إعلام إسرائيلي: تباين الآراء بشأن الحرب وسط عزلة دبلوماسية متزايدة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات متباينة بشأن الحرب في قطاع غزة تراوحت بين مواقف متشددة ودعوات لإنهاء الصراع، وسط تحذيرات من تداعيات دولية متزايدة.
وأبرزت القناة الـ13 تحذير المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس من أن الفلسطينيين يواجهون "الخيارات الأشد رعبا"، مشيرا إلى أنه لليوم الثالث على التوالي يقتل الناس حول مراكز التوزيع وداخلها.
وأكد لورانس أن الفلسطينيين أصبحوا أمام خيارين، إما الموت جوعا أو المخاطرة بأن يقتلوا خلال محاولتهم الحصول على الطعام.
في المقابل، عبرت الصحفية في القناة الـ14 دانا فران عن موقف متشدد تجاه سكان غزة قائلة "إن لدينا في الدولة من يريدون أن يشرحوا لنا أنكم أبرياء وأنكم تعانون بشكل فظيع بسبب الحرب، وبصراحة أقول لكم إنه من الصعب علي تصديق ذلك".
وأضافت "اخرجوا من غزة ونالوا حياتكم"، هذا ما لدي لأقوله لكم.
وفي السياق ذاته، تبنى عضو الكنيست عن حزب القوة اليهودية تسفي كرويزر موقفا أكثر تطرفا، مؤكدا أن الحرب ستستمر كل الوقت المطلوب حتى ندمر قطاع غزة تماما، فحتى حي الشجاعية لن يبقى قائما، ولن يبقى عرب في الشجاعية.
إسرائيل مسؤولة عن المجاعة
لكن أصواتا أخرى داخل المؤسسة الإسرائيلية عبرت عن قلق عميق من مسار الأحداث، فقد اعترف عيران عتسيون نائب مجلس الأمن القومي السابق بأن إسرائيل في خضم مأساة إنسانية تقع المسؤولية عنها علينا، مشيرا إلى وجود "مجاعة في غزة".
إعلانوانتقد عتسيون الأهداف الإسرائيلية، واصفا إياها بـ"غير الواقعية"، محذرا من أن الأساليب المستخدمة تكاد تكون جرائم حرب.
من جهته، وجّه عضو الكنيست عن حزب الديمقراطيين جلعاد كاريف انتقادات لاذعة للقيادة السياسية، قائلا إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ليست لديه أي فكرة إلى أين نحن ذاهبون.
وأكد أن أعضاء حكومته كذلك لا يعلمون إلى أين تتجه بوصلة البلاد، وحذر من أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير يقودان الجميع إلى الهاوية.
وعلى صعيد التطورات الدبلوماسية، أشار مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11" سليمان مسودة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف قمة في باريس خلال الشهر الجاري ستناقش دعم حل الدولتين، وأن اللقاء سيصدر وثيقة ستحدد كيف سيكون شكل الدولة الفلسطينية.
وفي إطار التداعيات الاقتصادية والدبلوماسية، أكد مراسل الشؤون الدبلوماسية في قناة "24 آي" عامي حيشتاين أن وزارة الدفاع الإسبانية قررت إلغاء صفقة مع شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة لشراء 1700 صاروخ سبايك، في صفقة تقدر بنحو 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن السبب هو سياسات إسرائيل في غزة.
كما سلط مراسل القناة في الولايات المتحدة إيفال رفيدان الضوء على قضية حساسة تتعلق بنحو 170 كنديا إسرائيليا ذهبوا لأداء الخدمة العسكرية في إسرائيل.
وأوضح أنهم معرضون للتحقيق في كندا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، معربا عن قلقه من أن إسرائيل ستخسر إحدى الدول الصديقة المهمة.
وفي تحليل آخر للأوضاع، حذر بندور يميني الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت من أن إسرائيل تتجه نحو أن تصبح دولة جرباء مثل "نظام الأبارتايد" الذي كان في جنوب أفريقيا.
وحمّل الكاتب نتنياهو مسؤولية قيادة البلاد إلى هذه المرحلة، واصفا هذا المسار بأنه سيئ لإسرائيل.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
استطلاع عالمي: نظرة سلبية متزايدة تجاه إسرائيل ونتنياهو في أنحاء العالم
نشر مركز "بيو" الأميركي للأبحاث استطلاعا عالميا واسع النطاق أظهر تزايدا ملحوظا في المشاعر السلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في معظم دول العالم.
وشمل الاستطلاع 24 دولة بمشاركة أكثر من 28 ألف شخص، وكشف أن نتنياهو لم يحصل على تأييد يتجاوز الثلث في أي من الدول المستطلعة، باستثناء كينيا ونيجيريا، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
كما أظهرت النتائج أن النظرة العامة تجاه إسرائيل كانت سلبية في 20 من أصل 24 دولة شملها الاستطلاع، إذ عبرت الأغلبية التي شملها الاستطلاع عن آراء غير مؤيدة لإسرائيل.
ففي الولايات المتحدة، عبّر 53% من المشاركين عن مواقف سلبية من إسرائيل، بزيادة 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022، بينما ارتفعت نسبة غير المؤيدين في المملكة المتحدة من 44% عام 2013 إلى 61% اليوم.
من جهتها، أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن منظمات ترصد معاداة السامية في الولايات المتحدة لاحظت تزايد الربط بين الهجمات ضد اليهود وإسرائيل أو الصهيونية.
كما أظهرت استطلاعات رأي أمريكية، بحسب الصحيفة، ارتفاعا في النظرة السلبية تجاه إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، مقابل تنامي الدعم لحركة التضامن مع الفلسطينيين.
وكانت هيئة البث الإسرائيلة، قالت إن "إسرائيل تعيش أزمة دبلوماسية غير مسبوقة"، بسبب تصعيدها الحرب على قطاع غزة، واصفة ما يجري بأنه "تسونامي دبلوماسي".
وأوضحت أن ذروة تراجع الدعم الغربي لإسرائيل تجلت في قرارات تصعيدية اتخذتها دول أوروبية كبرى، بينها فرنسا التي دعت لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأوروبية، وبريطانيا التي فرضت عقوبات على مستوطنين واستدعت السفيرة الإسرائيلية للتوبيخ، وأوقفت مفاوضات اتفاقية التجارة الجديدة مع تل أبيب.
إعلانوصعّد الاحتلال من عدوانه على المدنيين في غزة، مستهدفا المستشفيات وخيام النازحين وتدمير الأحياء السكنية، بالتزامن مع منع الغذاء والماء والدواء عن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
وبدعم أميركي ، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.