5 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تتصاعد حدة التوتر في المناطق السنية العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، حيث لا تبدو المنافسة مجرد سباق ديمقراطي، بل معركة وجود حقيقية.

ويشهد الشارع السني صراعًا محتدمًا بين تحالفي “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي و”العزم” وتحالفات وأحزاب اخرى، في محاولة كل منهما للهيمنة على المشهد السياسي في محافظات مثل الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى.


وتتعمق الأزمة مع دخول المال السياسي على خط المنافسة، حيث تشير تقارير إلى استخدام بعض المرشحين للمال العام في حملاتهم الانتخابية، ما يثير مخاوف من تأثير ذلك على نزاهة العملية الانتخابية. ويؤكد مراقبون أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد، خاصة في ظل غياب الثقة بين المواطنين والنظام السياسي القائم.

ويحذر محللون من أن استمرار هذه الصراعات قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المناطق السنية، خاصة مع وجود تدخلات خارجية تسعى إلى استغلال الانقسامات الداخلية لتحقيق مصالحها. ويشير البعض إلى أن بعض القوى السياسية الشيعية تحاول تعزيز نفوذها في هذه المناطق من خلال دعم شخصيات سنية متوافقة معها، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

وفي ظل هذه الأوضاع، يتساءل المواطنون عن جدوى المشاركة في الانتخابات، خاصة مع تكرار التجارب السابقة التي لم تؤدِ إلى تحسين الأوضاع المعيشية أو تحقيق تطلعاتهم. ويعبر العديد منهم عن خيبة أملهم من العملية السياسية برمتها، معتبرين أن الانتخابات أصبحت وسيلة لتكريس الفساد والمحاصصة الطائفية.

وتبقى الأنظار موجهة إلى ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة، وهل ستتمكن من إحداث تغيير حقيقي في المشهد السياسي، أم أنها ستعيد إنتاج نفس الوجوه والسياسات التي أدت إلى الأزمات المتكررة في البلاد. وفي ظل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على وعي الناخبين وقدرتهم على اختيار من يمثلهم بصدق ويعمل على تحقيق مصالحهم.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المنفي يستقبل المبعوثة الأممية.. تأكيد على تثبيت الهدنة ودفع العملية السياسية نحو الانتخابات

استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، اليوم الأربعاء في العاصمة طرابلس، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، حنا تيتيه، في لقاء تناول مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.

وتركزت المحادثات على أهمية تثبيت الهدنة المعلنة في العاصمة، وضمان وقف إطلاق النار عبر دعم الترتيبات الأمنية التي يشرف عليها المجلس الرئاسي، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

كما بحث الجانبان سبل كسر الجمود السياسي الذي تشهده البلاد، عبر مناقشة عدد من الخيارات المطروحة، استناداً إلى مخرجات اللجنة الاستشارية، بهدف بلورة رؤية توافقية تُعيد إطلاق العملية السياسية على أسس شاملة ومستقرة.

وشدد اللقاء على ضرورة الوصول إلى انتخابات وطنية تُجرى وفق قاعدة دستورية وقانونية واضحة، بما يعزز الاستقرار السياسي ويلبي تطلعات الشعب الليبي نحو مستقبل ديمقراطي.

مقالات مشابهة

  • محافظ البصرة يرد على اتهامات هدر المال العام
  • عواصف رعدية وأعاصير تكتسح الولايات المتحدة.. تكساس في قلب المشهد!
  • مصر أكتوبر: الإخوان يعيشون حالة من الإفلاس السياسي .. وعلينا توحيد الصف خلف القيادة السياسية
  • اقتصادي: جاذبية مضاعفة للاستثمار بالأسواق الناشئة كمصر
  • المشهد العالمي والتناقضات السياسية
  • المنفي يستقبل المبعوثة الأممية.. تأكيد على تثبيت الهدنة ودفع العملية السياسية نحو الانتخابات
  • بعد سنوات من الصراع السياسي.. مجلس نينوى يفتح باب الترشح لإشغال الوحدات الإدارية
  • حزب الدعوة:المشهد السياسي سيبقى كما هو في الانتخابات المقبلة
  • مرشح المعارضة لي جاي ميونغ يفوز بالأنتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية بعد أشهر من الفوضى السياسية