في خطاب تنصيبه الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يتعهد بالتواصل مع بيونج يانج
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
سيول "أ ف ب": تعهد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونغ في خطاب تنصيبه اليوم "بمداواة الجراح" والتواصل مع كوريا الشمالية المسلحة نوويا.
وقال الرئيس اليساري الوسطي إن الحمائية تُشكّل تهديدا وجوديا لرابع أكبر اقتصاد في آسيا.
يعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية بشدة على التصدير وقد تضرّر من فوضى التجارة العالمية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتُعدّ هذه الاضطرابات التجارية إلى جانب التوترات مع الجارة الشمالية من التحديات التي تواجه هذا العامل السابق البالغ 60 عاما والذي فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أُجريت الثلاثاء في ختام أزمة سياسية استمرت ستة أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك-يول فرض الأحكام العرفية.
نال لي جاي-ميونغ 49,42% من الأصوات بحسب نتائج نهائية نشرتها لجنة الانتخابات، متقدما بفارق كبير على المحافظ كيم مون-سو الذي حصل على 41,2% من الأصوات وسارع للإقرار بهزيمته.
وبدأ لي يومه الأول كرئيس وقائد للجيش بإحاطة هاتفية مع القيادة العسكرية، مؤكدا رسميا تسلمه دفة القيادة.
وخلال المكالمة، حض الرئيس الجديد الجيش الكوري الجنوبي على الحفاظ على "حالة التأهب" تحسبا من استفزازات بيونغ يانغ، لكنه أكد في أول خطاب رئاسي له استعداده للحوار.
وقال "سنُداوي جراح الانقسام والحرب، ونُرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار... مهما كلّف الأمر، فالسلام خير من الحرب".
وأكّد الرئيس الجديد أنّ بلاده "ستردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية، وستفتح قنوات اتصال، وستسعى إلى الحوار والتعاون لبناء السلام في شبه الجزيرة الكورية".
تفاعلت الأسواق المالية بشكل إيجابي مع الانتخابات، وارتفعت بورصة سيول وعملتها الوون، على الرغم من تولي لي جاي-ميونغ منصبه قبل ساعات فقط من دخول رسوم جمركية أميركية بنسبة 50% على صادرات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ، وهما قطاعان مهمان لكوريا الجنوبية.
وأشار المحلل الرئيسي في المعهد الكوري للتوحيد الوطني هونغ مين إلى أن تصريحات لي جاي-ميونغ بشأن كوريا الشمالية تُمثل "تغييرا جوهريا" مقارنة بمواقف سلفه يون سوك يول الأكثر تشددا، إذ لم يضع على الفور شروطا مسبقة للحوار مع بيونغ يانغ.
وأقام الرئيس الجديد حفل تنصيب متواضع في الجمعية الوطنية، في المكان نفسه الذي نشر فيه يون قوات في مطلع ديسمبر عندما حاول تعليق الحكم المدني.
ثم أعلن لي تعيين أعضاء رئيسيين في إدارته بينهم مستشاره المخضرم كيم مين-سوك رئيسا للوزراء، ووزير التوحيد السابق لي جونغ-سوك رئيسا للاستخبارات.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، سارع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تهنئة لي، وأعرب عن أمله في التعاون مع الرئيس الجديد الذي سعى سابقا إلى النأي بنفسه عن الولايات المتحدة.
ووصف البيت الأبيض في بيان أرسله إلى وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، الانتخابات بأنها "حرة ونزيهة".
لكنه أضاف أن "الولايات المتحدة لا تزال قلقة ومعارضة لتدخل الصين وفرض نفوذها على البلدان الديموقراطية حول العالم".
وهنأ الرئيس الصيني شي جينبينغ لي جاي-ميونغ، مؤكدا "الأهمية الكبرى لتنمية العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وقال شي "الصين مستعدة للعمل بحزم مع كوريا الجنوبية من أجل... الحفاظ على مسار الصداقة وحسن الجوار ... والمنفعة المتبادلة".
وأعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أنه يريد "تمشيط" العلاقات بين سيول وطوكيو، فيما أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه يتطلع إلى تعزيزها.
ةتولى لي جاي-ميونغ السلطة فيما يتمتع حزبه بأغلبية برلمانية - مضمونة في السنوات الثلاث المقبلة - ما يعني أنه سيكون قادرا على تنفيذ أجندته التشريعية.
وفي شوارع سيول رحّب الكوريون الجنوبيون بالانفتاح الدبلوماسي الذي أعرب عنه لي تجاه كوريا الشمالية.
وقال تشوي كي-هو (55 عاما) لوكالة فرانس برس "بما أن اقتصادنا والعديد من جوانب مجتمعنا الأخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بحالة العلاقات بين الكوريتين، آمل أن نتمكن من تبني رؤية طويلة الأمد والتحرك في اتجاه أكثر إيجابية".
وقالت لي جو-يون، وهي موظفة في الثانية والأربعين من عمرها إنه "يتعين على الرئيس الجديد أن يكرّس جهوده لتوحيد أمتنا المنقسمة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة الرئیس الجدید
إقرأ أيضاً:
لي ميونغ يتّجه إلى تحقيق فوز كبير برئاسيات كوريا الجنوبية
أظهرت نتائج فرز 50 %من أصوات الناخبين في رئاسيات كوريا الجنوبية تصدر مرشح "الحزب الديموقراطي ذي الميول اليسارية" لي جاي ميونغ ، بعد حصوله على 49.01 % من الأصوات، يليه منافسه كيم مون سو مرشح حزب "سلطة الشعب" المحافظ الذي حصل على 42.62%.
وأعلن مسؤولون أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 79.4 %، وهي الأعلى منذ العام 1997، ومنح استطلاع خروج من مراكز الاقتراع أعدّته هيئات البث الثلاث الكبرى المرشح لي الفوز، وعلت الهتافات الاحتفالية لأنصاره أمام مقر الجمعية الوطنية.
وفي اليوم الانتخابي ساد الهدوء شوارع العاصمة سول بينما أعلنت الشرطة أعلى مستوى من التأهب ونشرت الآلاف من عناصرها لضمان حسن سير الانتخابات.
وخاض المرشح الليبرالي لي – الذي نجا من محاولة اغتيال العام الماضي – حملته الانتخابية وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وألقى خطاباته خلف حاجز زجاجي واق.
وفي كلمة ألقاها أمام منزله، شكر لي الناخبين على منحه ثقتهم معتبرا ذلك بـ"قرارا عظيما" وتعهد ألا يخذلهم، وقال للصحفيين "سأبذل قصارى جهدي للاضطلاع بالمسؤولية العظيمة والمهمة الموكلة إلي، لكي لا أخيب آمال شعبنا".
أما منافسه كيم مون سو فأقرلاحقا بهزيمته في الانتخابات وقال للصحفيين "سأقبل بتواضع خيار الشعب" مهنّئا "المرشّح الفائز" لي جاي ميونغ.
إعلانوبدأت عمليات فرز الأصوات عقب إغلاق مراكز الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، مع وصول صناديق الاقتراع تصل إلى قاعة للرياضة تابعة لجامعة سول الوطنية في حي غواناك-غو بالعاصمة الكورية الجنوبية.
ومدة الرئاسة في كوريا الجنوبية تقتصر على ولاية واحدة من 5 سنوات ويفترض أن يتولى لي مهامه الرئاسية بصورة شبه مباشرة، ما إن تنجز اللجنة الوطنية للانتخابات عمليات الفرز، وهو ما يرجّح أن يحدث غدا الأربعاء.
وستقع على عاتقه مجموعة مهام، بينها اتخاذ خطوات لاحتواء تقلبات التجارة العالمية التي تؤثر على اقتصاد البلاد القائم على التصدير، ووضع خطط للتصدي لتراجع معدّلات الخصوبة إلى مستويات تعد من الأدنى عالميا، والتعامل مع التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية التي تبذل جهودا متساعة لتعزيز ترسانتها العسكرية.
وتظهر استطلاعات الرأي منذ أسابيع تقدّم لي بفارق كبير على كيم، وزير العمل في حكومة يون الذي عانى من الخلافات الحزبية ولم ينجح في إقناع مرشح حزب ثالث بتوحيد الصفوف لتجنب انقسام أصوات اليمين.
تداعيات الطوارئوتاتي الانتخابات بعد 6 أشهر على محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى عزله. وبعد أشهر من الاضطرابات، أعرب العديد من الكوريين الجنوبيين عن رغبتهم بأن تمضي البلاد قدما.
ويرى خبراء إن تداعيات الأحكام العرفية التي أعلنها يون والتي جعلت كوريا الجنوبية بلا قيادة في الأشهر الأولى من الولاية الرئاسية الثانية لدونالد ترامب، كانت عاملا حاسما في الانتخابات.
وقالت كانغ جو هيون أستاذة العلوم السياسية في جامعة سوكميونغ النسائية " إن استطلاعات الرأي تظهر أن الانتخابات تعتبر إلى حد كبير استفتاء على الإدارة السابقة".
وأدى عزل يون على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية التي شهدت نشر جنود مسلحين في البرلمان، إلى جعله ثاني رئيس محافظ يواجه هذا المصير بعد بارك غيون هي في العام 2017.
إعلانويشير فوز لي إلى أن الناخبين الكوريين يرفضون التدابيرغير الليبرالية وغير الديموقراطية على غرار الأحكام العرفية، وفق ما يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد جي-ووك شين.
وتابع "من المرجّح أن يشار إلى هذه اللحظة على أنها نقطة تحوّل وذات أهمية كبرى في التاريخ السياسي لكوريا الجنوبية".
لكن نجاح لي مرده أيضا إخفاقات منافسيه وكذلك نقاط قوته، وفق مينسيون كو، الباحث في معهد وليام آند ميري للأبحاث العالمية.
وأشار كو إلى "سجل جنائي" للي "الضالع في فضائح سياسية وشخصية عدة"، ما أفقده تأييد كثر من الناخبين في الاستحقاق الرئاسي للعام 2022، في إشارة إلى حملة ترشّحه للانتخابات التي خسرها أمام يون بفارق ضئيل.
واعتبر أن صعوده الرئاسي "انعكاسا للاضطرابات السياسية العميقة التي تواجهها كوريا الجنوبية".