؤثر في وعي الشعب المصري الذي بات يدرك حجم التآمر الذي يُحاك ضد وطنه من جماعات تسعى لخدمة مصالح خارجية على حساب أمن واستقرار مصر.

ماهر فرغلي: حركة "حسم" الإرهابية انطلقت من قلب تنظيم الإخوانماهر فرغلي: التيار الجمهوري في الولايات المتحدة أدركوا تحريض جماعة الإخوان على العنفماهر فرغلي: ملف الجماعة تستخدمه أمريكا ودول أوروبية استخباراتيًا طباعة شارك ماهر فرغلى تل أبيب إسرائيل

مقالات مشابهة

  • تشريح جثة المصارع هالك هوجان يكشف الأسباب الحقيقية لوفاته
  • باحث يفضح اعتصام الإخوان في تل أبيب: رفعوا علم إسرائيل
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: والحرب الحقيقية تبدأ الآن
  • بدء الجلسة العامة التشريعية
  • هيئة النقل تُعلن إطلاق تجربة التوصيل الذاتي باستخدام مركبات ذاتية القيادة
  • “هيئة النقل” تُعلن إطلاق تجربة التوصيل الذاتي باستخدام مركبات ذاتية القيادة
  • صحيفة تركية تتحدث عن هزيمة إسرائيلية في غزة رغم التفوق العسكري
  • شارك بحرب أكتوبر وأثرت بوجدانه.. محطات في حياة الفنان الراحل لطفي لبيب
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هدفنا هزيمة حماس حتى لا تقرر الوضع في غزة
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته