يمانيون / تحليل خاص

في درسٍ إيماني وسياسي بليغ، من سلسلة قصص الأنبياء، عبّر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – عن ألمه وأسفه العميقين حيال الواقع المأساوي الذي تعيشه فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والتي تحوّلت من شعيرة مقدّسة ومظهر للوحدة الإيمانية، إلى عملية معقّدة، محاطة بالقيود والابتزاز والاستغلال السياسي والمادي.

وفي وقتٍ يجب أن يكون فيه أداء الحج أكثر يُسرًا من أي وقت مضى، بفعل تطور المواصلات ووسائل النقل، أصبح – كما وصفه السيد القائد – أصعب وأعقد رحلة في العالم، نتيجة للتعقيدات الرسمية، والتكاليف الباهظة، والسياسات الظالمة التي تحوّل قداسة الشعيرة إلى سلعة تُتاجر بها الأنظمة وتخضع لها الشعوب.

 البُعد الديني – فريضة عظيمة وميراث نبوي

أوضح السيد القائد أن الحج ليس مجرّد طقس موسمي، بل هو شعيرة إلهية مقدّسة لها جذورها في دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد ورثها خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وعلى آله. إنها فريضة تعبّر عن التسليم لله، والوحدة بين المسلمين، والتجرد من الأنانية والمادية.

وفي هذا السياق، استعرض السيد القائد دعاء إبراهيم عليه السلام {رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا}، وكيف أن الله سبحانه وسّع الرزق حول البيت الحرام، حتى لا يُستغل الحجاج أو يُبتزّوا، بل ليكون الحج تجربة إيمانية راقية بعيدة عن الاستغلال والتسلط.

وأكد أن الولاية على البيت الحرام ليست سلطة إدارية أو سياسية، بل مسؤولية دينية قائمة على التقوى، مستشهدًا بقول الله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}، ومشدّدًا على أن من يصدّون عن المسجد الحرام بوسائل مادية أو سياسية، يقترفون جريمة تُوجب العذاب الإلهي.

البُعد السياسي – استهداف صهيوني وخطة للهيمنة

في قراءة سياسية واضحة وجريئة، نبّه السيد القائد إلى مخطط صهيوني خطير يسعى إلى السيطرة على مكة والمدينة، ضمن سياق مشروع صهيوني عالمي يستهدف الأمة من عمقها الديني. وذكر أن هناك دعوات صادرة من شخصيات يهودية تدعو علنًا إلى قصف الكعبة المشرفة بقنبلة نووية، في تعبير صارخ عن مدى الحقد على الإسلام ورموزه.

واعتبر أن ما يجري من تضييق على الحج، وفرض للقيود والنسب والتكاليف الباهظة، لا يخرج عن كونه جزءًا من هذا المخطط: إبعاد المسلمين عن قدسيتهم، وتحويل فريضة الحج من شعيرة تجمع الأمة إلى موسم مضغوط يخضع للمال والسلطة.

وأشار إلى أن من يتحكمون بالحج لا ينطلقون من منطلقات دينية، بل يستغلونه سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا، ويقدمون صورة إعلامية مزيفة تخالف الواقع تمامًا، حيث يعاني الحجاج من تعقيدات مؤلمة وارتفاع في الأسعار وابتزاز مالي لا يليق بحرمة المكان ولا قدسية المناسبة.

النداء للأمة – استعادة قدسية الشعيرة ورفض الاستغلال

أطلق السيد القائد في ختام حديثه نداءً صادقًا للأمة، دعا فيه إلى إعادة الوعي الحقيقي بالحج كعبادة ربانية ومسؤولية رسالية، لا كسفر سياحي باهظ الكلفة أو خاضع للمزاج السياسي. وشدّد على أن الحج يجب أن يعود إلى روحه النبوية الإبراهيمية، حيث الخضوع لله وحده، والارتباط بالمقدسات دون تشويش خارجي أو تدخلات من قوى الهيمنة والاستكبار.

وأكد أن الحج اليوم بحاجة إلى من يحميه من التسييس والتجويف، لا من يستغله أو يعقده، وأن صوت الأمة يجب أن يُرفع عاليًا في وجه كل من يُفرّغ هذه الشعيرة من مضمونها، أو يوظّفها أداةً للإذلال والربح والاستغلال.

خاتمة

الدرس السادس للسيد القائد حفظه الله يمثل كشفٌ واعٍ لمؤامرة خطيرة، ورسالة وعي إيماني وسياسي تضع الأمة أمام مسؤوليتها تجاه بيت الله الحرام وفريضة الحج. إنه نداء للتجرد من الهيمنة، والعودة الصادقة إلى قدسية ما عظّمه الله، ورفضٌ واضح لتحويل الحرم الإلهي إلى مزاد اقتصادي أو ملعب سياسي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: هدنة غزة خلفت ضحايا باكثر من 4 الاف وانزال المساعدات خداع

وقال السيد القائد في كلمته الاسبوعية ان العدو الإسرائيلي استهدف في هذا الأسبوع الذي أعلن فيه هدنة إنسانية أكثر من أربعة آلاف فلسطيني معظمهم كالعادة من النساء والأطفال وان كثير ممن استهدفهم العدو الإسرائيلي بالتزامن مع إعلانه للهدنة هم من طالبي الغذاء ومن الساعين للحصول على الغذاء لسد جوعهم وجوع أطفالهم ونسائهم

واضاف : العدو الإسرائيلي من خلال مصائد الموت في هندسته للجوع وأساليبه العدائية المتوحشة يستهدفهم ويقتل منهم باستمرار في كل يوم ما يؤكد استخدامه اسلوب الخداع للعالم والرأي العالمي بعد ضجة عالمية تجاه مستوى التجويع والظلم الرهيب.

وعبر السيد القائد:ط عن اسفه لمشاهد الأطفال في هياكلهم العظمية للناس، للكبار، للصغار، مؤكدا بانها مشاهد رهيبة جداً ومخزية للمجتمع البشري في هذا العصر واكد السيد القائد ان إنزال المساعدات جوا هي خدعة جديدة للعدو الإسرائيلي حيث ذهب معظمها إلى ما يسميها العدو بالمناطق الحمراء، التي يُقتل الفلسطينيون بمجرد الذهاب إليها.

واوضح ان إنزال المساعدات جوا قد تكون سائغة كطريقة في بعض المناطق من العالم التي لا يتهيأ فيها إيصال المواد الغذائية إلى الناس اما في غزة فلا مبرر لإنزال المساعدات جوا والهدف منها الخداع من جهة واللعب بكرامة وحياة الناس في قطاع غزة من جهة أخرى.

وقال: من المتاح جداً في قطاع غزة إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية برا وتوزيعها من العاملين في الأمم المتحدة واضاف: ان العائق الوحيد في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هو العدو الإسرائيلي.

واكد السيد القائد ان حجم الإجرام الصهيوني لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه على مستوى الانتقاد، التصريحات، البيانات، الإدانات، لكن ذلك لا يكفي .. مشددا علئ ضرورة اتخاذ مواقف وإجراءات عملية فالعدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات

مقالات مشابهة

  • اللقاء المشترك يعلن تاييده لمضامين خطاب السيد القائد
  • معلومات تكشف أخطر استثمار أمريكي _ صهيوني يدار داخل هذه الدول العربية (تفاصيل)
  • السيد القائد يشيد بأجل العبارات على خروج الجمعة الماضية
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد: هدنة غزة خلفت ضحايا باكثر من 4 الاف وانزال المساعدات خداع
  • أمين الإفتاء: إذا غلب على ظن البائع أستخدام المشتري للسلعة في الحرام وجب عليه الامتناع عن البيع
  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • مصر.. درع غزة وضمير الأمة في وجه آلة الاحتلال | وسياسي: التحرك المصري يشمل أبعادا متعددة
  • القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه