الحج .. من فريضة سماوية إلى عملية تعذيب مادي وسياسي .. لهذا عبّر السيد القائد عن ألمه العميق (تفاصيل)
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
يمانيون / تحليل خاص
في درسٍ إيماني وسياسي بليغ، من سلسلة قصص الأنبياء، عبّر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – عن ألمه وأسفه العميقين حيال الواقع المأساوي الذي تعيشه فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والتي تحوّلت من شعيرة مقدّسة ومظهر للوحدة الإيمانية، إلى عملية معقّدة، محاطة بالقيود والابتزاز والاستغلال السياسي والمادي.
وفي وقتٍ يجب أن يكون فيه أداء الحج أكثر يُسرًا من أي وقت مضى، بفعل تطور المواصلات ووسائل النقل، أصبح – كما وصفه السيد القائد – أصعب وأعقد رحلة في العالم، نتيجة للتعقيدات الرسمية، والتكاليف الباهظة، والسياسات الظالمة التي تحوّل قداسة الشعيرة إلى سلعة تُتاجر بها الأنظمة وتخضع لها الشعوب.
البُعد الديني – فريضة عظيمة وميراث نبوي
أوضح السيد القائد أن الحج ليس مجرّد طقس موسمي، بل هو شعيرة إلهية مقدّسة لها جذورها في دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد ورثها خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وعلى آله. إنها فريضة تعبّر عن التسليم لله، والوحدة بين المسلمين، والتجرد من الأنانية والمادية.
وفي هذا السياق، استعرض السيد القائد دعاء إبراهيم عليه السلام {رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا}، وكيف أن الله سبحانه وسّع الرزق حول البيت الحرام، حتى لا يُستغل الحجاج أو يُبتزّوا، بل ليكون الحج تجربة إيمانية راقية بعيدة عن الاستغلال والتسلط.
وأكد أن الولاية على البيت الحرام ليست سلطة إدارية أو سياسية، بل مسؤولية دينية قائمة على التقوى، مستشهدًا بقول الله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}، ومشدّدًا على أن من يصدّون عن المسجد الحرام بوسائل مادية أو سياسية، يقترفون جريمة تُوجب العذاب الإلهي.
البُعد السياسي – استهداف صهيوني وخطة للهيمنة
في قراءة سياسية واضحة وجريئة، نبّه السيد القائد إلى مخطط صهيوني خطير يسعى إلى السيطرة على مكة والمدينة، ضمن سياق مشروع صهيوني عالمي يستهدف الأمة من عمقها الديني. وذكر أن هناك دعوات صادرة من شخصيات يهودية تدعو علنًا إلى قصف الكعبة المشرفة بقنبلة نووية، في تعبير صارخ عن مدى الحقد على الإسلام ورموزه.
واعتبر أن ما يجري من تضييق على الحج، وفرض للقيود والنسب والتكاليف الباهظة، لا يخرج عن كونه جزءًا من هذا المخطط: إبعاد المسلمين عن قدسيتهم، وتحويل فريضة الحج من شعيرة تجمع الأمة إلى موسم مضغوط يخضع للمال والسلطة.
وأشار إلى أن من يتحكمون بالحج لا ينطلقون من منطلقات دينية، بل يستغلونه سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا، ويقدمون صورة إعلامية مزيفة تخالف الواقع تمامًا، حيث يعاني الحجاج من تعقيدات مؤلمة وارتفاع في الأسعار وابتزاز مالي لا يليق بحرمة المكان ولا قدسية المناسبة.
النداء للأمة – استعادة قدسية الشعيرة ورفض الاستغلال
أطلق السيد القائد في ختام حديثه نداءً صادقًا للأمة، دعا فيه إلى إعادة الوعي الحقيقي بالحج كعبادة ربانية ومسؤولية رسالية، لا كسفر سياحي باهظ الكلفة أو خاضع للمزاج السياسي. وشدّد على أن الحج يجب أن يعود إلى روحه النبوية الإبراهيمية، حيث الخضوع لله وحده، والارتباط بالمقدسات دون تشويش خارجي أو تدخلات من قوى الهيمنة والاستكبار.
وأكد أن الحج اليوم بحاجة إلى من يحميه من التسييس والتجويف، لا من يستغله أو يعقده، وأن صوت الأمة يجب أن يُرفع عاليًا في وجه كل من يُفرّغ هذه الشعيرة من مضمونها، أو يوظّفها أداةً للإذلال والربح والاستغلال.
خاتمة
الدرس السادس للسيد القائد حفظه الله يمثل كشفٌ واعٍ لمؤامرة خطيرة، ورسالة وعي إيماني وسياسي تضع الأمة أمام مسؤوليتها تجاه بيت الله الحرام وفريضة الحج. إنه نداء للتجرد من الهيمنة، والعودة الصادقة إلى قدسية ما عظّمه الله، ورفضٌ واضح لتحويل الحرم الإلهي إلى مزاد اقتصادي أو ملعب سياسي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد
إقرأ أيضاً:
مستشار المجلس السياسي الأعلى القيسي يهنئ السيد القائد والرئيس المشاط بعيد الأضحى
الثورة نت/..
رفع مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى الفريق أول علي بن علي القيسي، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط بحلول عيد الأضحى المبارك.
وأشار القيسي إلى أن عيد الأضحى يأتي واليمن يسطر أروع الملاحم والبطولات إسناد للشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي يواصل ارتكاب المجازر وجريمة الإبادة والتجويع في غزة.
وبارك العمليات العسكرية النوعية والمتصاعدة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة لغزة، لافتًا إلى أن التطور الذي وصلت إليه القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني.
وأكد مستشار المجلس السياسي، أن الموقف الإيماني والأخلاقي للشعب اليمني وقيادته الحكيمة في الوقوف إلى جانب أبناء غزة شكل نموذجًا فريدًا في الشجاعة والإباء وصدق الانتماء الايماني، وأثبت مجددًا أن اليمن كان وسيظل بلد المدد والنصرة لقضايا الأمة.
وابتهل إلى المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الدينية العظيمة على الشعبين اليمني والفلسطيني وكل شعوب الأمة وقد تحقق لها النصر والتمكين.